بقلم: ماهر المهدي
القاهرة (زمان التركية) _لا يوجد من يتحكم في سنن الكون -سوى خالق الكون- ولن يوجد من يتحكم في نظام حياة البشر وفي حركتهم اليومية ولو استخدم ماله وثروته الضخمة التي تستطيع تغيير الأسواق وخلق أوضاع جديدة ربما بشكل فوري وتغيير أمور كثيرة تابعة إلا في لحظة ما فقط. فالتغيير اللحظي الواسع النطاق ممكن من الناحية النظرية على الأقل، ولكنه سيكون بالتأكيد بالغ التكلفة أيضًا بحيث قد يصعب الأقدام عليه ناهيك عن تكراره.
وهذه هي الفكرة الكامنة وراء نظام الاتصال والتبادل وتخزين المعاملات المعروف باسم بلوك تشان أو سلسلة الكتل، وسلسلة الكتل -كما يتضح من اسمها- تتشكل من تكوين كتل متعددة بشكل متتال -وفقًا لعدد المعاملات- حيث تتكون الكتلة الواحدة من عدد محدد من المعاملات. وبالوصول الى العدد المحدد لكل كتلة في البلوك تشان تبدأ السلسلة في تكوين بلوك جديد أو كتلة جديدة من المعاملات، بعد عملية فحص وسطية تعرف باسم إثبات العمل.
وتحتفظ الكتلة الجديدة أو البلوك الجديد بنسخة من المعاملات المحفوظة في البلوك السابق عليه في صيغة مصغرة مشفرة تسمى هاش أو بصمة البلوك التى تعرف البلوك وتعرف محتوياته – كما تعرف البصمة الانسان – بالإضافة إلى بيانات المعاملات الواردة على الكتلة الجديدة والبصمة الخاصة بالكتلة الجديدة ذاتها. وبالتالي، فإن العبث ببيانات كتلة ما في السلسلة أو ببصمة كتلة ما في السلسلة أو الهاش يفضح نفسه لأن البصمة تصبح مغايرة للكتلة التي يفترض أن تدل عليها أصلًا. وتختلف سلسلة الكتل عن بعضها باختلاف الغرض منها الذى يظهر في نوعية المحتوى المطلوب حفظه سواء معاملات مالية أو مستندات رقمية كالعقود والشهادات العلمية وغيرها. وهكذا، فإن البلوك تشان هي في الحقيقة عبارة عن سجل مفتوح للجميع دون سيطرة مركزية في يد فرد أو مجموعة أو دولة محددة، حيث يعتمد نظامها على التعامل المفرد من فرد إلى فرد بدون وسيط ما.
وكان الهدف الأول من البلوك تشان هو وضع خاتم زمني على المعاملات الإليكترونية، بحيث لا يمكن للغير الغش والتحريف في هذا التاريخ. ويقوم كل جهاز كمبيوتر أو تليفون من كافة الأجهزة الإليكترونية المتصلة بالشبكة والتي يعرف كل منها باسم نود أو عقدة بالتأكد من سلامة المعاملات إليه ثم حفظ نسخة من البلوك تشان -بصفة مستقلة عن بقية الأجهزة- دعمًا لأمن السلسلة وللشفافية المطلقة التي تميز البلوك تشان. وبذلك تصبح كافة الأجهزة المتصلة بالشبكة على علم بكافة المعاملات التي تمت، بحيث قد يكون من المستحيل الغش بالتعديل أو الحذف أو غير ذلك من طرق التحريف، لضخامة عدد الأجهزة بالشبكة وبالتالي استحالة الوصول إليها جميعًا أو إلى ما يزيد على نصف عددها لإعطاء الغش المراد أحداثه صورة شرعية.
