صحيفة التغيير السودانية:
2024-09-30@12:09:05 GMT

قلوب الآثمين آسنة من الظلم!

تاريخ النشر: 22nd, May 2024 GMT

قلوب الآثمين آسنة من الظلم!

بثينة تروس

في ظل الانتهاكات الإنسانية لحقوق الشعب السوداني كاَفة في الحرب الدائرة الآن، ورد تقرير لفريق المستشفى العسكري بطلب تحويل المخلوع البشير (80) ورفاقه المجرمين إلى مستشفى مروي والمطالبة بالإفراج عنهم بكفالة (لحاجته إلى موجات صوتية للقلب، وفحص وظائف الرئة وهي غير متوفرة بالمنطقة العسكرية، وأوصى بتحويله لمقابلة استشاري الباطنية.

. يوسف عبد الفتاح يعاني ورم بالقولون؛ حيث إن حجم الورم في ازدياد وهناك تخوف من انتشاره.. من الضروري إجراء الفحوصات اللازمة له بأسرع ما يمكن وتحويله لمقابلة استشاري الجهاز الهضمي والمناظير.. وبكري حسن صالح (75) يحتاج إلى موجات صوتية للقلب، ومراجعة برمجة جهاز تنظيم ضربات القلب الذي تم تركيبه له قبل عامين.. وعن عبد الرحيم حسين (75).. كذلك موجات صوتية للقلب وفحص مراقبة ضربات القلب بصورة مستمرة كل 4 ساعات.. عن اللواء الخنجر، يحتاج إلى موجات صوتية للقلب ومتابعة إنزيمات القلب.) النور أحمد النور الجزيرة نت 20 مايو 2024.

بالطبع موازين العدالة الصحاح تؤكد حق العلاج للمعتقلين السياسيين ضمن واجبات الحكومة تجاههم.. ومعلوم أنه قبل الحرب عجز انقلاب الجنرال البرهان وزمرته من إقامة حكومة، وانفرط عقد الأمن بالبلاد ما بين (تسعة طويلة) وتفجيرات خلايا الإرهابيين، وفوضي الفلول وإطلاق يدهم في إشاعة الفوضى، وكانت حرب 15 أبريل، وفيها تم إطلاق سراح جميع المتهمين من أفراد الحركة الإسلامية الذين كانوا في السجون، كما تم إطلاق سراح جميع المساجين في العاصمة بما فيهم عتاة المجرمين.. وعجباً لمحامي هؤلاء القتلة من قادة الإخوان المسلمين الذين أسالوا دماء الشباب السلمي الثائر وقتلوهم بدم بارد، ويتعلل بشيخوختهم وأمراض قلوبهم الآثمة بالظلم، كأسباب لإطلاق سراحهم!!

وهل يا ترى يستحق هؤلاء المفسدون الذين لم يتنازلوا عن كراسي السلطة، وقد بلغوا من الأعمار أرذلها، ومن الصحة بالغ علتها، إلا بعد أن أطاحت بحكمهم ثورة ديسمبر السلمية، واعتقلت قادتهم في السجون بأمر المواطنين، وحينها كان الإسلاميون يتوعدون الثوار بالمشانق في الميادين، بعد أن أفتى لهم علماء السوء والرشاوي بقتل ثلثي الشعب، في سبيل إطالة عمر نظامهم.. وبالفعل قتلوا الشباب العزل أمام عتبات دورهم، وتحت ناظري ومشاركة الجيش، والدعم السريع وكتائب الظل، وأفراد اللجنة الأمنية – أصحاب التاريخ الطويل في بيوت الأشباح التي تفننوا فيها بشتى صنوف التعذيب والإذلال إلى درجة اختلاقهم لوظيفة (اختصاصي اغتصابات).. ففي ساحة الاعتصام وعندما قررت اللجنة الأمنية فضه سحلوا الثوار، واغتصبوهم، ورموهم مقيدين وقد علقت على أقدامهم أثقال الطوب والأسمنت حتى يبقوا في قاع النهر، ومن تبقى منهم ملئوا بهم المعتقلات والسجون، وبالطبع ليست كسجونهم المرفهة كأجنحة الفنادق يتلقون فيها العلاج والطعام الجيد.. فقد تم حبس الشباب الثائر من أجل العدالة والحرية والسلام، في باطن الأرض، وفي ثلاجات الموز، وأزهقت أرواحهم، وتركت أجسادهم في مكانها حتى تعفنت واختلطت ببعضها البعض، بلا وازع ولا رحمة ولا دين، خل عنك قانون أو عرف إنساني، وأكثريتهم سموا بالمفقودين، حيث لا يزال أهلهم يعيشون بحلم عودتهم!

