تطبيق خطير أهلك الفنادق في لبنان.. وسمح للعملاء بالاستقرار دون رقابة!
تاريخ النشر: 22nd, May 2024 GMT
من الحرب، وصولاً إلى الأوضاع الاقتصادية الصعبة، وانتهاءً بالتكنولوجيا، يواجه قطاع الفنادق في لبنان واحدة من أسوأ الأزمات التي مرّت عليه، إذ لا يزال منذ انتهاء الموسم الصيفي وتحديدًا منذ تشرين الأوّل الماضي يحاول تغطية الخسائر التي ازدادت مع موسم الأعياد، بالاضافة إلى موسم السياحة الشتوي، الذي تلقى أقسى ضربة من خلاله، حيث دفع بالعديد من الفنادق إلى الاستغناء عن العمال، بالاضافة إلى إغلاق العديد من الأقسام بداعي النفقات التي لا يمكن تغطيتها، حتى وصلت الأزمة خلال الأشهر الأربعة الماضية إلى ذروتها، مع وصول نسبة الإشغال إلى 5% فقط.
ومن الأمن والوضع السيء إلى التكنولوجيا التي دخلت على خط القطاع، برز في الآونة الأخيرة تطبيق خطير، يسمح بتأجير بيوت وشقق معروضة للإيجار للسياح الذين يأتون إلى لبنان، ويفضلون الإستقرار في بيوت مستقلة بدل الذهاب إلى الفنادق، وهو ما يُعرف بتطبيق "Airbnb". فهذا التطبيق تكمن خطورته بأنّه يسمح لأي كان باستئجار المنزل من دون الكشف عن هوية الشخص، لا بل حتى من دون التواصل مع صاحب المنزل.
فعلى سبيل المثال، يستطيع شخص يتواجد في أميركا عرض منزله الذي يملكه في لبنان للإيجار مقابل بدل معين.. يتفق المالك مع الزبون وعلى أساسه يتم تسليمه المنزل من دون أن يتم التعرف على المستأجر، ولا طلب هويته، ولا القيام بأي عقد لازم، إذ إن الأمور كلّها تتم عبر التطبيق، حيث يحدد المستأجر المدة التي يريد أن يستأجر خلالها المنزل، ويدفع الأموال مباشرة على التطبيق.
وللعلم، فإنّ أغلب هذه المنازل والتي قارب عددها الـ10 آلاف وحدة سكنية حسب أرقام غير رسمية حصل عليها "لبنان24" باتت مجهزة بتكنولوجيا كاملة، أي أن المالك يفتح باب المنزل من أميركا ويغلقه وقت ما يشاء من خلال التطبيق، من دون الحاجة إلى توظيف أي شخص لفتح المنزل وإغلاقه، أو تسليم وتسلّم المفاتيح، وهذا الأمر يطرح نقطتين أساسيتين:
أولا، إن كافة الأعمال الإقتصادية التي تتم عبر هذه التطبيقات لا يستفيد منها لبنان بشيء، إذ إنّ أصحاب هذه المنازل غالبًا ما يكونون خارج لبنان، وبالتالي، فإن الأموال لا يتم الإستفادة منها فعليا داخل الأراضي اللبنانية، على عكس الفنادق، التي تتحمل ضرائب سنوية يتم دفعها بشكل دائم.
ثانيًا، وهو الأمر الأخطر، فإن هذه التطبيقات سمحت لأي كان يتواجد على الأراضي اللبنانية من الإستقرار، وبأسعار تصل إلى أقل من النصف داخل هذه البيوت، من دون أن يتم سؤال الشخص مَن أنت ومِن أين أتيت وما هي أهداف الزيارة، طالما أن لا علاقة مباشرة بين صاحب المنزل والمستأجر.
ومن أخطر الأمثلة على ذلك، هو لجوء العملاء الذين يتواجدون داخل لبنان إلى هذه المنازل، إذ يرون بأنّ هكذا أماكن تعتبر فرصة استثنائية لأخذ راحتهم بالاستقرار، على عكس الفنادق، التي تعلم الجهات الأمنية بشكل دوري بهوية نزلائها.
