موقع النيلين:
2024-12-23@20:22:16 GMT

عائشة الماجدي: مطار عطبرة والشباب النموذج

تاريخ النشر: 22nd, May 2024 GMT

أن يكون هناك يد تبني وتُعمر وتنهض بالبلد من وسط ركام الأنقاض والخراب والدمار فلعمري هذا إنجاز يرفع في باب العُلى والثريا

وأن تنهض الدولة ولا تنكفي في مضمار الحرب بشكل كلي ويظهر موظفي الدولة لأداء وظائفهم المدنية على أكمل وجه في مجالاتهم المختلفة حينها ممكن نقول أن فعلاً يوجد بريق أمل لشباب مهنيين وناس ( شغل بس ) ما عندهم علاقة بالسياسة والسياسين الذين عطلوا السودان لسنوات وسنوات .

. هولاء الشباب هم أساس وزاد طريق آمِن في جميع مؤسساتهم التي يعملون بها.

تابعت بإعجاب الحراك الصامت الذي يحدث في عطبرة وعرفت أن هنالك مشروع لقيام مطار وفيما يبدو لي أن إختيار عطبرة كان موفق بحكم أن عطبرة منطقة وسطى لمجموعة من الولايات حالياً حتي أبعد المساحات للمطار غالباً هي حوالي ( 5 ) ساعات لبقية الولايات.
أيضاً من مزايا قيام مطار عطبرة بنظرة إقتصادية هو الإنتاج أي الناتج المحلي الإجمالي وهو كالعادة يرتكز على أهم قطاعين هو قطاع الذهب وقطاع الزراعة والقطاعين متوفرين في ولاية نهر النيل والولاية الشمالية وولاية البحر الأحمر.

كان لتسمية عطبرة ( عاصمة الإنتاج ) عين فاحصة ونجيضة على إعتبارها هي المركز لتجميع الإنتاج الزراعي أو الحيواني ودي بحسابات أهل الإقتصاد تمنح قيمة كبيرة جداً بزيادة الصادرات السودانية ومجمل الزيادات في الميزان التجاري.. إضافة على ذلك أن هذا المطار إستراتيجي بحت يساعد في تقليل المسافة لكل الولايات وطريقة سهلة لأهلنا في عطبرة بالتجوال بالسهل الممتنع.

الأهم عندي أن أهل نهر النيل والشمالية يعملون في مجال التجارة بشطارة لا يُحسدون عليها وخاصة ( الدهابة ) هذا المطار سوف يساعد في سهولة حركة صادرات الذهب وهو أهم عامل إقتصادي تعتمد عليه الدولة بشكل شبه رسمي في إستيراد أغلب الواردات مقابل الذهب الذي يأتي بالعملة الحُرة إضافة على ذلك قُرب المطار من مناطق إنتاج الذهب ومستقبلاً إنشاء مدينة الذهب ودي مربط الفرس فيما يلي تقليل التكلفة ومنع التهريب وغيره من المميزات.
ما يُسعدنا حقاً أن رغم ظروف الحرب والضرر لجميع القطاعات إلا أن هناك ضوء وفال خير وما يُسعد أكثر أن يكون المجهود والتمويل ( سوداني سوداني ) من شركة ( زادنا ) سيدة ورمانة وميزان نجاح الشركات الأخرى بقيادة الدكتور الشاب ( طه حسين ) شاب بشتغل زي ما قال الكتاب لا عايز سياسة لا ونسة مهني فرز أول حافظ لوحو وحافظ إمكانياته تماماً لا يترك لك مجالاً أو ثغرة تخش له عبرها وناجح بالدرب العديل تختوا في أي مكان بنجح له مقدرات مهولة في الإدارة وجلب الإستثمار خبير في قصة التمويل غايتو نُبارك للفريق البرهان لتعينه لهذا الدكتور ودي ضربة معلم لم أدري من هو مكتشف هذا الشاب وللحقيقة هذا ما نفتقده على جميع القطاعات التي تعودنا في المشاريع والإستثمارات فيها أن المسؤولين ومدراء الشركات عندنا في حالة ( شايلين القفة ويشحدوا بالدول فضحونا وبرجعوا فاضين ولا قرش) وفي نهاية الأمر يستقيلوا أو يتم إقالتهم وما بنعرف الشحدو بإسم البلد مشى وين!.

