السودان: مصرع العشرات بمدينة الفاشر وخروج «أطباء بلا حدود» يصعد الأزمة
تاريخ النشر: 22nd, May 2024 GMT
توقف المستشفى السعودي للنساء والتوليد عن تقديم خدماته، _ وهو المشفى الوحيد المتخصص في الولاية _بعد تعرضه للقصف من الجهة الشمالية، مما يهدد بتفاقم الأوضاع الصحية في الفاشر
التغيير: الفاشر: كمبالا: سارة تاج السر
لقي العشرات من النساء والأطفال مصرعهم، أمس الثلاثاء، جراء الاشتباكات بين الجيش وقوات الدعم السريع في مدينة الفاشر، غرب السودان.
في وقت، نشرت قوات الدعم السريع مقطع فيديو يؤكد خروج فريق أطباء بلا حدود من مناطق سيطرتها.
وأفاد شهود عيان الـ(التغيير) بتعرض أحياء القبة، الدرجة الأولى، تمباسي، جنوب غرب السوق الكبير، ومعسكر أبوشوك للنازحين، لقصف مدفعي عنيف من قوات الدعم السريع، أسفر عن مقتل ستة أشخاص في حي القبة، وثلاثة في معسكر أبوشوك شمال المدينة، بالإضافة إلى عدد من الجرحى، بينهم طفلة خضعت لعملية بتر في قدمها.
وأكد الشهود، استمرار عمليات الحصر لمعرفة العدد النهائي للقتلى والمصابين.
واصل الطيران الحربي للجيش قصفه المكثف لليوم الثالث على التوالي، على أحياء شرق وشمال شرق الفاشر
وأفاد الصحفي معمر إبراهيم لـ«التغيير»، أن الطيران الحربي للجيش واصل قصفه المكثف لليوم الثالث على التوالي، على أحياء شرق وشمال شرق الفاشر، مما أدى إلى حركة نزوح واسعة للسكان من الأحياء الشرقية إلى الأحياء الغربية الأكثر أمانًا.
وأشار إبراهيم إلى احتمالية توقف المستشفى السعودي للنساء والتوليد عن تقديم خدماته، _ وهو المشفى الوحيد المتخصص في الولاية _بعد تعرضه للقصف من الجهة الشمالية، مما يهدد بتفاقم الأوضاع الصحية في الفاشر.
كما تعرض مركز غسيل الكلى لأضرار، وتحدث إبراهيم عن مخاوف من خروج مستشفى الفاشر الجنوبي عن الخدمة؛ بسبب المعارك الدائرة بين الطرفين.
وتعرض معسكر أبو شوك للنازحين، الذي يأوي مئات الآلاف منذ عام 2003، للقصف رغم عدم وجود أهداف عسكرية فيه، وفقًا لبيان صادر عن وزارة الصحة والرعاية الاجتماعية بولاية شمال دارفور.
انتهاك للقانون الدولي الانساني
واعتبر البيان أن القصف المتعمد والمتكرر للمرافق المدنية، بما في ذلك المستشفيات ومراكز الإيواء، يمثل انتهاكًا خطيرًا للقانون الدولي والإنساني ومعاهدات حقوق الإنسان الدولية، ويشكل جريمة عقاب جماعي ضد النساء والأطفال والنازحين والمدنيين في الفاشر.
من الناحية الاقتصادية، تعاني ولاية شمال دارفور من نقص في الغذاء وارتفاع أسعار المواد الأساسية مثل السكر والدقيق، مما يهدد بحدوث مجاعة نتيجة الحصار وقطع الإمدادات الإغاثية.
ووفقا لشهود عيان، توقف السوق الكبير عن العمل؛ بسبب القذائف التي خلفت عدداً من القتلى، كما ارتفعت أسعار المياه بشكل كبير بعد تعطل عدد من محطات المياه، حيث وصل سعر البرميل إلى 4000 جنيه.
الوسومالقصف الجوي لطيران الجيش حرب الجيش والدعم السريع حماية المدنيين مدينة الفاشرالمصدر: صحيفة التغيير السودانية
كلمات دلالية: حرب الجيش والدعم السريع حماية المدنيين مدينة الفاشر
إقرأ أيضاً:
هجوم على الفاشر ومجزرة في أم درمان وضربات للبنية التحتية.. الجيش السوداني يُحبط خطة شاملة لميليشيا الدعم السريع
البلاد – الخرطوم
تواصل الدعم السريع هجماتها على مدينة الفاشر، فيما صدّت القوات المسلحة السودانية هجومًا واسعًا شنّته الميليشيا من أربعة محاور، في عملية استمرت لأكثر من سبع ساعات، بالتزامن تصعد الميليشيا عمليات التصفية الجسدية بحق المدنيين واستهدافها الممنهج للبنية التحتية الحيوية، في مسعى لخلط الأوراق وشحن الرأي العام ضد الجيش، عقب خسائرها المتتالية في الخرطوم مؤخرًا.
