سودانايل:
2025-02-28@15:16:43 GMT

السودان: تاريخ من الانكسارات المتكررة

تاريخ النشر: 22nd, May 2024 GMT

زهير عثمان حمد
كلنا يحاول أن يتجاوز هذا وذاك إلى التأسي على المآل السوداني المفتّت والمنقسم على نفسه بعدما كانت الوحدة والإخاء هي شعاره، وروح التّسامح بعيدًا عن التعصُّب هي مثار فخر وهوية أفراده، فهارون مولود لأب أفريقي أو من أضوال مغمورة ، نحن مع واقع بقدر ما تنجذب للحاضر ووقائعه فإنّها – في الوقت ذاته – عالِقُة بالماضي وأحداثه، وتستحضر حكاياته ومآسيه وانكساراته؛ لذا يمكن وصفها بأنها قائمة على بنيّة دائريّة/تكراريّة سواء على مستوى البناء؛ حيث يبدو الماضي مرآة للحاضر والعكس، فأحداث الماضي مُتكرِّرة وكأننا إزاء لعبة مرايا تتبادل فيها الشخصيات الأدوار والوظائف؛ فالحفيد مرآة للجد، وهكذا.

وإذا كان الماضي أشدُّ ألمًا وانكسارًا، فإن الحاضر لا يقل عنه إيلامًا وحسرة ووجعًا، فتتواصل النكبات والانكسارات، ومن ثمّ لم تَعُدْ مأساتنا/انكساراتنا مقتصرة على أعوام تبدأ بحملة الغزو الثنائي (البريطاني – المصري) على السودان عام 1898م، والتي تصدت لها قوات المهدية في معركة كرري الشهيرة وأسفرت عن نهاية الدولة المهدية ومقتل 22.000 شهيدٍ من السودانيين و 22.000 جريحٍ و 5.000 أسيرٍ. وقام بقصف قبة المهدي بأم درمان. , ومنها حسب التسلسل التاريخي هذه الاحداث 1881: الثورة المهدية على الحكم العثماني المصري. 1899-1955: السودان تحت الحكم البريطاني-المصري المشترك. 1958 الجنرال إبراهيم عبود يقود انقلابا عسكريا ضد الحكومة المدنية المنتخبة حديثا في بداية العام. 1962: اندلاع الحرب الأهلية في الجنوب بقيادة حركة التمرد "أنيانيا". 1964: ثورة أكتوبر/تشرين الأول التي أطاحت بعبود وقيام حكومة وطنية برئاسة الصادق المهدي. 1969: الرائد جعفر محمد النميري يتزعم الانقلاب العسكري المعروف باسم "ثورة مايو". 1971: إعدام قادة الحزب الشيوعي السوداني بعد قيامهم بانقلاب ضد النميري. 1972: أصبح الجنوب منطقة حكم ذاتي، بموجب اتفاق أديس أبابا للسلام بين الحكومة وحركة "أنيانيا". 1983: الرئيس جعفر محمد النميري يعلن تطبيق الشريعة الإسلامية في البلاد. وفي نفس العام نشبت الحرب الأهلية في الجنوب بين القوات الحكومية والحركة الشعبية لتحرير السودان بزعامة العقيد جون قرنق بعد أن قسم النميري الإقليم الجنوبي إلى ثلاثة أقاليم مخالفا لقانون الحكم الذاتي للجنوب المعمول به بموجب اتفاق أديس أبابا عام 1972. 1985: اندلاع ثورة شعبية ضد حكم النميري عرفت بانتفاضة أبريل وانحاز فيها الجيش إلى جانب الشعب وتأسس مجلس عسكري مؤقت لحكم البلاد برئاسة الفريق عبد الرحمن سوار الذهب. 1989: العميد عمر حسن البشير يقود انقلابا عسكريا ويستولى على الحكم، وفي العام نفسه يتم في مصر تشكيل تجمع وطني سوداني معارض يضم 13 حزبا. 1995: الرئيس المصري حسني مبارك يتهم السودان بتورطه في محاولة اغتياله في العاصمة الأثيوبية أديس أبابا. والضربة أميركية 1998: الولايات المتحدة تشن هجوما على مصنع للأدوية في الخرطوم بزعم أنه يصنع موادا للأسلحة الكيميائية. الثورة السودانية (2018-2019): واندلعت ثورة في السودان في ديسمبر 2018 ضد نظام الرئيس عمر البشير. واستمرت الاحتجاجات حتى أبريل 2019، عندما أطيح بالبشير من الحكم. وتم تشكيل مجلس السيادة والحكومة المدنية للانتقال إلى الديمقراطية. مجزرة القيادة (2019): في يونيو 2019، قامت قوات الأمن السودانية بفض اعتصام المعتصمين في الخرطوم بالقوة. أسفرت هذه الأحداث عن مقتل العديد من المتظاهرين وتصاعد التوترات و الحرب الحالية، السودان يشهد توترات داخلية وصراعات مستمرة في مناطق مثل دارفور وجنوب كردفان والنيل الأزرق.
