تحطم مروحية رئيسي.. إيران تقلل من أهمية أكنجي وتوضح تفاصيل اللحظات الأخيرة
تاريخ النشر: 22nd, May 2024 GMT
قللت هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية، الأربعاء، من الدور الذي لعبته طائرة مسيرة تركية في الوصول لموقع تحطم الهليكوبتر التي كانت تقل الرئيس الراحل، إبراهيم رئيسي، وأشادت في المقابل بأداء مسيراتها.
وكانت وكالة الأناضول التركية ذكرت أن مسيرة تركية من طراز أكينجي حددت "مصدر حرارة يشتبه في أنه حطام الهليكوبتر التي كانت تقل الرئيس رئيسي" وأبلغت السلطات الإيرانية بإحداثياتها.
وقال الجيش الإيراني في بيان "على الرغم من أن تركيا أرسلت مسيرة مزودة بكاميرات رؤية ليلية وكاميرات حرارية، فإن هذه المسيرة فشلت في تحديد موقع التحطم بدقة بسبب عدم وجود معدات كشف ومراقبة النقاط تحت السحاب"، في إشارة إلى الأحوال الجوية السيئة التي يُعتقد أنها كانت سبب الحادث.
وتمتلك إيران وتركيا ترسانة كبيرة من المسيرات وتحرصان على استعراض قدراتها من أجل أسواق التصدير. وتتهم قوى غربية إيران بإمداد روسيا بالمسيرات من أجل حربها في أوكرانيا.
كما قالت مصادر لرويترز إن الجيش السوداني يستخدم مسيرات إيرانية في حربه ضد قوات الدعم السريع، وهو ما نفته طهران.
وذكرت القوات المسلحة الإيرانية أنه لم يتسن لها نشر مسيراتها المتقدمة فور وقوع الحادث، والمجهزة برادارات ذات فتحات تركيبية، لأنها كانت في مهمة في شمال المحيط الهندي، إلا أنه جرى استدعاؤها مما ساعد في الوصول للموقع.
وقالت وكالة إرنا إن الإحداثيات التي أبلغت بها المسيرات التركية كانت بعيدة بسبعة كيلومترات.
وذكر الجيش أنه اختار تركيا من بين "الدول الصديقة" للمساعدة في مهمة البحث نظرا لقربها من موقع الحادث بشمال غرب البلاد.
وأعلنت القوات المسلحة الإيرانية، الأربعاء، أنها استخدمت طائرات مسيرة وطنية لتحديد موقع المروحية بعد تحطمها.
وأكدت في بيان تحدّثت فيه عن عمليات البحث بعد اختفاء المروحية التي كانت تقل الرئيس وسبعة أشخاص آخرين، أنه فجر الاثنين، "حدّدت قوات الإنقاذ البرية والطائرات المسيرة الإيرانية التابعة للقوات المسلحة مكان الحادث بدقة".
وبدأت عمليات البحث بعد ظهر الأحد للعثور على المروحية، وهي من طراز بيل 212 أميركية الصنع، التي اختفت في منطقة جبلية وحرجية وسط ظروف جوية صعبة.
وبعد إعلان اختفاء المروحية، عرضت تركيا المجاورة مساعدتها وأرسلت طائرة مسيرة مزودة بمعدات للرؤية الليلية.
لكن بيان القوات المسلحة الذي نشرته وكالة "إرنا" الإيرانية الرسمية أكد أن "هذه الطائرة المسيرة لم تتمكن من تحديد موقع تحطم المروحية بدقة وعادت أدراجها إلى تركيا".
وأفاد البيان أنه في الساعات الأولى من صباح الاثنين، اكتشفت قوات الإنقاذ البرية ومسيرات إيرانية تابعة للقوات المسلحة تم استدعاؤها من مهمة في جنوب إيران، المكان الدقيق لتحطم المروحية.
وأمر رئيس هيئة الأركان المشتركة للقوات المسلحة، اللواء محمد باقري، الاثنين، بفتح تحقيق في سبب تحطم المروحية.
