توالت ردود الأفعال الدولية والعربية بعد إعلان كل من النرويج وإسبانيا وأيرلندا الاعتراف رسميا بدولة فلسطين اليوم الأربعاء.
"Today, Ireland, Norway and Spain are announcing that we recognize the state of Palestine."

Irish Prime Minister Simon Harris says this is a "historic day for Palestine" as we trust that more countries will join us in the coming weeks.

pic.twitter.com/15ZPf6kPGz — Quds News Network (@QudsNen) May 22, 2024
أعلنت النرويج وأيرلندا وإسبانيا بشكل متزامن استجابة لحملة سياسية قادتها مدريد، الاعتراف رسميا بدولة فلسطين وفق ما يتماشى مع القانون الدولي وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة.

ووفقا لحكومات الدول الثلاث، يدخل القرار حيز التنفيذ في 28 مايو/ أيار الجاري، ويمنح فلسطين جميع الحقوق والواجبات كدولة مستقلة.

الرئاسة الفلسطينية
ثمنت الرئاسة الفلسطينية الإعلان الذي قامت به الدول الثلاث النرويج وإسبانيا وأيرلندا٬ وقالت في سلسلة بيانات: "نثمن عاليا مساهمة هذا القرار من النرويج في تكريس حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره على أرضه وفي أخذ خطوات فعلية لدعم تنفيذ حل الدولتين".

 وأضافت أن "مملكة النرويج دعمت حقوق الشعب الفلسطيني بثبات على مدار السنوات الماضية، وصوتت لصالح هذه الحقوق في المحافل الدولية".

 وتابعت أن هذا الاعتراف يأتي "تتويجا لهذه المواقف، واتّساقا مع مبادئ القانون الدولي التي تقر بحق الشعوب في التخلص من الاستعمار والاضطهاد والعيش بحرية وعدالة واستقلال".

 وحثت "دول العالم، وخاصة الدول الأوروبية، التي مازالت لم تعترف بدولة فلسطين، أن تعترف بها وفق حل الدولتين المعترف به دوليا، والمستند لقرارات الشرعية الدولية، وعلى خطوط العام 1967".

 وقالت الرئاسة الفلسطينية أيضا إن "الاعتراف الإسباني خطوة تعكس حرص إسبانيا على دعم الشعب الفلسطيني وحقوقه الثابتة والمشروعة في أرضه ووطنه".

 وأضافت بأن قرار إسبانيا "يأتي مساهمة من الدول المؤمنة بحل الدولتين كخيار يمثل الإرادة والشرعية الدولية، في إنقاذ هذا الحل الذي يتعرض للتدمير الممنهج جراء السياسات الإسرائيلية، خاصة من خلال استمرار حرب الإبادة الجماعية في قطاع غزة".

 كما أشادت الرئاسة باعتراف أيرلندا بدولة فلسطين، وقالت إن "جمهورية أيرلندا دعمت حقوق الشعب الفلسطيني بثبات على مدار السنوات الماضية، وصوتت لصالح هذه الحقوق في المحافل الدولية".

وقال أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير حسين الشيخ -في بيان- "شكرا لدول العالم التي اعترفت وسوف تعترف بدولة فلسطين المستقلة، ونؤكد أن هذا هو السبيل للاستقرار والأمن والسلام في المنطقة".  

حماس.. خطوة  نحو التحرر والاستقلال
كما رحبت حركة المقاومة الإسلامية حماس، الأربعاء، بإعلان النرويج وأيرلندا وإسبانيا الاعتراف رسميا بدولة فلسطين، واعتبرته "خطوة مهمة" على طريق تثبيت حق الشعب الفلسطيني في أرضه.

وقالت في بيانها٬ إن إعلان كل من النرويج وأيرلندا وإسبانيا الاعتراف بدولة فلسطين "خطوة مهمة على طريق تثبيت حقنا في أرضنا، وإقامة دولتنا الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس".

ودعت الحركة في بيانها دول العالم إلى "الاعتراف بحقوقنا الوطنية المشروعة، ودعم نضاله في التحرر والاستقلال، وإنهاء الاحتلال الصهيوني لأرضنا".

