ماذا سيحدث بعد إصدار الجنائية الدولية مذكرة اعتقال بحق نتنياهو؟
تاريخ النشر: 22nd, May 2024 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
نشرت إذاعة (فرانس إنفو) الفرنسية اليوم /الأربعاء/ تقريرا تفصيليا حول العواقب المحتملة بشأن طلب المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية كريم خان، إصدار أوامر اعتقال بحق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وآخرين بتهمة ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية في قطاع غزة وإسرائيل.
وبحسب التقرير..أصدر المدعي العام، الذي استند في تحقيقاته لأحداث وقعت منذ عام 2021 وحتى الأشهر الأخيرة، أوامر اعتقال بحق نتنياهو ووزير دفاعه يوآف جالانت بتهم تتعلق بارتكاب جرائم مثل التجويع العمد للمدنيين والقتل العمد والإبادة.
وأشارت الإذاعة إلى أن هذه المعلومات أثارت ردود أفعال قوية من المجتمع الدولي وأدت إلى طرح تساؤلات منها ما يتعلق بالفترة الزمنية التي يمكن خلالها إصدار أوامر الاعتقال وهل سيتم القبض على الأشخاص المستهدفين؟.
وذكرت إذاعة (فرانس إنفو) أن مكتب المدعي العام، وهو هيئة مستقلة داخل المحكمة الجنائية الدولية، هو الذي قام بالتحقيق منذ عدة سنوات قبل أن يطلب أوامر الاعتقال هذه، ومن الآن فصاعدا، لا يمكن إلا للدوائر التمهيدية أن تصدر في أي وقت مذكرة اعتقال أو استدعاء للمثول إذا كانت هناك أسباب معقولة للاعتقاد بأن الشخص المعني قد ارتكب جريمة تدخل في اختصاص المحكمة حسبما أوضحت في وثيقة توضيحية.
وتقوم هذه الهيئة، المكونة من ثلاثة قضاة، حاليا ببحث طلب المدعي العام الذي يحتوي على وجه الخصوص على وصف للأفعال المزعومة وموجز للأدلة المقدمة ضده.
وقال أستاذ القانون الدولي في جامعة بروكسل الحرة أوليفييه كورتن "إنه لايزال بإمكاننا الاعتقاد بأن القضاة سيتخذون قرارا مؤيدا لإصدار أوامر الاعتقال"..مضيفا: "أن إسرائيل أكدت بالفعل أن الجنائية الدولية لا تتمتع بأي شرعية حتى أنها كانت معادية للسامية لذلك نشتبه في أنهم لن يتعاونوا مع المحكمة وهو ما لم يفعلوه في أي مكان آخر حتى الآن".
ويجب على قضاة الدائرة التمهيدية الآن أن يتخذوا قرارهم لكن الإجراءات طويلة للوصول إلى هذه النقطة، فتحت المحكمة التحقيق بشأن جرائم حرب محتملة في الأراضي الفلسطينية في عام 2021، ثم امتد التحقيق "ليشمل تصعيد الأعمال العدائية والعنف منذ هجمات 7 أكتوبر 2023" التي ارتكبتها حماس على الأراضي الإسرائيلية.
ومنذ ذلك الحين، يقول المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية إن فريقه جمع كما كبيرا من الأدلة حول الحوادث ذات الصلة، أما النسبة للبقية "يمكن أن تختلف المواعيد النهائية مع مرور أسابيع أو حتى أشهر في بعض الأحيان بين اللحظة التي يطلب فيها المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية إصدار مذكرة اعتقال وبين اتخاذ القضاة قرارا".
وإذا قرر قضاة المحكمة الجنائية الدولية إصدار مذكرة اعتقال بحق نتنياهو فهذا يعني من الناحية النظرية أن أي دولة من الدول الأعضاء في هذه المحكمة البالغ عددها 124 دولة ستكون ملزمة باعتقاله إذا وصل إلى أراضيها.
وأوضحت المحكمة أنه لا يمكن الملاحقة القضائية لأي فرد يتمتع بالحصانة، وفي حالة الاعتقال سيتم الاستماع إلى رئيس الحكومة الإسرائيلية في جلسة مثول أولي ثم خلال جلسة استماع إلى جانب النيابة العامة والممثلين القانونيين للضحايا قبل أن يقرر القضاة (عادة في غضون 60 يوما) ما إذا كانت الأدلة كافية لإرسال القضية إلى المحاكمة.
