تحذيرات.. موازنة 2024.. طوفان مالي يغرق الاقتصاد العراقي
تاريخ النشر: 22nd, May 2024 GMT
22 مايو، 2024
بغداد/المسلة الحدث: انتقد المحلل الاقتصادي زياد الهاشمي بشدة مشروع موازنة العام 2024 للعراق، واصفًا إياها بأنها موازنة “إنفاق تاريخية” وذات عجز كبير، ستُرهق الاقتصاد وتفتح باب الجدل والصراعات داخل البرلمان المتشظي.
وقال الهاشمي في تصريحات صحفية: “موازنة 2024 تعود للواجهة من جديد بأرقام إنفاق هائلة وعجز كبير، وهي موازنة سترهق الاقتصاد وستفتح باب الجدل والصراعات داخل برلمان متشظٍ يعاني من حالة عوق نيابي نتيجة غياب الرأس الذي يقوده”.
وأشار الهاشمي إلى أن أرقام الإنفاق العام الضخمة في الموازنة، والتي وصلت إلى 211 تريليون دينار عراقي (نحو 144 مليار دولار)، “تشير بوضوح إلى نهج حكومي استهلاكي توسعي غير مدروس، يستغل الوفورات المالية من مبيعات النفط في زيادة الصرف والاستهلاك بدلاً من توجيه الإيرادات نحو التنمية وتحريك قطاعات الاقتصاد”.
وحذر المحلل الاقتصادي من أن هذه الزيادات في الإنفاق الاستهلاكي بدلاً من ترشيد الإنفاق، ستضغط على البنك المركزي العراقي وستجبره على زيادة مبيعات الدولار لتوفير الدينار الذي تريده الحكومة، وهو ما سيعطل السياسات النقدية اللازمة لسحب فائض السيولة من الاقتصاد.
وأضاف الهاشمي: “وبما أن المركزي العراقي قد وصل إلى أقصى حد ممكن من مبيعات الدولار، والتي تجاوزت اليوم 271 مليون دولار، فهذا يعني أن الحكومة ستواجه عجزًا فعليًا قد يتجاوز الأرقام المعلنة في حال استمرت حالة زيادة الإنفاق العام مع إطلاق موازنة 2024 وعدم قدرة المركزي على تلبية كامل متطلبات الحكومة”.
ولفت الخبير الاقتصادي إلى أن هذا الوضع سيضع الحكومة أمام ثلاثة خيارات صعبة: ترشيد وتقليل الإنفاق العام وتعزيز الإيرادات، أو الاقتراض الداخلي والخارجي كحل مؤقت، أو جذب الاستثمارات الأجنبية لتحفيز النمو الاقتصادي والاتجاه نحو تنويع اقتصادي حقيقي.
وحذر من أن “الاستمرار في التوسع في الإنفاق سنة بعد أخرى دون وجود تطور ونهضة حقيقية في بنية الاقتصاد وبيئة الأعمال، والمراهنة فقط على ارتفاع أسعار النفط، سيجعل الاقتصاد عرضة لصدمات خطيرة قد تقيد كثيرًا من نشاطاته وتضعف من قيمة الدينار وتدفع بالتضخم لمستويات عالية”.
واستطرد قائلاً: “فالحكومة العراقية كانت محظوظة خلال الفترة الماضية بسبب ارتفاع أسعار النفط والاستفادة من ذلك في التوسع بالإنفاق، لذلك لا نعلم هل ستتمتع الحكومة بنفس الظروف الإيجابية خلال الفترات القادمة أم سيكون لسعر البرميل رأيًا وتأثيرًا آخر يتحول فيه الاقتصاد من حالة الوفرة المالية إلى حالة العجز والتعثر المالي”.