وأقرب مثل على ذلك، هي قضية الصراف محمد سرور الأخيرة، إذ يؤكّد مصدر أمني لـ"لبنان24" أن الفيلا التي وقعت فيها الجريمة تم استئجارها عن طريق تطبيق "Airbnb"، وذلك من خلال حساب مصرفي موجود خارج لبنان.. وفعليًا فإنّ الهوية التي تم استئجار المنزل من خلالها كانت مزوّرة؛ بمعنى آخر، إنّ جميع المعلومات المتعلقة بالعصابة التي تم تسجيلها عبر التطبيق لأجل استئجار الفيلا هي غير صحيحة أبدًا.
وبالعودة إلى عام 2018، تاريخ تمكن جهاز قوى الأمن الداخلي من كشف مخطط للموساد كان يهدف من خلاله إلى قتل القيادي في حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، محمد حمدان، في صيدا، آنذاك حاول عميل تابع للموساد، وهو إسرائيلي من أصل عراقيّ كرديّ يحمل الجنسيتين العراقية والسويدية أن ينفذ جريمته، بالتعاون مع ضابطين تابعين للموساد، دخلا لبنان عن طريق جواز سفر عراقي. وحسب المعلومات الأمنية، فإن العنصرين تمكنامن الحصول على منزلين للإيجار عن طريق تطبيق "Airbnb"، الأول كان قريبًا من المرفأ أما الثاني كان مركزه في الأشرفية.
وبالتالي، فإنّ جميع هذه الجرائم، التي كان نجمها الأبرز العملاء، تمكنوا من الإستفادة من التطبيق من دون أن يتم الإستفسار عن هويتهم أو من هم، وهذا ما أعطاهم دافعًا لأجل تنفيذ جرائمهم بشكل سلس طالما أنّهم قد اختفوا عن الأنظار.
أما على صعيد عمل الفنادق، فقد حذّر رئيس اتحاد النّقابات السّياحيّة في لبنان نقيب أصحاب الفنادق بيار الأشقر من خطورة قطاع "Airbnb" الذي بات يتواجد بكثرة في لبنان.
وأوضح الأشقر خلال اتصال عبر "لبنان24" بأن هذا القطاع لا يدفع أي ضريبة على الإطلاق، بالاضافة إلى أنّه لا يوظّف أي شخص إذ إن العلاقة تتم بشكل غير مباشر، إلكترونيا، بين العميل وصاحب المنزل، وهذا ما يدفع بأصحاب الإستثمارات هذه بتخفيض أسعارهم لتكون منافسة وبشكل قوي للفنادق، ما يؤثر على عملية استقطاب النزلاء.
ويحذّر الأشقر بشكل أساسي من الشق الأمني الذي قد تكون نتائجه خطيرة، إذ إن هذا القطاع غير ملزم بالقيام بالتصريح لا للجهات الأمنية ولا للبلدية عن المستأجر، وذلك على عكس الفنادق والشقق المفروشة وبيوت الضيافة التي هي متصلة برابط مع الأمن العام، حيث يتم التصريح وبشكل مباشر عن أي نزيل يدخل إلى هذه الأماكن مع إرسال هوية هذا الشخص والباسبور الخاص به.
وفي هذا السياق دعا الأشقر عبر "لبنان24" إلى ضرورة أن يتم تنظيم هذا القطاع، خاصة على صعيد معرفة من هم الأشخاص الذين يستأجرون هذه المنازل، بالإضافة إلى ضرورة دفع المستثمرين الضرائب اللازمة، حيث أنّهم في الوقت الحالي يدفعون فقط ضريبة منزل عادي.
