اعتقال أطفال سودانيين في العاصمة الليبية يثير مخاوف وحقوقيون يتهمون الأجهزة الأمنية بشن «حملات عشوائية» على النازحين
تاريخ النشر: 22nd, May 2024 GMT
القاهرة: «الشرق الأوسط»
اتهم حقوقيون ليبيون أجهزة الأمن في العاصمة طرابلس باعتقال عدد من الأطفال السودانيين القصّر، منذ بداية مايو (أيار) الحالي، وسط مخاوف بعد أن طالت الحملة مسجلين لدى مكتب المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين.
وحمّل الحقوقي الليبي رئيس مؤسسة «بلادي» لحقوق الإنسان، طارق لملوم، الجهات الأمنية بالعاصمة مسؤولية ما سماه «فوضى احتجاز واعتقال الأطفال دون إبلاغ أسرهم أو السعي لمعرفة ذويهم»، وقال إن «طفلاً سودانياً نازحاً يدعى معاوية مختار (13 عاماً) هو الرابع خلال الشهر الحالي، من بين الأطفال الذين يختفون أو يخطفون في طرابلس»، لافتاً إلى أن معاوية الذي يسكن مع أسرته في المدينة القديمة بطرابلس، خرج من مسكنه لشراء احتياجاتها من محل مجاور لكنه لم يعد حتى الآن، مشيراً إلى أن جهاز مكافحة الهجرة غير المشروعة ومديرية أمن طرابلس، وغيرها من أجهزة الأمن بالعاصمة «تتوسع في شن الحملات العشوائية، دون فرز أو التأكد من الأشخاص الذين يقبض عليهم؛ خصوصاً الأطفال غير المصحوبين بذويهم».
وشهدت ليبيا عملية نزوح واسعة للسودانيين منذ اندلاع الحرب في بلدهم، قبل أكثر من عام. وأحصت لجنة تابعة لحكومة أسامة حمّاد ما يزيد على 60 ألفاً في ليبيا، غالبيتهم في مدينة الكفرة (جنوبي شرق)، في وقت تعلن فيه السلطات الأمنية من وقت لآخر ضبط مهاجرين غير نظاميين من السودان، وتعمل على ترحيلهم.
وقال لملوم إن طفلاً سودانياً نازحاً آخر، يدعى الصادق النعمان المدني (11 عاماً)، اختفى هو الآخر في منطقة قرقارش بطرابلس، نهاية الأسبوع الماضي، مبرزاً أن عائلته مسجلة لدى مكتب المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في ليبيا، وأنه لم تعلن أي جهة أمنية مسؤوليتها في حال قُبض عليه من قِبلها.
وأضاف لملوم لـ«الشرق الأوسط» أن الأجهزة الأمنية عادة ما تشن حملات لمكافحة التسول، أو لمكافحة الهجرة غير المشروعة، فتلقي القبض على أي شخص أجنبي، خصوصاً من أصحاب البشرة السوداء، من دون التثبت من سبب وجودهم بالبلاد، وقال إن هناك «عشرات الحالات، من بينهم أطفال غير مصحوبين بذويهم، يجري اعتقالهم، وأحياناً تلقي الأجهزة الأمنية القبض على الأمهات، فيدعن أطفالهن في الشوارع. ونحن نعتقد أن جزءاً من هؤلاء المعتقلين يوجهون إلى مديريات الأمن وأجهزة الهجرة قبل إيداعهم بالسجون فترات معينة».
ومنذ بداية العام، أعلنت السلطات الليبية بشرق البلاد ترحيل قرابة 100 سوداني، إثر اعتقالهم بعد حملات أمنية موسّعة لضبط المخالفين للقانون.
وقال مدير المكتب الإعلامي لرئاسة «جهاز مكافحة الهجرة غير المشروعة» بالمنطقة الشرقية، اللواء نوري الساعدي، إن هؤلاء المهاجرين «جرى ضبطهم خلال حملات يومية بقصد الحفاظ على الأمن القومي».