وخلص التقرير إلى أن تصريحات المحلل الاقتصادي زياد الهاشمي تنذر بمخاطر كبيرة تهدد الاقتصاد العراقي في ظل السياسات المالية والنقدية الحالية للحكومة، وتدعو إلى ضرورة إعادة النظر في هذه السياسات وتبني نهج أكثر ترشيدًا للإنفاق وتركيزًا على التنمية وتنويع مصادر الدخل، بدلاً من الاعتماد الكلي على عائدات النفط.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
المصدر: المسلة
إقرأ أيضاً:
الإمارات.. "صناع المحتوى الاقتصادي" يستعرض عوامل النجاح والانتشار المهني
اختتم نادي دبي للصحافة الأسبوع الأول من برنامج "صُنّاع المحتوى الاقتصادي"، والذي يتم تنظيمه بدعم من وزارة الاقتصاد في مقر نادي دبي للصحافة، وبحضور مجموعة من المتخصصين في صناعة المحتوى الرقمي والصوتي المعني بالموضوعات الاقتصادية، حيث تضمّن سلسلة من المحاضرات وورش العمل قدمتها نخبة من المحاضرين من الخبراء والإعلاميين ومسؤولي الشركات الإعلامية الرائدة في هذا المجال.
وقالت مريم الملا، مديرة نادي دبي للصحافة بالإنابة، إن النادي واصل منذ تأسيسه تقديم المبادرات الهادفة لدفع مسيرة التميز الإعلامي، ومع ظهور القوالب الإعلامية الجديدة في ضوء التطور التقني الهائل الذي بدّل العديد من المعايير المهنية وأحدث ثورة ضخمة في مجال المحتوى، حرص على أن يكون مواكباً لتلك المتغيرات ومساهماً في تعزيز قدرة الإعلاميين على الإلمام بعناصر التميز الإعلامي في عالم تشكل ملامحه التكنولوجيا، إذ بات المحتوى الرقمي هو سيد الموقف، والمساحة الأكثر جذباً للجمهور على كافة المستويات والقطاعات.وأكدت أن إطلاق نادي دبي للصحافة برنامج "صُنّاع محتوى دبي" جاء سعياً لتمكين المبدعين من صُنّاع المحتوى من الإلمام بكافة عناصر ومتطلبات التميز والنجاح والانتشار، من خلال الاهتمام بإنتاج محتوى نافع وهادف وبنّاء، منوهةً بالتعاون النموذجي من قبل وزارة الاقتصاد في إطلاق النسخة الأولى من البرنامج والتي ركزت بصفة حصرية على "المحتوى الاقتصادي"، لما لهذا المجال من أهمية خاصة إلى دبي، ولفتت إلى أن تدريب صناع المحتوى ليس مجرد خيار، بل هو استثمار في مستقبل الإعلام الاقتصادي، إذ يعزز من قدرة المجتمعات على اتخاذ قرارات مالية أكثر وعياً ويسهم في بناء اقتصاد أكثر استدامة وشمولية.
الأساطير والحقائق وشملت أجندة الأسبوع الأول من برنامج صُنّاع المحتوى الاقتصادي، جلسة بعنوان "إدارة الاقتصاد.. الأساطير والحقائق وكل ما بينهما"، وجاءت بالتعاون مع منصة "أرقام".
وركّزت الجلسة على باقة من النقاط المهمة شملت، السياسة المالية العامة والسياسة النقدية وعلاقتها بدور البنوك المركزية في التحكم في المعروض النقدي وأسعار الفائدة، وسبل تحفيز النمو الاقتصادي بما في ذلك السياسات التي تدعم وتعزز النمو الاقتصادي المستدام، والسياسة المالية والتضخم من ناحية تأثير الإنفاق الحكومي وفرض الضرائب على مستويات التضخم، ودراسة تأثير الضرائب على التنمية الاقتصادية والنمو.
وحضر المشاركون في برنامج "صُنّاع المحتوى الاقتصادي"، جلسة بعنوان "تقنيات الذكاء الاصطناعي وصناعة المحتوى المرئي" بالتعاون مع مؤسسة صحافة الذكاء الاصطناعي للبحث والاستشراف (AIJRF)، حيث تناولت بالشرح والتوضيح 10 تطبيقات أساسية للذكاء الاصطناعي في صناعة المحتوى المصور سواء من الفيديو أو الصور الفوتوغرافية أو القوائم البيانية، كما تطرّقت إلى جملة من الموضوعات ذات الصلة بما في ذلك، إدارة المحتوى بالذكاء الاصطناعي بدءاً من مرحلة صناعة الفكرة وانتهاء بنشر المحتوى على المنصات الرقمية.
