في قلب منطقة اللبان العريقة، يتربع محل صغير على عرش إصلاح الساعات منذ 45 عامًا. خلف طاولة العمل يجلس "عم محمد" أو كما يُعرف بـ "أبو مجدي"، شيخ حرفة صيانة الساعات، حاملًا إرثًا عريقًا ورثه عن والده، ليُصبح رمزًا للحرفية والإبداع في زمن يغزوه التكنولوجيا.

رحلة عبر الزمن

رحلة "أبو مجدي" مع الساعات بدأت منذ نعومة أظافره، حين تعلّم أسرار المهنة من والده صاحب محل تارزي افرنجي.

لكن مع ظهور الملابس الجاهزة، تحوّل المحل إلى ورشة لتصليح الساعات، ليُصبح قبلةً لكل من يبحث عن حرفية وإتقان في إصلاح قطعة الزمن الثمينة.

شغف لا ينضب

:

يُحكى أنّ "أبو مجدي" ينظر إلى كل ساعة كتحفة فنية، يفحصها بدقة ليعيد لها بريقها ووظيفتها. خبرة 45 عامًا مكنته من التعامل مع مختلف أنواع الساعات، من البسيطة إلى المعقدة، ومن الرخيصة إلى النادرة. شغفه بالمهنة يدفعه للعمل لساعات طويلة، مُستمتعًا بكل لحظة يُعيد فيها الحياة إلى ساعة قديمة.

https://www.facebook.com/share/v/cBfPYAexiKrEHM1K/?mibextid=oFDknk

تحديات العصر:

لم تكن رحلة "أبو مجدي" سهلة، فقد واجه العديد من التحديات، كان أبرزها انتشار الساعات الرقمية والموبايلات التي قلّلت من الطلب على الساعات التقليدية. لكن "أبو مجدي" لم يستسلم، بل واصل عمله بإصرار، مُؤمنًا بأهمية الحفاظ على هذه الحرفة العريقة، فهي مهنة تحتاج إلى سنوات من التعلم وانقرضت في الوقت الحالي مشيرا أن الشباب هم أكثر فئة تستخدم الساعات في الوقت الحالي، موضحا أن ساعات الحائط ما زالت تستخدم وهناك إقبال عليها وعلى إصلاح القديمة منها.

إلهام للأجيال

:

يُعدّ "أبو مجدي" مثالًا يُحتذى به للأجيال القادمة، نموذجًا يُجسّد قيم العمل الجاد والمثابرة والإبداع. فهو لم يكتفِ بإتقان مهنته، بل سعى لنقل خبراته ومعرفته للأجيال الجديدة، مُلهمًا إياهم بأهمية الحفاظ على التراث والحرف اليدوية.

رسالة للأجيال

:

يُؤكّد "أبو مجدي" على أنّ النجاح لا يأتي بسهولة، بل يتطلب جهدًا ومثابرةً وصبرًا، فرحلته لم تكن سهلةً، بل واجه العديد من التحديات والعقبات. إلا أنه لم يستسلم أبدًا، بل واصل طريقه بإصرارٍ وعزيمة، مُؤمنًا بقدراته وإمكانياته تمكن من التغلب عليها بفضل جودة منتجاته ومهاراته الفائقة وخدماته المميزة حتي اصبح مُلهمًا للأجيال القادمة، نموذجًا يُجسد قيم العمل الجاد والمثابرة والإبداع قائلا: أن النجاح لا يأتي بسهولة، بل يتطلب جهدًا ومثابرةً و الصبر و العزيمة والإصرار.

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: الاسكندرية أبو مجدی

إقرأ أيضاً:

منيرة تونسية تحيي مهنة المسحراتي في رمضان ..صور

خاص

تخرج منيرة في ساعات الليل حاملة طبلة قديمة تجوب الشوارع مُعلنةً عن حلول موعد السحور، ومتحدية العادات والتقاليد التي جعلت من مهنة المسحراتي شأنًا خاصًا بالرجال في بلدتها.

واجهت منيرة الكيلاني أو “منورة” كما يلقبها جيرانها، ذات الـ62 عامًا، الكثير من التحديات في عملها هذا ببلدتها بمحافظة المنستير شمال شرق تونس، ، لكنها استطاعت أن تفرض نفسها كأول امرأة في هذه المهنة.