ودعا حقوقيون ليبيون «جهاز مكافحة الهجرة غير المشروعة» بطرابلس إلى التوقف عن اعتقال الأطفال، خصوصاً الفارين من الحرب في السودان. وفي هذا السياق قال لملوم إن مجموعة مسلحة اعتقلت طفلتين من السودان بالقرب من المدينة القديمة، وهما تماضر المدني (14 سنة)، وملاك عبد الصادق (13 سنة)، لافتاً إلى أن الطفلتين مسجلتان لدى مكتب المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين.
ودعا لملوم «جهاز مكافحة الهجرة غير المشروعة» إلى «التوقف عن الحملات العشوائية ضد الأطفال»، ورأى أن «ملف الأطفال، خصوصاً الفارين من بلدان النزاع، يحتاج معالجة اجتماعية، وحرصاً حقيقياً، وليس العشوائية والاعتقال داخل مراكز غير آمنة، حيث تعرضت كثير من الفتيات والأطفال لسوء معاملة داخل هذه المراكز طيلة السنوات الماضية».
في أواخر أبريل (نيسان) الماضي، قالت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) إن أسراً سودانية نازحة إلى ليبيا بسبب الحرب تقيم في أكثر من 50 مخيماً غير رسمي بمزارع ضواحي مدينة الكفرة. بينما أعلنت «جمعية الهلال الأحمر الليبي» أنها أرسلت شحنات تشمل أغطية ومراتب ومواد نظافة شخصية، ومعدات الحماية ومياهاً إلى النازحين بالكفرة.
وسبق أن تمكنت الأجهزة الأمنية من «تحرير» 200 مهاجر غير نظامي بينهم نساء وأطفال كانوا محتجزين في الكفرة من قِبل عصابة تتاجر بالبشر، بقصد مساومة أسرهم على دفع الفدية.
//////////////////////////
المصدر: سودانايل
كلمات دلالية: الأجهزة الأمنیة
إقرأ أيضاً:
سوريا.. حقيقة فيديو منسوب لتهديد أحد مقاتلي الإدارة الجديدة بذبح 3 أطفال
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- تداولت حسابات في مواقع التواصل الاجتماعي، مقطع فيديو يزعم ناشروه أنه للحظة تهديد أحد مقاتلي الإدارة الجديدة في سوريا، بقتل ثلاثة أطفال صغار.
وانتشر الفيديو في غضون الاشتباكات بين قوات الحكومة السورية ومسلحين موالين للرئيس السابق بشار الأسد في مناطق الساحل السوري غربي البلاد، التي قٌتل جرائها المئات. وأظهر الفيديو شخصًا يتحدث في خلفية المشهد بينما كان يلوح بسكين في وجه الأطفال، مُهددًا إياهم بالذبح.
وصاحب الفيديو تعليق يقول: "أحد إرهابيي الجولاني يسأل الأطفال الأخوة، مين بدنا نذبح فيكم أول. عقيدتهم الذبح والمفخخات والإجرام نزعت من قلوبهم الرحمة لا يتعايشون مع أحد من البشر هؤلاء الأوباش عصابات بني أمية الجدد الجولانية. هذه من منجزات حكم أتباع معاوية الأموي الجديد في سوريا".
عندما تحقق موقع CNN بالعربية من الفيديو، وجد أن الحادثة وقعت في لبنان ولا ترتبط بسوريا. ونُشر المقطع للمرة الأولى في 12 سبتمبر/أيلول 2014 عبر قناة "الجديد" اللبنانية في موقع يوتيوب.
آنذاك، نشر موقع CNN بالعربية تقريرًا حول الحادثة، أفاد بأن قوى الأمن اللبنانية أعلنت أنها تحركت بعد انتشار التسجيل الجمعة عبر وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي، الذي يظهر فيه "ثلاثة أطفال يتعرضون للتهديد بالذبح وقطع اليدين من قبل شخص يحمل سكينا".
وأشارت قوى الأمن اللبنانية إلى أنها تمكنت في ذلك الوقت من توقيف الفاعل، وهو لبناني يبلغ من العمر 30 عامًا، من بلدة "عبا" في جنوبي لبنان.
وبحسب بيان قوى الأمن اللبنانية، جرى أيضًا اعتقال والدة الأطفال، وهي سورية عمرها 32 عامًا.