ثقافة وفن حافظ إبراهيم ورامى وناجى جعلوا من القصيدة مزاجًا عامًا للمصريين والعرب
تاريخ النشر: 2nd, August 2023 GMT
ثقافة وفن، حافظ إبراهيم ورامى وناجى جعلوا من القصيدة مزاجًا عامًا للمصريين والعرب،أمجد مصطفى يكتب المصرى فنان عمره 7 آلاف سنة الأطلال أعظم قصيدة كتبت فى .،عبر صحافة مصر، حيث يهتم الكثير من الناس بمشاهدة ومتابعه الاخبار، وتصدر خبر حافظ إبراهيم ورامى وناجى جعلوا من القصيدة مزاجًا عامًا للمصريين والعرب، محركات البحث العالمية و نتابع معكم تفاصيل ومعلوماته كما وردت الينا والان إلى التفاصيل.
أمجد مصطفى يكتب: المصرى فنان عمره 7 آلاف سنة
«الأطلال» أعظم قصيدة كتبت فى الحب..و«مصر تتحدث عن نفسها» أهم ما قيل فى الوطنمصر هى دولة الطرب، من هنا تعلم العالم معنى كلمة السلطنة فى الغناء، ومن هنا بدأت الأجساد تتمايل طربًا، بجمل موسيقية تقشعر لها الأبدان، مصر هى قبلة الغناء العربى، هى دولة الملحنين والمطربين، هى رائد التجديد ومنبع المجددين فى الموسيقى والغناء، لم تمر فترة زمنية إلا ويخرج منها أستاذ أو أستاذة يرفع الجميع له أو لها القبعة، هنا ولد رائد وفارس التجديد سيد درويش، وهنا ولد محمد القصبجى وعبدالوهاب والسنباطى، وموسيقار الأجيال محمد عبدالوهاب الذين توارثوا الموسيقى والغناء عن الشيخ المسلوب، والشيخ أبوالعلا محمد وسلامة حجازى ومحمد عثمان وكامل الخلعى. هنا أرض الكنانة والمكانة.
مصر هى الشريان الذى قام بتغذية العالم العربى بكل حرف وجملة موسيقية، هنا القاهرة التى منحت الجميع شهادة الاعتماد، والارتباط بالجمهور، هنا الإذاعة المصرية التى حملت عبر موجاتها مهمة تقديم الأصوات والنغم الشرقى الأصيل.
مهما ظهرت من زوابع داخل الوسط الغنائى وظهر الهاموش والناموس، والذباب، لن يضيع تاريخنا الغنائى، بل إن هذه الزوابع كلما ظهرت تذكرنا ماضينا الجميل.
فى حلقات سابقة ذكرنا أن مصر فنانة منذ 7 آلاف سنة، فى الجزء الأول قدمنا بانوراما عن الفن المصرى بصفة عامة، وريادته، وفى الجزء الثانى خصصناه لتاريخ مصر الغنائى من قدماء المصريين حتى مشايخنا فى العصر الحالى.
كما واصلنا تقديم تاريخنا فى عالم التلحين، وما أكثر ما قدمت مصر للعالم العربى من ملحنين، لذلك فالجزء الخاص بالملحنين سوف واصلنا فيه الكتابة عنه لعدة أجزاء، حتى نعطى هؤلاء الرواد حقهم الطبيعى.
تحدثنا فى «المصرى فنان عمره 7 آلاف سنة» عن ريادتنا بصفة عامة فى الموسيقى والغناء والسينما والدراما والإعلام والمسرح، والأوبرا وأكاديمية الفنون، ثم بدأنا فى حلقات تالية تحدثنا فيها بتوسع أكبر، عن كل مجال، من المجالات، تحدثنا عن الموسيقى من عهد قدماء المصريين، مرورًا بدور الترانيم القبطية، فى الكنائس والموالد الشعبية حتى وصلنا إلى عصر المشايخ، تناولنا الملحنين من الشيخ المسلوب، مرورًا بسلامة حجازى وسيد درويش وعبدالوهاب والسنباطى وزكريا أحمد والقصبجى، استكملنا مسيرة الملحنين فى النهوض بالأغنية المصرية والعربية، بما يؤكد أننا فى مصر دولة الإبداع والمبدعين، وأن عمر بعض فنانينا أطول من أعمار دولة بأكملها، وأن إبداعهم ربما يكون أكثر تأثيرًا من دول كثيرة.
