سودانايل:
2025-01-27@05:21:05 GMT

الحركة الشعبية: الأمل المعقود والفعل المفقود

تاريخ النشر: 22nd, May 2024 GMT

د. عكاشة السيد عكاشة
مرت علينا فى 16 مايو الذكرى 41 لتأسيس الحركة الشعبية لتحرير السودان والتى طرحت على الساحة السياسية السودانية لأول مرة مشروع نضالى وحضارى متقدم لم يتم إستيعابه حتى الآن من قبل كثير من القوى السياسية السودانية الغارقة فى بحر التشاكس والفرقة والتمترس خلف الشعارات الجوفاء والإنسياق وراء الجهل المركب والتنافس غير الشريف والمبارزة بلا معنى والجهد المهدر الذى لا يبنى وطن ولا يوحد شعب يعانى شظف العيش وكانت النتيجة الطبيعية لكل ذلك ما وصل إليه حالنا الآن من حرب ودمار .


إن مشروع السودان الجديد الذى طرحته الحركة الشعبية هو برنامج تقدمى بعيدا عن الأطروحات الهلامية ويدعو إلى هوية سودانية بدون تمييز دينى أو عرقى أو ثقافى فى وحدة إجتماعية إندماجية بلا إستثناء لأحد وينبنى على حق المواطنة الخالصة للجميع بعيداً عن الصراع الدينى أوالإنحياز للعروبة أو الأفريقانية ودعوة صريحة للإعتزاز بالأمة السودانية ولكن كثير من أدعياء السياسة لم يفهموا ما طرحته الحركة ولا يرون قيمة لإطروحاتها الثورية ولا يعترفون حتى بوجودها كتنظيم لأنهم غير مقتنعين ببرنامجها التقدمى فى عملية مكابرة ونكران يجافى الواقع والحقيقة رغم إنهم فى الواقع المعاش لا يمثلون وزناً ذى قيمة حقيقية .
الحركة الشعبية تنظيم نضالى ثورى وقام بنيانه على أعمدة القومية وتوحيد الشعب السودانى ولم تكن الحركة فى أى وقت تنظيماً إنفصالياً وقد طرحت مشروع السودان الجديد لبناء دولة حديثة تتمتع بالديمقراطية والعدالة والمساواة وإحترام حقوق الإنسان وإن الأخوة فى الجنوب لم يكونوا إنفصاليين ولكن دفعوا للإنفصال دفعاً مباشراً من قبل السلطة الحاكمة وأذكر بعد توقيع إتفاق السلام الشامل وقبل مغادرة الراحل العظيم دكتور قرنق نيروبى إلى الخرطوم كنت قد إلتقيته للوداع وقال لى إنه سيكون أول سودانى من الجنوب يحكم السودان من حلفا لنمولى وقد سألته بإستغراب كيف ذلك فكان رده إنه سيعمل بجد وإجتهاد وجدية شديدة حتى يقنع الرئيس البشير بعدم الترشح وإتاحة الفرصة له وهذا الكلام ينفى تماماً ما إنطلق من دعاوى قوى سياسية بعينها بأن الحركة الشعبية تنظيم إنفصالى .
إن ما يحز فى النفس ويدمى القلب حقاً إن الحركة الشعبية أصيبت بفيروس الإنقسامات الذى أصاب كل الأحزاب السياسية السودانية وعلى الرغم من إننا فى الحركة نؤمن إن أى تنظيم سياسى توجد به تباينات فى وجهات النظر والتوجه وإختلاف فى الأراء والتفكير وهو أمر طبيعى جعل كثير من النخب والمثقفين ينضمون إليها خاصة من الشمال عن إيمان بما هو مطروح من برنامج سياسى متقدم ولكن بكل أسف ما يعيب تجربة الحركة النضالية خلال 41 عاماً من عمر التأسيس إن بعض الرفاق لسبب أو لآخر قاموا بأحداث إنقسامات وإنشقاقات فى جسم الحركة ليس من منطلق فكرى أو أيدولوجى بل من منطلق قبلى وجهوى وشوهوا مشروع السودان الجديد المشرق الذى ينادى بالوحدة دون النظر لعرق أو دين أو ثقافة ولكن رغم كل ذلك وما جرى من أحداث إلا إن قوى مستنيرة ما زالت تتمسك بأدبيات وأخلاقيات الحركة فى إحترام بعضنا البعض وإن الخلاف و الفراق يتم دائماً بسلام بدون إلصاق تهمة الخيانة بين رفاق الأمس أو الإنغماس فى رسائل السباب وقذف الشتائم يمنة ويسرى كما يحدث فى الأحزاب والتنظيمات المختلفة وكمثال ( أنظر ما تم من فراق بسلام بين القائد مالك عقار والقائد ياسر عرمان ) .
رغم التشرذم والإنقسامات وضبابية مواقف البعض ومحاولات الأخرين تشويه وجه الحركة الشعبية فإنه ما زالت مقاومة تيارات الثوريين تتمسك بقيم السودان الجديد ومستمرة وقائمة فى درب النضال وفى ضؤ ما يجرى فى البلاد من محن فإن الحركة الشعبية لم تنحاز إلا للشعب ولثورة ديسمبر المجيدة فى موقف أخلاقى مبدئى بهدف الحفاظ على النسيج الإجتماعى فى البلاد وما زالت الحركة الشعبية متمسكة بمشروعها النضالى لبناء دولة سودانية حديثة وفق أهداف سامية وإستعادة الدولة السودانية المختطفة فى أعقاب الحرب العبثية والدمار الذى يشهده الوطن .
ختاماً أتوجه بالتحية فى مناسبة تأسيس الحركة الشعبية لكل الرفاق فى حركات الشتات المنشقة المختلفة وأوجه تحية خالصة وخاصة للقائد الصامد فى كل الأوقات القائد عبد العزيز آدم الحلو وكل أفراد الحركة الشعبية شمال .
والنضال مستمر أبداً ...

