مصر الخير: نتعاون مع الجمعيات الشريكة بالمحافظات للوصول للأسر الأكثر احتياجا
تاريخ النشر: 22nd, May 2024 GMT
مع اقتراب عيد الأضحى المبارك، دشنت مؤسسة مصر الخير رسمياً حملة صك الأضحية والتي تنفذها للعام العاشر علي التوالي، وذلك من داخل أحدي مزارع الإنتاج الحيواني بالقرب من محافظة البحيرة.
دورة عمل مستدامة..الأهالي تشارك مصر الخير في تربية العجول وتبيعها لهاوأكدت مروة أسامة نائب المدير التنفيذي لشركة أرض الخير التابعة لمؤسسة "مصر الخير"، أن المؤسسة "تعتمد في حملة "صك الأضحية" على أفضل سلالات اللحوم البلدية قائلة:" لدينا خبراء على أعلى مستوى في هذه المزارع التى لا نمتلك فيها العجول وإنما يمتلكها المستفيدون وفي نهاية دورة التسمين نقوم بتسويق المنتج ووقت صكوك الأضاحي تشتري المؤسسة العجول من المستفيدين وتقوم بعمليات الذبح وفقاً للشريعة وتوقيت الذبح ثم تقوم بالتوزيع على الأسر الأكثر استحقاقا مع ضمان وصول 9 كيلو جراما من اللحم الصافي للمتبرع وتوزيع 18 كيلو جراما على المستحقين .
وقالت نائب المدير التنفيذي لشركة أرض الخير التابعة لمؤسسة "مصر الخير" في كلمتها خلال المؤتمر الصحفي بالمزرعة:"إن حملة صك الأضحية من أهم الحملات التى تقدمها مؤسسة "مصر الخير" سنوياً نظراً لأهمية موسم عيد الأضحى المبارك لدى جميع المصريين ومع ذلك فهي ترسم لوحة التنمية المستدامة التى تقدمها المؤسسة لخلق مستثمر صغير، حيث أنها تحقق سنوياً تغيير جذري فى حياة العديد من المستحقين الذين يتحولون إلى صغار مربين بعد الحصول على دورات الإنتاج الحيوانى تحت إشراف شركة أرض الخير ومع توالى الدورات التنموية للمتميزين منهم يتحولون إلى المستثمرين في مشروعات تنمية الثروة الحيوانية التي تعد من أهم أهدافنا في التنمية الشاملة بالتعاون مع شركائنا من البنوك الوطنية فى مصر".
وأشارت إلى أن المواشي بمزارع مصر الخير بلدي تمامًا بالرغم من استيرادها حيث يتم استيراد العجول في سن صغير وتسمينها داخل المزارع المصرية لتألف على المناخ والعلف المصري، ويشرف عليها اكبر أطباء تغذية يشرفون على الاعلاف وتسمين المواشي، وليست فكرة صك ولحوم يتم توزيعها وانما قصة حياة أكثر من 7000 مستفيد من رجال وسيدات كانوا عاطلين عن العمل وقدمت لهم المؤسسة التمويل بالتعاون مع عدد من البنوك الوطنية، حيث يعد هذا المشروع أكبر مثال للتكافل الإجتماعي ومن أكثر النماذج الناجحة".
