واشنطن بوست: المعركة القضائية مع إسرائيل أمام الجنائية الدولية اختبار للنظام الدولي
تاريخ النشر: 22nd, May 2024 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
أكدت صحيفة (واشنطن بوست) الأمريكية اليوم /الأربعاء/ أن المعركة القضائية مع إسرائيل أمام المحكمة الجنائية الدولية تمثل اختبارا للنظام الدولي.
ونقلت الصحيفة الأمريكية، على موقعها الإلكتروني، عن مسؤولين إسرائيليين وحلفائهم في واشنطن عن غضبهم إزاء قرار كريم خان المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية التقدم بطلب للحصول على أوامر اعتقال ضد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه يوآف جالانت لاتهامهما بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية بسبب أسلوب إدارتهما للمعارك الجارية على غزة.
وذكرت (واشنطن بوست) أنه تم طلب إصدار أوامر اعتقال بحق ثلاثة من قادة حماس هم: رئيس المكتب السياسي لحركة حماس في غزة يحيي السنوار، وقائد كتائب عزالدين القسام محمد دياب إبراهيم المصري، ورئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية لدورهم في هجوم 7 أكتوبر.
وأشارت الصحيفة إلى أن خان كان يحمل نتنياهو وجالانت المسؤولية عن الفظائع الأخرى التي تلت ذلك بما في ذلك تجويع المدنيين كوسيلة من وسائل الحرب، والقتل العمد، وتوجيه الهجمات عمدا ضد السكان المدنيين، والإبادة.
ونقلت (واشنطن بوست) عن خان قوله: "إن ذلك حدث بعد فرض حصار كامل على غزة، شمل إغلاق المعابر الحدودية الثلاثة بالكامل، اعتبارا من 8 أكتوبر 2023 لفترات طويلة، وبعد ذلك، من خلال تقييد نقل الإمدادات الأساسية بشكل تعسفي".
وتنظر الدائرة التمهيدية في المحكمة الجنائية الدولية الآن في طلب خان، حيث إن إصدار أوامر الاعتقال بحق قادة حماس لن يكون مفاجئا كما أن أوامر الاعتقال بحق نتنياهو وجالانت سوف تجعل الإسرائيليين عرضة للاعتقال في الدول الـ 124 الأعضاء في المحكمة(الولايات المتحدة وإسرائيل ليستا من الدول الموقعة على معاهدة روما التي تمثل النظام الأساسي الذي تأسس عليه المحكمة).
وبعد فترة وجيزة من إعلان خان طلبه، أكدت إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن أنها ستدعم جهود الحزبين في الكونجرس لفرض عقوبات على المحكمة الجنائية الدولية، ومن خلال القيام بذلك فإنها ستتبع خطى إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب التي فرضت في عام 2020 عقوبات على اثنين من مسؤولي المحكمة بما في ذلك المدعي العام في ذلك الوقت لمحاولاتهما محاكمة أفراد الجيش والمخابرات الأمريكية المتورطين في مزاعم بارتكاب انتهاكات في أفغانستان، ورفع بايدن تلك العقوبات في العام التالي.
وندد بايدن أمس الأول /الاثنين/ بالافتراض بوجود تكافؤ بين إسرائيل وحماس، وأصر على أن ما يحدث في غزة ليس إبادة جماعية - في إشارة إلى تحقيق مواز في محكمة العدل الدولية دفعت به قضية قادتها جنوب أفريقيا ضد إسرائيل.
ولفتت الصحيفة إلى أن ردود أفعال الحكومات الأوروبية كانت أكثر صمتا تجاه التطورات، وأصدرت دول من بينها فرنسا وألمانيا بيانات تؤيد استقلال المحكمة الجنائية الدولية، فيما أعرب آخرون مثل إسبانيا وبلجيكا وسويسرا عن دعم أكثر قوة للمحكمة.
وأكد خان أن المحكمة ليس أمامها خيار سوى النظر في دور القيادة الإسرائيلية في الصراع البشع وذلك بالنظر إلى الأدلة التي جمعتها والتي تشير إلى أن الضرر الذي لحق بالمدنيين في غزة كان مقصودا ومنهجيا، حيث قتل أكثر من 35 ألف فلسطيني أكثرهم من النساء والأطفال خلال الحملة الوحشية التي شنتها إسرائيل في جميع أنحاء غزة والتي سوت معظم القطاع بالأرض وأثارت مجاعة من صنع الإنسان في مناطق معينة من غزة وأزمة إنسانية مترامية الأطراف لم يسبق لها مثيل من حيث نطاقها وسرعتها.
وأكدت الصحيفة أنه نظرا لعدم وجود أي تحرك داخل إسرائيل للتحقيق مع نتنياهو وجالانت بشأن جرائم الحرب بما في ذلك استخدام التجويع كوسيلة للحرب، رأى خان أنه من الصواب أن تمضي المحكمة الجنائية الدولية قدما في القضية الأمر الذي أثار غضب رئيس الوزراء الإسرائيلي والحكومة الإسرائيلية والمؤسسة السياسية داخلها..قائلا:"إذا لم نظهر استعدادنا لتطبيق القانون على قدم المساواة وإذا تم النظر إليه على أنه يطبق بشكل انتقائي فسنهيىء الظروف لانهياره".