جامعة الدول العربية ترحب
رحب الأمين العام للجامعة العربية، أحمد أبو الغيط، الأربعاء، باعتراف النرويج وإيرلندا وإسبانيا، بدولة فلسطين، داعيا البلدان غير المعترفة بها إلى الاقتداء بالدول الثلاث.
ارحب ترحيباً عالياً بالخطوة الهامة التي قررت كل من #النرويج و #ايرلندا و #اسبانيا اتخاذها بالاعتراف بدولة #فلسطين. احيي وأشكر الدول الثلاث علي تلك الخطوة التي تضعها علي الجانب الصحيح من التاريخ في هذا الصراع. ادعو الدول التي لم تفعل ذلك الي الاقتداء بالدول الثلاث في خطوتها… — الأمين العام لجامعة الدول العربية (@lassecgen) May 22, 2024
وجاء ذلك في منشور لأبو الغيط عبر حسابه الموثق بمنصة "إكس"، عقب إعلان من الدول الثلاث. وقال أبو الغيط: "أرحب ترحيباً عالياً بالخطوة الهامة التي قررت كل من النرويج وإيرلندا وإسبانيا اتخاذها بالاعتراف بدولة فلسطين".

وأضاف "أحيي وأشكر الدول الثلاث على تلك الخطوة التي تضعها على الجانب الصحيح من التاريخ في هذا الصراع".

ودعا أبو الغيط البلدان غير المعترفة بدولة فلسطين إلى "الاقتداء بالدول الثلاث في خطوتها المبدئية الشجاعة"، مباركا لفلسطين على هذا "التطور الايجابي".

تركيا.. خطوة باستعادة الحقوق المغتصبة
أعربت تركيا عن ترحيبها الكبير بإعلان إسبانيا وإيرلندا والنرويج الاعتراف بدولة فلسطين. جاء ذلك في بيان صادر عن وزارة الخارجية التركية الأربعاء.

وأعلنت الخارجية في البيان عن "الترحيب الكبير بإعلان إسبانيا وأيرلندا والنرويج الاعتراف بدولة فلسطين". وأكد البيان أن الاعتراف بفلسطين "مطلب القانون الدولي، والعدالة، والضمير".

وقال البيان: "إن هذه خطوة بالغة الأهمية من حيث استعادة الحقوق المغتصبة للشعب الفلسطيني، ومساعدة فلسطين على الحصول على المكانة التي تستحقها في المجتمع الدولي".

 وشدد البيان على أن تركيا سنواصل السعي من أجل أن يعترف المزيد من الدول بفلسطين.
İspanya, İrlanda ve Norveç'in Filistin Devleti’ni tanıyacaklarına dair açıklamaları son derece memnuniyet vericidir.

Filistin Devleti’ni tanıma yönünde atılan her adım, tarihin doğru tarafında ve insanlık değerlerinin yanında durmak demektir. — Ömer Çelik (@omerrcelik) May 22, 2024
كما أعرب نائب رئيس حزب العدالة والتنمية التركي، والمتحدث باسم الحزب عمر جليك٬ عن ترحيب الحزب بالاعتراف بدولة فلسطين، وأكد أن هذه الخطوة "تعني الوقوف إلى جانب الصواب من التاريخ".

وأضاف في بيان: "سياسة رئيسنا رجب طيب أردوغان بشأن قضية فلسطين، هي الوقوف على الجانب الصحيح من التاريخ، وإلى جانب القيم الإنسانية، وإن جهود رئيسنا تقدم أكبر دعم لزيادة الاهتمام الإنساني والسياسي تجاه القضية الفلسطينية على المستوى العالمي".

بلجيكا.. يجب أن نفعل مثلهم
فقد أكدت نائبة رئيس الوزراء البلجيكي بيترا دي سوتر٬ ضرورة اعتراف بلادها بالدولة الفلسطينية، على غرار النرويج وأيرلندا وإسبانيا.
And Belgium must follow Norway, Ireland and Spain.
Now is the time to recognise the right of the Palestinian people to self-determination, including their right to an independent State.

Today, as I've done weeks and months before, I will fight for this within the ???????? government. pic.twitter.com/hxNyWsl5ar — Petra De Sutter (@pdsutter) May 22, 2024
وطالبت دي سوتر في منشور عبر منصة اكس، الأربعاء، دولتها قائلة: "يجب على بلجيكا أن تتبع النرويج وأيرلندا وإسبانيا". وتابعت: "حان الوقت للاعتراف بحق الشعب الفلسطيني في تقرير المصير، بما في ذلك حقه في دولة مستقلة".