هذا المشروع ضخم وعلى حسب ما علمت أن مشروع هذا المطار متواصل وأنهم في إطار التجهيز حتى الصالات داخل المطار الآن جاهزة والمناولة ومحطات الوقود عن طريق شركة بشائر وهي أيضا من الشركات النشطة جداً ومفيدة وبها شباب هميمين وبشتغلوا.
الشاهد عندي أن هذا المشروع هو مطار قومي في ولاية ولذلك يبقي هو مشروع مكتمل الحلقات بين شركة زادنا وشركة بشائر وشركة مطارات السودان والطيران المدني وولاية نهر النيل والمعدنية وغيرها هو عمل وطني كامل الدسم معمول بوطنية خالصة وشباب حريصين على خدمة وتنمية وتطوير البلد دي لا في فكرهم جزاء ولا شكورا.

الفكرة في إيجاد الحلول تحتاج لهؤلاء الشباب أصحاب الفِكر الثاقب وحب البلد وخدمة المجتمع هؤلاء أختاروا التنمية بدل السياسة والترنح في القاعات الباردة في الدول الأخرى السودان بحاجة لهذه النماذج ناس تشتغل بدل تنتظر.

الشباب ديل إختاروا السودان وأهله وأردوا أن يتركوا بصمة يحفظها لهم التاريخ والشعب وسوف يذكرهم أهل السودان بالخير ويسجل لهم التاريخ أنهم رجال عمروا الأرض حيثما قطنوا.

عائشة الماجدي

إنضم لقناة النيلين على واتساب

المصدر: موقع النيلين

إقرأ أيضاً:

سوريا ومحنة النموذج

ضد الإنسانية

لم أستطع التوقف عن البكاء أو امسح دموعي كما فعلت الإعلامية زينة اليازجي وأسيطر على ألمي كما فعل المرحوم ميشيل كيلو وهو يسرد قصة فتاة لا ذنب لها إلا أنها ابنة أحد المعارضين، ليُنتهك عرضها وتنجب طفلا مجهول الأب، سجين الظلم معها لا يعرف غيرها وسجانيها، لا معنى للضوء ولا الشجر ولا العصافير ولا أي من معالم الحياة، وكأن السجان أراد أن يقول لميشيل كيلو إن هنالك ظلما نفعله أكثر من ظلمنا لك.

الظالم فاقد الفهم لمعنى الآدمية والتفكير السوي والحس المتوازن، اليد التي يعذب بها يمسح بها رأس ابنه، واليد التي تجبر ضحيته تعذيبا أو اغتصابا يمسح بها شعر ابنته، لكنه يتحرك بغرائزه وقد جند منظومته العقلية للإبداع في الشر كذلك فعل إبليس، فهو وحش مقيد بالعبودية.

أما المظلوم فانه قد يفقد الآدمية جبرا ونزقا أو خوفا ورعبا، ولن ينسى ظلم ظالمه حتى لو نجا وتمكن من الظالم هذا وتجاهل الألم أو سامح ظالمه، فالانتقام رد فعل غير منضبط قد تسيطر عليه الطيبة الآدمية أحيانا، وغالبا ما يصنع الانتقام وحشا يحب الظلم قدر كرهه للظلم حين وقع عليه، وهذه المشاعر غالبا تقود إلى تعاظم فاعلية منظومة تنمية التخلف، لأننا في موازنة الحياة إما أن نختار دوار الدم ونتبع الانقسامات وفق الروابط الهابطة الإثنية أو الطائفية أو الخلافات الأيديولوجية دون أن نجد آلية احتواء وتفاهم، فيعتبر التعدد تنوعا أو نتبع الرغبة بالانتقام والتمييز فيكون الاختلاف الذي يقود إلى دورة أخرى من تبادل المواقع، لكنه أبدا لا يبني دولة ولا ينتج مدنية فالمدنية تحتاج استقرارا لتنمو.

