لا تتوقع تغييرا كبيرا.. واشنطن تراقب نقل السلطة في إيران بحذر
تاريخ النشر: 22nd, May 2024 GMT
واشنطن- تراقب إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن عن كثب تعامل إيران مع الرحيل المفاجئ لرئيسها إبراهيم رئيسي، في وقت تتوقع فيه واشنطن أن يستمر الوضع الإقليمي الهش، وسط مخاوف من تجدد تصعيد التوترات بين طهران وتل أبيب.
وبصفة عامة، لا يتوقع خبراء العلاقات الإيرانية الأميركية ممن تحدثت إليهم الجزيرة نت في واشنطن؛ حدوث أي تغيير في طريقة إدارة طهران لسياساتها الخارجية قبل أن يصوت الشعب الإيراني ويختار رئيسا جديدا، في أعقاب حادث تحطم طائرة مروحية نهاية الأسبوع، أسفر عن مصرع رئيسي ووزير الخارجية حسين أمير عبد اللهيان ومرافقيهم.
عند وصوله للحكم، وعد الرئيس الإيراني الراحل بأن حكومته ستتفاوض مع الولايات المتحدة بشأن العودة إلى الاتفاق النووي، المعروف رسميا باسم خطة العمل الشاملة المشتركة، إلا إنه ومع تشدد الطرفين، توقفت المفاوضات.
وسرعت طهران برنامجها النووي عقب ذلك، وتجاوزت الآن القيود المفروضة مسبقا، وقامت بتخصيب اليورانيوم قرب المستويات اللازمة لبناء أسلحة نووية، وفقا للوكالة الدولية للطاقة الذرية.
وفي الوقت نفسه، استمرت طهران في دعم عدد من الفصائل المسلحة والمليشيات، التي يقاتل بعضها إسرائيل، وفي بعض الحالات القوات الأميركية، في سوريا والعراق ولبنان، بالإضافة لاستهداف الحوثيين للسفن في مضيق باب المندب من اليمن.
المدير العام للمنظمة الدولية للطاقة الذرية رافائيل غروسي (يسار) ورئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية محمد إسلامي بعد اجتماعهما في أصفهان (الأناضول) مستوى التوتروتصاعد التوتر الشهر الماضي بعد قصف إسرائيل مبنى القنصلية الإيرانية في العاصمة السورية دمشق، أسفر عن مقتل جنرالين إيرانيين. لكن رد إيران المباشر وغير المسبوق بإطلاق 300 صاروخ وطائرة مسيرة على إسرائيل، جعل الخصمين أقرب إلى حرب أوسع لا يبدو أن أيا منهما يريدها، كما دفع واشنطن للانخراط مباشرة في إسقاط الصواريخ والمسيرات الإيرانية.
وقالت باربرا سلافين، خبيرة الشؤون الدولية بمعهد ستيمسون في واشنطن، إنها لا ترى احتمال حدوث تغيير كبير. وفي حديث للجزيرة نت، أشارت سلافين إلى أن "إيران والولايات المتحدة كانا يتواصلان بالفعل بشكل مباشر وغير مباشر، لتجنب تصعيد إقليمي أو وقوع أزمة حول البرنامج النووي الإيراني".
وتضيف "أعتقد أنه في أعقاب وفاة رئيسي، سيكون كلا الجانبين أكثر حذرا وعزوفا عن المخاطرة. تحتاج إيران الآن إلى إجراء انتخابات رئاسية جديدة وإيجاد بديل لرئيسي كرئيس وخليفة محتمل للمرشد الأعلى، في حين أن الولايات المتحدة في وضع انتخابي كامل. لذا فإن الجانبين سوف يتخبطان إلى حد كبير كما فعلا في الأشهر الأخيرة".
قصف إسرائيل لمبنى القنصلية الإيرانية في دمشق أدى لتصاعد التوتر في المنطقة (رويترز) تعزية تغضب الجمهوريينولم يمنع التوتر بين الطرفين من تواصل الحكومة الإيرانية مع الولايات المتحدة للحصول على المساعدة، في أعقاب تحطم المروحية التي كانت تحمل الرئيس إبراهيم رئيسي، لكن واشنطن "لم تتمكن من تقديم تلك المساعدة"، كما قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية ماثيو ميلر.
وذكر ميلر "طلبت منا الحكومة الإيرانية المساعدة. لقد أوضحنا لهم أننا سنقدم المساعدة، كما سنفعل استجابة لأي طلب من حكومة أجنبية في هذا النوع من الحالات"، مستدركا بأن الولايات المتحدة لم تستطع في النهاية مساعدة إيران لأسباب لوجستية.
وتعرضت وزارة الخارجية الأميركية لانتقادات لإصدارها بيان "تعزية" بعد وفاة رئيسي، وذلك رغم إقرار ميلر بأن رئيسي "يداه ملطختان بالدماء".
وهاجم كبار الجمهوريين في مجلس النواب بشدة إدارة بايدن على خلفية التعزية. وقال النائب توم إيمر لشبكة فوكس "من السخف أن تروج إدارة بايدن لدعمها لحقوق الإنسان بينما تقدم في الوقت نفسه تعازيها الرسمية لجزار طهران. من الواضح أن الحزب الديمقراطي اليوم أصبح الحزب المؤيد للإرهاب".