وروى رئيس ديوان الرئاسة، غلام حسين إسماعيلي، خلال مقابلة مع التلفزيون الرسمي الإيراني ملابسات الحادث كما شهدها من إحدى المروحيات الثلاث التي كانت تقل الوفد الإيراني.
وأكد أنه عند الإقلاع، "كان الطقس صافيا، ولم يكن هناك ما يدعو إلى القلق".
لكن بعد نصف ساعة، أمر قائد المروحية الرئاسية المروحيات الثلاث "بالارتفاع فوق منطقة من الغيوم".
وأكد أنه بعد تنفيذ الأمر، ومن دون أن يشعر بأي اضطراب، "أدرك قائدنا فجأة أن المروحية التي كانت تقل الرئيس اختفت".
وحلق قائد المروحية التي كانت تقل حسين اسماعيلي بعد ذلك "مرات عدة" فوق المنطقة، لكن طبقة السحاب حجبت رؤية اليابسة.
وقال رئيس ديوان الرئاسة "فشلنا مرارا في إجراء اتصال لاسلكي" مع مروحية الرئيس.
ثم قرر الطيار الهبوط في منجم للنحاس "للبحث" عن الطائرة المفقودة.
وأضاف حسين اسماعيلي "بعد محاولات عدة" للاتصال، أجاب أحد الركاب الثمانية، آية الله هاشم، إمام تبريز، و"قال لنا: لا أشعر بأنني بخير، وقال إنه وحيد ولا يعرف أين هو موجود".
وتابع "شكلنا بعد ذلك فريقا للذهاب والبحث عنهم وطلبنا مساعدة طارئة فورية".
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: التی کانت تقل الرئیس للقوات المسلحة
إقرأ أيضاً:
الجزيرة نت تكشف تفاصيل أزمة الطائرات الإيرانية في لبنان
بيروت- يشهد محيط مطار بيروت الدولي منذ مساء الخميس الماضي احتجاجات غاضبة وقطع طرق بالإطارات المشتعلة من قبل مناصرين لحزب الله، وذلك عقب منع طائرتين إيرانيتين تقلان ركابا لبنانيين من الهبوط في المطار.
واندلعت مواجهات بين الجيش اللبناني والمتظاهرين الذين اعتصموا أمام الطريق المؤدي إلى المطار، استجابة لدعوة حزب الله للتظاهر ضد ما وصفه بـ"التدخل الإسرائيلي والإملاءات الخارجية التي تمس السيادة الوطنية".
وفي تصريح له، أمس السبت، شدد نائب رئيس المجلس السياسي في حزب الله محمود قماطي على رفض لبنان أن يكون تحت الاحتلال الأميركي، وأضاف من موقع الاعتصام في طريق المطار أن "الدولة اللبنانية لا تزال تعاني من إملاءات أميركية، ونحن لا نقبل أن يكون لبنان تحت السيطرة الأميركية والإسرائيلية".
وفي تطور للأحداث، تعرضت قافلة تابعة لقوات الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (يونيفيل)، أول أمس الجمعة، لهجوم أثناء توجهها إلى مطار بيروت حيث تم إحراق إحدى مركباتها.
وأعلن بيان رسمي صادر عن اليونيفيل "أن الهجوم أسفر عن إصابة نائب قائد قواتها المنتهية ولايته الذي كان في طريقه لمغادرة لبنان بعد انتهاء مهمته"، مطالبا السلطات اللبنانية بإجراء تحقيق شامل وفوري لمحاسبة المسؤولين عن الهجوم.
إعلان ردود وإجراءاتوتوالت ردود الفعل الرسمية عقب الحادث، حيث أدان الرئيس اللبناني جوزيف عون في بيان له، أمس السبت، الهجوم على موكب اليونيفيل، مؤكدا أن المعتدين لن يفلتوا من العقاب.