هذه الفتاة لا تمثل نفسها وابنها لا يمثل واقع شعبها، بل هي كل البلاد ومعظم الأرض التي تعيش البشرية فيها تحت الاستبداد بأنواعه وأشكال من القهر، كل الأبرياء الذين يُتهمون ويدفعون ثمنا، إنها تمثل مدى ما وصل إليه نفوذ إبليس في الآدمي بل أشد سوءا.

نموذج1: سوار الذهب:

عبد الرحمن سوار الذهب قام بتعديل نظام الحكم وهو رجل صاحب دين وتقوى، لكنه كان فاهما أن الأدبيات الإسلامية ما زالت تستمد أحكامها من التاريخ وبيئته وليس من استقراء الواقع واستنباط ما يلائمها، ثم ترك الأمر للأمة فنجا، والتاريخ سجله أيقونة نادرة في العصر المظلم.

إن القرآن يتفاعل مع الزمان والمكان، لكن نحن تقليديون نعتبره وكأنه أتى من الماضي، ونقدس تفسيرات مضى زمنها كسلا بينما هو موحى به لا يمر عليه الزمن وينزل ليُفهم في كل زمان.

فقول قائل إنه سيطبق شرع الله، لن يكون متصورا عند الناس وأحسب أنه يحتاج مراجعة، فالأمة منقطعة عن الشريعة عمليا زمنا طويلا، وهي شريعة خرجت باجتهادات بشرية فيها الكثير من الجدل، ومع هذا توقفت نهائيا وتعرض المجتمع للتغيير والأفهام اختلفت، لا يمكن أن تأتي بنظام جاهز إلى العصر الحاضر وتطبقه قالبا تضع فيه مجتمعا ليس مرنا، فيه زوائد وامتدادات كمجتمعنا. لا تقل إن الناس مسلمين وهذه شريعتهم، فالناس مسلمون بغريزة التدين والفاهم للإسلام يعلم أن هذه شريعة تاريخية باجتهاد فقهاء عصرها، فيها الكثير مما يحتاج مراجعة، والهدف التمكين للأمة بنسيجها وليس التمكين هو التمكن عليها، وسيحاول أعداء الأمة إثارة المعارك بغير زمنها وأرضها لتغييب الاستقرار والإصلاح.

المطلوب:

إن ما مطلوب ألا يزج الناس في قوالب تعزلهم فجأة وبشكل ثوري عن واقعهم، وهنالك تدرجات قرآنية فليس هنالك ما هو منسوخ في القرآن وإنما الظرفية من تأتي بحكمه، "خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ" (الأعراف: 199). واجب القيادات اليوم أن تعين الناس على أخذ أهليتها، وحريتها في التفكير والنظر مليا للمجتمع لنرى ما يمكن أن ينهض به ونضعه في أعراف وقوانين ولوائح كمجتمع، وليس تقييد السلوك والمظهر الفردي وإنما يترك هذا لنتائج الثورة الفكرية، فما هدم في قرون لا يمكن أن يُصلح بقرار وإلا أتى غريبا متعسفا يجعل الناس يكفرون عندما يتعرضون لما هو خارج الواقع وتشوه الطريق، ولتكن للمواطنين خياراتهم (بلا وكالة) فهم مسؤولون عنها أمام الله، هذا ما ينبغي فهمه وتوضيحه.