كما وصفت رئيسة مؤتمر الحزب الجمهوري في مجلس النواب إليز ستيفانيك، رسالة وزارة الخارجية بأنها "غير مقبولة وغير ضرورية وشائنة". وكتبت ستيفانيك في بيان نشرته صباح الثلاثاء، "إن إعراب وزارة خارجية بايدن عن تعازيها لوفاة عدو وحشي لأميركا عذب وقتل شعبه وقاد مهمة تمويل الوكلاء الإرهابيين في جميع أنحاء العالم الذين قتلوا جنودا أميركيين، هو سقوط جديد لجو بايدن".
انعكاسات على العلاقات
وفي حديث للجزيرة نت، قال تريتا بارسي، نائب رئيس معهد كوينسي بواشنطن "على المدى القريب، لن يكون لوفاة رئيسي تأثير كبير على العلاقات الأميركية الإيرانية لأن رئيسي لم يكن شخصية حاسمة في تلك المعادلة".
مع ذلك، يستدرك بارسي "إذا أدى مقتله إلى أزمة منهكة داخل إيران، فقد يكون لها تأثير على نفوذها على المليشيات في سوريا والعراق التي ضغطت عليها طهران لوقف مهاجمة القوات والقواعد الأميركية في الشرق الأوسط". وقد يؤدي ذلك، بحسب المتحدث، إلى سيناريو تستأنف فيه تلك الهجمات نتيجة عدم قدرة طهران على استخدام نفوذها للسيطرة عليها.
من جانبه، أكد تشارلز دان، المسؤول السابق في البيت الأبيض في عهد الرئيس جورج بوش، في حديث للجزيرة نت، ما ذهب إليه نائب رئيس معهد كوينسي قائلا "من غير المرجح أن تؤثر وفاة رئيسي على القضايا الأساسية بين البلدين".
وتتعرض القيادة الإيرانية لضغوط بسبب التحديات التي تواجه النظام داخليا على صعيد السياسة والاقتصاد، وكذلك المواجهة مع إسرائيل، ويبدو أنه ليس هناك مزاج لإجراء تغييرات جوهرية، بحسب دان.
ويقول المسؤول الأميركي السابق "سيتعين علينا أن نرى من يسمح له بالترشح للرئاسة، لكنني أتوقع ظهور مرشح متشدد آخر متحالف مع المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي".
بدوره، اعتبر خبير الشؤون الإيرانية جودت بهجت، المحاضر بمركز الشرق الأدنى وجنوب آسيا بجامعة الدفاع الوطني التابعة للبنتاغون، أن وفاة رئيسي وعدد من كبار المسؤولين هي ضربة كبيرة للحكومة الإيرانية.
ومع ذلك، يقول البروفيسور بهجت للجزيرة نت "من المهم عدم المبالغة في ذلك. ففي تاريخها الذي يزيد على 4 عقود، شهدت الجمهورية الإسلامية بعض الضربات الكبرى، بما في ذلك عملية إرهابية كبرى قامت بها منظمة مجاهدي خلق عام 1979 عندما قتل الرئيس ورئيس الوزراء ومسؤولون كبار آخرون حيث نجت الجمهورية الإسلامية".
وبناء على ذلك، استبعد بهجت أي تغيير كبير في السياسات الداخلية أو الخارجية الإيرانية، مضيفا "سيبقى العمل كالمعتاد إلى حد ما. لقد تم تهميش ما يسمى بالمعتدلين، ويسيطر ما يسمى بالمتشددين سيطرة كاملة على جميع أفرع الحكومة".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات الولایات المتحدة للجزیرة نت وفاة رئیسی
إقرأ أيضاً:
إيران تشغّل أجهزة طرد مركزي متطورة ردا على قرار الوكالة الذرية
قالت إيران الجمعة إنها ستضع في الخدمة مجموعة من أجهزة الطرد المركزي "الجديدة والمتطورة" ردا على قرار تبنته الوكالة الدولية للطاقة الذرية ينتقد طهران بسبب عدم تعاونها بما يكفي في ما يتعلق ببرنامجها النووي.
وجاء في بيان مشترك صادر عن المنظمة الإيرانية للطاقة الذرية ووزارة الخارجية الإيرانية "أصدر رئيس المنظمة الإيرانية للطاقة الذرية أمرا باتخاذ إجراءات فعالة، بما فيها وضع مجموعة كبيرة من أجهزة الطرد المركزي الجديدة والمتطورة وبأنواع مختلفة في الخدمة".
وقال دبلوماسيون إن مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية، الذي يضم 35 دولة، وافق على قرار يأمر طهران مجددا بتحسين التعاون مع المنظمة التابعة للأمم المتحدة، ويطلب من الوكالة إصدار تقرير “شامل” عن إيران بحلول ربيع العام المقبل،.
وتهدف الدول الغربية التي اقترحت النص، إلى الضغط على طهران من أجل الدخول في مفاوضات حول قيود جديدة على أنشطتها النووية، لكن هناك شكوكا حيال ما إذا كان الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب سيدعم المحادثات بعد توليه الرئاسة في كانون الثاني/ يناير المقبل.
وفي وقت سابق، حذر وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، من أن إيران "سترد وفق ما يقتضيه الوضع" على قرار قدمته دول أوروبية والولايات المتحدة إلى الوكالة الدولية للطاقة الذرية، ويدين عدم تعاون إيران في الملف النووي.
وأكد عراقجي خلال اتصال هاتفي مع رئيس الوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافايل غروسي، أن هذه الدول "إذا تجاهلت حسن نية إيران... ووضعت إجراءات غير بناءة على جدول أعمال اجتماع مجلس المحافظين من خلال قرار، فإن إيران سترد وفق ما يقتضيه الوضع وعلى نحو مناسب"، وفق ما نقلت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية (إرنا).