اتفاق حمدوك مع الحلو والنور حول حق تقرير المصير: شرعية منقوصة وتوافق خطير
تاريخ النشر: 22nd, May 2024 GMT
د. عبد المنعم مختار
أستاذ جامعي متخصص في السياسات الصحية القائمة على الأدلة العلمية ---
خلفية
في خطوة مفاجئة، وقبل انعقاد المؤتمر التأسيسي لتنسيقية القوى الديمقراطية المدنية "تقدم" وبرعاية من رئيس وزراء كينيا، قام دكتور حمدوك بتوقيع اتفاقين منفصلين بمضمون متشابه مع كل من قادة الحركة الشعبية لتحرير السودان – شمال، عبد العزيز الحلو، وقائد حركة تحرير السودان، عبد الواحد محمد نور.
ما يهمنا في هذا المقال هو توضيح بعض النقاط المتعلقة بحق تقرير المصير لمواطني جنوب كردفان والنيل الأزرق ودارفور في الاتفاقين.
حول شرعية الأطراف الموقعة على اتفاقيتي نيروبي والحاجة لانتخابات سابقة للمؤتمر الدستوري
يمكن التشكيك في شرعية الأطراف الموقعة على الاتفاقين المذكورين أعلاه. فمع كامل الاحترام لدكتور حمدوك والقائد الحلو والقائد النور، إلا أنهم لا يتمتعون بتفويض شعبي عبر انتخابات شاملة وعادلة ونزيهة. وتنطبق نفس هذه الحقيقة على المؤسسات التي يمثلونها: "تقدم"، والحركة الشعبية لتحرير السودان – شمال، وحركة تحرير السودان. الموافقة على ممارسة حق تقرير المصير، أي الانفصال بطريقة سلمية في ظل معطيات السودان الحالية، هو أمر جسيم وخطير ويتعلق بوحدة وسلامة الأراضي والمواطنين أجمعين، ولا يجوز بتاتاً اتخاذه من قبل جهات أو قيادات غير مفوضة من المواطنين عبر وسائل ديمقراطية شفافة وعادلة ونزيهة.
من ناحية أخرى ذات صلة، فإن انعقاد المؤتمر الدستوري الخاص بمناقشة القضايا المركزية مثل حق تقرير المصير والعلمانية بواسطة قوى غير منتخبة ديمقراطياً أمر مرفوض ويجب التحذير منه. فكل ما ينتج عن هكذا مؤتمر يمكن اعتباره منحة من يملك شرعية منقوصة.
لا لحق تقرير المصير ونعم لعلمانية الدولة وحرية تدين المجتمع
أدناه موقفي من قضيتي حق تقرير المصير والعلمانية الواردتين في اتفاقي نيروبي.
يظل موقفي هو مجرد رأي حول قضايا مركزية لا يجوز البت فيها إلا من قبل جهات منتخبة ديمقراطياً تتجمع في مؤتمر دستوري شامل وشفاف وجيد التخطيط والتنفيذ.
1. الموافقة على حق تقرير المصير لجنوب السودان كان خطأً تاريخياً كبيراً. تم توقيع عدد كبير من الاتفاقيات بل والدساتير الموافقة على حق تقرير المصير لشعب جنوب السودان في 1992، و1994، و1995، و1996، و1997، و1998، و2002، و2005. يمكن القبول، وإن بصعوبة، بحق تقرير المصير هذا، نسبة لقدم التاريخ السلبي وعمق الانشقاقات وضعف التواصل الشعبي الإيجابي بين الشمال والجنوب. هذه الدوافع السلبية لحق تقرير المصير والانفصال غير متوفرة في تقديري في جنوب كردفان والنيل الأزرق ودارفور.
2. حق تقرير المصير يمكن أن يكون وسيلة لإضعاف شعب من حقه أن يتفاوض على عقد اجتماعي، أيضاً عبر الحروب الطويلة والدامية، كما فعلت الشعوب الأوروبية في أحيانٍ كثيرة. فقد استمرت بعض الحروب في أوروبا لمدة ثلاثين عامًا، وفي بعض الحالات كلفت أرواح خمسين مليون إنسان.
3. تاريخ ما بعد الحرب العالمية الثانية يخبرنا أيضاً أنه حتى في الدول الغربية الراسخة ديمقراطياً، غالباً لم يُمنح حق تقرير المصير، مثل منع إقليم كتالونيا في اسبانيا من حق تقرير المصير. وإن حدث منح لحق تقرير المصير فذلك يتم فغالباً بعد ترتيبات ترجح أن نتيجة التصويت ستكون ضد الانفصال، مثل ما حدث في اقليم كيبك في كندا.