وأوضحت أنها ستناضل في الوقت الراهن من أجل هذا الأمر من خلال عملها داخل الحكومة، كما كانت تفعل منذ أشهر.

بريطانيا.. الوقت غير مناسب
قال وزير الخزانة البريطاني جيرمي هانت، الأربعاء، إن هذا "الوقت غير مناسب" لبلاده للاعتراف بدولة فلسطين، لكنه أضاف أنهم سيبقون الملف قيد المراجعة على أن يُقبلوا على الخطوة ذاتها "عندما يخدم ذلك عملية السلام".

وقال هانت في تصريحات صحفية: "موقفنا قديم بشأن هذا الأمر، وهو أننا سنكون مستعدين للاعتراف بدولة فلسطين في الوقت الذي يساعد ذلك عملية السلام بشكل كبير".

الاحتلال غاضب من الاعتراف
في المقابل، استدعى الاحتلال الإسرائيلي سفيرَيها في إيرلندا والنرويج "لإجراء مشاورات طارئة" بعد تحرك هذين البلدين نحو الاعتراف بدولة فلسطين. وقال وزير الخارجية الإسرائيلي يسرائيل كاتس في بيان "أوجه اليوم رسالة شديدة اللهجة إلى إيرلندا والنرويج: لن تلزم إسرائيل الصمت على ذلك. أصدرت التعليمات لعودة السفيرين الإسرائيليين في دبلن وأوسلو إلى إسرائيل لإجراء مزيد من المشاورات".
I have instructed the immediate recall of Israel’s ambassadors to Ireland and Norway for consultations in light of these countries' decisions to recognize a Palestinian state.

I’m sending a clear and unequivocal message to Ireland and Norway: Israel will not remain silent in the… — ישראל כ”ץ Israel Katz (@Israel_katz) May 22, 2024
ويأتي اعتراف عدد من الدول الأوروبية، في وقت الذي يواصل فيه الاحتلال الإسرائيلي شن حرب مدمرة على قطاع غزة للشهر الثامن.

وباعتراف الدول الأوروبية الثلاث، ارتفع عدد الدول التي اعترفت بدولة فلسطين إلى 147 دولة من أصل 193 دولة عضو في الجمعية العامة للأمم المتحدة.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية الاعتراف حماس الدول العربية تركيا تركيا حماس الدول العربية اعتراف دولة فلسطين المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة النرویج وأیرلندا وإسبانیا الاعتراف بدولة فلسطین إسبانیا وأیرلندا الشعب الفلسطینی الدول الثلاث من النرویج من التاریخ من الدول

إقرأ أيضاً:

دمج قسد بالدولة السورية.. اتفاق مفاجئ هل ينجح في حل ملف معقد؟

في حدث وصف بأنه نقطة تحول في سوريا الجديدة، أعلنت الرئاسة السورية يوم الاثنين 10 مارس/آذار الجاري توقيع اتفاق بين الرئيس أحمد الشرع وقائد قوات سوريا الديمقراطية مظلوم عبدي، يقضي باندماج الأخيرة ضمن مؤسسات الدولة، والتأكيد على وحدة الأراضي السورية ورفض التقسيم.

وأوضحت الرئاسة أن الاتفاق الذي جاء بعد اجتماع بين الشرع وعبدي، ينص على ضمان حقوق كل السوريين في التمثيل والمشاركة السياسية. كما ينص على وقف إطلاق النار في كافة الأراضي السورية، وأن المجتمع الكردي أصيل في الدولة وحقه مضمون في المواطنة والدستور.

وتطرح هذه الاتفاقية التي تم الإعلان عنها بشكل مفاجئ عددا من الأسئلة التي تحتاج إلى إجابات تساهم في فهم أوسع للمشهد.

الشرع (يمين) ومظلوم يوقعان الاتفاق (الجزيرة) مسار المفاوضات

جاء الإعلان عن الاتفاق بعد عدة جلسات مفاوضات بين الحكومة وقسد، بدأت باجتماع مباشر بين الشرع وعبدي في مطار ضمير العسكري قبل نحو شهرين، واستمرت على شكل اتصالات هاتفية بينهما.

