قلوب الآثمين آسنة من الظلم!
تاريخ النشر: 22nd, May 2024 GMT
بثينة تروس
في ظل الانتهاكات الإنسانية لحقوق الشعب السوداني كاَفة في الحرب الدائرة الآن، ورد تقرير لفريق المستشفى العسكري بطلب تحويل المخلوع البشير (80) ورفاقه المجرمين إلى مستشفى مروي والمطالبة بالإفراج عنهم بكفالة (لحاجته إلى موجات صوتية للقلب، وفحص وظائف الرئة وهي غير متوفرة بالمنطقة العسكرية، وأوصى بتحويله لمقابلة استشاري الباطنية.
بالطبع موازين العدالة الصحاح تؤكد حق العلاج للمعتقلين السياسيين ضمن واجبات الحكومة تجاههم.. ومعلوم أنه قبل الحرب عجز انقلاب الجنرال البرهان وزمرته من إقامة حكومة، وانفرط عقد الأمن بالبلاد ما بين (تسعة طويلة) وتفجيرات خلايا الإرهابيين، وفوضي الفلول وإطلاق يدهم في إشاعة الفوضى، وكانت حرب 15 أبريل، وفيها تم إطلاق سراح جميع المتهمين من أفراد الحركة الإسلامية الذين كانوا في السجون، كما تم إطلاق سراح جميع المساجين في العاصمة بما فيهم عتاة المجرمين.. وعجباً لمحامي هؤلاء القتلة من قادة الإخوان المسلمين الذين أسالوا دماء الشباب السلمي الثائر وقتلوهم بدم بارد، ويتعلل بشيخوختهم وأمراض قلوبهم الآثمة بالظلم، كأسباب لإطلاق سراحهم!!
وهل يا ترى يستحق هؤلاء المفسدون الذين لم يتنازلوا عن كراسي السلطة، وقد بلغوا من الأعمار أرذلها، ومن الصحة بالغ علتها، إلا بعد أن أطاحت بحكمهم ثورة ديسمبر السلمية، واعتقلت قادتهم في السجون بأمر المواطنين، وحينها كان الإسلاميون يتوعدون الثوار بالمشانق في الميادين، بعد أن أفتى لهم علماء السوء والرشاوي بقتل ثلثي الشعب، في سبيل إطالة عمر نظامهم.. وبالفعل قتلوا الشباب العزل أمام عتبات دورهم، وتحت ناظري ومشاركة الجيش، والدعم السريع وكتائب الظل، وأفراد اللجنة الأمنية – أصحاب التاريخ الطويل في بيوت الأشباح التي تفننوا فيها بشتى صنوف التعذيب والإذلال إلى درجة اختلاقهم لوظيفة (اختصاصي اغتصابات).. ففي ساحة الاعتصام وعندما قررت اللجنة الأمنية فضه سحلوا الثوار، واغتصبوهم، ورموهم مقيدين وقد علقت على أقدامهم أثقال الطوب والأسمنت حتى يبقوا في قاع النهر، ومن تبقى منهم ملئوا بهم المعتقلات والسجون، وبالطبع ليست كسجونهم المرفهة كأجنحة الفنادق يتلقون فيها العلاج والطعام الجيد.. فقد تم حبس الشباب الثائر من أجل العدالة والحرية والسلام، في باطن الأرض، وفي ثلاجات الموز، وأزهقت أرواحهم، وتركت أجسادهم في مكانها حتى تعفنت واختلطت ببعضها البعض، بلا وازع ولا رحمة ولا دين، خل عنك قانون أو عرف إنساني، وأكثريتهم سموا بالمفقودين، حيث لا يزال أهلهم يعيشون بحلم عودتهم!
واليوم فإن هؤلاء الخارجين على القانون لثلاثين عاماً، يتباكون على العدالة المفقودة ويمنون أنفسهم بأن تقلهم الطائرات إلى تركيا ليلحقوا بإخوتهم وأهليهم حيث المساكن الفخمة التي يملكونها هناك والأرصدة المجنبة لمثل هذه الظروف!