4. الموافقة على حق تقرير المصير لأي منطقة أخرى في السودان جريمة في حق السودان وفي حق المنطقة لأن الفوائد المتوقعة للانفصال أقل بكثير من تكلفته.
5. الابتزاز السياسي من قبل حركات التمرد المسلحة في الأقاليم بحق تقرير المصير لتمرير أجندة أخرى، مهما كانت صحتها، مرفوض ويجب عدم تكراره.
6. فصل الدين والعرق والهويات الطبيعية والثقافية الأخرى عن الدولة والسياسة أصبح ضرورة وحتمية بعد اتجارب الكارثية للحكم بالدين والحرب بالعرق والممتدة طوال 58 سنة من كامل 68 سنة هي عمر السودان.
7. الابتزاز من قبل الأحزاب القائمة على الطائفة الدينية أو الدين بعدم تقبل المجتمع للعلمانية خطأ متطاول يجب وقفه. والهروب لتسميات مثل مدنية الدولة غالباً لن يجدي. علينا مصارحة الشعب بعلمانية الدولة وحرية تدين المجتمع.
8. توقيع دكتور حمدوك بالموافقة على حق تقرير المصير ليس من حقه ولا من حق "تقدم" لأنهم غير منتخبين ديمقراطياً ويجب التراجع عنه صراحة في المؤتمر التأسيسي القادم لتقدم.
9. نوقيع الحلو والنور بالموافقة على حق تقرير المصير ليس من حقهم ولا من حق الحركة الشعبية لتحرير السودان – شمال وحركة تحرير السودان لأنهم غير منتخبين ديمقراطياً وأرجو التراجع عنه صراحة في المؤتمر العام القادم للحركتين.
10. وحدة ما تبقى من السودان واجب وطني وأولوية رقم واحد وهو المصلحة العليا للأقاليم والوسط النيلي.
11. لا يجوز البت في القضايا المركزية مثل حق تقرير المصير والعلمانية من قبل قوى سياسية أو مسلحة غير منتخبة ديمقراطياً.
المصدر: سودانايل
كلمات دلالية: من قبل
إقرأ أيضاً:
الجمعية العمومية لمؤسسة أخبار اليوم تعتمد القوائم المالية عن العام المالي 2020/2021 وتوافق على زيادة رأس المال.
انتهت يوم الاثنين الموافق 27/1/2025 أعمال اجتماعي الجمعية العمومية لمؤسسة أخبار اليوم برئاسة المهندس عبد الصادق الشوربجي رئيس الهيئة الوطنية للصحافة رئيس الجمعية العمومية، والسادة أعضاء الجمعية الأستاذ علاء ثابت وكيل الهيئة والمستشار محمود فؤاد عمار نائب رئيس مجلس الدولة وعضو الهيئة الوطنية للصحافة والأستاذ سامح محروس عضو الهيئة والمستشار عادل بريك نائب رئيس مجلس الدولة والمستشار القانوني للهيئة والدكتور محمد توفيق أستاذ المحاسبة بجامعة عين شمس والأستاذ عيد إبراهيم هريدي والدكتور محمد حمدي غانم والدكتورة فاتن عزازي والأستاذة إيمان صابر موسى والأستاذ محمد حسن أحمد والأستاذ أحمد خليل السيد والأستاذ محمود محمد عبدالمنعم والأستاذ هلال إبراهيم احمد والأستاذ جمال عبدالحميد جاد والأستاذ محمود أحمد محمود، أعضاء الجمعية العمومية وبحضور الأستاذة مروة السيسي أمين عام الهيئة الوطنية للصحافة والدكتور أحمد مختار مستشار الهيئة لشئون الاستثمارات والمشروعات والمستشار مدحت لاشين نائب رئيس مجلس الدولة والمستشار القانوني لرئيس الهيئة.