التسريبات التي رشحت عن المفاوضات السابقة تفيد بأن الحكومة السورية عرضت على قسد تثبيت حقوق المكوّن الكردي في الدستور المستقبلي، وإتاحة المجال للمهجّرين للعودة إلى مدنهم، لكن بقي الخلاف حول الطريقة التي ستندمج بها قسد في الجيش السوري، وهل ستدخله على شكل أفراد كما كانت تطلب دمشق أم ستبقى كتلة بحسب مطالب قسد؟

وكانت الإدارة الذاتية في منطقة شمال شرق سوريا في اجتماع مشترك مع أذرع قسد السياسية والعسكرية، قد أعلنت في منتصف فبراير/شباط الماضي عن موافقتها على عرض دمشق بالاندماج، مع التأكيد على استمرار مناقشة الملفات العالقة.

إعلان في أي سياقات جاء الاتفاق؟

رغم المسار الطويل نسبيا للمفاوضات، ورغم أن الاتفاق تم التوصل إليه فعليا قبل أسابيع، فإن توقيعه في هذا التوقيت حمل -بحسب مراقبين- دلالات مهمة من حيث السياقات التي جاء في خضمها.

فالاتفاق جاء بعد ساعات من إعلان وزارة الدفاع السورية انتهاء الحملة العسكرية لملاحقة فلول الأسد في مناطق الساحل السوري، بعد ما رافقها من انتهاكات وعمليات قتل أقرّت بها الحكومة ونسبتها إلى مجموعات مساندة غير منضبطة وبدأت بمحاسبة المتورطين فيها.

وكانت الخلافات بين دمشق وتيار في السويداء على رأسه شيخ عقل الدروز حكمت الهجري قد تفاقمت في الأيام الأخيرة، وظهرت دعوات لإدارة مستقلة للمحافظة أو فدرالية، كما أصدر الهجري خلال أحداث الساحل بيانات دعا فيه لتدخل دولي، وهو ما أثار غضب السوريين، كما استدعى من الشرع "تجريم أي دعوة للتدخل الخارجي" في سوريا.

وشجعت الأوضاع الخاصة لكل من محافظة السويداء والأكراد السوريين إسرائيل على العبث بالمكونات السورية، واتخاذها ذريعة لمزيد من التدخل في الأراضي السورية وتعزيز وتعميق وجودها العسكري في المنطقة العازلة بالجولان.

كما جاء الاتفاق بين الشرع وعبدي بعد مؤتمر دول الجوار السوري الذي انعقد في العاصمة الأردنية عمّان، وأكد على وحدة وسلامة الأراضي السورية، في حين شكّلت رسالة مؤسس حزب العمال الكردستاني عبد الله أوجلان من محبسه في تركيا -والتي دعت أذرع الحزب إلى ترك السلاح ونبذ العنف والاندماج مع الدولة- ضغطا على قسد.

دوافع الاتفاق

المعلومات المتداولة ضمن أوساط قوات سوريا الديمقراطية تؤكد أنهم حصلوا على إشارات واضحة من واشنطن بخصوص قرب موعد إعادة انتشار القوات الأميركية، حيث ستحتفظ على الأغلب بقاعدة أو قاعدتين على الحدود السورية العراقية فقط، ولذا اتجه مظلوم عبدي إلى إعلان الاتفاق الذي كتبت بنوده آواخر فبراير/شباط الماضي.

إعلان

وأفادت تقارير صادرة عن وسائل إعلام سورية أن عبدي وصل إلى دمشق يوم توقيع الاتفاق على متن مروحية أميركية أقلته من القامشلي، حيث تشرف القوات الأميركية منذ البداية على مسار المفاوضات وتتوسط في تسهيلها.

من جهة أخرى، أكدت مصادر في دمشق لموقع الجزيرة نت أن الحكومة السورية تفضل منذ البداية الحل السياسي على استخدام الحل العسكري، لأنها ترغب في الاستقرار والتركيز على إقناع المجتمع الدولي برفع العقوبات لتحسين الاقتصاد.

ما مصير الجغرافيا؟

لم يتطرق الاتفاق إلى مصير المنطقة الجغرافية الخاضعة لسيطرة قسد، مع الإشارة فقط إلى دمج كافة المؤسسات المدنية والعسكرية شمال شرق سوريا ضمن إدارة الدولة السورية، بما فيها المعابر الحدودية والمطار وحقول النفط والغاز، مع الإشارة إلى وحدة الأراضي السورية.

