شبكة انباء العراق:
2024-06-30@02:18:16 GMT

الشهداء ليسوا بحاجة إلى ترحمكم

تاريخ النشر: 22nd, May 2024 GMT

 

بقلم: كمال فتاح حيدر ..

عاد سفهاء القوم مرة اخرى لتصعيد ثرثرتهم العقيمة حول جواز الترحم على الشهداء من عدمه، وعادوا من جديد إلى وضع الجداول والمعادلات الرقمية للتفريق بين الذين يستحقون الرحمة وبين الذين لا يستحقونها. والغريب بالأمر ان الذين تجاهلوا الترحم على ارواح الشهداء في غزة وفي الضفة هم الذين يطلقون الفتاوى لتكفير الناس والتشكيك بإيمانهم.

.
ربما تذكرون كيف شنوا حملاتهم ضد الشهيدة شيرين ابو عاقلة. ثم افتوا بتحريم الترحم عليها رغم انهم يعلمون بمكانتها عند ربها. وقد عادوا الآن للتباحث من جديد فيما إذا كان يجوز الترحم على القادة الإيرانيين الذي قضوا في حادث سقوط الطائرة التي كانت تحمل الرئيس إبراهيم رئيسي ورفاقه ؟. .
قبل قليل كان الشيخ (عصام تليمة) وهو من جماعة الإخوان المسلمين او من المحسوبين عليهم. يحاول الإجابة على هذا السؤال حول جواز الترحم عليهم من عدمه. . في حقيقة الأمر أنا شخصيا كنت احسبه من المعتدلين، لكنني اكتشفت انه يتحدث مترددا، ولم تسعفه الكلمات في قطع نزاع القوم حول مسألة الترحم عليهم. وكان يجد صعوبة كبيرة في انتقاء المفردات لكي يعبّر عما يجول في عقله المجبول على التكفير. حيث لا توجد في دماغه او دماغ أمثاله خلية واحدة ناضجة تتفاعل مع التواد والتسامح والتلاحم. .
يذكرني هؤلاء وامثالهم بالصراع الذي كان يدور في بغداد بين الحنابلة والشافعيّة سنة 656 هجرية حول الجهر بالبسملة من عدمها في إمامة المصلين. فوصل الصراع بينهم في بعض الأحيان إلى التراشق بالأحذية. بينما كانت جيوش التتار تقترب بسرعة من عاصمة الخلافة العباسية، وما هي الا أيام حتى إجتاح التتار بلاد الرافدين بسهولها وجبالها، واختفت بعدها البسملة سراً وجهراً. اما الآن فقد عاد هؤلاء إلى تكرار المأساة نفسها ولكن بطريقة أخرى. ولسان حالهم يقول: هل نترحم على شهداء المقاومة في غزة أم لا نترحم عليهم لأنهم اختاروا الجهاد بقذائف الهاون ولم يجاهدوا بالسنن نزولا عند رغبات الطرطور (هشام البيلي) ؟. وهل يجوز الترحم على شهداء اليمن وشهداء لبنان وشهداء العراق وشهداء ايران ؟. أم لا نترحم عليهم نزولا عند رغبات الفصّوع إيلي كوهين وبن غفير وتابعه سموتريتش ؟. .
من عجائب هذه الأمة انها تعرف تأشيرات الدخول إلى الجنة، ولا تعرف تأشيرات الوقوع في دهاليز الجهل والتخلف. أمة تعرف كل شيء عن ما بعد الموت، ولا تعرف شيئا عن الحياة الكريمة. .
الرحمة لكل الشهداء الذين ضحوا باموالهم وأنفسهم في مقاومة الباطل، ومن اجل قول كلمة الحق. والخزي والعار للانذال والأراذل. .

د. كمال فتاح حيدر

المصدر: شبكة انباء العراق

كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة تظاهرات ايران رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات

إقرأ أيضاً:

