هل سيتأثّر حزب الله وحماس بوفاة رئيسي؟
تاريخ النشر: 22nd, May 2024 GMT
شكّلت وفاة الرئيس الإيرانيّ ابراهيم رئيسي ووزير خارجيته حسين أمير عبداللهيان حزناً في البلدان التي ساعدت فيها طهران في نمو "حركات المقاومة"، وخصوصاً في لبنان وسوريا والعراق واليمن وفلسطين، حيث هناك "حزب الله" وحركة "حماس" والحوثيون، أبرز الأفرقاء المُشاركين في الحرب الحاليّة في غزة.
وهناك مخاوف جديّة من تأثّر "حزب الله" و"حماس" برحيل رئيسي عن السلطة، فيقول مراقبون إنّ ولاية الأخير التي استمرّت فقط لحوالي 3 سنوات، تخلّلها دعم حركات المقاومة بشكل لافت جدّاً، فقد عزّز الحرس الثوريّ الإيرانيّ وجوده في سوريا والعراق، وزاد من وتيرة تقديم المُساعدات والأسلحة المتطوّرة لكلٍّ من "المقاومة" في لبنان وسوريا وفلسطين، وأيضاً في اليمن، حيث أصبح الحوثيّون يمتلكون صواريخ بالستيّة، استعملوها لدعم الغزاويين، ولتوجيه ضربات للسفن الأجنبيّة، وتلك المُتوجّهة إلى تل أبيب.
ومن دون شكّ، فإنّ قدرة "حزب الله" القتاليّة، وهنا الحديث عن تطوير قوّته الهجوميّة الجويّة من مسيّرات بكافة أنواعها نمت، بحيث استطاع "الحزب" في الفترة الأخيرة فرض "قواعد إشتباك" مُعيّنة على العدوّ الإسرائيليّ، لم يخرج عنها الأخير منذ 8 تشرين الأوّل في جنوب لبنان، خوفاً من توسيع رقعة الحرب مع "المقاومة".
وبالعودة إلى مدى تأثّر "حزب الله" وبقيّة حلفائه في محور المقاومة بوفاة رئيسي، يُشير المراقبون إلى أنّ سياسة طهران غير مُرتبطة بشخص الرئيس الإيرانيّ وسياسته تجاه أصدقاء إيران، فهناك نهجٌ متّبعٌ بدأ مع الخميني، ويستمرّ حاليّاً مع الإمام الخامنئي تجاه حركات المُقاومة، إضافة إلى تعزيز الدور والنفوذ الشيعيّ في منطقة الشرق الأوسط، ومُعاداة الولايات المتّحدة الأميركيّة وإسرائيل.
ويُضيف المراقبون أنّ الحرب في غزة والمعارك في جنوب لبنان لن تشهد أيّ تغيير في ظلّ غياب رئيسي، فمطلب إيران الأساسيّ سيبقى التشديد على وقف إطلاق النار، ومنع إسرائيل وأميركا من القضاء على "حماس"، وستستمرّ طهران بمدّ الفصائل المُواليّة لها بالأسلحة والمعلومات الإستخباراتيّة لضرب الأهداف الإسرائيليّة المهمّة، للضغط على حكومة بنيامين نتنياهو للقبول بشروط حركة المقاومة الفلسطينيّة، والرضوخ للضغوطات الغربيّة.
ويلفت المراقبون إلى أنّ إيران ستُكمل سياستها في المنطقة الداعية إلى التهدئة، ولن تدخل في حربٍ مباشرة مع إسرائيل، ولن تزيد من قوّات الحرس الثوريّ في سوريا، كي لا تستهدف تل أبيب عناصره، بهدف تلافي الردّ عليها. ويُتابع المراقبون أنّه مع وجود رئيسي أو في غيابه، وبانتظار انتخاب رئيسٍ جديدٍ، ستُكمل طهران خوض مُواجهاتها في المنطقة مع إسرائيل بواسطة وكلائها، وستقوم بتعزيز "حزب الله" أكثر، إضافة إلى إعادة بناء قوّة "حماس" العسكريّة، التي تأثّرت بعد الحرب غير المسبوقة على غزة.
وقد يبدو لإسرائيل أنّ وفاة رئيسي ستُؤثّر على مستقبل ونتائج الحرب لصالح حكومة نتنياهو، غير أنّ المراقبين يُوضحون أنّ مسار المعارك ليس مرتبطاً بهويّة الرئيس الإيرانيّ، وإنّما بسياسة المُرشد الأعلى في إيران، وهناك إيمان كبير لدى حركات المُقاومة بدعم طهران لها، وأبرز دليلٍ على ذلك، قول السيّد حسن نصرالله خلال خطاب له، قبل فترة، إنّ طهران اختارت دعم القضيّة الفلسطينيّة، على الرغم من أنّها كانت تعلم تداعيات قرارها من ناحيّة فرض العقوبات، والتضييق عليها إقتصاديّاً وتجاريّاً. المصدر: خاص "لبنان 24"
المصدر: لبنان ٢٤
إقرأ أيضاً:
الأمين العام لحزب الله: المقاومة قوية بإرادتها وباستمرارها رغم فارق الإمكانات
صرّح نعيم قاسم، الأمين العام لحزب الله، بأن المقاومة في لبنان وفلسطين ستواصل صمودها وستنتصر، مؤكداً أن الاعتداءات الإسرائيلية لن تضعف عزيمة المقاومين بل ستزيدهم إصراراً ، جاء ذلك بالتزامن مع إعلان فوز دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية الأمريكية، وهو حدث يرى قاسم أنه لن يؤثر في مسار المقاومة بالمنطقة.
