الإمارات تواصل تعزيز مكانتها كواحدة من أبرز ثلاثة مراكز عالمية في تجارة السلع بحسب تقرير “مستقبل التجارة” الصادر عن مركز دبي للسلع المتعددة
تاريخ النشر: 22nd, May 2024 GMT
واصلت دولة الإمارات العربية المتحدة تعزيز مكانتها ثقلاً بارزاً على خارطة تجارة السلع الدولية، حيث حافظت على المرتبة الثانية ضمن مؤشر تجارة السلع الذي جاء ضمن تقرير “مستقبل التجارة” 2024 الصادر عن مركز دبي للسلع المتعددة.
يضع مؤشر تجارة السلع لعام 2024 الصادر عن مركز دبي للسلع المتعددة تقييماً لعشرة مراكز رئيسية على خارطة التجارة الدولية بالاعتماد على ثلاثة جوانب محورية في تجارة السلع عبر 10 مؤشرات فرعية محددة.
وفي ظل التطورات الجارية على الساحة الدولية، والتي تشهد إقبالاً متنامياً على نموذج التمركز الإقليمي بفعل التوترات الجيوسياسية والتداعيات المترتبة على الاقتصاد الكلي وإعادة هيكلة سلاسل التوريد، تزداد جاذبية المراكز التجارية التي لديها القدرة على الاستفادة من موقفها السياسي الحيادي نسبياً، وموقعها الجغرافي، وتوافر السلع الاستراتيجية، والبنية التحتية التجارية المتطوّرة.
ووفقاً لذلك فقد واصلت دولة الإمارات تعزيز هيمنتها ضمن فئة عوامل الموارد السلعية بنسبة 77%، متفوقةً بفارق كبير على باقي المراكز التجارية العالمية، وذلك بفضل إمداداتها الغنية من النفط. كما سجلت الدولة تحسناً ملحوظاً في العوامل المؤسسية بنسبة 66%، حيث تقدمت لتحتل المرتبة الرابعة، متقدمة مركزاً عن النسخة السابقة من المؤشر، ويُعزى هذا الإنجاز بشكل كبير إلى معدلات الضرائب الجاذبة وقوة البنية التحتية اللوجستية التجارية. وقد نوّه المؤشر إلى وجود فرص واعدة أمام الإمارات لتعزيز التعاون وتحسين العلاقات التجارية بهدف تعزيز تقييمها ضمن فئة عوامل الشراكة الموقعية والتجارية.
وفي هذه المناسبة، قالت فريال أحمدي، الرئيس التنفيذي للعمليات في مركز دبي للسلع المتعددة: “يُعد استمرار تصنيف دولة الإمارات العربية المتحدة كواحدة من بين أبرز المراكز الرئيسية في تجارة السلع الدولية شاهداً قوياً على المرونة التي تتمتع بها الدولة في مواجهة التحديات بل ودليلاً دامغاً على الرؤية الطموحة لقيادتنا الرشيدة التي تقود مسار نمونا بخطى واثقة. كما أن الموقع الاستراتيجي لإمارة دبي، وبنيتها التحتية المتطورة، وسياساتها الداعمة للأعمال، تجعلها وجهةً جاذبةً تستقطب الشركات والمستثمرين من جميع أنحاء العالم. وهذه الرؤى المستقاة من مؤشر تجارة السلع في تقرير مستقبل التجارة ستوجه خطواتنا نحو رسم ملامح مستقبل التجارة، وتحفيز النمو المستدام، وتعزيز الشراكات المثمرة، التي تدعم جهود مركز دبي للسلع المتعددة في توفير مناخ مثالي يعزز نجاح الشركات والأعمال”.