وفيما شهدت الفاشر هدوءًا حذرًا وسط استمرار التراشق المدفعي أمس الثلاثاء، أوضح قائد الفرقة السادسة مشاة، اللواء محمد أحمد الخضر، أن الهجوم الأخير للميليشيا استُخدمت فيه طائرات مسيّرة، ومدفعيات ثقيلة، وعربات مدرعة، مشيرًا إلى أن الجيش كان على أتم الجاهزية للتصدي له. وأضاف أن الهجوم انتهى بالقضاء على التقدم المعادي، مؤكدًا أن القوات المسلحة في موقع قوة، ومستعدة لحسم أي محاولة مماثلة.
وخلّف الهجوم الذي وقع الاثنين 40 قتيلًا مدنيًا، بينهم نساء وأطفال، نتيجة القصف العشوائي للميليشيا على أحياء سكنية. وقد أعلنت قوات الدعم السريع لاحقًا سيطرتها على ستة أحياء داخل الفاشر، موجّهة نداءً إلى عناصر الجيش لإلقاء السلاح ومغادرة المدينة، متعهدة بضمان سلامة من يستجيب. غير أن مصادر ميدانية أكدت تراجع المهاجمين تحت ضربات الجيش والمقاومة الشعبية، في حين أشار حاكم إقليم دارفور، مني أركو مناوي، إلى أن الهجوم قاده عبد الرحيم دقلو، وانتهى بانسحاب القوات المهاجمة بعد تصدي القوات المشتركة لها.
ويرى خبراء أن التحوّل في تكتيكات الدعم السريع، عبر استهداف منشآت البنية التحتية الحيوية، بهدف إثارة السخط الشعبي وتشتيت تركيز الجيش عن تقدّمه في دارفور. يعكس حالة يأس ميداني للميليشيا بعد خسائر بشرية كبيرة وفقدان كميات كبيرة من العتاد العسكري.
وفي هذا السياق، قصفت الميليشيا بطائرات مسيّرة مصفاة الجيلي شمال الخرطوم، ومحطة بربر التحويلية للكهرباء، ومحطة عطبرة للمرة الرابعة خلال أسبوع، ما أدى إلى انقطاع التيار الكهربائي في مناطق واسعة، وزاد من معاناة المدنيين في ظل وضع إنساني متدهور.
وعلى صعيد الانتهاكات، طالب المرصد السوداني لحقوق الإنسان بفتح تحقيق دولي في مجزرة مروعة وقعت بمنطقة الصالحة جنوب أم درمان، حيث تم إعدام 31 مدنيًا ميدانيًا، بينهم أطفال. وأكد المرصد أن الضحايا كانوا مدنيين عُزّل، وأن قوات الدعم السريع نفذت الجريمة بدافع “الانتقام”. وقد اعترف بذلك قادة في الميليشيا بمقاطع مصوّرة، ما يُشكّل جريمة حرب مكتملة الأركان بموجب القانون الدولي الإنساني.
وفي السياق، قال رئيس مجلس السيادة، القائد العام للجيش، الفريق أول عبد الفتاح البرهان، إن قتل ميليشيا الدعم السريع للمواطنين في منطقة صالحة جنوبي أم درمان ينم عن كراهيتهم للشعب السوداني، وأضاف في كلمة أمس الثلاثاء أن الحرب الدائرة حاليا ضد ميليشيا الدعم السريع وليست ضد قبيلة، مشيرا إلى أن المرجفين يروجون أن الحرب ضد أعراق محددة، بهدف تحشيد الناس وجرهم للقتل، وتابع بأن “حربنا ضد كل من يحمل السلاح ضد الدولة، وتمرد رئيس القبيلة لا يعني تمرد كل القبيلة، مؤكدًا أنه “لا تفاهم مع هؤلاء المرتزقة بعد كل ما فعلوه وسيذهبون في هذه المعركة حتى الانتصار”.
ويُثبِت المشهد الميداني أن الميليشيات لم تجلب للسودان والمنطقة سوى الدمار والدم، فيما يتجدد الأمل مع صمود الجيش السوداني في التأسيس لمستقبل تستقر فيه البلاد على قاعدة الدولة الوطنية والجيش الواحد.