وكان وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن قد ندد بالقرار الذي اتخذته المحكمة الجنائية الدولية ووصفه بالخاطىء.. قائلا:"إن الإدارة ستنظر في الإجراءات العقابية التي يمكن أن تتخذها في الأشهر المقبلة" فيما رحب السيناتور ليندسي جراهام (الجمهوري عن ولاية ساوث كارولينا) بتصريحات بلينكن التي دعا فيها إلى فرض عقوبات على المحكمة.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: الجنائية الدولية المحكمة الجنائية الدولية إسرائيل المحکمة الجنائیة الدولیة واشنطن بوست فی ذلک
إقرأ أيضاً:
"حماس" تدعو المجتمع الدولي لحماية الفلسطينيات من جرائم إسرائيل
دعت حركة « حماس »، المجتمع الدولي ومؤسساته إلى حماية المرأة الفلسطينية من الجرائم الإسرائيلية المتواصلة، مذكرة العالم بالجرائم التي تعرضت لها خلال حرب الإبادة الجماعية التي ارتكبتها إسرائيل بغزة لقرابة 16 شهرا.
وقالت الحركة في بيان بمناسبة اليوم العالمي للمرأة الموافق 8 مارس/ آذار من كل عام، إن احتفاء العالم بهذا اليوم يشكل « فرصة لفضح الجرائم الصهيونية بحق المرأة الفلسطينية حيث تعرّضت لقصف همجي ومجازر اليومية وتهجير وإبعاد واعتقال وتعذيب ».
وأضافت: « ارتقاء أكثر من 12 ألف سيدة فلسطينية وجرح واعتقال الآلاف وإجبار مئات الآلاف على النزوح خلال الإبادة الجماعية بغزة، يمثل وصمة عار على جبين البشرية، خاصةً أولئك الذين يدّعون حماية المرأة وحقوقها، ممّا يضعهم أمام مسؤولية تاريخية، سياسية وإنسانية وأخلاقية، لمنع استمرار هذه الانتهاكات الوحشية ».
وأوضحت أن الأسيرات الفلسطينيات داخل سجون إسرائيل يتعرضن لـ »ابشع أنواع التعذيب النفسي والجسدي في انتهاك صارخ لكل الأعراف والمواثيق الدولية، ما يكشف ازدواجية المعايير التي تنتهجها الإدارة الأمريكية وبعض الدول الغربية في التعامل مع قضية الأسرى ».
ودعت الحركة النساء حول العالم إلى مواصلة حراكهن وفعالياتهن دعما لـ »صمود الفلسطينية وانتصارا لفلسطين والقدس وغزة وصولا إلى الحرية والاستقلال ».
كما دعت المجتمع الدولي ومؤسساته السياسية والحقوقية والإنسانية إلى حماية المرأة الفلسطينية من جرائم الاحتلال الممنهجة والمستمرة ضدها، وتمكينها من العيش بحرية وكرامة على أرضها، وممارسة حقوقها المشروعة ».
كما طالبت بضرورة « العمل على محاكمة قادة الاحتلال على جرائمهم بحق المرأة الفلسطينية ومنع إفلاتهم من العقاب ».
ودفعت المرأة الغزية إلى جانب فئة الأطفال الثمن الباهظ لهذه الحرب حيث شكلا مجتمعين ما نسبته 70 بالمئة من إجمالي القتلى البالغ عددهم 46 ألفا و960 حتى 19 يناير الماضي.
وحسب منظمة « هيومان رايتس ووتش » الدولية، فإن عدد القتلى الذي نشرته صحة غزة خلال الإبادة، لا يشمل أعداد الوفيات بسبب المرض أو ممن دفنوا تحت الأنقاض، حيث قدرت أن ما نسبته 70 بالمئة من إجمالي الوفيات التي بلغت نحو 8 آلاف و200 حالة حتى سبتمبر 2024، كانت من النساء والأطفال، لافتة إلى أن مكتب المفوض السامي لحقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة تحقق من صحتها.
فيما قالت المسؤولة الأممية ماريس غيمون للصحفيين في نيويورك عبر الفيديو من القدس، في 18 يوليو 2024، إن أكثر من 6 آلاف أسرة فلسطينية فقدت أمهاتها حتى تاريخه.
وكانت مؤسسات حقوقية قد قالت إن الظروف المأساوية التي أفرزتها الإبادة من انتشار للأمراض المعدية، والإصابات الخطيرة، رفعت أعداد الوفيات في صفوف فلسطينيي غزة.
فيما شكلت فئتا النساء والأطفال ما نسبته 69 بالمئة من إجمالي جرحى الإبادة البالغ عددهم 110 آلاف و725 مصابا خلال أشهر الإبادة، بحسب تقرير لرئيس الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني علا عوض استعرضت فيه أوضاع المرأة الفلسطينية عشية يوم المرأة العالمي.
وأشار التقرير أن 70 بالمئة من المفقودين في قطاع غزة والذي يبلغ عددهم حتى 18 يناير الماضي 14 ألفا و222 نتيجة الإبادة، هم من الأطفال والنساء، وفق التقرير.
وخلال الإبادة، اضطر مليوني شخص نصفهم من النساء للنزوح من منازلهم هربا من جحيم الغارات الإسرائيلية.
بينما تعرضت العشرات من الفلسطينيات إلى الاعتقال تخلله تعذيب وإهمال طبي.
وبدعم أمريكي ارتكبت إسرائيل بين 7 أكتوبر 2023 و19 يناير 2025، إبادة جماعية بغزة خلفت أكثر من 160 ألف قتيل وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 14 ألف مفقود.