أوضح قاسم أن إسرائيل بقيادة رئيس وزرائها بنيامين نتنياهو تسعى إلى تحقيق أهداف توسعية، منها احتلال لبنان وإنهاء وجود حزب الله ، وأكد أن حزب الله كان يتوقع هذا العدوان، واستعد لمواجهته من خلال تعزيز إمكاناته الدفاعية، مشدداً على أن نتنياهو يهدف إلى استمرار العدوان دون تحديد موعد لانتهائه، ولكنه وضع له أهدافاً واضحة يسعى لتحقيقها.
وأشار قاسم إلى أن حزب الله يمتلك عشرات الآلاف من المقاومين المدربين على القتال، ولديهم عقيدة إسلامية صلبة تدفعهم للوقوف مع الحق والكرامة ، وأضاف أن كل مقاومي الحزب استشهاديون لا يخشون الموت، وأن الحزب استعد بمعدات وقدرات قتالية عالية لمواجهة العدو الإسرائيلي، الذي يمتلك دعماً لوجستياً غير محدود من الولايات المتحدة.
أكد قاسم أن المعركة الحالية لن تكون في صالح إسرائيل، مبيناً أن المقاومين يمتلكون قدرات صاروخية وطائرات مسيّرة قادرة على الوصول إلى أي نقطة في إسرائيل ، وأشار إلى أن الخيار الوحيد أمام المقاومة هو منع الاحتلال من تحقيق أهدافه، وأن الحزب سيجبر العدو على المطالبة بوقف العدوان نتيجة خسائره في الميدان.
شدّد قاسم على أن أي مفاوضات مستقبلية يجب أن ترتكز على وقف العدوان بشكل كامل وحماية السيادة اللبنانية ، ودعا الجيش اللبناني إلى القيام بدوره في حماية الحدود وإصدار توضيحات حول الأحداث الأمنية، ومنها حادثة البترون الأخيرة. كما أشار إلى أن الرئيس نبيه بري يحمل راية المقاومة السياسية، ويعمل على دعم موقف لبنان الوطني.
اختتم قاسم تصريحاته بتأكيد استعداد حزب الله لخوض حرب استنزاف طويلة الأمد إذا لزم الأمر، مشدداً على أن المقاومة ستبقى قوية رغم فارق الإمكانات العسكرية مع العدو ، وبيّن أن لبنان في موقف قوة بمقاومته وجيشه وشعبه، وأن هذا الصمود يؤلم العدو رغم ما يعانيه لبنان من آلام.
هل فوز ترامب بالرئاسة طوق النجاة للهروب من القضاء ؟
في انتصار يعكس التحولات الكبيرة في المشهد السياسي الأمريكي، فاز دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية، وهو الحدث الذي قد يشكل فرصته الأخيرة للهرب من سيف القضايا القضائية التي تلاحقه. ترامب، الذي يواجه سلسلة من الاتهامات القانونية، قد يجد في فوزه هذا مخرجاً استراتيجياً من محاكمات متنوعة، تشمل قضايا تتعلق بمحاولته لقلب نتائج الانتخابات الرئاسية لعام 2020، وتزوير السجلات التجارية، وإساءة استخدام وثائق سرية، فضلاً عن قضية ممثلة الأفلام الإباحية ستورمي دانيلز.
الاتهامات قبل الانتخابات
قبل السباق الرئاسي الأخير، اتُّهم ترامب بالتآمر للتأثير على نتائج الانتخابات التي خسرها أمام جو بايدن عام 2020، إلى جانب قضايا تتعلق بتزوير السجلات واستخدام وثائق سرية بطرق غير ملائمة. ووفقاً لتقرير لوكالة بلومبيرغ، تم إدانته بتهمة تزوير السجلات، لكن الحكم أُجِّل بناءً على قرار المحكمة العليا الذي يمنح الرؤساء حصانة قضائية.
أما قضية الوثائق السرية، فقد تم رفضها من قبل قاضية فيدرالية في يوليو الماضي، ولكن وزارة العدل الأمريكية استأنفت هذا القرار. فيما يخص قضية ستورمي دانيلز، فقد أجل القضاء في نيويورك النطق بالحكم فيها في سبتمبر الماضي، ما يزيد من تعقيدات وضع ترامب القانوني.
فرصة الهروب القضائي
وفقاً لوكالة بلومبيرغ، فإن فرصة ترامب في حل القضايا قبل توليه الرئاسة رسمياً تبدو ضئيلة. في حال فوزه، قد يسعى لإسقاط هذه الدعاوى أو تعليقها خلال فترة حكمه، حيث يمكنه توجيه وزارة العدل لرفض الملاحقات القضائية، مما يتيح له فرصة للنجاة من "مقصلة القضاء". إلا أن الوضع مختلف في ولاية جورجيا التي اتهمته بمحاولة تغيير نتائج الانتخابات؛ هناك قوانين الولاية قد تمنع إسقاط الدعاوى ضد الرئيس.
في ولايات مثل نيويورك، التي تُعد مناهضة لترامب تحت قيادة الحاكمة كاثي هوشول، لن تكون فرص العفو عن التهم سهلة، خصوصاً أن بعض الجرائم تقع تحت تصنيف الجرائم على مستوى الولاية.
جدل حول قدرة الرئيس على العفو الذاتي
يشير خبراء القانون إلى اختلاف حول مدى قدرة الرئيس على إصدار عفو ذاتي. المدعي الفيدرالي السابق جون سايل قال إن السلطات القانونية تمنح ترامب بعض الحماية، حيث يمكن نقل القضايا إلى محاكم فيدرالية ورفضها بحجة الحفاظ على هيبة الرئيس.