ونفى الناطق باسم قسد، فرهاد الشامي، الأنباء التي تم تداولها بشأن توجه رتل عسكري تابع للقوات الحكومية في وقت قريب إلى الحسكة من أجل استلام المعابر والمقرات، وأكد أنه لا يوجد تغيير على المستوى الميداني.

وتبلغ مساحة الأراضي التي تسيطر عليها قسد ما يقرب من ثلث الأراضي السورية، أي ما يعادل قرابة 60 ألف كيلومتر من إجمالي مساحة سوريا البالغة 185 ألف كيلومتر.

وتمتاز الجغرافيا الخاضعة لسيطرة قسد بأهميتها الاقتصادية، حيث تحتوي على أكبر الحقول التي تنتج النفط، مثل رميلان والعمر والجفرة، ووصلت ذروة إنتاج هذه الحقول عام 1995 إلى ما يزيد على 591 ألف برميل وفق تقديرات حكومية، بالإضافة إلى  حقول غاز أبرزها كونيكو.

وتشتهر مناطق شمال شرق سوريا بإنتاج محصول القمح، وتوصف بأنها سلة غذاء سوريا، فضلا عن تربية المواشي.

الشرطة العسكرية في طرطوس تحمي الاحتفالات الشعبية بتوقيع الاتفاق مع قسد (سانا) الموقف التركي

أصدرت وزارات الخارجية في كل من قطر والسعودية وفرنسا بيانات رسمية رحبت فيها بالاتفاقية.

إعلان

وبينما انتظرت تركيا قليلا في إصدار تعليق رسمي واضح، باستثناء تصريحات أدلى بها مسؤول لم يكشف عن اسمه لوكالة رويترز، أكد فيها أن أنقرة لديها تفاؤل حذر حيال الاتفاق، وهي في الوقت ذاته متمسكة بمطلب نزع سلاح قسد وحل نفسها؛ أعلن الرئيس رجب طيب أردوغان ترحيبه بالاتفاق، قائلا إن الفائز فيه هو جميع السوريين، داعيا للتنفيذ الكامل له.

الموقف التركي المتدرج من التفاؤل الحذر إلى الترحيب والإشادة، جاء بعد شنّ الطيران الحربي التركي غارات جوية على مواقع تتبع لقسد قرب سد تشرين شمال شرق حلب، بعد ساعات من الإعلان عن الاتفاق، على الرغم من تضمنه بندًا ينص على وقف إطلاق النار، في رسالة فهمت في حينها أنه عدم رضا تركي عن الاتفاق.

لكن موقف أردوغان الصريح، إلى جانب تقارير تفيد بأن الاتفاق حاصل في الأصل بين تركيا والولايات المتحدة، يؤكد رضا أنقرة عن مضمونه، إلا أن ذلك قد لا يعكس الثقة في تنفيذ ما وقّع عليه قائد قوات سوريا الديمقراطية مع الإدارة السورية.

احتفال أهالي حمص عند دوار الساعة بالاتفاق (سانا) عوائق محتملة

لا يخلو الاتفاق من عوائق محتملة من الممكن أن تحول دون تنفيذه، وأبرزها وجود تيار ضمن قسد موالٍ لحزب العمال الكردستاني وقيادته في جبل قنديل، وخاصة تشكيل الشبيبة الثورية التي تضم مسلحين بينهم غير سوريين موالين لحزب العمال الكردستاني.

وبادر تنظيم الشبيبة الثورية إلى تفريق مظاهرة شعبية خرجت في محافظة الحسكة بعد ساعات من إعلان الاتفاق من أجل تأييده، وقام بإنزال العلم السوري من إحدى الساحات الرئيسية، كما نظم مظاهرات في 11 مارس/آذار الجاري للتنديد بالانتهاكات التي وقعت في الساحل السوري خلال الحملة التي نفذتها قوات حكومية وشعبية ضد فلول الأسد، وهو ما فهم على أنه خطوة تصعيدية ضد الحكومة.