مصر الفن والفنانين، أقدم دولة عرفها التاريخ وعرفت الفنون بكافة أشكالها، مصر التى سطرت أهم سيناريوهات العرب، فى السينما والدراما، وأهم من كتبت النوتة الموسيقية وأهم من قدمت عازفين وملحنين وشعراء، مصر الطرب الأصيل والنغم المشبع بالموهبة، مصر تواصل الأجيال، وشموخ الجبال، وكبرياء الإنسان، مصر أقدم لوحة فنية وأقدم فنان.
كما رصدنا حكايات أخرى من سلسلة المصرى فنان عمره 7 آلاف سنة عن نجوم الفن المصرى الذين انتقلوا إلى الحياة فى أوروبا، وكذلك نجوم الفن الشعبى والفن النوبى وتحدثنا عن ميلاد الأوبرا المصرية أهم من غنوا فن الأوبرا مثل جابر البلتاجى ورتيبة الحفنى وحسن كامى وغيرهم وتحدثنا عن فن البالية ورواده من المصريين وتحدثنا عن كل رؤساء الأوبرا منذ إنشائها آخرين.
اليوم نواصل الكتابة عن فرع جديد من فروع الأغنية ألا وهو شعراء الأغنية، كما تناولنا الملحنين والمطربين بدأنا فى الحلقة 46 بأمير الشعراء أول صانع للنجوم أحمد شوقى، واليوم نواصل عن شعراء آخرين سطروا تاريخًا غنائيًا منح مصر الريادة والسيادة.
ونحن بصدد مواصلة الكتابة عن شعراء الأغنية المصرية، هناك سؤال يلح على كلما استمعت إلى أغان كتبها رامى أو ناجى أو شوقى أو حافظ إبراهيم أو حسين السيد أو مرسى جميل عزيز، هذا السؤال هو: من أين يأتى هؤلاء بتلك المعانى والمفردات؟ من أين جاء لهم هذا الخيال.. من أين جاءت لهم تلك الثروة اللغوية والتعبيرات.. ما هذه المشاعر والأحاسيس؟ وكيف يعبرون عنها فأصبحت كأنها تخرج من أعماق كل من استمع لأعمالهم؟ نعم إنهم شعراء عشقوا وأحبوا وعبروا ليس عن عشقهم فقط، بل عن مشاعرنا حتى التى لا نستطيع التعبير عنها، لقد حولوا صحراء الأغنية العربية إلى ورود وأزهار وشجن وبهجة وهيام وغرام وهجر ومشقة ونسيان وعتاب واندهاش وغربة وحنين وعودة بعد غياب، كلها أحاسيس عبروا عنها، بل عبروا عنا، هذا هو زمن الشعر والأغنية الحقيقية، لم يذهب فيه الشعراء إلى لغة السوقية والعامة، بل جعلوا العامة يتذوقون ما يقدمونه لهم، وهذا هو الفارق بين زمان يسير فيه الشاعر إن جاز التعبير خلف ما يقوله الشارع والعوام، وبين شعراء حقيقيين جعلوا الشارع يردد ما يكتبون.