ومن جهته..قال المحامي إيمانويل داود المتخصص في القانون الجنائي الدولي، في تصريحات لإذاعة (فرانس إنفو) "ما فعله الإدعاء العام هو تأكيد على أنه لا توجد دولة فوق القانون، ولا زعيم فوق القانون، وأن حياة الفلسطيني تساوي حياة إسرائيلي".
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: الجنائية الدولية نتنياهو اعتقال كريم خان الجنائیة الدولیة المدعی العام مذکرة اعتقال اعتقال بحق
إقرأ أيضاً:
مؤرخة أمريكية: نتنياهو يستقوى بدعم اليمين العالمي في مواجهة الضغوط الدولية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
خطاب الأوساط الترامبية يسعى لخلق معركة مصطنعة بين العالم اليهودي المسيحي والإسلام ويستخدم صراع الشرق الأوسط لخدمة أهداف داخلية
"رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يستقوى بدعم قوي ضمن ائتلاف غير رسمي يربط بين زعماء اليمين فى العالم".. هكذا تحدثت الفيلسوفة والمؤرخة الأمريكية سوزان شنايدر، نائبة مدير معهد بروكلين للبحوث الاجتماعية فى نيويورك والباحثة الزائرة في جامعة أكسفورد بالمملكة المتحدة، والمتخصصة في شئون الشرق الأوسط.
تعليقًا على إصدار المحكمة الجنائية الدولية مذكرة اعتقال بحق بنيامين نتنياهو، قالت سوزان شنايدر، فى حديث لصحيفة "لوموند" الفرنسية: إن رئيس الوزراء الإسرائيلي، على وجه الخصوص، يحظى بالدعم الكامل من الزعماء المحافظين على مستوى العالم. وتابعت، لشرح رؤيتها، قائلة: لنلاحظ أولًا أن الرئيس الأمريكى جو بايدن، المنتهية ولايته، اعتبر قرار المحكمة الجنائية الدولية "فاضحًا". ومع ذلك، فإن ازدراء المحكمة الجنائية الدولية سوف يزداد عندما يحتل الرئيس المنتخب، الجمهوري دونالد ترامب، البيت الأبيض، خاصةً أنه في جميع أنحاء العالم، من المجر إلى الأرجنتين مرورًا بالهند، هناك العديد من القادة على رأس الدول الذين يزدرون هذا القرار. إنهم ينتمون إلى ائتلاف ناشئ يشكل يمينًا عالميًا، ومن أبرز شخصياته دونالد ترامب، وبنيامين نتنياهو، ورئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان، والرئيس الأرجنتيني خافيير مايلي، ورئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي.
مؤتمر سنوى
وللحق مكون أيضًا من مفكرين وإعلاميين يعتبرون عند البعض مؤثرين جدًا، أبرزهم بشكل خاص الإسرائيلى يورام هازوني الذي كان قريبًا من نتنياهو، ولكنه قبل كل شيء مؤسس المؤتمر الوطني المحافظ، الذي يعقد كل عام منذ عام 2019 في أوروبا أو الولايات المتحدة. ويجمع هذا الحدث بعض الشخصيات الأكثر تأثيرًا داخل اليمين المتطرف، مثل نائب رئيس الولايات المتحدة المستقبلي، جي دي فانس، ومقدم البرامج التليفزيونية تاكر كارلسون، وفيكتور أوربان، والملياردير بيتر ثيل.
إن حجم هذه الشبكات يبين لنا أننا وصلنا إلى وضع متناقض حيث أصبح القوميون المتطرفون، اليوم أكثر أممية من اليسار. ويجد نتنياهو تأييدًا واسعًا بينهم لتشويه سمعة المحكمة الجنائية الدولية وتصويرها على أنها هيئة دولية لا يحق لها التدخل في شئون دولة ذات سيادة.
وبالفعل، يعد الجمهوريون في مجلس الشيوخ الأمريكي مقترحات لمعاقبة القضاة المشاركين في إصدار هذا القرار. كما هدد السيناتور ليندسي جراهام بفرض عقوبات على أي دولة تنفذ قرار المحكمة الجنائية الدولية، التي ليست الولايات المتحدة عضوًا فيها. ومن المؤكد أن نتنياهو سيزور أمريكا بعد وقت قصير من تولي ترامب منصبه في يناير 2025 لتسليط الضوء على قوة تحالفهما وتجاهلهما للقانون الدولي.