وكيف يستقيم أمر تحقيق العدالة لزمرة أياديها ملطخة بدماء الأبرياء، أشعلت الحروب في ربوع البلاد بما فيها هذه الحرب التي نشهدها اليوم والتي قامت بين فصيلين من فصائلها بعد أن أغدقت عليهما بالأموال والاستثمارات والأسلحة الفتاكة طوال العقود الماضية.. فما بين الجيش وميليشياته التي خرجت من رحمه من (جنجويد) الأمس إلى (براؤون) اليوم، تم إزهاق ما يقارب ال 30 ألف نفس، وأصيب ما يزيد على ال 70 ألف جريح أو معاق، وترك الملايين ما بين نازح ولاجئ يتكففون الناس، أو يواجهون مخاطر الموت والجوع، ولا يجدون سبيلاً لتأمين حياتهم وأمنهم وحفظ كرامتهم! خل عنك الملايين الأخرى التي لا يتيسر لها أمر الصحة والعلاج أو حتى النزوح، حيث خرجت 43 مستشفى عن الخدمة؛ بسبب القصف والإغلاق المقصود.. ثم يأتي هؤلاء المحامون ليحدثونا عن قلقهم بشأن صحة وعافية الديكتاتور الذي تسبب في كل ذلك وإخوته المجرمين!!!
أيها المحامون الإسلاميون العاطبون العاطلون من كل فضيلة ومروءة.. من هم الذين أحق بالعدالة الإنسانية؟ هؤلاء الفاسدون الذين يريدون الهروب من حصاد جرمهم؟ أم الشعب الذي فرضتم عليه هذه الحرب، وهي تدخل عامها الثاني، وجل مطالبه فتح ممرات آمنة لكي يصله الدواء والعلاج والطعام، بعد أن أصبح فقراؤه يقتاتون من ورق الأشجار، ويموت أطفالهم من سوء التغذية، ويهددهم شبح المجاعة، بينما يسعى تنظيمكم الإجرامي في إطالة أمد هذه الحرب، ويقف حجر عثرة أمام أي مساع لإيقافها، عشما في أن ينتصر فيها، ويعود سيرته الأولى حاكما فاسدا ظالما باطشا لهذا الشعب الأبي لعقود أخرى..
الوسومبثينة تروسالمصدر: صحيفة التغيير السودانية
كلمات دلالية: بعد أن
إقرأ أيضاً:
أردوغان: نساء فلسطين قدوة في الصمود بوجه الظلم
أنقرة - صفا
قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، يوم الإثنين، إن نساء فلسطين تمثلن قدوة للعالم أجمع ولكافة النساء بمواقفهن النبيلة وصمودهن أمام همجية المجازر الإسرائيلية.
وأضاف أردوغان في خطاب ألقاه بالعاصمة أنقرة، خلال فعالية أقيمت بمناسبة اليوم العالمي للقضاء على العنف ضد المرأة الموافق لـ 25 نوفمبر/ تشرين الثاني من كل عام، أن "إسرائيل" تواصل ارتكاب الإبادة الجماعية في غزة منذ 14 شهراً، حيث راح ضحيتها قرابة 50 ألف شهيد فلسطيني.
وأوضح أن الأطفال الأبرياء والنساء يشكلون أكثر من 70% من الضحايا الفلسطينيين، لافتاً إلى أن الأطفال والنساء أيضا يشكلون غالبية الضحايا جراء العدوان الإسرائيلي على لبنان.
وبعد اشتباكات مع فصائل في لبنان، أبرزها "حزب الله"، بدأت غداة شن "إسرائيل" حرب إبادة جماعية على قطاع غزة في 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 أسفرت عن استشهاد وإصابة نحو 149 ألف فلسطيني، وسعت تل أبيب منذ 23 سبتمبر/ أيلول الماضي نطاق الإبادة لتشمل معظم مناطق لبنان بما فيها العاصمة بيروت، عبر غارات جوية، كما بدأت غزوا برياً في جنوبه.
وشدد الرئيس التركي، على أن حكومة رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو المتعطشة للدماء، تقتل بوحشية يومياً عشرات النساء والأطفال والمسنين، متابعاً: "هذه المجزرة والوحشية مستمرة منذ 14 شهراً، خطوة بخطوة، أمام أعين العالم".
وأردف: "نساء فلسطين قدوة للعالم أجمع ولجميع النساء بمواقفهن النبيلة الرافضة للخضوع للظالم أمام همجية عصابة المجازر".
وقال أردوغان مخاطباً النساء الفلسطينيات: "لن نتردد في الدفاع عن حقكن الأساسي في الحياة دون أن نأبه بضغوط اللوبي الصهيوني"، مضيفًا: "قلوب السيدات هنا وجميع نساء تركيا، تنبض معكن وتدعو الله لكن ولخلاص فلسطين".
وأكد الرئيس التركي، أن تركيا ستواصل الصدح بالحقيقة في جميع المحافل الدولية من أجل وقف الإبادة الجماعية ووقف إراقة الدماء في غزة.
وبدعم أمريكي ترتكب "إسرائيل" منذ 7 أكتوبر2023 إبادة جماعية بغزة، خلفت نحو 149 ألف شهيد وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية بالعالم.