نذهب إلى السيرة الفنية لهؤلاء الشعراء:
شاعر الشباب
أحمد رامى «1892 - 5 يونيو 1981» درس فى مدرسة المعلمين وتخرج عام 1914، ثم سافر إلى باريس فى بعثة وحصل على شهادة فى المكتبات والوثائق من جامعة السوربون. كما درس اللغة الفارسية فى معهد اللغات الشرقية بباريس، مما ساعده فيما بعد على ترجمة «رباعيات عمر الخيام». عُيِّن أمين مكتبة دار الكتب المصرية، كما حصل على التقنيات الحديثة فى فرنسا فى تنظيم دار الكتب، ثم عمل أمين مكتبة فى عصبة الأمم عاد إلى مصر عام 1945. وعُيِّن مستشاراً للإذاعة المصرية، حيث عمل فيها لمدة ثلاث سنوات، ثم عُيِّن نائباً لرئيس دار الكتب المصرية. وقد لُقّب بشاعر الشباب.
ولد أحمد رامى فى حى الناصرية بالقاهرة فى 9 أغسطس 1892 لعائلة مصرية من الطبقة المتوسطة. كان طبيبًا فى القصر العينى.
أمضى أحمد السنوات الأولى من طفولته مع والده فى جزيرة ثاسوس التى كانت مملوكة الخديوى عباس الثانى. عاد إلى القاهرة عام 1901 ليعيش مع عمته. التحق بالمدرسة الابتدائية المحمدية ومدرسة الخديوى الثانوية. حرص رامى على حضور المنتديات الشعرية الأسبوعية ليبدأ فى تنمية موهبته الشعرية. كتب قصيدته الأولى فى الخامسة عشرة من عمره وبدأ فى التعبير عن رده على الأحداث السياسية فى قصائده. ظهرت أول منشورة فى 1910 فى مجلة الروايات الجديدة. بعد تخرجه فى كلية المعلمين العليا عام 1914، عُيِّن رامى مدرسًا الجغرافيا واللغة الإنجليزية فى المدارس الخاصة فى السيدة زينب ثم فى الغربية والمنيرة. كان فى هذا الوقت أول من تعرف على شعراء وفنانى عصره، مثل عبدالحليم المصرى وأحمد شوقى وأحمد نسيم وحافظ إبراهيم.
بعد ست سنوات، تم تعيينه أمين مكتبة بمدرسة المعلمين العليا، مما أتاح له فرصة فريدة لقراءة الشعر والأدب باللغات العربية والإنجليزية والفرنسية. فى عام 1918، نشر رامى أول ديوان له، قدّم للقراء العرب نوعًا جديدًا من الشعر.
فى عام 1924، حصل رامى على منحة دراسية وأُرسل إلى باريس فى مهمة تعليمية، حيث حصل على ترخيص فى الأدب باللغة الفارسية من مدرسة اللغات الشرقية فيفانتس. ساعدته شهادة اللغة الفارسية فى ترجمة كتاب عمر الخيام الرباعى الشهير من النسخة الفارسية الأصلية إلى العربية. كانت ترجمته كافية لدرجة أنها عكست فلسفة الخيام. فى عام 1925، عمل أمين مكتبة فى دار الكتب والمحفوظات المصرية، حيث طبّق التقنيات الحديثة لأمانة المكتبات التى تعلمها فى فرنسا لتنظيم المكتبة. كما نشر مجموعته الشعرية الثانية والثالثة فى عام 1925. بعد العمل فى دار الكتب لمدة 13 عامًا.
فى عام 1938، عمل رامى فى مكتبة عصبة الأمم فى جنيف كأمين مكتبة بعد انضمام مصر رسميًا إلى العصبة.
عاد إلى مصر عام 1945، حيث عمل مستشارًا لدار الإذاعة المصرية.
عُيِّن رامى نائبًا لرئيس مجلس إدارة دار الكتب فى عام 1948 ومستشارَا أدبيَا للإذاعة المصرية الحكومية فى نوفمبر 1954. أسهم فى بالنشر فى دار الهلال بين عامى 1936 و1954، وكتب مسرحيات لكل من المسرح والشاشة.