وحضر من الجهاز المركزي للمحاسبات الأستاذة أمل عسكر وكيل الجهاز المركزي للمحاسبات - الإدارة المركزية للرقابة المالية على المؤسسات الصحفية والأحزاب والأستاذة هناء إسماعيل رئيس قطاع - الإدارة المركزية للرقابة المالية على المؤسسات الصحفية والأحزاب والأستاذة هالة محمد عبدالحكيم وكيل وزارة ورئيس القطاع الثالث- الإدارة المركزية للرقابة المالية على المؤسسات الصحفية والأحزاب والأستاذ حسام عبدالصبور رئيس قطاع - الإدارة المركزية للرقابة المالية على المؤسسات الصحفية والأحزاب والأستاذة وسام عيد سعودي – مراقب الإدارة المركزية للرقابة المالية على المؤسسات الصحفية والأحزاب والأستاذ أحمد نجيب أحمد مراجع اول الإدارة المركزية للرقابة المالية على المؤسسات الصحفية والأحزاب.
كما حضر الأستاذ اسلام عفيفي رئيس مجلس إدارة مؤسسة أخبار اليوم وأعضاء مجلس الإدارة، حيث استعرض رئيس مجلس الإدارة تقرير مجلس الإدارة عن نشاط المؤسسة خلال العام المالي 2020/2021.
بدأت أعمال الجمعية بكلمة من رئيس الهيئة رحب خلالها بالسادة الأعضاء الجدد للجمعية العمومية ومجلس الإدارة وأكد خلالها حرص الهيئة على استمرارها في تفعيل دور الجمعيات العمومية للمؤسسات الصحفية القومية واعتماد القوائم المالية المتأخرة، وأضاف الشوربجي إنه خلال فترة رئاسته للهيئة منذ عام 2020 وحتى الآن تم اعتماد عدد 8 ميزانيات ماليه متأخرة لمؤسسة أخبار اليوم اعتبارا من ميزانية 2013/2014 وحتى ميزانية 2020/2021، كما اكد أن الهيئة تعمل على حل الكثير من المشاكل المزمنة التي حالت دون الاستغلال الأمثل لأصول هذه المؤسسات وإنه ا كانت داعمة لمؤسسة أخبار اليوم في إجراءاتها التي اتخذتها لاستغلال عدد من الأصول بها وطالب الجميع بضرورة التكاتف ونبذ الخلافات والعمل للصالح العام وتجنيب المصلحة الشخصية حفاظًا على كيان مؤسسة أخبار اليوم.
وأشاد رئيس الهيئة بالدور المهم للجهاز المركزي للمحاسبات لضمان حسن وسلامة أعمال المؤسسات للتعبير عن المراكز المالية للمؤسسات طبقًا لمعايير المراجعة والمحاسبة المصرية وذلك لتستمر في اداء دورها التثقيفي والتنويري والنهوض بأوضاعها المالية والإدارية.
كما أشاد بالدور الإيجابي لأعضاء الجمعية العمومية من المنتخبين والمعينين لحرصهم على مصلحة المؤسسات الصحفية لتستمر في أداء دورها التثقيفي والتنويري والنهوض بأوضاعها المالية والإدارية.
كانت الجمعية العمومية لمؤسسة أخبار اليوم قد شهدت مناقشات مستفيضة من الأعضاء اتسمت بالشفافية الكاملة وانتهت إلى مجموعة من القرارات منها اختيار الأستاذ علاء ثابت أمين سر الجمعية بالتزكية واعتماد القوائم المالية للمؤسسة عن العام المالي 2020/2021، محملة بكافة الملاحظات التي وردت من أعضاء الجمعية وتقرير الجهاز المركزي للمحاسبات (مراقب حسابات المؤسسة) وتشكيل لجنة لتقصي الحقائق برئاسة المستشار مدحت لاشين، بغرض فحص هذه الملاحظات والمسئولية عنها والإجراءات المقترحة لتصويبها مع عرض تقرير بما توصلت اليه هذه اللجنة خلال شهر من تاريخه على الهيئة واخطار الجهاز المركزي للمحاسبات بنسخة من هذا التقرير.
كما عقدت الجمعية العمومية اجتماعًا غير عاديًا، حيث وافقت فيه على زيادة رأس المال مؤسسة أخبار اليوم بقيمة مبالغ الدعم المالي المقدمة من الهيئة الوطنية للصحافة للمؤسسة عن العام المالي 2020/2021. كما اعتمدت الجمعية العمومية غير العادية الإجراءات التي اتخذتها المؤسسة لاستغلال بعض الأصول المملوكة لها خاصة فيما يتعلق بإنشاء مدرسة دولية وجامعة نيو ايجيبت وإعادة تأهيل مبنى أكاديمية أخبار اليوم.