واليوم فإن هؤلاء الخارجين على القانون لثلاثين عاماً، يتباكون على العدالة المفقودة ويمنون أنفسهم بأن تقلهم الطائرات إلى تركيا ليلحقوا بإخوتهم وأهليهم حيث المساكن الفخمة التي يملكونها هناك والأرصدة المجنبة لمثل هذه الظروف!

وكيف يستقيم أمر تحقيق العدالة لزمرة أياديها ملطخة بدماء الأبرياء، أشعلت الحروب في ربوع البلاد بما فيها هذه الحرب التي نشهدها اليوم والتي قامت بين فصيلين من فصائلها بعد أن أغدقت عليهما بالأموال والاستثمارات والأسلحة الفتاكة طوال العقود الماضية.. فما بين الجيش وميليشياته التي خرجت من رحمه من (جنجويد) الأمس إلى (براؤون) اليوم، تم إزهاق ما يقارب ال 30 ألف نفس، وأصيب ما يزيد على ال 70 ألف جريح أو معاق، وترك الملايين ما بين نازح ولاجئ يتكففون الناس، أو يواجهون مخاطر الموت والجوع، ولا يجدون سبيلاً لتأمين حياتهم وأمنهم وحفظ كرامتهم! خل عنك الملايين الأخرى التي لا يتيسر لها أمر الصحة والعلاج أو حتى النزوح، حيث خرجت 43 مستشفى عن الخدمة؛ بسبب القصف والإغلاق المقصود.. ثم يأتي هؤلاء المحامون ليحدثونا عن قلقهم بشأن صحة وعافية الديكتاتور الذي تسبب في كل ذلك وإخوته المجرمين!!!

أيها المحامون الإسلاميون العاطبون العاطلون من كل فضيلة ومروءة.. من هم الذين أحق بالعدالة الإنسانية؟ هؤلاء الفاسدون الذين يريدون الهروب من حصاد جرمهم؟ أم الشعب الذي فرضتم عليه هذه الحرب، وهي تدخل عامها الثاني، وجل مطالبه فتح ممرات آمنة لكي يصله الدواء والعلاج والطعام، بعد أن أصبح فقراؤه يقتاتون من ورق الأشجار، ويموت أطفالهم من سوء التغذية، ويهددهم شبح المجاعة، بينما يسعى تنظيمكم الإجرامي في إطالة أمد هذه الحرب، ويقف حجر عثرة أمام أي مساع لإيقافها، عشما في أن ينتصر فيها، ويعود سيرته الأولى حاكما فاسدا ظالما باطشا لهذا الشعب الأبي لعقود أخرى..