حصل رامى على عدد كبير من الجوائز والأوسمة التقديرية، فى عام 1965 نال جائزة الدولة للآداب وسام التميز الفكرى من الملك الحسن الثانى ملك المغرب. نال وسام الاستحقاق من الدولة فى الأدب عام 1967.
نال دكتوراه فخرية من أكاديمية الفنون عام 1976، وحصل على وسام الاستحقاق اللبنانى المرموق، ومنحته جمعية الملحنين ومقرها باريس درعًا تذكارية، تقديرًا لمساهماته.
علاقته مع أم كلثوم
تعرف على أم كلثوم عام 1924 بعد عودته إلى القاهرة من دراسته فى باريس. وصفته بأنه مزيج روحى من المشاعر الملهمة، والثورة المكبوتة بعمق، والهدوء والتفانى.. كتب لها قصيدة «إن كنت أسامح»، والتى أصبحت أول تسجيل لها.
غنت أم كلثوم عددًا كبيرًا من أعماله أهمها، على بلد المحبوب 1935، كيف مرت على هواك القلوب 1936، افرح يا قلبى 1937، النوم يداعب جفون حبيبى 1937، فاكر لما كنت جنبى 1939، اذكرينى 1939، يا ليلة العيد 1939، يا طول عذابى 1940، هلت ليالى القمر 1942، غلبت أصالح 1946، غنى الربيع 1946، ياللى كان يشجيك أنينى 1949.
سهران لوحدى 1950، يا ظالمنى 1951، أغار من نسمة الجنوب 1954، ذكريات 1955، عودت عينى 1958، دليلى احتار 1958، هجرتك 1959، حيرت قلبى معاك 1961، أنت الحب 1964 أقبل الليل 1969، جددت حبك ليه 1952.
كتب لمحمد عبدالوهاب أشهر أغانيه «يابور قوللى، يا دنيا يا غرامى، الظلم ده كان ليه، طول عمرى عايش لوحدى، هان الود، ضحيت غرامى».
من أهم أعماله
ديوان رامى بأجزائه الأربعة – أغانى رامى – غرام الشعراء – أغنية رباعيات الخيام.
ساهم فى ثلاثين فيلم سينمائى، إما بالتأليف أو بالأغانى أو بالحوار، من أهمها: «نشيد الأمل»، و«الوردة البيضاء»، و«دموع الحب»، و«يحيا الحب»، و«عايدة»، و«دنانير»، و«وداد».
كتب للمسرح مسرحية «غرام الشعراء»، وترجم مسرحية «سميراميس». كما ترجم كتاب فى «سبيل التاج» من فرانسو كوبيه كما ترجم «شارلوت كورداى» لـيوتسار، ورباعيات الخيام وعددها 175 وكانت أول الترجمات العربية عن الفارسية، كما ترجم بعض قصائد ديوان ظلال وضوء لسلوى حجازى عن الفرنسية.
2 - إبراهيم ناجى الشاعر الذى جعل من القصيدة مزاجًا شعبيًا
إبراهيم ناجى (31 ديسمبر 1898 – 27 مارس 1953) كان الشاعر والمؤلف والمترجم والطبيب الذى جعل من القصيدة مزاجًا شعبيًا عندما كتب للسيدة أم كلثوم «الإطلال». كان ناجى شاعراً يميل للرومانسية، كما اشتهر بشعره الوجدانى. وكان وكيلًا لمدرسة أبوللو الشعرية وترأس من بعدها رابطة الأدباء فى الأربعينيات من القرن العشرين.
كان والده مثقفاً، مما ساعده على النجاح فى عالم الشعر والأدب، كان من المساهمين فى صحيفة السياسة التابعة لحزب الأحرار الدستوريين.
بدأ حياته الشعرية حوالى عام 1926 عندما بدأ يترجم بعض أشعار الفريد دى موسييه وتوماس مور شعراً وينشرها فى السياسة الأسبوعية، وانضم إلى مدرسة أبولو عام 1932م التى أفرزت نخبة من الشعراء المصريين والعرب استطاعوا تحرير القصيدة العربية الحديثة من الشكل الكلاسيكى والخيالات والإيقاعات المتوارثة.