تتعامل الحكومة مع تحديات أمنية واقتصادية واجتماعية. و اشتعلت الحروب في الأجزاء الآمنة من أرض الوطن. بين الجيش والدعم السريع ونقلت الحركة الشعبية لتحرير السودان معاركها العسكرية الى مناطق جديدة خارج حدودها التقليدية، حيث شملت مناطق كجنوب النيل الأزرق، و جبال النوبة. كما إمتدت الحركات المسلحة لتشمل العديد من مناطق شرق السودان. لكن أخطر الحركات المسلحة برزت فى غرب السودان التي الان يتم تصفيتها بهذه الحرب ، و بالتحديد فى إقليم دارفور المنكوب بقادته يبدو أن الشواهد العينيّة على حالة الموات والانكسار التي تمر بها الأمة السودانية ، لا تقف عند تواريخ /أحداث الماضي فحسب، بل هي مستمرة وتتكرّر بين الفينة والأخرى، فمدونة التاريخ تحتفظ لنا ، منذ القدم بتاريخ – مع الأسف – حافل بالانكسارات والخيبات والهزائم؛ و من حوادث يُمثِّل تذكُّرها – لنا – فجيعة كبرى. .
هذه الأمة لديها كم هائل من التحديات , من التعددية الثقافية واللغوية: يمكنك التطرق إلى التنوع الثقافي واللغوي في السودان، حيث يعيش به مجموعة متنوعة من الأعراق والقوميات واللغات. التحديات الاقتصادية والاجتماعية: يمكنك التحدث عن التحديات التي يواجهها السودان في مجالات مثل الفقر والبطالة والتعليم والصحة. التطورات السياسية الحديثة: يمكنك ذكر الأحداث السياسية الأخيرة، مثل الثورة السودانية في 2018-2019 والتغييرات الحكومية التي أعقبتها. التحديات الأمنية: يمكنك الإشارة إلى التوترات الداخلية والصراعات في مناطق مثل دارفور وجنوب كردفان والنيل الأزرق. التطلعات المستقبلية: يمكنك أن تتحدث عن آمال وتطلعات الشعب السوداني للمستقبل، وكيف يمكن تحقيق التقدم والاستقرار. العوامل الرئيسية التي ساهمت في المآسي المتكررة في السودان: النزاعات الداخلية: النزاعات المستمرة بين الجيش والمليشيات والمتمردين أدت إلى تدهور الأمن والاستقرار. التمييز والاستبعاد: التمييز العرقي والاجتماعي والاقتصادي أثر على العدالة الاجتماعية وزاد من التوترات. التغيرات المناخية والجفاف: الجفاف المتكرر وتدهور البيئة أثرت على الزراعة والموارد المائية. التحولات السياسية والاقتصادية: الانقلابات والتغييرات الحكومية أثرت على الاستقرار السياسي والاقتصادي. التحديات الرئيسية التي تواجه السودان اليوم: الأزمة الإنسانية: نقص الغذاء والمياه والدواء والوقود يؤثر على حياة المدنيين. الأمن والعنف: النزاعات المستمرة والعنف يعرقلان الاستقرار ويؤديان إلى خسائر بشرية ومادية. التحديات الاقتصادية: تدهور الاقتصاد وارتفاع الأسعار يؤثران على معيشة الناس. الآفاق المستقبلية للسودان: يجب تعزيز الحوار السياسي والتسوية السلمية للأزمة الحالية. يجب تحقيق التنمية المستدامة وتعزيز الاقتصاد وتوفير الخدمات الأساسية. يجب تعزيز الوحدة الوطنية والتسامح والعدالة الاجتماعي
فلقد صارنا الضحايا على اختلاف جلادينا، سواء كان هذا الجلاد من بنى جلدتنا، أو غريب محتل بغيض، تارة يفرض نفوذه بالقوة، وفي الوقت ذاته يُحدث تغريب مفجع لنا وللأجداد فيمًا عُرِفَ بأسقاط دولة 1956، وها هو ما يتكرّر مرة ثانية، بعد أحداث هذا الاقتتال والفوضى، لكنها هذه المرة للنجاة من قصاص الثوار والهروب من جرائم الفساد (إنْ تَمّتْ) وهذا بطش المستبد الوطني. قد تدين الحاضر والماضي معًا، نعرِّي خيباتنا وانكساراتنا، ونشير وموطن الضعف ونشخص الداء دون مواربة، لا تكتفي بالتلميح والإشارة، فلا تقف عند شخصيات بعينها، وإنما عينها على سبب الأزمة الحقيقي، وهم وآفاتنا ونكبة البلاد والعباد .

