الشهداء ليسوا بحاجة إلى ترحمكم
تاريخ النشر: 22nd, May 2024 GMT
بقلم: كمال فتاح حيدر ..
عاد سفهاء القوم مرة اخرى لتصعيد ثرثرتهم العقيمة حول جواز الترحم على الشهداء من عدمه، وعادوا من جديد إلى وضع الجداول والمعادلات الرقمية للتفريق بين الذين يستحقون الرحمة وبين الذين لا يستحقونها. والغريب بالأمر ان الذين تجاهلوا الترحم على ارواح الشهداء في غزة وفي الضفة هم الذين يطلقون الفتاوى لتكفير الناس والتشكيك بإيمانهم.
ربما تذكرون كيف شنوا حملاتهم ضد الشهيدة شيرين ابو عاقلة. ثم افتوا بتحريم الترحم عليها رغم انهم يعلمون بمكانتها عند ربها. وقد عادوا الآن للتباحث من جديد فيما إذا كان يجوز الترحم على القادة الإيرانيين الذي قضوا في حادث سقوط الطائرة التي كانت تحمل الرئيس إبراهيم رئيسي ورفاقه ؟. .
قبل قليل كان الشيخ (عصام تليمة) وهو من جماعة الإخوان المسلمين او من المحسوبين عليهم. يحاول الإجابة على هذا السؤال حول جواز الترحم عليهم من عدمه. . في حقيقة الأمر أنا شخصيا كنت احسبه من المعتدلين، لكنني اكتشفت انه يتحدث مترددا، ولم تسعفه الكلمات في قطع نزاع القوم حول مسألة الترحم عليهم. وكان يجد صعوبة كبيرة في انتقاء المفردات لكي يعبّر عما يجول في عقله المجبول على التكفير. حيث لا توجد في دماغه او دماغ أمثاله خلية واحدة ناضجة تتفاعل مع التواد والتسامح والتلاحم. .
يذكرني هؤلاء وامثالهم بالصراع الذي كان يدور في بغداد بين الحنابلة والشافعيّة سنة 656 هجرية حول الجهر بالبسملة من عدمها في إمامة المصلين. فوصل الصراع بينهم في بعض الأحيان إلى التراشق بالأحذية. بينما كانت جيوش التتار تقترب بسرعة من عاصمة الخلافة العباسية، وما هي الا أيام حتى إجتاح التتار بلاد الرافدين بسهولها وجبالها، واختفت بعدها البسملة سراً وجهراً. اما الآن فقد عاد هؤلاء إلى تكرار المأساة نفسها ولكن بطريقة أخرى. ولسان حالهم يقول: هل نترحم على شهداء المقاومة في غزة أم لا نترحم عليهم لأنهم اختاروا الجهاد بقذائف الهاون ولم يجاهدوا بالسنن نزولا عند رغبات الطرطور (هشام البيلي) ؟. وهل يجوز الترحم على شهداء اليمن وشهداء لبنان وشهداء العراق وشهداء ايران ؟. أم لا نترحم عليهم نزولا عند رغبات الفصّوع إيلي كوهين وبن غفير وتابعه سموتريتش ؟. .
من عجائب هذه الأمة انها تعرف تأشيرات الدخول إلى الجنة، ولا تعرف تأشيرات الوقوع في دهاليز الجهل والتخلف. أمة تعرف كل شيء عن ما بعد الموت، ولا تعرف شيئا عن الحياة الكريمة. .
الرحمة لكل الشهداء الذين ضحوا باموالهم وأنفسهم في مقاومة الباطل، ومن اجل قول كلمة الحق. والخزي والعار للانذال والأراذل. . د. كمال فتاح حيدر
المصدر: شبكة انباء العراق
كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة تظاهرات ايران رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات
إقرأ أيضاً:
بدء عملية إعادة جثامين الروس الذين لقوا حتفهم جراء حادث غرق الغواصة السياحية في الغردقة
مصر – أعلن القنصل العام الروسي في الغردقة فيكتور فوروبايف، بدء عملية إعادة جثامين المواطنين الروس الذين لقوا حتفهم في حادث الغواصة السياحية، مشيرا إلى أن الإجراءات قد تستغرق وقتا.
وقال فوروبايف، في تصريح للصحافيين: “بدأت العملية، لكن لا يزال يتعين استكمال الإجراءات في وزارة الخارجية المصرية، وهو ما قد يستغرق بضعة أيام”.
وأضاف: “إذا كان يوم غد 30 مارس يوم عمل في مصر، فمن المتوقع إنجاز جميع الوثائق قريبا، وإلا فقد تتأخر العملية حتى نهاية عيد الفطر، أي حتى 3 أبريل”.
وفي سياق متصل، أوعز رئيس لجنة التحقيق في روسيا ألكسندر باستريكين، إلى رئيس إدارة التحقيقات الإقليمية الغربية للنقل بافل فيمنتس، بتقديم تقرير عن سير التحقيق الجنائي وملابسات الحادث المُثْبتة.
إلى ذلك، فتحت السلطات الروسية قضية جنائية بشأن حادثة غرق الغواصة السياحية ومقتل 6 مواطنين روس، حيث عدتها جريمة بموجب الجزء 3 من المادة 263 من القانون الجنائي لروسيا الخاص بـ(انتهاك قواعد سلامة حركة وتشغيل وسائل النقل المائية والذي أدى إلى وفاة أكثر من شخصين بسبب الإهمال).
وكانت القنصلية الروسية في مصر، قد صرحت في وقت سابق بأنه “في يوم 27 مارس حوالي الساعة 10:00 صباحا وعلى مسافة كيلومتر واحد من الشاطئ، تعرضت الغواصة الترفيهية “سندباد” التابعة للفندق الذي يحمل نفس الاسم، للغرق فيما كانت تقوم برحلة غوص بمنطقة الشِعاب المرجانية”.
المصدر: تاس + RT