ترجم إبراهيم ناجى بعض الأشعار عن الفرنسية لبودلير تحت عنوان «أزهار الشر»، وترجم عن الإنجليزية رواية «الجريمة والعقاب» لديستوفسكى، وعن الإيطالية رواية «الموت فى إجازة»، كما نشر دراسة عن شكسبير وكتب الكثير من الكتب الأدبية مثل «مدينة الأحلام» و«عالم الأسرة». وقام بإصدار مجلة حكيم البيت. ومن أشهر قصائده قصيدة الأطلال التى تغنت بها أم كلثوم، ولقب بشاعر الأطلال.
حكايته مع الأطلال
«الأطلال» القصيدة التى كتبها خصيصًا لحبيبته ويقال إنها زوزو حمدى الحكيم، وتمنى أن تغنيها كوكب الشرق، إلا أنها غنتها لأول مرة عام 1965 بعد وفاته بثلاثة عشر عامًا، وحملت الأغنية نفس اسمها، وقام بتلحينها الموسيقار رياض السنباطى، كما قام الشاعر الكبير أحمد رامى ببعض التعديلات البسيطة بناء على طلب أم كلثوم مثل (يا فؤادى لا تسل أين الهوى) وفى الأصل (يا فؤادى رحم الله الهوى)، وأيضاً وضع سبعة أبيات من قصيدة الوداع أيضاً لإبراهيم ناجى بداية من بيت (هل رأى الحب سكارى مثلنا) حتى (وإذا الأحباب كل فى طريق).
زوزو حمدى الحكيم، قالت فى أحد اللقاءات الصحفية، التى نقلتها جريدة «أخبار الأدب»، «أنا ملهمة شاعر الأطلال»، وأعلنت عن أنها المرأة التى كتب فيها الشاعر إبراهيم ناجى قصيدة «الأطلال» التى غنتها السيدة أم كلثوم بعد وفاته بـ13 عامًا»، وتابعت «حمدى الحكيم»، «فى إحدى المرات سمعت أغنية السيدة أم كلثوم الأطلال، وشعرت أننى قرأت تلك الأبيات من قبل، وعدت إلى الروشتات التى كان يكتبها (ناجى) لوالدتى، ووجدت كل بيت من أبيات القصيدة على كل روشتة». تذكرت قائلة كان الشاعر الكبير يزورنا لمتابعة أعمالنا الفنية فى المسرح، ثم أصبح طبيب الفرقة القومية، ثم فرقة فاطمة رشدى، ثم أصبح طبيب المرحومة أمى، وكان يزورنا فى البيت لمتابعة علاجها وكنا بالطبع نتردد عليه فى العيادة.
وأضافت: عندما كان يكتب ينادينى «زوزو» أو «حياتى» أو «صديقتى الحبيبة» أو «صديقتى المقدسة»، لكننى أقسم أننى لم أبادله أى حب بدليل ما كتبه هو نفسه فى القصيدة عندما قال: يا فؤادى لا تسل أين الهوى، كان صرحاً من خيالى فهوى.
واجه ناجى نقداً عنيفاً عند صدور ديوانه الأول، من العقاد وطه حسين معاً، ويرجع هذا إلى ارتباطه بجماعة أبولو وقد وصف طه حسين شعره بأنه شعر صالونات لا يحتمل أن يخرج إلى الخلاء فيأخذه البرد من جوانبه، وقد أزعجه هذا النقد فهاجر إلى لندن وهناك دهسته سيارة عابرة فنقل إلى مستشفى سان جورج وقد عاشت هذه المحنة فى أعماقه فترة طويلة، لكن هذه الهجرة لم تطل، لأنه تعرّض فى لندن إلى حادث سير كُسرت فيه ساقه، فعادَ إلى مصر وكتب فى ذلك:
خرجتُ من الديار أجرُّ همى
وعُدتُ إلى الديار أجُرُّ ساقى
حافظ إبراهيم شاعر النيل
ولد الشاعر المصرى محمد حافظ إبراهيم فى محافظة أسيوط 24 فبراير 1872 -و رحل فى 21 يونيو 1932م.
