ما يجب فهمه حول رحيل الرئيس الإيراني
تاريخ النشر: 22nd, May 2024 GMT
1- الجدل حول ما إذا كانت الحادثة عملية اغتيال أم حادثًا، لا يتعدى كونه أمرًا من وحي نظريات المؤامرة.
2- لم يكن رئيسي فاعلًا مؤثرًا في توازنات الشرق الأوسط، مثل قاسم سليماني. ولم تكن سياساته عدوانيّة أو هجومية بما يكفي لإثارة توتّرات إقليمية. لذلك، لا يمكن أن يكون هدفًا لإسرائيل أو الولايات المتحدة. كما أن احتمال اغتياله من قبل الدول الأجنبية لهذا السبب غير منطقي.
3- كان رئيسي سياسيًا يتبع خط خامنئي في السياسة الداخلية لإيران، ولم يكن مُصرًا على التغيير أو الإصلاح. لذلك، كان من المحتمل أن يكون أحد الأسماء التي ستخلف خامنئي في المستقبل. من هذا المنظور، لم يكن هدفًا للدولة العميقة في إيران، ولم يكن هناك داعٍ لتصفيته بالاغتيال.
نظام مستقرّ4- من يدّعي أنه سينتج عن موت رئيسي عدم استقرار أو فوضى أو تغيير في النظام في إيران، فإنه لا يعرف إيران جيدًا. فقد استبق خامنئي الأمور قبل العثور على جثة رئيسي بقوله: إن "إدارة إيران لن تتأثر". وبعد الإعلان الرسمي عن وفاة رئيسي، تمّ على الفور تعيين نائبه محمد مخبر رئيسًا مؤقتًا، وتم الإعلان عن إجراء انتخابات خلال 50 يومًا. وهذا يدل على وجود تقاليد دولة راسخة في إيران، وأن خامنئي بصفته السلطة المطلقة، قد سيطر على الوضع.
5- لا يبدو أن وفاة رئيسي ستثير نقاشًا حول النظام أو تولّد رياح تغيير في إيران. وحتى في حادثة "مهسا أميني"، التي شهدت احتجاجات شديدة استمرت أيامًا، لم يحدث أي تصدع، أو مرونة في النظام. وديناميكيات هذا الحادث أيضًا ليست قوية بما يكفي لإثارة أي طاقة تغييرية.
6- موت رئيس دولة في حادث تحطم مروحية قديمة تفتقر إلى التجهيزات الكافية، يعتبر خسارة كبيرة للهيبة. ستعاني إيران من هذا الإحراج لفترة طويلة. وإذا كانت المروحية العسكرية غير قادرة على نقل رئيس الدولة، فإنّ ذلك سيثير التساؤلات حول قدرة الجيش وقوته.
خسارة كبيرة7- تمثل وفاة رئيس دولة في حادث تحطم مروحية خسارةً كبيرة لهيبة الدولة، ولكن عدم العثور على موقع الحادث ضرره أكبر. فقد ظهر أن التدابير الأمنية والتجهيزات والقدرات العسكرية غير كافية، مما أدى إلى تضرر الصورة العامة والمصداقية بشكل أكبر.
8- جعلت إيران من الخطابات الحماسية، والأفلام الدعائية، والتهديدات، سياسةً لتوحيد الرأي العام الداخلي في الأزمات مع إسرائيل والولايات المتحدة. وعلى الرغم من كلّ عروض الصواريخ والطائرات المسيّرة والأجهزة العسكرية، ظهر عكس ذلك تمامًا مع الحادث. والقدرات العسكرية التي لا تستطيع نقل رئيس الدولة بأمان، أو تحديد موقع الحادث، أو الوصول إلى الرئيس لعدّة ساعات، ستظلّ موضع نقاش لفترة طويلة.
9- في سياق المنافسة الخفية التي استمرت قرونًا بين إيران وتركيا، شكل هذا الحادث نقطة تحول. اضطرت إيران لطلب طائرة مسيّرة من طراز "أقنجي"، ومروحية ليلية من تركيا. وقامت الطائرة المسيّرة "أقنجي" بتحديد موقع الرئيس الإيراني رئيسي، وأبلغت السّلطات الإيرانية. وهكذا تمكّنت فرق الإنقاذ الإيرانية من الوصول إلى جثمان رئيسي.
فقدان الهيبة10- ستضطر إيران إلى إعادة النظر في وضعها بعد هذا الحادث. بسبب العقوبات المفروضة من الغرب، لا تستطيع تحديث طائراتها، ولا تجد قطع غيار، ولا تستطيع تطوير أنظمتها.
مع ذلك، لا تتعاون إيران مع الدول الإسلامية؛ لتلبية هذه الاحتياجات، لأنها ترى جميع الدول الإسلامية السنية تقريبًا منافسة لها، خاصة تركيا التي تمتلك صناعات دفاعية وبنية تحتية تكنولوجية بإمكانها أن تلبّي الكثير من احتياجاتها، لكن إيران فضّلت المنافسة بدلاً من إقامة علاقة معها. وكانت النّتيجة فقدانًا هائلًا للسمعة.