zuhair.osman@aol.com  

المصدر: سودانايل

إقرأ أيضاً:

الأمم المتحدة تحذر: السودان يواجه كارثة إنسانية والمجاعة تمتد إلى مناطق جديدة

حذرت الأمم المتحدة، الأربعاء، من تدهور الأوضاع الإنسانية في السودان، مؤكدة أن المجاعة تفشت في عدة مناطق من البلاد، وسط تصاعد أعمال العنف وانهيار الخدمات الأساسية.

اعلان

وقالت إديم وسورنو، مديرة قسم العمليات والمناصرة في مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، خلال إحاطة لمجلس الأمن، إن الوضع في السودان تفاقم منذ آخر تقرير قُدم قبل أسابيع، مشيرةً إلى أن أكثر من 12 مليون شخص نزحوا، بينهم 3.4 مليون عبروا الحدود. 

وأضافت وسورنو أن أكثر من نصف سكان البلاد، أي نحو 24.6 مليون شخص، يعانون من الجوع الحاد، فيما تتواصل أنماط العنف الجنسي، ويواجه ملايين الأطفال صدمات نفسية في ظل حرمانهم من التعليم الرسمي. كما أشارت إلى الانهيار شبه الكامل للخدمات الصحية، ما يزيد من تفاقم الأزمة الإنسانية. 

تعليق المساعدات وتزايد المخاطر الأمنية

أكدت وسورنو أن منظمة أطباء بلا حدود، المزود الرئيسي لخدمات الصحة والتغذية في مخيم زمزم، اضطرت إلى تعليق عملياتها هناك بسبب تدهور الأوضاع الأمنية، فيما علق برنامج الأغذية العالمي أيضًا توزيع المساعدات نتيجة للمخاطر الأمنية وتدمير السوق المحلي داخل المخيم. 

امرأة سودانية تحمل طفلها البالغ من العمر شهرًا واحدًا في جوبا، جنوب السودان، يوم الجمعة 17 يناير 2025.Florence Miettaux/ AP

وأشارت المتحدثة إلى تقارير وثقتها مفوضية الأمم المتحدة لحقوق الإنسان بشأن عمليات إعدام ميدانية للمدنيين في المناطق التي شهدت تغييرات في سيطرة طرفي الصراع، معربةً عن قلقها إزاء المخاطر الكبيرة التي يواجهها عمال الإغاثة الإنسانية والمتطوعون في الخرطوم ومناطق أخرى.