أطلق عليه صديقه الشاعر الكبير أحمد شوقى، لقب شاعر النيل كما لقب بشاعر الشعب.
ولد حافظ إبراهيم على متن سفينة كانت راسية على نهر النيل أمام ديروط وهى مركز محافظة أسيوط من أب مصرى وأم تركية. ثم توفى والده وهو صغير. أتت به أمه قبل وفاتها إلى القاهرة، حيث نشأ بها يتيمًا تحت كفالة خاله المهندس فى مصلحة التنظيم، ثم انتقل خاله إلى مدينة طنطا وهناك درس حافظ فى كتّاب. أحس حافظ إبراهيم بضيق خاله به مما أثر فى نفسه، فرحل عنه وترك له رسالة كتب فيها:
ثقلت عليك مؤونتى.. إنى أراها واهية
فافرح فإنى ذاهب.. متوجه فى داهية.
تزوج حافظ إبراهيم عام 1906م من ابنة أحد أثرياء حى عابدين، إلّا أن هذا الزّواج لم يستمر طويلاً فقد دام أربعة أشهر فقط، وبعدها انفصلا ولم يُقدم بعدها على زواج آخر، كما لم يكن للمرأة مكان فى مسيرته بعد ذلك.
أخذ حافظ إبراهيم العلم والمعرفة من أشهر عُلماء الأدب والعلم فى عصره، كان يحضر مجالسهم التى تواجد فيها العديد من العلماء، والشُّعراء، والأدباء فكان يسمع منهم، ومن أعلام عصره هؤلاء السّيد توفيق البكرى الذى لم يتوان حافظ فى الذّهاب إلى بيته فى حى الخرنفش، وكان يلتقى هناك العديد من العلماء.
تمتع بذاكرة حديدية، تحفظ ما تسمع، التى بقيت كمِيزة له طوال عمره حتّى عمر السّتين، كما أن ذاكرته كانت مليئة بآلاف القصائد العربيّة سواءً القديمة أم الحديثة، كذلك كانت تحتوى على عدد كبير يصل إلى المئات من الكُتب. كما شهد له أصدقاؤه باستطاعته قراءة ديوان شِعرى كامل أو كتاب ما فى دقائق معدودة، حتى كان يذكر ممّا قرأه بعد ذلك قَدْراً جيّداً، وذلك كلّه لامتلاكه مَلَكة القراءة السّريعة، بالإضافة إلى قدرته على تأدية سُور القرآن بعد سماعها مُباشرةً بنفس الطّريقة التى سمعها بها، وكان له ذلك أثناء سماعه لقارئ القرآن عند خاله، وشهد له أصدقاؤه بذلك أيضاً. ذلك أدى إلى جعله مُلمّاً بمُفردات الّلغة وتراكيبها على قَدر جيّد ممّا كان يتلّقاه، كما كان ممّن يتردّدون إلى بيت السّيد توفيق: الشّيخ الشّنقيطى، والشّيخ محمّد الخضرى، والشّاعر الّلغوى حفنى ناصف.
كما كان كثير التردد على بيت إسماعيل صبرى «شيخ الشُّعراء» ليلتقى بالعديد من أبرز الشُّعراء ومن هؤلاء الشُّعراء: أحمد شوقى، وخليل مطران، وأحمد نسيم، كذلك محمّد عبدالمُطّلب، وعبدالحليم المِصرى، وغيرهم من الشُّعراء الشّباب آنذاك، كما أقرّ حافظ بما للشّاعر إسماعيل من فضل عليه فى نُضج شِعره وصقله، ويجب الإشارة إلى أستاذين كذلك كان أيضاً لهما فضل كبير فى ثقافة حافظ، هما الشّاعر محمود سامى البارودى، والأستاذ الإمام محمّد عبده.