11- إذا أرادت إيران تحسين علاقاتها مع جيرانها ودول المنطقة وتقليل أضرار العقوبات، فيجب عليها أن تتوقف عن السياسات التوسعية، وعن التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى، وأن تنهي علاقاتها مع الجماعات المسلحة والتنظيمات الإرهابية، وأن تتخلّى عن فكرة التوسّع الفارسي.
12- إذا ما أدّت هذه الحادثة إلى عملية نقد وتقييم ذاتي في إيران، يمكن حينها إنشاء نظام أكثر متانة في المنطقة. مع ذلك، فإن الظاهر من سير الأحداث أنّ هذا الاحتمال ضعيف للغاية.
الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب ولا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لقناة الجزيرة.
aj-logoaj-logoaj-logoمن نحناعرض المزيدمن نحنالأحكام والشروطسياسة الخصوصيةسياسة ملفات تعريف الارتباطتفضيلات ملفات تعريف الارتباطخريطة الموقعتواصل معنااعرض المزيدتواصل معنااحصل على المساعدةأعلن معنارابط بديلترددات البثبيانات صحفيةشبكتنااعرض المزيدمركز الجزيرة للدراساتمعهد الجزيرة للإعلامتعلم العربيةمركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسانقنواتنااعرض المزيدالجزيرة الإخباريةالجزيرة الإنجليزيالجزيرة مباشرالجزيرة الوثائقيةالجزيرة البلقانعربي AJ+تابع الجزيرة نت على:
facebooktwitteryoutubeinstagram-colored-outlinersswhatsapptelegramtiktok-colored-outlineالمصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات فی إیران رئیس ا
إقرأ أيضاً:
رسالة خطية من رئيس الدولة إلى الرئيس الفنلندي سلمها عبدالله بن زايد
تسلم ألكسندر ستوب رئيس جمهورية فنلندا، رسالة خطية من صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، تتصل بالعلاقات الثنائية بين البلدين.
جاء ذلك خلال استقباله، أمس، سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية، في مستهل زيارة عمل يقوم بها إلى هلسنكي حيث سلّم سموه الرسالة للرئيس الفنلندي.
نقل الشيخ عبدالله بن زايد، خلال اللقاء، تحيات صاحب السمو رئيس الدولة، حفظه الله، وتمنياته لجمهورية فنلندا وشعبها بالتقدم والازدهار، فيما حمل ألكسندر ستوب سموه تحياته إلى صاحب السمو رئيس الدولة، وتمنياته لدولة الإمارات بالرخاء والازدهار. وجرى خلال اللقاء بحث العلاقات الثنائية بين دولة الإمارات وجمهورية فنلندا وسبل تعزيزها واستعراض عدد من الموضوعات المتعلقة بمسارات التعاون والعمل المشترك، خاصة مع احتفاء البلدين العام الجاري بمرور 50 عاماً على تأسيس العلاقات الدبلوماسية بينهما.
وأكد سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، اعتزازه بالعلاقات المتميزة والمتنامية التي تربط دولة الإمارات وجمهورية فنلندا، مشيراً إلى الحرص على تنمية وتعميق التعاون في العديد من القطاعات الحيوية، خاصة الاقتصادية والتعليمية والطاقة المتجددة والتكنولوجيا المتقدمة، وذلك بما يدعم الأولويات التنموية للبلدين.
وأعرب سموه، عن سعادته بزيارة فنلندا، خاصة مع احتفاء البلدين العام الجاري بمرور 50 عاماً على تأسيس العلاقات الدبلوماسية بينهما، مشيداً بما تشهده من نمو وتطور على مختلف الصعد.
وتوجّه سموه بالشكر والتقدير إلى ألكسندر ستوب على حفاوة الاستقبال وكرم الضيافة، معرباً عن تمنياته لفنلندا وشعبها دوام الرخاء والازدهار.
كما التقى سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، إلينا فالتونين وزيرة خارجية جمهورية فنلندا، وبحثا العلاقات الثنائية بين البلدين وسبل تعزيزها في عدة قطاعات ترتبط بالأولويات التنموية للبلدين وتطرقا إلى تطوير وتنمية التعاون الثنائي في مختلف المجالات.
وأكد سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان خلال اللقاء، أن العلاقات بين دولة الإمارات وجمهورية فنلندا شهدت على مدار 50 عاماً تطوراً مستمراً وتعاوناً مثمراً وبناء في المجالات كافة، مشيراً إلى الحرص المتبادل على مواصلة العمل المشترك لتحقيق المزيد من التطور والتقدم في هذه العلاقة المتميزة، وذلك بما يعود بالخير والرخاء على شعبي البلدين الصديقين.
واستعرض سموه ووزيرة الخارجية الفنلندية مجمل المستجدات على الساحتين الإقليمية والدولية وتبادلا وجهات النظر بشأنها.
حضر اللقاءين، ريم بنت إبراهيم الهاشمي وزيرة دولة لشؤون التعاون الدولي، ونورة بنت محمد الكعبي وزيرة دولة، وسعيد مبارك الهاجري مساعد وزير الخارجية للشؤون الاقتصادية والتجارية، وآمنة محمود فكري سفيرة الدولة لدى فنلندا، وعمران شرف مساعد وزير الخارجية لشؤون العلوم والتكنولوجيا المتقدمة، وعمر سيف غباش مستشار وزير الخارجية سفير الدولة غير المقيم لدى الفاتيكان.