أيضاً، كان قائد قسد مظلوم عبدي أكد في مقابلة صحفية وجود اتفاق حول وحدة سوريا وتوحيد المؤسسة العسكرية، لكن سيتم نقاش آلية التنفيذ، والمفاوضات ستستمر إلى أن تحل الأمور بما فيها الطريقة التي ستتم هيكلة الجيش بها، مما قد يعني احتمالية حصول خلافات لاحقة سبق أن أعاقت التوصل للاتفاق، عندما تمسّكت قسد بالحفاظ على قواتها كتلة واحدة ضمن الجيش السوري.

إعلان تداعيات تطبيق الاتفاق على سوريا

شكلت منطقة شمال شرق سوريا عقدة كبيرة في الملف السوري لسنوات طويلة، كما أن تمسك قسد في الفترات السابقة بمطلب الإدارة الذاتية شجّع أطرافا أخرى في محافظة السويداء -مثل حزب اللواء السوري- على طرح الأمر.

ومع تطبيق الاتفاق الذي ينص على وحدة الأراضي السورية، من المتوقع أن يفتح الطريق أمام حل عقدة السويداء التي شجع استعصاء ملف قسد بعض الأطراف فيها على عدم الانفتاح على الحكومة السورية، وحضرت مؤتمر الحوار الذي رعاه مجلس سوريا الديمقراطية (الجناح السياسي لقسد) منتصف شهر فبراير/شباط الماضي في الرقة، عقب مؤتمر الحوار الوطني السوري العام بدمشق.

وظهرت بالفعل مؤشرات على وجود تقدم في ملف السويداء، حيث أعلنت حركة رجال الكرامة -أكبر فصيل عسكري في المحافظة- أنها وصلت إلى تفاهمات نهائية مع دمشق على تشكيل أجهزة أمنية تتبع للحكومة ومكونة من أبناء المحافظة.

من جهة أخرى، فإن تنفيذ الاتفاقية سينهي حالة التوتر في محافظة حلب، التي تتمركز قوات تابعة لقسد في بعض أحيائها، حيث أدى هذا التوتر إلى استمرار سقوط ضحايا مدنيين بين الحين والآخر.

ومن المتوقع أيضًا أن يتيح الاتفاق لكامل سوريا الاستفادة من الموارد الطبيعية وعلى رأسها النفط والغاز، مما يعني حصول تحسّن في مستوى الخدمات وزيادة الفترة التي تصل فيها الكهرباء للمواطنين، نظرا لزيادة القدرة على تشغيل محطات الطاقة الحرارية باستخدام الوقود.

التوافق بين الحكومة والمكونين الكردي والدرزي، سيحدّ من قدرة إسرائيل على الاستثمار في ملف حماية الأقليات والتدخل في الشأن السوري، حيث باتت تتخذه مؤخرا ذريعة لمنع القوات الحكومة من دخول الجنوب السوري عبر استهداف مواقعها بالطائرات الحربية، كما عملت على تطوير علاقاتها مع قسد مستغلة حاجتها للدعم في ظل التصعيد التركي والتلويح بالخيار العسكري ضدها.

إعلان

مقالات مشابهة

  • فلسطين.. آليات الاحتلال تطلق قذائف صوتية نحو المناطق الغربية لمدينة رفح الفلسطينية
  • الخارجية الإيرانية : أي مفاوضات ستقتصر فقط على الملف النووي ورفع العقوبات
  • السعودية تتفوّق على مصر وإسرائيل.. الدول التي تمتلك أقوى «مقاتلات عسكرية»!
  • الصين تؤكد التزامها بالسلام في الشرق الأوسط.. وأهمية الاتفاق الإيراني لمنع الانتشار النووي
  • جدول صرف مرتبات شهر مارس 2025 لجميع العاملين بالدولة
  • الصين وروسيا وإيران: ضرورة إلغاء العقوبات الأحادية غير القانونية ضد طهران
  • ترحيب فلسطيني ورفض إسرائيلي لنتائج تحقيق أممي بشأن الإبادة في غزة
  • محسن جابر: أدخلت السرور في كل بيت مصري وعربي وربنا يحسن خاتمتي
  • بكري: تصريحات ترامب بعدم تهجير أهالي غزة ينقصها الاعتراف بحق إقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس
  • دمج قسد بالدولة السورية.. اتفاق مفاجئ هل ينجح في حل ملف معقد؟