وشدد وزير الداخلية اللبناني أحمد الحجار، في مؤتمر صحفي عقب اجتماع أمني طارئ، على جدية التحقيقات الجارية، مؤكدا أن "هذا لا يعني بالضرورة أن الموقوفين هم منفذو الاعتداء، لكن التحقيقات ستكشف عن الجناة الحقيقيين".
وفي السياق ذاته، أكد قائد الجيش اللبناني بالإنابة اللواء الركن حسان عودة، خلال اتصال مع قائد بعثة اليونيفيل الجنرال أرولدو لازارو، رفض المؤسسة العسكرية لأي اعتداء على القوات الأممية، مشددا على أن الجيش "سيلاحق المسؤولين عن الهجوم ويقدمهم للعدالة".
كما أدان رئيس الحكومة اللبنانية نواف سلام -في اتصال هاتفي مع المنسقة الخاصة للأمم المتحدة بلبنان هينيس بلاسخارت والجنرال لازارو- "الاعتداء الإجرامي".
وفي ظل تصاعد التوتر، أعلنت إيران، أمس السبت، استعدادها لإجراء "محادثات بناءة" مع السلطات اللبنانية بهدف استئناف الرحلات الجوية بين طهران وبيروت، وذكرت وزارة الخارجية الإيرانية أن وزير الخارجية الإيراني ونظيره اللبناني بحثا هاتفيا سبل حل قضية الرحلات الجوية المدنية بين البلدين.
ويأتي هذا التطور بعد رفض إيران منح إذن هبوط للطائرات اللبنانية على أراضيها، الأمر الذي حال دون إعادة لبنانيين عالقين هناك، وجاء القرار الإيراني ردا على إبلاغ السلطات اللبنانية لشركة "ماهان" الإيرانية بتعذر استقبال رحلتين مجدولتين من طهران إلى بيروت، مما فجر أزمة في لبنان.
واقع جديدويرى الكاتب السياسي أسعد بشارة أن هذه الاحتجاجات تمثل محاولة لإعادة تكريس واقع سابق كان فيه حزب الله يفرض سيطرته على مؤسسات الدولة كافة، متجاوزا القوانين ومتصرفا كأنه الجهة الحاكمة المطلقة.
إعلانويقول بشارة للجزيرة نت إن المرحلة الحالية تفرض واقعا جديدا ينبغي فيه ترسيخ أسس دولة المؤسسات بما يشمل استعادة مطار بيروت لسلطة الدولة بشكل كامل.
ويؤكد الكاتب السياسي أن استعادة المطار "تعني وضعه فعليا تحت رقابة الدولة ومنع استخدامه في تهريب الأموال أو الممنوعات أو أي أنشطة غير قانونية كما كان يحدث في السابق".
ويضيف "إن ما نشهده اليوم هو محاولة من حزب الله للانتفاض ضد مشروع الدولة أو الدفع ببيئته إلى مواجهة هذا المشروع".
وبرأيه لم يعد ذلك ممكنا، إذ إن ما قام به الحزب لم يكن سوى "بروفة فاشلة"، لجأ فيها إلى الترهيب والفوضى، لكنه أثبت أنه بات معزولا داخليا، والدليل على ذلك، وفق بشارة، موقف رئيس مجلس النواب نبيه بري الذي عارض ما جرى، مما يعكس تراجع نفوذ الحزب.
احتجاج ورسالةمن جهته، يعتبر المحلل السياسي قاسم قصير، في حديثه للجزيرة نت، أن ما حدث هو رد فعل شعبي ورسالة واضحة من بيئة المقاومة بأن الضغط عليها -خاصة عبر منع وصول المساعدات الإيرانية- سيؤدي إلى انفجار الأوضاع.
ويشير قصير إلى أنه "في العادة عندما تنطلق تحركات شعبية تتدخل أطراف متعددة لاستغلال الموقف، مما قد يؤدي إلى وقوع أحداث أمنية لا يُعرف على وجه الدقة من يقف وراءها".