ووفقاً لتقييم العام 2024، جاءت الولايات المتحدة في صدارة المؤشر بنسبة 59%، ما يعكس أداءها القوي عبر جميع الفئات، خاصة فيما يتعلق بعوامل الموارد السلعية والعوامل المؤسسية. وبشكل لافت، ارتقت سويسرا إلى المراكز الثلاثة الأولى للمرة الأولى بنسبة 46%، وذلك بفضل عوامل الشراكة الموقعية والتجارية، ما يبرز دورها المتنامي لاعباً رئيسياً في مشهد تجارة السلع العالمية. كما أحرزت سنغافورة تقدماً ملحوظاً بصعودها ثلاث مراكز لتحتل المرتبة الرابعة بنسبة 44%، بينما تحسنت هونغ كونغ بمركز واحد لتصل إلى المرتبة الخامسة بنسبة 41%.
سجلّت هولندا (40%) والمملكة المتحدة (38%) أكبر معدلات انخفاض في تقييم المؤشر هذا العام، خاصةً وأن نقل مقر شركة النفط “شل” من هولندا إلى المملكة المتحدة كان له تأثير بالغ على تقييمها ضمن فئة العامل الموقعي، ومن ناحية أخرى، أثرت تداعيات خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي وزيادة التعريفات الجمركية التي فرضها شركاؤها التجاريون بشكل ملحوظ على تصنيف المملكة المتحدة. وكما أن ضريبة الشركات المرتفعة نسبياً في المملكة المتحدة تسهم بدورها في إضعاف تقييمها ضمن المؤشر.
ظلت الدول الثلاث التي سجلت أدنى أداء في المؤشر دون تغيير، وهي الصين بنسبة (34%)، وجنوب أفريقيا بنسبة (18%)، ونيجيريا بنسبة (10%)، ورغم ثرائهم بالموارد الطبيعية غير أنهم يواجهون صعوبات بسبب ضعف الدعم المؤسسي والتحديات المرتبطة بالموقع الجغرافي.
ولقد سجّلت ثمانية من المراكز التجارية انخفاضاً في تقييمها ضمن المؤشر، مع استمرارية الفجوة في التوسع بين المراكز الأعلى والأدنى أداءً. وهذا يُبرِز التأثير العميق للتوترات الجيوسياسية والأوضاع الاقتصادية الكلية على التجارة العالمية.
هذا وتقدم النسخة الرابعة من مؤشر تجارة السلع الصادر عن مركز دبي للسلع المتعددة، الذي تم إطلاقه في عام 2018، تحليلاً شاملاً وحيوياً حول أداء وديناميكيات أبرز وأهم مراكز تجارة السلع في جميع أنحاء العالم.
تُعد سلسلة تقارير “مستقبل التجارة” مصدراً معلوماتياً قيماً لأصحاب المصلحة ممن يسعون إلى الإلمام بطبيعة مشهد التجارة الدولية وتجاوز تحدياته. ويقدم التقرير، من خلال الأبحاث التفصيلية والتحليل الشامل للبيانات وآراء الخبراء، رؤية متعمّقة حول التوجهات والتحديات والفرص الناشئة التي تساهم بدورها في رسم ملامح مستقبل التجارة. ويغطي التقرير مجموعة واسعة من المواضيع المهمة، بدءاً من ديناميكيات تداول السلع وعوامل الاقتصاد الكلي وحتى التطورات التكنولوجية والجيوسياسية، مقدماً بيانات ثاقبة ورؤى شاملة تخدم وتدعم الشركات وصنّاع السياسات وقادة الصناعات.
تناولت النسخة الخامسة من تقرير “مستقبل التجارة” 2024 ثلاثة توجهات رئيسية من المتوقع أن تساهم في إعادة رسم ملامح مشهد التجارة العالمية خلال السنوات القادمة، بما فيها التحوّل المتسارع إلى نموذج التمركز الإقليمي، وإعادة هيكلة سلسلة التوريد على نطاق واسع، والنمو المتزايد في تجارة الخدمات الرقمية واعتماد الذكاء الاصطناعي. لمعرفة مزيد من المعلومات حول مؤشر تجارة السلع والإطلاع على تقرير مستقبل التجارة 2024 بالكامل، تفضلوا بزيارة الموقع الإلكتروني www.futureoftrade.com.