تأملات قرآنية

#تأملات_قرآنية د. #هاشم_غرايبه

يقول تعالى في الآية 13 من سورة الممتحنة: “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَوَلَّوْا قَوْمًا غَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ قَدْ يَئِسُوا مِنَ الآخِرَةِ كَمَا يَئِسَ الْكُفَّارُ مِنْ أَصْحَابِ الْقُبُورِ”.
هذه السورة من السور المدنية، ونزلت بعد سورة الأحزاب، ومعروف أن سورة الأحزاب نزلت بعد معركة الخندق، التي كانت آخر معركة تهددت الدولة الإسلامية وجوديا، بعدها كانت كل المعارك فتوحات ونشر دعوة.
من هنا لا أتفق مع ما ذهب اليه المفسرون القدامى من السلف الصالح في تأويل سبب نزولها أنه متعلق بأحداث ذلك الزمان فقط، فمنهم من قال أنها نزلت في أسماء بنت أبي بكر حينما زارتها أمها المشركة في قوله تعالى في الآية الثامنة منها: “لا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ”، ومنهم من قال أنها نزلت في “حاطب بنت بلتعة” حينما راسل مشركي مكة يخبرهم أن المسلمين يعدون العدة لمهاجمة مكة.
لقد كان توجه أولئك المفسرين الى التأويل أكثر مما هو التفسير، إذ كان المسلمون آنذاك قريبي العهد من الفصاحة فلا يحتاجون لتفسير المفردات، وما احتاجوا لذلك إلا بعد أن انتشرت الدعوة ووصلت أقطارا حضرية ابتعدوا زمنا ومكانا عن موطن الفصاحة التي اختص بها أعراب الجزيرة.
كما أنهم اعتقادهم أن القرآن نزل لقريش ولزمن الدعوة، دفعهم لتأويل كل آياته بما يتوافق مع أحداث زمن الدعوة، لكن تبين لعلماء التفسير في الأزمان المتأخرة، أنه صحيح أن هنالك آيات عالجت حالة راهنة، لكنها جاءت بصيغة تبين إمكانية حدوثها فيما بعد، مثل الآية التي نزلت في المخلفين، والآيات التي نزلت في فرعون وقومه، هي حالة تاريخية انقضت، لكنها قد تتكرر مرات بصورة أو بأخرى، لذلك أغفل ذكر اسم الفرعون المعني ،لكي تنطبق على حالات قادمة، وحتى حادثة الإفك التي لن تتكرر مرة أخرى، فقد ضمنها تعالى في سورة النور التي فرضها لتعالج حالة الزنا ومتعلقاته ، ابتدأها بعقوبة الزنا ثم اتبعها بعقوبة الاتهام به زورا، وذلك ليبين أن ذلك عند الله عظيم، لأن أثر نشر إشاعة الفواحش في تدمير المجتمعات لا يقل خطرا عن الفواحش ذاتها، لذلك قدر تعالى حادثة الإفك أصلا، وابتلى بها أحب الناس إليه وأعظمهم قدرا بين الناس، للتنبيه لمدى خطورة هذه المسألة.
لقد ذهب اهل التأويل الى القول بأن القوم الذي غضب الله عليهم هم المشركون، رغم أنه تعالى لم يلحق هذه الصفة في كتابه العزيز الا باليهود وهم الطائفة الضالة من بني اسرائيل الذين عتوا عن أمر ربهم، فوصفهم في سورة الفاتحة بالمغضوب عليهم، وبنص صريح: “فَبَاءُوا بِغَضَبٍ عَلَى غَضَبٍ” [البقرة:90].
أما اليهود في ذلك الزمان فكانوا مستضعفين منذ قرون، بعد أن حكم الله عليهم بالذلة والشتات في الأرض، فلم يكونوا يشكلون أية قوة، ولا مطمع في موالاتهم، بل كانت قريش صاحبة القوة والمنعة عسكريا، والازدهار اقتصاديا، فكانت موالاتها والتقرب منها مكسبا، لذلك اعتقدوا ان من حذر تعالى من موالاتهم ومحالفتهم هم المشركون.
لكن لا شك أن الله يعلم متقلب الأمور وما سيحدث مستقبلا، فهؤلاء الذين كانوا أذلة مستضعفين، تمكنوا بحبل من الناس (قوى الاستعمار الأوروبي) أن يعلوا في الأرض ثانية، فأصبحوا هم من يستضعفون المسلمين ويسومونهم العذاب، بل ويفرضون على قادتهم الاستسلام لأوامرهم والرضوخ لإملاءاتهم.
لذلك فتأويل هذه الآية موقوت بهذا الزمان، حينما يتسابق حكام المسلمين الى موالاة هؤلاء الملعونين والمغضوب عليهم، خشية أن تصيبهم دائرة من أولي القوة والبطش (أمريكا).
لذلك جاء أمر الله حازما واضحا باستخدام لا الناهية، فالمؤمن مطيع لله، ومن يخالف أمره سيحل عليه غضبه، وعليه فمن يوالي الكيان اللقيط بالتطبيع معه والتعاون في أي مجال فهو مخالف لأمر الله، والأشد منه عصيانا هو من يتحالف مع هذا الكيان عسكريا أو ينسق أمنيا بحجة مجابهة خطر الإسلام الجهادي (الذي يصمونه زورا بالإرهاب).
من يفعل ذلك سيلقى جزاءه من ربه في الدنيا والآخرة، لكن الأخسرين أعمالا هم عابدون طائعون لكنهم يؤيدون أعمال هؤلاء أويبررونها، فسوف يقدمون ربهم يوم القيامة ليجدوا ان كل عباداتهم وأعمالهم هباء منثورا.

مقالات مشابهة

  • الجنايات تقضى بالمشدد 10 سنوات لمتهم بـأحداث أبو النمرس
  • أكثر من 10.460 مبنى في بيروت بحاجة الى تدخل فوري!
  • كولر غاضبًا: لاعبو الأهلي ليسوا ماكينات ليخوضوا مباراة كل 48 ساعة
  • كولر: لا يوجد فريق العالم يلعب 20 مباراة في شهرين.. اللاعبين ليسوا ماكينات
  •  الأونروا: سكان غزة بحاجة ماسة إلى الرعاية الصحية
  • الأونروا: سكان غزة بحاجة ماسة إلى الرعاية الصحية
  • «الصحة العالمية»: أكثر من 10 آلاف مريض في غزة بحاجة إلى الرعاية الطبية
  • تأملات قرآنية
  • فوائد القهوة على صحة الدماغ.. تعرف عليها
  • امين سر الفاتيكان ينهي جولته: المسيحيون تقع عليهم مسؤولية إنتخاب الرئيس لكن بالطبع هم ليسوا وحدهم