نموذج2: العدالة والتنمية:

التجربة أثبت أن الإسلام لا يختلف فرضه بقوة الحكم عن فرض الاشتراكية أو الشيوعية في مجتمعنا المحافظ ولا فرض غيرها من النظم، فأجبر الناس على النفاق ليضيع الإيمان، فما انحسر أن القهر باسم الإسلام حتى نزعت الحجاب ممن هي تحجبت طوعا في زمن ما وارتد الشباب حتى انتشر الإلحاد لتخلف النموذج الشديد وظلمه بغض النظر عن المؤامرة.

فطعنة مدعي الإسلام كانت نجلاء في صدر من كان يصد طعنات أعدائه، لكن مجتمعنا المحافظ بحاجة إلى سقيا وليس إجبارا وتركيزا على المظهر، وهي عملية تصيب الجوهر بالعطب وتفشل المهمة كما فشلت الشيوعية وكل من أتى بما يقهر الناس متعجلا بدل تنمية خياراتها، ولعل النموذج التركي نموذج صالح جدا لكن دون أن ننسى تنمية الفكر والتأسيس له وهو ما يحتاج وقتا إضافيا. وهذه عملية أسهل في سوريا والشرق العربي من تركيا التي فرضت عليها لقرن قاسي علمانية لائكيه معادية لاسم الدين وحتى عباداته، بينما نحن بخير نسبة لهذا، ونجح العدالة والتنمية بحكمة من أحداث تغييرات إيجابية في المجتمع وما زال الطريق طويلا في عملية البناء الفكري وهو أصعب أنواع البناء.

فالتطرف هو أحد مفرزات فقدان الفقه الصائب للإسلام ومهمته في الحكم، والاهتمام بالمظهر يشير لخلو الجوهر وعجز استيعاب تنوع الأمة، وبالتالي الفساد الإداري والمالي والتخلف الرهيب مع فساد وعطب أداة إنقاذ المجتمع. وهي عقيدتهم وشريعة تحتاج جهدا لبنائها بما يدير مجتمعنا، ليس باللحية والخمار ومنع الغناء ولا الجزية على مواطنيك، فلا دولة بلا بناء أمة والأمة نسيج متنوع.. ليسير الناس كما هم أحرارا ثم ضخ لهم فكرا نقيا غير الفكر التاريخي والوعظ التقليدي الذي يجعل الدنيا عبئا وليس مسرح بناء؛ فيعرض الإسلام وكأنه مجموعة قوانين عقوبات وليس منهج حياة. وهذا واجب مراكز دراسات فكرية مبدعة ليست تقليدية أو نائمة في التاريخ ومستوردة لمشاكله كي تحيا على حساب إيمان وحياة الناس، فنجد النفاق والفساد تحت العباءة واللحية، سيبحث المواطن مع حريته ورفاهيته عن الحقيقة.. "فَسَتَذْكُرُونَ مَا أَقُولُ لَكُمْ ۚ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ (غافر: 44).

وللحديث بقية..

مقالات مشابهة

  • داليان جينتشو باي.. طموح صيني يعيد تشكيل مستقبل المطارات العالمية
  • الأضرار كبيرة.. اصطدام «حافلة بطائرة إسعاف» في مطار معيتيقة الدولي (فيديو)
  • مسافرة تُفاجئ موظفي الأمن في مطار لوس أنجلوس بحقيبتها المليئة بالأسلحة والمفرقعات
  • تجار فى سوق عطبرة يغلقون متاجرهم بسبب العملة .. تمديد فترة إستبدال العملة حتى الثلاثين من ديسمبر الجاري
  • للمرة الثانية.. مطار دمشق الدولي يعلن تمديد تعليق الرحلات الجوية
  • مطار هواري بومدين الدولي أكبر المطارات الإفريقية وأكثرها ازدحاما
  • الدكتورة ميادة سوار الذهب تكتب: لسنا مَن توصد الأبواب أمامهم
  • هجوم جوي يستهدف قاعدة حميميم بسوريا والقوات الروسية تستنفر
  • حادث مروري بالشمالية يودي بحياة وإصابة «7» أشخاص بينهم أفراد شرطة
  • سوريا ومحنة النموذج