حلفاء مقربون
وأضافت المؤرخة الأمريكية: كان نتنياهو حريصًا بشكل خاص، لسنوات عديدة، على تعزيز هذه العلاقات المميزة مع الزعماء القوميين، ليس فقط في الولايات المتحدة، بل في جميع أنحاء أوروبا. والمجر هي الحليف الأقرب لإسرائيل داخل الاتحاد الأوروبي. وقد رأينا مثالًا على ذلك في شهر فبراير الماضى، عندما حاولت المجر منع تبني قرار أوروبي يدعو إلى وقف إطلاق النار في الشرق الأوسط. وهذه العلاقة قديمة، حيث أصبح أوربان ونتنياهو أقرب بعد لقائهما الأول في عام 2005، عندما كانا في المعارضة. ثم في عام 2015، تم إرسال أحد أعضاء الليكود إلى المجر لتنسيق العلاقات بشكل أفضل مع حزب فيدس بزعامة أوربان. وفي عام 2017، استعان رئيس الوزراء المجري أيضًا بخدمات مستشار سياسي أمريكي، أوصى به نظيره الإسرائيلي، من أجل إطلاق حملة ذات إيحاءات معادية للسامية ضد جورج سوروس، ذلك أن هذا الملياردير والمحسن هو عدو هذين الزعيمين لأن مؤسسات المجتمع المفتوح التابعة له تدعم جمعيات حقوق الإنسان.
وفي عام 2019، ساعد نتنياهو أوربان على الاقتراب من اليمين الأمريكي. وتوسط بالفعل نيابة عنه للسماح له بلقاء دونالد ترامب. واليوم يدفع فيكتور أوربان له الثمن، ويدعم بشكل كامل العمليات التي تنفذها إسرائيل في غزة. وردًا على مذكرة الاعتقال الصادرة عن المحكمة الجنائية الدولية، دعا أيضًا نتنياهو لزيارة المجر، على الرغم من أن بلاده من الدول الموقعة على نظام روما الأساسي الذي أنشأ المحكمة الجنائية الدولية.
ولذلك فإن هذا التجاهل للقانون الدولي، باسم السيادة الوطنية، سوف يستمر، حتى أن دولًا مثل فرنسا تبدي بعض التردد في تنفيذ مذكرة الاعتقال التي تستهدف رئيس الوزراء الإسرائيلي.
معركة وجودية
إن الخطاب الذي نسمعه في الأوساط الترامبية، وحتى بين بعض الديمقراطيين، يجعل من إسرائيل قاعدة أمام الحضارة الغربية، حسبما تقول سوزان شنايدر. ومن وجهة النظر هذه، فإن معركة وجودية مصطنعة يمكن أن تدور رحاها بين العالم اليهودي المسيحي والإسلام. وكما فعلت الولايات المتحدة بعد الحادي عشر من سبتمبر، فإن هذا الاتجاه يرى أن إسرائيل محقة في الاعتماد على القوة، والتصرف من جانب واحد، واحتقار الأمم المتحدة.
يُستخدم يوم 7 أكتوبر بشكل عام من قبل اليمين العالمي لخدمة خطاب معادٍ للإسلام. ومن شأن هذه الهجمات أن تثبت أن التعايش مع المسلمين مستحيل، وهو أمر يمثل خطرًا على العالم. وارتفعت مقولة شاذة تزعم أنه "سوف يتم تدمير الغرب إذا استقبل "هؤلاء الناس"، وتحولت الأمور إلى "هم" أو "نحن".
تعمل دوائر المحافظين بنشاط على ربط معارضة حركة الحرب بحركة الووكيسم التي تنشط بشكل كبير في الجامعات، والتى تحولت إلى حركة تسعى لخلق الانشقاق ووضع أفراد المجتمع في صراع ضد بعضهم البعض، كما لو كانت عصابة تعمل على تقويض الولايات المتحدة. وبهذه الطريقة، يتم استخدام الصراع في الشرق الأوسط لخدمة أهداف داخلية.
سوزان شنايدر