akashaalsayed@yahoo.com  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: الحرکة الشعبیة السودان الجدید

إقرأ أيضاً:

الشعبية «التيار الثوري»: تشكيل حكومة موازية لا يخدم وحدة السودان

الحركة الشعبية لتحرير السودانالتيار الثوري الديمقراطي توضح موقفها من مشاورات نيروبي وتدعو لبناء الجبهة المدنية، وترفض تكوين حكومة موازية..

التغيير: الخرطوم

قال الناطق الرسمي للتيار الثوري الديمقراطي إن الحركة الشعبية لتحرير السودان – التيار الثوري الديمقراطي، شاركت في اجتماعات نيروبي التي عُقدت في الفترة من 18 إلى 23 يناير 2025، بالإضافة إلى مشاركتها في اللجنة المكلفة بمناقشة قضية الحكومة الموازية خلال يومي 24 و25 يناير 2025.

والخميس اختُتمت اجتماعات الجبهة المدنية التي شاركت فيها تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية “تقدم”، إلى جانب حركة عبد الواحد النور، وحركة عبد العزيز الحلو، وحزب البعث العربي الاشتراكي، والحزب الاتحادي الأصل جناح الحسن الميرغني.

وأوضح الناطق الرسمي للحركة عبر بيان الأحد، أن اجتماعات نيروبي شهدت مشاركة فعّالة من حركات المقاومة والنضال المسلح إلى جانب تنظيمات القوى الوطنية والديمقراطية وقوى الثورة المنضوية تحت التحالفات القائمة.

وأضاف أن هذه التنظيمات حضرت كممثلة لتنظيماتها، وليس للتحالفات، مشيرًا إلى حضور لجان المقاومة وشخصيات نسوية ووطنية، فيما تغيبت الأستاذة بثينة دينار، نائبة رئيس الحركة، عن الاجتماع لأسباب لوجستية رغم دورها في اللجنة التحضيرية.

جبهة مدنية

وأكد الناطق الرسمي على بناء جبهة مدنية لإنهاء الحروب وتأسيس دولة تقوم على “حرية، سلام، وعدالة” هو هدف استراتيجي.

وأكد رفض الحركة “مكافأة الفلول على حربهم”، مشددًا على ضرورة محاسبة المسؤولين عن الجرائم المرتكبة بحق الوطن والمواطنين لتحقيق العدالة.