كما حذرت من امتداد رقعة القتال إلى مناطق جديدة في ولايتي شمال كردفان وجنوب كردفان، ما يزيد من التحديات التي تعيق حركة الفرق الإنسانية وإيصال الإمدادات. 

وأضافت أن تقارير صادمة وردت من ولاية النيل الأبيض، حيث شهدت المنطقة موجة من الهجمات في وقت سابق من الشهر، أسفرت عن مقتل العشرات من المدنيين، في ظل تصاعد أعمال العنف في البلاد. 

Relatedنجاة راكب واحد من أصل 21 في حادثة تحطم طائرة جنوب السودانالسودان: أكثر من 60 قتيلا في هجوم لقوات الدعم السريع على سوق شعبي في أم درمانحرب السودان: 12 مليون نازح وبنيةٌ صحية منهارة واستهدافٌ ممنهج للمستشفيات والأطباءالحكومة السودانية: التزام بتسهيل المساعدات

أكد مندوب السودان الدائم في الأمم المتحدة الحارث إدريس أن الحكومة ملتزمة بتسهيل وصول المساعدات الإنسانية دون عوائق، مشيرًا إلى أن الحرب ألغت الإجراءات البيروقراطية التقليدية، وأن تلك المساعدات يجب أن تصل إلى المحتاجين في جميع أنحاء البلاد. 

وأوضح أن السودان خصص عدة مطارات لنقل المساعدات جوًا، كما تم توسيع عدد المعابر الحدودية من اثنين إلى تسعة، بما في ذلك معبر أدري، الذي أعيد تشغيله للمرة الثانية مؤخرًا لتعزيز دخول قوافل الإغاثة. 

وفيما يتعلق بالمشهد السياسي، أكد إدريس أن الخرطوم تعمل على تشكيل إدارة مؤقتة تتولى مهام الحكم إلى حين إجراء انتخابات حرة ونزيهة، تتيح للشعب السوداني تقرير مستقبله واختيار طبيعة الحكومة التي يريدها.

Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية ارتفاع ضحايا تحطم طائرة النقل العسكرية في السودان إلى46 قتيلًا على الأقل ضربة أخرى لقوات حميدتي.. الجيش السوداني يكسر حصار الدعم السريع لمدينة الأبيض الاستراتيجية تصعيد دموي في السودان: أكثر من 200 قتيل في هجوم لقوات الدعم السريع خلال ثلاثة أيام قوات الدعم السريع - السودانأزمةمجاعةمجلس الأمن الدوليجمهورية السودانالأمم المتحدةاعلاناخترنا لكيعرض الآنNext

مقالات مشابهة

  • الأمم المتحدة: الصراع المستمر حول مناطق في السودان حوّل أجزاء من البلاد إلى جحيم
  • الأمم المتحدة تحذر: السودان يواجه كارثة إنسانية والمجاعة تمتد إلى مناطق جديدة
  • إسلام أبازيد يستعرض برنامجه الانتخابي في الوفد وروزاليوسف.. ويؤكد: أدرك حجم التحديات التي نواجهها
  • الأمم المتحدة: الصراع حوّل مناطق في السودان إلى جحيم
  • «الباعور» يبحث التحديات التي تواجه «الوكالات الدولية
  • ما هي أبرز المناطق التي استعادتها القوات المسلحة السودانية من حركة الحلو
  • محطة”كدية الدراوش”.. الرئيس تبون يتابع عرضا يُبرز التحديات التي واجهت هذا المشروع
  • مصنع تحلية مياه البحر كدية الدراوش.. الرئيس تبون يتابع عرضا يُبرز التحديات التي واجهت هذا المشروع
  • وزير الصناعة يكشف أبرز التحديات التي تواجه قطاع الأدوية
  • الاتحاد السوداني للعلماء يرفض التعديلات على الوثيقة الدستورية التي حمّلها مسؤولية الحرب