على الرّغم من قدرة حافظ إبراهيم على القراءة الكثيرة والسّريعة، إلا أنه لم يقرأ أثناء عمله فى رئاسة القسم الأدبى لدى دار الكُتب أى كتاب، رغم احتوائها على العدد الهائل من الكُتب، كما قِيل إن السّبب وراء ذلك يعود لكثرة الكُتب فيها التى أشعر بالملل، ومنهم من يُشير إلى ضُعف نظره خلال تلك المُدّة كسبب لعدم قراءته، خوفاً أن يُصيبه ما أصاب الشّاعر البارودى، فقد كان فى آخر حياته أعمى.
كان يتمتّع بحِسّ فُكاهى فى شخصيّته فكان ينشُر البهجة والسّرور فى المجالس التى يحلّ فيها لسرعة بديهته، إلّا أنه كان يُؤخذ عليه مأخذ واحد، وهو أنه كان شديد التّبذير فى ماله، فيقول العقّاد فيه تبذيره: «مُرَتّب سَنة فى يد حافظ إبراهيم يُساوى مرتب شهر»، حتّى قِيل فى أحد مظاهر تبذيره قيامه باستئجار قطار ليوم كامل كى يوصله بعد عمله إلى حيث كان يسكن فى منطقة حلوان.
ومن أروع المناسبات التى أنشد حافظ بك فيها شعره بكفاءة هى حفلة تكريم أحمد شوقى ومبايعته أميراً للشعر فى دار الأوبرا الخديوية، وأيضاً القصيدة التى أنشدها ونظمها فى الذكرى السنوية لرحيل مصطفى كامل التى خلبت الألباب وساعدها على ذلك الأداء المسرحى الذى قام به حافظ للتأثير فى بعض الأبيات، ومما يبرهن ذلك ذلك المقال الذى نشرته إحدى الجرائد، والذى تناول بكامله فن إنشاد الشعر عند حافظ. ومن المعروف عن شوقى أنه لم يُلقِ فى حياته قصيدة على ملأ من الناس حيث كان الموقف يرهبه فيتلعثم عند الإلقاء.
وكان لحافظ قصيدة تعد الأبرز فى وصف مصر وهى «مصر تتحدث عن نفسها» (وقــف الخلق ينظرون جميعًا.. كيف أبنى قواعد المجد وحدى
وبناة الأهرام فى سالف الدهـــر.. كفونى الكلام عند التحــدى
أنا تاج العلاء فى مفرق الشرق.. ودارتـه فرائــــد عقــــدى
إن مجدى فى الأوليات عريق.. من له مثـل أولياتـــى ومجـــدى).
وهى القصيدة التى تغنت بها سيدة الغناء العربى أم كلثوم، ولحنها رياض السنباطى، ورغم قلة ما غنى له من قصائد لكن تبقى هذه القصيدة علامة مضيئة وفارقة فى تاريخ الغناء العربى لما تحمله من مفردات، وهى القصيدة التى ما زال الشعب يتغنى بها حتى الآن.
185.208.78.254
اقرأ على الموقع الرسمي
وفي نهاية المقال نود ان نشير الى ان هذه هي تفاصيل حافظ إبراهيم ورامى وناجى جعلوا من القصيدة مزاجًا عامًا للمصريين والعرب وتم نقلها من بوابة الوفد نرجوا بأن نكون قد وفقنا بإعطائك التفاصيل والمعلومات الكامله .
علما ان فريق التحرير في صحافة العرب بالتاكد منه وربما تم التعديل علية وربما قد يكون تم نقله بالكامل اوالاقتباس منه ويمكنك قراءة ومتابعة مستجدادت هذا الخبر او الموضوع من مصدره الاساسي.