وأشار إلى أن حرب 15 أبريل لم تكن مفاجئة، بل جاءت نتيجة لتراكم الأزمات. ودعا إلى معالجة جذور الأزمة من خلال الفصل التام بين الدين والدولة وبناء نظام حكم مدني ديمقراطي وقوات مسلحة مهنية تمثل التنوع السوداني.

وأكد  التزام التيار بتحقيق حزمة متكاملة لإيقاف الحرب ومعالجة الكارثة الإنسانية، مع التركيز على حماية المدنيين وتأسيس عملية سياسية تؤدي إلى حكم مدني ديمقراطي.

ورحب الناطق الرسمي بمشاورات نيروبي، معتبرًا إياها خطوة نحو بناء جبهة مدنية موحدة تضم لجان المقاومة ومنظمات النساء. كما دعا إلى مشاركة الحزب الشيوعي السوداني، مشيدًا بمبادرته الأخيرة لتوحيد قوى الثورة والتغيير.

وحول تشكيل الحكومة الموازية، أشار الناطق إلى أن واقع الحرب أفرز تيارين داخل تحالف “تقدم”، أحدهما يدعو إلى تشكيل حكومة موازية، والآخر يدعو للحفاظ على طبيعة التحالف كتحالف مدني يعمل لإنهاء الحرب.

تسعى قوى سياسية وحركات مسلحة لتشكيل حكومة موازية في مناطق سيطرة قوات الدعم السريع، وسط تباين كبير في الآراء والمواقف حولها. إذ يرى البعض أنها قد تشكل ضغطًا على سلطة الجيش في بورتسودان، مما يدفعها إلى التوجه نحو السلام، في حين يرفضها آخرون باعتبارها خطوة قد تؤدي إلى تقسيم البلاد.

وقال إن التيار الثوري الديمقراطي يتمسك بموقفه الذي أعلن عنه في نيروبي، مؤكدًا رفضه الانخراط في أي حكومة موازية، وداعيًا للحفاظ على الطبيعة المدنية للتحالف.

واعتبر الناطق أن تشكيل حكومة موازية لا يخدم وحدة السودان ولا يساهم في إنهاء الحرب، مشددًا على ضرورة التركيز على النضال لتحقيق أهداف ثورة ديسمبر وتأسيس دولة المواطنة بلا تمييز.

وأكد  البيان  على أن بناء الجبهة المدنية العريضة يمثل عملية طويلة تتطلب التكاتف لتحقيق تطلعات الشعب السوداني، مجددًا التزام التيار باستكمال الثورة وبناء دولة تقوم على العدالة والمواطنة.

ويشهد السودان منذ 15 أبريل 2023 قتالاً عنيفاً بين الجيش وقوات الدعم السريع، بدأ في الخرطوم، وامتد إلى مناطق واسعة من دارفور وكردفان والجزيرة وسنار، وأدى إلى أزمات إنسانية كارثية.

الوسومالحركة الشعبية التيار الثوري الديموقراطي الحكومة الموازية السودان تنسيقية تقدم حرب الجيش والدعم السريع

مقالات مشابهة

  • الحركة الشعبية – التيار الثورى الديمقراطى: الحكومة الموازية لا تخدم وحدة السودان ولا تساهم فى الإسراع لإنهاء الحرب
  • بخاخ الاكتئاب الأنفي.. الأمل الجديد للملايين
  • الشعبية «التيار الثوري»: تشكيل حكومة موازية لا يخدم وحدة السودان
  • حسام هيبة: 240 مليون دولار الاستثمارات السودانية في مصر
  • الإمارات تُدين بشدة استهداف المستشفى السعودي في الفاشر السودانية
  • رئيس الهيئة الشعبية السودانية لإسناد القوات المسلحة وبناء السودان يشيد بإلتقاء الجيوش الذي يمثل نهاية المليشيا
  • أبو فاعور: أعينوا العهد الجديد على إسداء الأمل للبنانيين
  • «عوض بكاب».. مهندس الدبلوماسية الشعبية فى السودان: «شكرًا مصر»
  • "عوض بكاب".. مهندس الدبلوماسية الشعبية الناعمة "شكرًا مصر" بالسودان
  • الأزمة السودانية تزداد تعقيدا.. ما المنتظر من إدارة الرئيس ترامب؟