لبنان ٢٤:
2025-03-04@03:15:50 GMT

باسيلشريك التسوية... الحسابات السياسية مختلفة

تاريخ النشر: 22nd, May 2024 GMT

باسيلشريك التسوية... الحسابات السياسية مختلفة


لا تزال العلاقة بين رئيس "التيار الوطني الحرّ" جبران باسيل و"حزب الله" سيئة بالرغم من كل محاولات إظهار العكس من قبل الحزب أولاً، ومن قبل بعض قيادات "التيار" الحريصة على التحالف ثانياً، لكن يبدو أن باسيل لديه حسابات سياسية أخرى ويستمر في مجاراة الخطاب العوني اليميني والتمايز عن الحزب في القضايا الاستراتيجية وفي مسألة المعركة الحاصلة اليوم في الجنوب، علماً أن معظم حلفاء الحزب إصطفوا خلفه حتى ان المتمايزين منهم عادوا إلى دعم خطواته العسكرية.



لدى باسيل عدة حسابات تجعله أكثر قوة أمام "حزب الله"، أو أقله تشعره أنه كذلك، أولها أن الحزب يحتاج لباسيل وكتلته النيابية لإيصال مرشحه الرئاسي رئيس تيار "المردة" سليمان فرنجية إلى قصر بعبدا، لأنه إلى اليوم لا يمتلك أي اكثرية كافية ولا يمتلك أيضاً ميثاقية مسيحية، من هنا، واذا استمر الحزب بالإصرار على فرنجية فعليه أن يصالح باسيل ويتناسى كل خطابه الحالي الذي سيكون قد كسب من خلاله شعبية في الشارع المسيحي وداخل "التيار" ايضاً.

اما الإعتبار الثاني فهو أنه في المرحلة المقبلة التي ستشهد عقد تسويات إقليمية، لن تكون "القوات اللبنانية" قادرة على مواكبة اي تسوية مع "حزب الله" نظراً لذهابها بعيداً في معاداته وفي مخاصمة "السلطة" عموماً، وعليه يمكن لباسيل ومن موقع المتمايز عن سياسات حارة حريك أن يكون شريكاً في الحكم والتسورية، وعليه فإنه يبقي على الخلاف الإعلامي مع "حزب الله" وفي الوقت نفسه يسعى ليكون شريكه المسيحي في الحكم والتسوية على قاعدة رابح رابح، وهذا الامر يعرف باسيل كيف يديره جيداً.

في الاسابيع الماضية، وفي ظل الخلاف مع "حزب الله" ساهم باسيل في عقد الجلسة النيابية التشريعية والتي رعاها "الثنائي الشيعي" وكذلك تحالف مع "الثنائي" نفسه في إنتخابات نقابة المهندسين وسيتحالف معه في إنتخابات نقابية أخرى، بمعنى أن "التيار" لا يزال عملياً حليفاً شبه كامل للحزب في الكثير من القضايا الداخلية، في الوقت الذي يستمر الخلاف الاعلامي والسياسي الكبير في القضايا الإستراتيجية التي تهم الحزب أكثر من غيرها من العناوين.

وتقول مصادر مطلعة أن الصورة باتت مقلوبة، فخلال عهد الرئيس ميشال عون كان الخلاف بين "حزب الله" و"التيار" على القضايا الداخلية وطريقة إدارة الدولة والمشاريع الحكومية وغيرها، وكان التوافق كاملاً على السلاح والمعركة في سوريا وغيرها، اما اليوم فبات التوافق داخلياً مع "الثنائي الشيعي" ولو نفى باسيل ذلك علناً، في حين أن الخلافات استراتيجية، وعليه فإن رئيس "التيار"يدرك أن الحزب سيفضل الحفاظ على هذا المستوى من العلاقة معه بدلاً من تحويل جميع المسيحيين إلى خصوم كاملين.

لا يزال الهمّ الاساسي لرئيس "التيار" جبران باسيل كيفية رفع العقوبات الاميركية، وهذا الامر كان يحتاج تفاوضاً حقيقياً مع الاميركيين، لكن باسيل تسرع في تظهير خلافه الاستراتيجي مع الحزب الذي بات تحصيلاً حاصلاً ولم يعد يمكن تسويقه كثمن تحصل عليه واشنطن من باسيل في مقابل رفع العقوبات عنه، لذا ليس مستغرباً، في أي لحظة من اللحظات الحساسة، أن يعيد باسيل حساباته ويعدل خطابه السياسي لكي يصبح متوافقاً مع الرغبة الاميركية ليفتح الباب امام اعادة الامل بأن يكون له "مستقبل سياسي" واقعي في لبنان. المصدر: خاص "لبنان 24"

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: حزب الله

إقرأ أيضاً:

إيران تحسم الخيار.. هل بقيَ حزب الله قائد وحدة الساحات؟

قبل نحو أسبوع وتحديداً عند تشييع أمين عام "حزب الله" السّابق الشهيد السيد حسن نصرالله، لم يتحدّث الأمين العام للحزب الشيخ نعيم قاسم عن أيّ عنوانٍ يتربطُ بـ"وحدة الساحات"، وهو المسار الذي كان قائماً خلال الحرب الأخيرة مع إسرائيل ويضمّ سائر أركان ما يُعرف بـ"محور المقاومة" المدعوم من إيران.    
عملياً، لا يمكن اعتبار عدم حديث قاسم عن "وحدة الساحات" بمثابة "إنكارٍ لها" أو إعلان لـ"إنتهاء دورها"، ذلك أنَّ هذا الأمر لا يصدر بقرارٍ من "حزب الله" بل من إيران ذاتها والتي تسعى حالياً لـ"لملمة جراح الحزب" بعد الحرب من خلال تكريس الإحاطة الخاصة به، مالياً وعسكرياً.
السؤال الأساس الذي يطرح نفسه الآن هو التالي: هل ستُحيي إيران "وحدة الساحات".. ماذا تحتاج هذه الخطوة؟ هنا، تقول مصادر معنية بالشأن العسكري لـ"لبنان24" إنَّ "وحدة الساحات تزعزعت كثيراً إبان الحرب الأخيرة التي شهدها لبنان"، معتبرة أن "حزب الله كان رائد هذه الوحدة في حين أن الخسائر التي أصيب بها عسكرياً تؤدي به حالياً إلى البقاء جانباً لإعادة ترميم نفسه داخلياً وأمنياً".
ترى المصادر أن "إيران قد تفكر في إحياء وحدة الساحات لاحقاً ولكن بطرق مختلفة لا تؤدي إلى خسائرها الكبيرة"، موضحة أنَّ "إيران تريد الاستثمار في حلفائها مرة جديدة على قاعدة الإستفادة وليس على قاعدة الخسارة، ذلك أنّ هذا الأمر مُكلف جداً بالنسبة لها".
في المقابل، ترى المصادر أن "انكفاء إيران عن الساحة بسهولة وبساطة هو أمرٌ ليس مطروحاً على الإطلاق، فحصول هذا الأمر سيكون بمثابة تسليمٍ لواقع المنطقة إلى أميركا وإسرائيل، وهو الأمر الذي ترفضه إيران وتسعى من خلال أدوات مختلفة للإبقاء على نفوذها قائما بعدما تراجع بشكل دراماتيكي".
ورغم الانتكاسات العسكرية التي مُني بها "حزب الله"، فإن إيران أبقت عليه كـ"عنصر محوري وأساسي يقود محور المقاومة ووحدة الساحات"، وفق ما تقول المعلومات، وبالتالي فإن عمليات الترميم تغدو انطلاقاً من هذه النقطة لتكريس قوة الحزب مُجدداً، لكن الأمر سيصطدم بأمرٍ مفصلي أساسه الداخل اللبناني، فضلاً عن أن عمليات تمويل الحزب وتسليحه باتت تواجه صعوبات جمّة لاسيما بعد سقوط نظام الرئيس السوري السابق بشار الأسد يوم 8 كانون الأول الماضي 2024.
ولهذا، تعتبر المصادر أنّ "وحدة الساحات تريد عنصراً متماسكاً"، كاشفة أن "استعادة الدور السابق من حيث القوة والزخم يتطلب وقتاً طويلاً، وبالتالي قد لا تستقر تلك المساعي على نتائج إيجابية ذلك أن ورشة الحزب الداخلية تحتاج إلى تمكين وتمتين، وهذا الأمر يعمل الإيرانيون عليه".
وسط كل ذلك، تقول المصادر إنَّ "حزب الله" اليوم، ورغم توقه لإعادة "إحياء" وحدة الساحات، إلا أنه في الوقت نفسه لا يريد الاصطدام مع الداخل اللبناني الذي "رفض" تلك القاعدة، والأمر هذا قائم أيضاً في أوساط الطائفة الشيعية التي بات كثيرون فيها لا يؤيدون القاعدة المذكورة على اعتبار أن نتائجها كانت كارثية على الحزب ولبنان.
ضمنياً، تعتبر المصادر أن إعادة تبني "حزب الله" لمفهوم "وحدة الساحات" واعتماده كقاعدة جديدة مُجدداً سيعني بمثابة تكرار لسيناريوهات سابقة، وبالتالي عودة "حزب الله" إلى تكريس خطوات تتحكم بقرار السلم والحرب وهو الأمر الذي أكد رئيس الجمهورية جوزاف عون أنه بـ"يد الدولة فقط"، وذلك خلال مقابلته الأخيرة مع صحيفة "الشرق الأوسط".
بشكل أو بآخر، قد لا يُغامر "حزب الله" بالإندماج مُجدداً ضمن "وحدة الساحات" مثلما كان يجري سابقاً، علماً أن هذا الأمر لا يعني خروج "الحزب" من المحور الإيراني، لكن آلية التعاطي والتنسيق ستختلف تماماً، وبالتالي سيكون الحزب أمام الواقع السياسي الداخلي اللبناني الذي بات "حزب الله" مُلزماً التعاطي معه كما هو وعلى أساس مكوناته وتحت سقف الدولة وضمن مقتضيات ومرتكزات خطاب القسم للرئيس عون. المصدر: خاص "لبنان 24"

مقالات مشابهة

  • بين باسيل وسلام : معارضة ولا قطيعة سياسية
  • طلبة الطب والصيدلة يطالبون بتفعيل محضر التسوية وإنهاء حالة الاحتقان
  • السامرائي يؤكد أهمية عودة التيار الصدري للعملية السياسية ويشيد بعمل السوداني
  • شيخ الأزهر: لا يجب أن يؤدي الخلاف بين السنة والشيعة إلى التكفير .. فيديو
  • صراع على زعامة حزب «الأمة» السوداني يهدد بانشقاقه .. الخلاف حول «الحكومة الموازية» فجّر الأزمة وأخرجها إلى السطح
  • إيران تحسم الخيار.. هل بقيَ حزب الله قائد وحدة الساحات؟
  • برمة ومريم
  • آلاف الزوار يتوافدون إلى ضريح نصر الله في لبنان.. جنسيات مختلفة
  • آلاف الزوار يتوافدون على ضريح نصر الله في لبنان.. جنسيات مختلفة
  • مستقبل حزب الله