المصدر: صحافة العرب
كلمات دلالية: ايجي بست موعد عاجل الدولار الامريكي اليوم اسعار الذهب اسعار النفط مباريات اليوم جدول ترتيب حالة الطقس
إقرأ أيضاً:
يخص حسابات العملاء .. إجراء جديد من البنك المركزي للمصريين في الخارج
يسعى البنك المركزي إلى دعم وتعزيز الشمول المالي لدى المصريين بالخارج باستمرار لتسهيل عملياتهم المصرفية وتحويلاتهم المالية.
وفي هذا السياق، أصدر البنك المركزي، خلال الساعات القليلة الماضية، قرارا جديدا يخص الحسابات المصرفية للمصريين بالخارج.. فما القصة؟
خدمة إنستاباي للمصريين بالخارجتطبيق انستاباي التابع للبنك المركزي قد سبق وأتاح خدمة جديدة للعملاء، وهي إجراء تحويل لحظي للأموال بالعملة الأجنبية من الدولة التي يقيمون فيها.
تتم عملية التحويل وإرسال الأموال بالجنيه المصري إلى حساب العميل أو المحفظة الذكية، مقابل فرض رسوم تحويل حيث يتم تبديل العملة الأجنبية إلى الجنيه المصري.
ولإجراء تحويل الأموال من الخارج، يمكن اتباع الخطوات التالية:
الذهاب إلى أحد البنوك أو شركات تحويل الأموال.
طلب خدمة إجراء تحويل لحظي من البنك أو الشركة المصرفية وتحديد قيمة المبلغ المحول.
تحديد رقم الحساب البنكي أو رقم الهاتف المحمول المربوط بالمحفظة البنكية أو أحد بطاقات الائتمان.
سيتم إجراء التحويل وإرسال قيمة الأموال بالجنيه المصري في حساب العميل.
إجراء جديد من البنك المركزيوفيما يخص تفاصيل إجراء البنك المركزي الجديد، فقد صرح السفير نبيل حبشي، نائب وزير الخارجية للهجرة وشئون المصريين بالخارج بأن التيسيرات ستتضمن إمكانية قيام المواطن المصري بالخارج بالتوجه إلى أقرب مقر للبعثات الدبلوماسية أو القنصلية بالخارج لإتمام إجراءات فتح حساب مصرفي في أي بنك يختاره من البنوك العاملة في مصر.
ستقوم السفارات والقنصليات بالتصديق على صحة توقيع المواطن، ثم إعادة التصديق على طلب فتح الحساب في مكاتب التصديق داخل مصر، وتقديم المستند بعد ذلك لفتح الحساب واعتماد التوقيعات دون الحاجة لوجود المواطن أمام موظفي البنك في مصر.
وأشار نائب وزير الخارجية إلى أن د. بدر عبد العاطي وزير الخارجية قد وجه بقيام البعثات الدبلوماسية والقنصلية بالخارج بدورها "كجهة تقديم خدمة " بالنسبة للحسابات المصرفية والتصديق على توقيعات المواطنين بالخارج وذلك في إطار بذل كافة الجهود لرعاية ودعم المصريين بالخارج، وتوفير كافة التيسيرات الممكنة لهم بالتعاون مع الوزارات والجهات المعنية بالدولة.
وأضاف السفير نبيل حبشي، أنه تم اختيار نحو (٢٠) دولة يوجد بها أعداد كبيرة من المصريين، كمرحلة أولى لبدء هذا التطبيق، مشيراً إلى أن هناك لقاءات متواصلة مع مسئولي البنك المركزي لوضع هذه المبادرة موضع التنفيذ في أقرب وقت، الأمر الذي سيؤدي أيضاً إلى تشجيع المصريين بالخارج على استثمار مدخراتهم في أوعية مصرفية مصرية، وتيسير تحويلاتهم إلى مصر.