المصدر: جريدة الوطن
كلمات دلالية: مستقبل التجارة فی تجارة
إقرأ أيضاً:
الأمريكيون يتسارعون لاستقبال البضائع من الصين قبل تولي ترامب.. لهذا السبب
ترامب والرسوم الجمركية.. أنهت الواردات الأمريكية من الصين عام 2024، بقوة بعد أن قامت بعض الشركات بتخزين شحنات من الملابس والألعاب والأثاث والإلكترونيات قبل خطة الرئيس المنتخب دونالد ترامب لفرض رسوم جمركية جديدة قد تحيي حربا تجارية بين القوتين الاقتصاديتين العظميين في العالم.. وفقاً لرويترز.
ترامب الذي هدد بفرض رسوم جمركية تتراوح بين 10% و60% على السلع القادمة من الصين، يتولى منصبه في 20 يناير الجاري.
وكان خلال ولايته الأولى، استهدف ترامب بشكل رئيسي الأجزاء والمكونات الصينية، ويتوقع خبراء الاقتصاد والتجارة أن تنطبق الموجة التالية من الرسوم الجمركية على السلع النهائية.
وقال فريدريك نيومان، كبير خبراء الاقتصاد الآسيوي في بنك إتش إس بي سي في هونج كونج: "لقد شهدنا بالتالي ارتفاعا في صادرات السلع النهائية من الصين إلى الولايات المتحدة، حيث يهدف المستوردون إلى تجنب الرسوم الجمركية المحتملة على السلع الاستهلاكية".
وقال مسؤولون تجاريون صينيون يوم الاثنين إن صادرات ديسمبر ارتفعت إلى مستويات قياسية وأشاروا إلى مخاوف بشأن تصاعد الحمائية التجارية في الولايات المتحدة وأوروبا.
ووصل ما يعادل 451 ألف حاوية بضائع بطول 40 قدمًا من الصين إلى الموانئ البحرية الأمريكية في ديسمبر، بزيادة سنوية قدرها 14.5٪، وفقًا لمزود بيانات التجارة Descartes Systems Group (DSG.TO).
ويمثل ذلك ختام عام ارتفعت فيه واردات الولايات المتحدة من الألعاب البلاستيكية والآلات وغيرها من المنتجات من الصين بنسبة 15% مقارنة بعام 2023.
في حين سارع بعض تجار التجزئة الأميركيين إلى استيراد البضائع لتجنب التكلفة المترتبة على الرسوم الجمركية الجديدة المحتملة، فإن استخلاص التأثير الحقيقي على مكاسب الواردات الإجمالية أمر صعب لأن المستوردين يحتفظون بمثل هذه البيانات خاصة، ومما يزيد من تعقيد التحليل أن المتسوقين الأميركيين الصامدين كانوا يغذون الطلب، كما جلب بعض المستوردين مخزونات احتياطية للحماية من الاضطرابات الناجمة عن هجمات الحوثيين على الشحن بالقرب من طريق التجارة المختصر بقناة السويس والنزاع العمالي في الموانئ البحرية على الساحل الشرقي للولايات المتحدة وخليج المكسيك.
كما تعهد ترامب أيضًا بفرض رسوم جمركية على البضائع القادمة من العديد من البلدان الأخرى، بما في ذلك جيران أمريكا الشمالية المكسيك وكندا.
ونتيجة لذلك، سجلت عدة فئات من الواردات الأميركية من جميع المصادر الجغرافية مكاسب كبيرة خلال الربع الرابع، وفقاً لتقرير S&P Global Market Intelligence.
وارتفعت أسعار المنسوجات والملابس بنسبة 20.7%، كما ارتفعت أسعار المنتجات الترفيهية، وخاصة الألعاب، بنسبة 15.4%، وزادت أسعار المفروشات المنزلية بنسبة 13.4%، وسجلت الأجهزة المنزلية والإلكترونيات الاستهلاكية مكاسب بلغت 9.6% و7.9% على التوالي، كما أن فئات السلع الاستهلاكية الأساسية مثل الأدوات المنزلية والعناية الشخصية وكذلك الأغذية والمشروبات ارتفعت بنسبة 14.2% و12.5%.. وفقا لـ ستاندرد آند بورز.