وأوضحت أن صك الأضحية مع مصر الخير يوفر الأضحية بمبلغ مناسب مع الوصول للمحتاجين في المحافظات الحدودية والأسر الأكثر احتياجا بالتعاون مع الجمعيات الشريكة للوصول للقرى والنجوع بأبعد منطقة في مصر.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: مصر الخير عيد الأضحى المبارك عيد الأضحي صك الأضحية الإنتاج الحيواني صک الأضحیة مصر الخیر
إقرأ أيضاً:
هل يكشف سقوط الأسد تراجع بوتين للوصول إلى القوى العظمى؟
أحدث سقوط نظام بشار الأسد في سوريا نوعًا من الصدمة في العديد من دول الشرق الأوسط، إذ سقط النظام سريعًا، كما أحدث هذا السقوط للقوى السورية التي حكمت البلاد لأكثر من نصف قرن، وأحكمت قبضتها الحديدية عليها، نوعًا من التحول الكبير وزلزالًا في التوازن الذي كانت تعيشه من تدعي امتلاك القوى العظمى في المنطقة. هذا السقوط المفاجئ والسريع له تبعات مهمة تتجاوز الحدود السورية والعربية إلى أبعد من ذلك، وتُعد روسيا واحدة من القوى الكبيرة الأكثر تضررًا من هذه الأحداث. ففي عام 2015 أوشك نظام بشار الأسد على الانهيار، لولا أن أنقذته القوى الروسية بتدخلاتها العسكرية، بدعم من إيران وذراعها حزب الله، وكانت المعارضة السورية متعددة، ومن الأطراف قوى ما يُعرف بتنظيم الدولة الإسلامية التي كانت تُشكل تهديدًا كبيرًا على نظام الأسد، هذا النظام الذي مكنته روسيا لصد أي مقاومة مسلحة تصدر منه، ومن أي أطراف أخرى معارضة. الانتفاضة الأولى التي صدها نظام الأسد استمرت لعدة سنوات حظيت بدعم من الروس، لذلك زادت ثقة نظام الأسد في تلك الأثناء ليبسط سيطرته على العاصمة السورية والمدن الرئيسية الأخرى، وبشكل خاص المناطق المطلة على السواحل، حيث تمتلك روسيا قاعدتين عسكريتين.
أما الآن، فمن غير المعروف ما هو مستقبل تلك القاعدتين، وقد كانت كل من القاعدة البحرية الروسية في «طرطوس»، ويرجع تاريخ نشأتها إلى الفترة السوفييتية، والقاعدة الجوية في البلدة السورية «حميميم» التي تم إنشاؤها في جنوب شرق اللاذقية خلال عام 2015، بمثابة قوى عسكرية أصيلة روسية تهدف إلى إظهار مدى القوة الروسية العسكرية في منطقة البحر الأبيض المتوسط، إضافة إلى أن القاعدتين تهدفان إلى تعزيز مطالبات الكرملين بخصوص وضع القوى العظمى الروسية.
ورغم أهمية القاعدتين الروسيتين في سوريا من دعم النظام، إلا أن سقوط النظام يُعد بمثابة نكسة قوية للقوى الروسية، التي دعمت النظام السوري لعدة سنوات واستثمرت الكثير من الأموال في سبيل تحقيق استمرارية الأسد، واليوم يسقط نظام الأسد الذي يُشكل المستوى السيئ بشكل كبير للقدرات الروسية في مسألة فرض النفوذ وقدرتها على إثبات قوتها أمام العالم. ولو تمكنت روسيا اليوم من التوصل إلى طريق للمفاوضات مع القوى الجديدة التي تحكم سوريا، لتقرر مصير قواعدها العسكرية، لكن ذلك لن يلغي الحقيقة المتمثلة في عدم قدرة موسكو على الانتصار لحليفها بشار الأسد، وهذا ما يكشف بشكل واضح نقاط الضعف المحرجة للقوى الروسية وقدرتها على التصرف في إنقاذ حلفائها، ولن يفيد روسيا مجرد الكلام والادعاء بأنها لا زالت تمثل القوى العظمى. وقد يكون تراجع التأثير الروسي في حماية بشار له عوامل أخرى، مثل غفلة نظام الأسد عن دور الداعمين للقوى المناهضة له، أو الدعم المتوقع من تركيا لهذا الحشد، إلى جانب ذلك واجهت روسيا صعوبات في تعزيز قواعدها في سوريا بالأصول العسكرية، وهذا الأمر يرجع بطبيعة الحال إلى الحرب التي تعيشها روسيا ضد أوكرانيا. كما تم استنزاف القدرات العسكرية لاثنين من أقوى حلفاء بشار، إيران وحزب الله، بسبب موقفهما ضد إسرائيل في حربها ضد الفلسطينيين، كل ذلك فاقم الصعوبات على التأثير الروسي في سوريا، وهذا الأمر يدعو إلى التساؤل «هل أساءت روسيا تقدير الوضع الراهن في سوريا، ولم تنتبه لنقاط الضعف تلك؟».