الوسومبثينة تروس

المصدر: صحيفة التغيير السودانية

كلمات دلالية: بعد أن

إقرأ أيضاً:

ثقافة الانهزام لدى بعض العرب

تعاني الأمة العربية منذ عقود من قيام البعض ممن يطلقون على أنفسهم محللين سياسيين وإعلاميين ومثقفين وخبراء إستراتيجيين وغيرهم، الذين يدورون في فلك العدو، بدفعهم وتمجيدهم لإبرام اتفاقيات وإقامة علاقات مع العدو الصهيوني، وبثهم بكل ما يملكون من قدرات، لزرع روح اليأس والإحباط لدى مئات الملايين من الشعوب العربية والإسلامية، وتقزيم أي توجه لمقاومة هذا العدو المجرم لصده عن جرائمه؛ بحجة أن الدول العربية وشعوبها ضعيفة، ولا تملك القدرة على مواجهة هذا الكيان، وبالتالي لا توجد طريقة، حسب منظورهم، لدى الدول العربية، سوى القبول بكل ما يفعله هذا الكيان المجرم في فلسطين المحتلة من قتل وتدمير وإذلال للشعب الفلسطيني وخرق للقوانين والشرائع الدولية والإنسانية، وكذلك القبول بعدوانه المتكرر على لبنان. فمنذ السابع من أكتوبر لم يتوقف هؤلاء عن توجيه كل عبارات الاتهام -التي تصل في بعض الأحيان إلى الشتائم- إلى المقاومة الفلسطينية في غزة، وتحديدا حركة حماس وقادتها، بأنهم سيجرون المنطقة إلى ويلات الحرب، متغاضين عن كل ما فعله الكيان الصهيوني من قتل وتدمير وإذلال للشعب الفلسطيني في غزة والضفة الغربية على مدى عقود من الزمن، بطريقة، لا يمكن لأي شعب في العالم لديه كرامة أن يقبلها من غاصب محتل، واصفين في الوقت ذاته حركة حماس بأنها حركة إرهابية، ولا تحرص على الأمن القومي الفلسطيني والعربي، متجاهلين، أن حركة حماس التي تأسست في ١٥ ديسمبر من العام ١٩٨٧م -كنتيجة حتمية لأفعال المحتل الصهيوني الإجرامية- تعد حركة مقاومة فلسطينية ذات فكر إسلامي وسطي معتدل، وأنها شاركت في الانتخابات التشريعية التي جرت في شهر يناير من العام ٢٠٠٦م، واكتسحت الانتخابات بحصولها على ٧٦ مقعدا من أصل كل مقاعد المجلس التشريعي البالغة ١٣٢ مقعدا، في انتخابات بلغت نسبة المشاركة فيها ٧٧٪ من إجمالي من يحق لهم التصويت في الأراضي الفلسطينية، وتجاوزت بمسافة حركة فتح، التي حصلت على ٤٣ مقعدا فقط. وأن القائد الشهيد إسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، الذي اغتالته يد الغدر الصهيونية في ٣١ من يوليو الماضي في طهران، كان رئيس وزراء أول حكومة فلسطينية منتخبة في العام ٢٠٠٦م -كأحد استحقاقات اتفاق أوسلو الذي وقعه الرئيس الشهيد ياسر عرفات في واشنطن في ١٣ سبتمبر ١٩٩٣م. ونفس هذا الاتهام وجهه هؤلاء لحزب الله وقادته، وعلى رأسهم الشهيد حسن نصر الله، أمين عام الحزب، الذي اغتالته ورفاقه آلة الحرب الصهيونية الغادرة، في بيروت بتاريخ ٢٧ سبتمبر الحالي. حزب الله كما هو معروف، هو حزب إسلامي شيعي مسلح تأسس في العام ١٩٨٢م بعد الغزو الإسرائيلي للبنان واحتلالها جنوب لبنان، وإنشائها ما يسمى «جيش لبنان الجنوبي»، إذن، الهدف من إنشائه هو مقاومة الاحتلال الصهيوني، وهو يعد أحد المكونات الرئيسية للمجتمع اللبناني، وقد تولى رئاسته حسن نصر الله في العام ١٩٩٢م بعد اغتيال إسرائيل لأمين عام الحزب السابق عباس الموسوي وأسرته، بإطلاق صواريخ حرارية حارقة على سيارته. وفي أغسطس من العام ٢٠٠٨م وافقت الحكومة اللبنانية بالإجماع على مشروع بيان سياسي، اعترف بوجود حزب الله كمنظمة مسلحة، ويضمن حقه في «تحرير الأراضي المحتلة أو استردادها»، إضافة إلى مشاركته الدائمة في الانتخابات التشريعية والحكومات اللبنانية المتعاقبة. إذن، هو حزب سياسي عسكري شرعي وليس مكونا إرهابيا كما يدعي هؤلاء العرب، المقزّمون لكل فكر يؤمن بضرورة مقاومة المحتل. وعندما تمكنت هذه الروح الانهزامية من العرب والمسلمين في مراحل معينة من تاريخ هذه الأمة، أوردتها موارد الضعف المهين. فمثلًا، عندما قام التتار باجتياح العالم الإسلامي ودخول بغداد في العام ١٢٥٨م وقتلهم للخليفة العباسي المستعصم بالله، كان الجندي من التتار يسير في الشارع بلا سلاح، فيقابل الرجل المسلم، فيقول له: أبقى مكانك ولا تتحرك حتى آتي بسيفٍ وأقتلك، فيبقى المسلم كما هو حتى يقتله التتري. وفي تاريخنا المعاصر، أشاع البعض، أن الجيش الصهيوني جيش لا يقهر وحاول إضفاء هالة كبرى على هذا الجيش وعلى الكيان الصهيوني، وسقطت هذه التعبئة السلبية، عندما حطم الجيش المصري العظيم والجيوش العربية التي شاركت معه تلك الخرافة، في حرب السادس من أكتوبر من العام ١٩٧٣م، العاشر من رمضان ١٣٩٣هـ، والأمثلة كثيرة في هذا الشأن. ختامًا، لا يمكن القبول بأن يقوم هؤلاء بإهانة وتقزيم رجال المقاومة الأبطال، في كل من فلسطين ولبنان، ووصفهم بعبارات ظالمة، وهم الذين ضحوا بكل ما يملكون في هذه الدنيا، وعلى رأسها أرواحهم، من أجل كرامة أوطانهم وشعوبهم، وكأن من يقاومونه، هو حمل وديع مغلوب على أمره، وليس كيانا مجرما تجاوز كل ما هو معروف في تاريخ البشرية من جرائم ومجازر وغدر، بشهادة شعوب العالم أجمع، بدياناتها وأعراقها المختلفة، وكما قال الزعيم الخالد جمال عبدالناصر: «اللهم أعطنا القوة لندرك أن الخائفين لا يصنعون الحرية والضعفاء لا يخلقون الكرامة والمترددين لن تقوى أيديهم المرتعشة على البناء».

خالد بن عمر المرهون متخصص في القانون الدولي والشؤون السياسية.

مقالات مشابهة

  • جراح منسية.. الصحة النفسية ليست أولوية للمؤسسات التي تُشغّل الصحفيين في غزة
  • لست عالقاً ولا نازحا يا ابن أخي وانت مازلت داخل وطن الجدود رغم ظروف الحرب اللعينة العبثية المنسية فاي دار تطرق بابها تقول لك ألف ألف مرحب
  • ثقافة الانهزام لدى بعض العرب
  • تغور «البوليتزر» من وش نتنياهو!
  • مليشيا الحوثي تختطف أطفالاً صغاراً وتزرع الرعب في قلوب اليمنيين
  • دمية تثير الرعب في قلوب البريطانيون
  • أعمار المقاتلين الذين اقتحموا جسور الخرطوم وبحري غالبها في العشرينات
  • «الجارديان»: هل تستطيع إسرائيل تجنب الوقوع في نفس الأخطاء التي ارتكبتها خلال هجومها البري السابق على لبنان؟
  • 7 صفات تميِّز الأشخاص المحببين
  • يديعوت عن خطابات نتنياهو: غيّر أهداف الحرب بغزة وهذه أكثر الكلمات التي ردّدها