شبكة انباء العراق:
2024-12-24@16:04:11 GMT

الشهداء ليسوا بحاجة إلى ترحمكم

تاريخ النشر: 22nd, May 2024 GMT

 

بقلم: كمال فتاح حيدر ..

عاد سفهاء القوم مرة اخرى لتصعيد ثرثرتهم العقيمة حول جواز الترحم على الشهداء من عدمه، وعادوا من جديد إلى وضع الجداول والمعادلات الرقمية للتفريق بين الذين يستحقون الرحمة وبين الذين لا يستحقونها. والغريب بالأمر ان الذين تجاهلوا الترحم على ارواح الشهداء في غزة وفي الضفة هم الذين يطلقون الفتاوى لتكفير الناس والتشكيك بإيمانهم.

.
ربما تذكرون كيف شنوا حملاتهم ضد الشهيدة شيرين ابو عاقلة. ثم افتوا بتحريم الترحم عليها رغم انهم يعلمون بمكانتها عند ربها. وقد عادوا الآن للتباحث من جديد فيما إذا كان يجوز الترحم على القادة الإيرانيين الذي قضوا في حادث سقوط الطائرة التي كانت تحمل الرئيس إبراهيم رئيسي ورفاقه ؟. .
قبل قليل كان الشيخ (عصام تليمة) وهو من جماعة الإخوان المسلمين او من المحسوبين عليهم. يحاول الإجابة على هذا السؤال حول جواز الترحم عليهم من عدمه. . في حقيقة الأمر أنا شخصيا كنت احسبه من المعتدلين، لكنني اكتشفت انه يتحدث مترددا، ولم تسعفه الكلمات في قطع نزاع القوم حول مسألة الترحم عليهم. وكان يجد صعوبة كبيرة في انتقاء المفردات لكي يعبّر عما يجول في عقله المجبول على التكفير. حيث لا توجد في دماغه او دماغ أمثاله خلية واحدة ناضجة تتفاعل مع التواد والتسامح والتلاحم. .
يذكرني هؤلاء وامثالهم بالصراع الذي كان يدور في بغداد بين الحنابلة والشافعيّة سنة 656 هجرية حول الجهر بالبسملة من عدمها في إمامة المصلين. فوصل الصراع بينهم في بعض الأحيان إلى التراشق بالأحذية. بينما كانت جيوش التتار تقترب بسرعة من عاصمة الخلافة العباسية، وما هي الا أيام حتى إجتاح التتار بلاد الرافدين بسهولها وجبالها، واختفت بعدها البسملة سراً وجهراً. اما الآن فقد عاد هؤلاء إلى تكرار المأساة نفسها ولكن بطريقة أخرى. ولسان حالهم يقول: هل نترحم على شهداء المقاومة في غزة أم لا نترحم عليهم لأنهم اختاروا الجهاد بقذائف الهاون ولم يجاهدوا بالسنن نزولا عند رغبات الطرطور (هشام البيلي) ؟. وهل يجوز الترحم على شهداء اليمن وشهداء لبنان وشهداء العراق وشهداء ايران ؟. أم لا نترحم عليهم نزولا عند رغبات الفصّوع إيلي كوهين وبن غفير وتابعه سموتريتش ؟. .
من عجائب هذه الأمة انها تعرف تأشيرات الدخول إلى الجنة، ولا تعرف تأشيرات الوقوع في دهاليز الجهل والتخلف. أمة تعرف كل شيء عن ما بعد الموت، ولا تعرف شيئا عن الحياة الكريمة. .
الرحمة لكل الشهداء الذين ضحوا باموالهم وأنفسهم في مقاومة الباطل، ومن اجل قول كلمة الحق. والخزي والعار للانذال والأراذل. .

د. كمال فتاح حيدر

المصدر: شبكة انباء العراق

كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة تظاهرات ايران رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات

إقرأ أيضاً:

السوداني: العراق بحاجة لتنويع مصادر التسليح

السوداني: العراق بحاجة لتنويع مصادر التسليح

مقالات مشابهة

  • الرئيس تبون: نحن على علم ببقايا العصابة الذين يهددون الولاة والمسؤولين المحليين
  • التعليم تعلن عدد الطلبة الذين استُشهدوا في قطاع غزة منذ بداية العدوان
  • تعرف على الاشخاص الذين رافقوا بشار الأسد برحلته تحت الأرض للفرار من سوريا
  • ليسوا أرقاما بل حياة.. الأونروا: طفل يُقتل كل ساعة في غزة
  • السوداني: العراق بحاجة لتنويع مصادر التسليح
  • كتيبة جنين: السلطة تحتجز 237 من عسكرييها الذين رفضوا المشاركة ضد المقاومين
  • برلمانية الوفد: "واهم" من يتخيل أن الدولة ومجلس الشيوخ ليسوا حريصون على مصلحة الطبيب
  • برلمانية الوفد: واهم من يتخيل أن الدولة ومجلس الشيوخ ليسوا حريصون على مصلحة الطبيب
  • كم عدد المليارديرات الذين يعيشون في إسطنبول؟
  • من هم الرجال الستة الذين يظهرون قبل نهاية العالم؟