إثراء المحتوى وفي إطار الحرص على إشراك المؤسسات الأكاديمية الرائدة في إثراء محتوى البرنامج، تضمنت الجلسات التدريبية لـ "صُنّاع المحتوى الاقتصادي" جلسة بعنوان "مبادئ الاقتصاد الأساسية" وعُقدت بالتعاون مع جامعة موردوخ في دبي، واستعرضت خلالها الدكتورة رانيا عيتاني جملة من أهم المفاهيم الاقتصادية، والاقتصاد ما بين الندرة والاختيار وتكلفة الفرص ودورها في اتخاذ القرار، والأسس الديناميكية للأسواق ما بين قوى العرض والطلب.
كما تطرقت الجلسة إلى المرونة السعرية وكيفية استجابة الأسعار لتغيرات الأسواق، إضافة إلى مناقشة أسس فهم وتحليل المؤشرات الاقتصادية المتعلقة بالناتج المحلي الإجمالي للدول، والعلاقة بين التضخم والبطالة عالمياً وتأثيرها على الاقتصاد العالمي، وأخيراً هيكل السوق، وأنواع الأسواق وتأثير المنافسة فيها. استراتيجيات ورؤى وحضر المشاركون في برنامج "صُنّاع المحتوى الاقتصادي"، جلسة بعنوان "استراتيجيات ورؤى المؤثرين.. من الترندات الشائعة إلى تحليل المحتوى الاقتصادي"، وجاءت بالتعاون مع منصة "بلنكس" (blin.x) ، حيث تطرّقت إلى المنظومة الاجتماعية وتوجهات الجمهور لاستكشاف دور المؤثرين في صناعة المحتوى، والترندات الشائعة وعلاقتها باستراتيجيات إنشاء المحتوى القابل للمشاركة والانتشار.
كذلك تناولت الجلسة المحتوى الاقتصادي الفعّال، من ناحية تقييم وتحليل أساليب السرد الاقتصادي الناجحة والمؤثرة، فيما شارك الحضور في تدريب عملي تخلل الجلسة استهدف تطبيق المفاهيم المستفادة من خلال المحاضرة في تجربة عملية للوقوف بصورة ملموسة على أهمية تلك المفاهيم في صناعة محتوى قوي قادر على الانتشار. فهم التحولات وحضر المشاركون جلسة جاءت بعنوان "من الأرقام إلى التأثير" تحدثت حول أولوية فهم التحولات في العالم الاقتصادي كأساس لصناعة محتوى يجد طريقه إلى الناس بسهولة، وعلاقة ذلك بفهم مواز للتحولات في القطاع الإعلامي، وما أحدثته التكنولوجيا من تغيرات كبيرة في أساليب وأدوات الاتصال الإعلامي، كذلك ركزت الجلسة على كيفية تحويل الأرقام إلى قصص جاذبة، والأسلوب الفعال في استخدام الأدوات التحليلية لتقييم مدى نجاح وانتشار المحتوى.
واختتم الأسبوع الأول من برنامج صناع المحتوى الاقتصادي بجلسة عُقدت بالتعاون مع مؤسسة "دبي للإعلام"، وجاءت تحت عنوان "استكشاف التحولات الاقتصادية العالمية"، وتناولت قضية الثقة والمصداقية في الأخبار الاقتصادية وأهمية تسليط الضوء على المصادر الموثوقة في تقديم أخبار اقتصادية دقيقة، كما استعرضت الجلسة أهمية التخصص الإعلامي، وإبراز دور الخبراء في تشكيل ورسم ملامح الخطاب الاقتصادي على مستوى العالم.
وركّزت الجلسة كذلك على أهمية فهم التغيرات الاقتصادية العالمية فهماً شاملاً وصحيحاً حيث شهدت إطلالة عامة على أبرز التحولات الرئيسية في الاقتصاد العالمين فيما استعرض المتحدث في سياق الجلسة التفاعلية تأثير وسائل الإعلام على مسار الاقتصاد العالمي، والسرديات الاقتصادية العالمية والفرق بين التغطية المحلية والعالمية للقصص الاقتصادية، كما تناول النقاش قضية التحول من التلفزيون التقليدي إلى وسائل التواصل الاجتماعي وما واكبه من تطور في أساليب نقل الأخبار الاقتصادية.