إلا أن الأمر الأكثر أهمية هو أن ما حل في سوريا يُسلط الضوء على اعتماد روسيا على حلفاء لا يمكنهم رد طلبات موسكو، مثل موقف بشار الأسد، منها مطالبة موسكو بمواقع تُنشئ عليها قواعد عسكرية، فقد منح بشار لروسيا قواعد عسكرية، كما منح إيران وحزب الله العديد من المزايا لتحقيق مزاعمهما في عام 2015.
يبدو أن العنصر الغائب في هذه المعادلة هو الصين، فعلى الرغم من أن بكين ساندت نظام الأسد بعد اندلاع الحرب الأهلية السورية عام 2011، فإن هذا الدعم كان في الغالب دعمًا خطابيًا الهدف الأساسي منه هو منع أي تدخل غربي مدعوم من الأمم المتحدة شبيه بما حدث في ليبيا، والذي أدى إلى سقوط القذافي وإغراق البلاد في الفوضى منذ ذلك الحين. لقد أسفرت زيارة بشار الأسد رفيعة المستوى إلى الصين في سبتمبر 2023 عن اتفاقية شراكة استراتيجية، بدا ذلك كخطوة أخرى نحو إعادة تأهيل النظام السوري، على الأقل من وجهة نظر بكين، لكن عندما اشتدت الأزمة وواجه نظام الأسد تهديد مصيره، لم تحرك الصين ساكنًا لإنقاذه. هذا يثير تساؤلًا مهمًا حول تقدير الصين للنظام السوري والأزمة المتفاقمة هناك، لكن هناك نقطة أوسع تتعلق بالطموحات الروسية كقوة عظمى. رغم كل الحديث عن الشراكة «غير المحدودة» بين موسكو وبكين، لم تفعل الصين في نهاية المطاف شيئًا لإنقاذ روسيا من هزيمة محرجة في سوريا، حيث احتاجت روسيا إلى وجودها العسكري لتعزيز ادعاءاتها بمكانتها كقوة عظمى، وكانت المصالح الصينية في الشرق الأوسط تتركز بشكل أساسي على الفرص الاقتصادية والتهديد المتصور من الإرهاب.
إن موقف روسيا في الشرق الأوسط الآن في خطر، لقد فقدت موسكو حليفًا رئيسيًا وهو بشار الأسد. حلفاؤها الآخرون الرئيسيون، إيران وحزب الله، يعانون من ضعف كبير، أما تركيا، التي لم تكن علاقات الكرملين معها سهلة خلال السنوات الماضية، فقد أصبحت في وضع أقوى، وربما ينطبق ذلك على إسرائيل.
إن هذا الأمر يكشف عن هشاشة الادعاءات الروسية بامتلاك مكانة القوة العظمى. ومن المرجح أيضًا أن يؤدي ذلك إلى مزيد من تراجع هيبة روسيا ومكانتها في أعين شركائها الآخرين مثل الصين أو كوريا الشمالية، أو أعضاء مجموعة البريكس، أو دول الجنوب العالمي التي حاولت روسيا مؤخرًا التقرب منها.
أما بالنسبة لأوكرانيا - التي يمكن القول إنها المصدر الرئيسي لاستنزاف روسيا - فإن العواقب قد تكون متباينة. من ناحية، تُظهر سهولة الإطاحة بالأسد أن روسيا ليست قوة لا تقهر، وأن دعمها للأنظمة الديكتاتورية الوحشية له حدود، ومن ناحية أخرى، لا ينبغي توقع أي شيء سوى مضاعفة روسيا لجهودها في أوكرانيا.
من الواضح أن بوتين بحاجة إلى نجاح يُعيد الثقة به على الصعيدين الداخلي والدولي، ولا بد أن يحقق ذلك في وقت قريب، ففي النهاية فإن دونالد ترامب لا يحب الخاسرين!
ستيفان وولف أستاذ الأمن الدولي في جامعة برمنجهام
عن آسيا تايمز