Tags: البلوك تشانعملة البلوك تشانالمصدر: جريدة زمان التركية
إقرأ أيضاً:
أنا كتلة من العقد وأريد أن أحيا معافى إلى الأبد
أنا كتلة من العقد وأريد أن أحيا معافى إلى الأبد
سيدتي،حياك الله وأكرمك بالقدر الذي تكرمين به كل تائه مشتّت، وجعلك الله ذخرا بمنبرك هذا. فوالله لست أدري كيف كنت سأحيا إن لم أجد منبر قلوب حائرة صدرا يحتوي أهاتي وكل ما اشعر به..
سيدتي، أنا رجل مكلوم تائه لا أعرف أي طريق أسلكه، رجل لم ينل من الدنيا شيئا سوى الخيبات. المتكررة المتلاحقة التي رمت بي في غياهب الحيرة والحسرة. فبالرغم من أنني في ربيع العمر إلا أنني أحسّ بأنني هرم بسبب ما يحدث معي، فكل باب أطرقه لا أجد من ورائه من يجيبني ويبعث في قلبي الأمل والراحة. صحيح أنني اقتات من تجارة أمارسها، لكنّ جلّ ما أتوق إليه لا أبلغه من تقدم لخطبة فتاة أحببتها. ورغبة في توسيع تجارتي مع أناس معروفون بشطارتهم وحنكتهم في هذا المجال. وصولا إلى دائرة معارفي الذين أجدهم يتجهّمون في وجهي ويخيبون ظني. إن أنا إستأمنتهم على أسرار أو طبت منهم إسداء خدمة لي. لست بالإنسان المعقد سيدتي، كما أنني لست من النوع الذي يريد أن يحيا بفضل الناس أو شفقتهم. لكن على الأقل أريد أن أحسّ بأنني محاط بمن يمكنهم أن يكونوا عزوتي في هذه الدنيا. فكيف لي أن أتعافى من خيبات أمل تلاحقني في أناس لم يبقى لديهم طيب الإحساس؟
أخوكم م. رياض من الشرق الجزائري.
من الخطأ أن نعلق بعض تفاصيل فشلنا وسوء تقدير الغير لنا على مشجب أحاسيسنا الهشة والمتعبة. كما أنه ومن غير اللائق أن يظل الإنسان يحيا على وقع خيبات أمل. ينتظر منها ان تنتهي أو أن تختفي صدفة ومن دون أي مقدمات.
عليك أخي أن تتجلّد بمناعة تجعلك في غنى عن الأشخاص المحيطين بك واللذين لم يزيدوا حياتك سوى سلبية وإسوداد. عليك أن تمرّن قلبك على التعافي من دون أن يكون لأي كان الفضل عليك. صحيح أننا جميعا محتاجون إلى أناس نحيا معهم. على الحلوة والمرة، كما أننا في غاية التعطش لأن نجد من يشبهنا في تفاصيل حياتنا وميولنا وحتى أهدافنا. إلا أن ما هو متاح في زمننا هذا يجعل ظننا يخيب، كيف لا والعلاقات الإنسانية في تقهقر مستر.
تعلم أن تجعل من الخيبات سلّما ترتقي به وتصقل به شخصيتك، أنت في غنى عن طاقة سلبية مدمّرة. يرمي بها المحيطون بك حتى يثبطوا من عزيمتك ويقتلوا الطموح فيك. ولتتأكّد انه ما من خيبة وإنكسار إلا ويعقبها يوم جميل مشرق فيه من الخير الكثير.
كنت أنت المصيب في حياتك ولا تعط لمن يضمر لك شرا ثغرة يتسلل منها. وكن ممن يؤمنون بأن الإبتلاء أحيانا يكمن في أناس سامة، وأن الصبر والإعتزال راحة لا ندركها إلا بمرور الوقت
ردت:س بوزيدي
إضغط على الصورة لتحميل تطبيق النهار للإطلاع على كل الآخبار على البلاي ستور
إضغط على الصورة لتحميل تطبيق النهار للإطلاع على كل الآخبار على البلاي ستور