وتعد مهنة المسحراتي أو “البوطبيلة” من أقدم المهن في تونس، وهي جزء لا يتجزأ من التقاليد الرمضانية، ولكن هذه العادة بدأت في التلاشي لتصبح مقتصرة على بعض المدن والقرى، لكن في حي منيرة، كان الحال مختلفًا، فهي إحدى القلائل اللاتي قرّرن أن يحملن طبلة المسحراتي في يديهن والحفاظ على هذا الموروث الثقافي.

تقول منيرة التي لم تتوقع يومًا أن تحمل طبلة والدها الراحل، الذي كان يُعدّ أحد أبرز “المسحراتية” في حيّهم، وتكمل مسيرته بعد وفاته منذ خمس سنوات: “كنت أستمتع وأنا صغيرة بصوت إيقاع طبلة والدي وهو يوقظ الجيران للسحور، كان الصوت يملأ الحي، وكأنّه يحمل الأمل في كل ضربة و اليوم، أريد أن يبقى هذا الصوت حاضراً، لا أريد له أن يختفي مع الزمن.”

تعمل منيرة في العادة في جمع القوارير البلاستيكية وبقايا الخبز لتقوم ببيعهم لاحقا، لكنها وجدت في مهنة بوطبيلة بعض ما يسدّ حاجيات عائلتها ووالدتها الملازمة للفراش، قائلة: “بدأت بالخروج للعمل كـ”بوطبيلة” منذ سنة 2019 فأصبحت هذه المهنة مورد رزقي الذي أساعد به عائلتي طيلة شهر الصيام”.

تحظى منيرة بالتشجيع من جيرانها وسكان حيها، فتقول: “لقد صار الساكنون يعرفونني جيدًا، كلما مررت عليهم ليلاً، يبادلونني التحية، وفي اليوم الذي لا أوقظهم فيه للسحور، يأتي أغلبهم ليطمئنوا عليّ، وقد شعروا بفقدان هذه العادة.”

وتابعت: “كل يوم أخرج على الساعة الثالثة فجرا وأنا أحمل الطبلة دون خوف لأنني وسط أهلي وجيراني وأنا أردد “يا نايم وحّد الدايم .. يا غافي وحد الله جاء رمضان يزوركم”.

ترى منيرة أن مهنة البوطبيلة تمثل جزءًا من هويتنا الثقافية التي يجب الحفاظ عليها، فحتى وإن كانت المكافآت المالية لهذه المهنة ضئيلة، إلا أن قيمة ما تقدمه من سعادة لأسرتها ولأهل الحي لا تُقدر بثمن.

واختتمت: “هذه المهنة لا تدر عليّ سوى القليل من المال، الذي يمنحني إياه الجيران بمناسبة عيد الفطر، ورغم ذلك، أنا متمسكة بها لأنها تمثل جزءًا من هويتنا الثقافية، جزءًا من تقاليدنا التي يجب أن تبقى حية”.

مقالات مشابهة

  • مسلسل معاوية بين الالتزام والإبداع والانفلات
  • منيرة تونسية تحيي مهنة المسحراتي في رمضان ..صور
  • وزير الإنتاج الحربي: نعمل على توطين التكنولوجيا والتكامل مع شركات القطاع الخاص
  • أخبار التكنولوجيا | فيفو تقترب من طرح جهاز لوحي.. أحسن ساعات ذكية بالأسواق.. أفضل شاشة ألعاب
  • مجدي يعقوب يكشف عن حياته الأسرية: فخور بأبنائي .. وأحاول تعويض ما فات
  • مجدي يعقوب يكشف أسرار توازنه بين العمل والحياة الشخصية
  • مجدي يعقوب يكشف سر طاقته المتجددة: 5 دقائق من النوم تكفي
  • سوق أهراس: تمديد ساعات العمل بشبابيك الحالة المدنية
  • ريهام حجاج: التكنولوجيا الحديثة أصبحت أداة خطيرة.. ورسالة «أثينا» تقديم اقتراحات
  • التعليم العالي: إنشاء صناديق وطنية لدعم الاستثمارات في التكنولوجيا المتقدمة