ولفت الأشقر إلى أن "هذا القطاع تمكن من النمو بشكل غير معقول خلال بضع سنوات حيث وصل اليوم إلى ما يقارب الـ10 آلاف غرفة، بمعدل 1000 غرفة جديدة كل سنة خلال العشر سنوات الماضية، على عكس قطاع الفنادق الذي يحاول تطوير نفسه وسط عمل مستمر، حيث وصل إلى حدّ اليوم إلى 30 ألف غرفة منذ عام 1900 تقريبًا، وهذا ما يطرح علامات استفهام كبيرة حول هذا النمط من العمل الذي خرق السوق". المصدر: خاص "لبنان 24"
المصدر: لبنان ٢٤
إقرأ أيضاً:
مدير منتجع سويسري للجزيرة نت: تجارب الرفاهية الحصرية هي سر الضيافة الفاخرة
تهدف الفنادق الفاخرة بشكل دائم إلى زيادة نطاق خدماتها الحصرية من خلال تنويع تجارب الرفاهية والمنتجعات الصحية وتعزيز عروض عملها مع الطهاة الحاصلين على نجوم ميشلان، فضلا عن الخصوصية وعدد الغرف المحدود والمواقع المميزة، بما في ذلك الجزر الخاصة.
وجنبا إلى جنب الخدمات ومستويات الراحة والرفاهية العالية الجودة، والمرافق المسؤولة بيئيا والمستدامة، تمنح كل هذه العوامل الفنادق الفاخرة إمكانية تحقيق أسعار للغرف تصل في المتوسط إلى نحو 3 آلاف دولار أو أكثر لليلة الواحدة.
وفي حديث خاص للجزيرة نت من مدينة لوسيرن السويسرية، تحدث كريس فرانزين المدير العام لمنتجع بيرغنستوك المملوك لشركة كتارا للضيافة -وهي أكبر مالك ومطور للفنادق في قطرـ عن أهم ما يميز مجال الضيافة الفاخرة، والركائز التي مكنت هذا القطاع من الحفاظ على مكانته المرموقة، ونجاحه الثابت رغم الأزمات والصعوبات.
منتجع بورغنستوك افتتح عام 1873 ويقع في مكان ساحر بإطلالة على محيطه وسط جبال الألب السويسرية (الجزيرة) تجارب الرفاهيةوتتمتع هذه الملاذات الفاخرة (الفنادق الفخمة) بقدرة استثنائية على نسج السحر خلال الفترة التي يقضيها ضيوفها، فهي تمتلك موهبة تحول الإقامة اليسيرة المتمثلة في قضاء ليلة في غرفة فندق ما إلى رحلة فريدة من نوعها، تترك للضيوف ذكريات تبقى لفترة طويلة حتى بعد مغادرة الفندق الفاخر.
ويرى فرانزين أن تعريف الضيافة الفاخرة تغير بمرور الوقت وأصبح لا يقتصر على الخدمة الجيدة فحسب، بل على التجارب الحصرية أيضا، قائلا: "هناك من سيفضل الاسترخاء أو مشاهدة فيلم، وهناك من سيرغب في الذهاب بطائرة مروحية لتناول الفوندو (طبق سويسري تقليدي) على قمة الجبل".
إعلانولتحديد تفضيلات ضيوف منشأته السياحية، تحدث فرانزين عن 3 نقاط رئيسية: "الأولى تتمثل في معرفة آراء الضيوف والأمور التي يودون القيام بها، والنقطة الثانية هي إجراء بحث مستمر في هذا القطاع، من خلال مشاهدة الأخبار أو قراء مجلات السفر وتتبع ما يفعله المنافسون. وأما الركيزة الثالثة فهي الابتكار وطرح أفكار جديدة مع فريق العمل".
منظر لبحيرة لوسيرن من منتجع بيرغنستوك وفي عمق الصورة توجد مدينة لوسيرن وهي وجهة سياحية مشهورة (الجزيرة)ولخلق تجارب لا تُنسى، تسعى الفنادق الفاخرة إلى تخصيص عروضها وفقا للتفضيلات الفريدة لكل ضيف، بدءا من ملاحظات الترحيب الشخصية وقائمة الوسائد لضمان ليلة نوم مثالية، إلى علاج "سبا" لتوفير أقصى درجات الراحة.
وبعد أن أمضى 25 عاما في إدارة فنادق بالعالم العربي، أوضح مدير منتجع بيرغنتسوك أن استضافة العائلات العربية في المنتجع الجبلي لا تشكل تحديا كبيرا، فإرضاؤها ليس بالأمر الصعب، إذ ترغب في معظم الأوقات بزيارة المزارع للتعرف عن قرب على تفاصيل الحياة البسيطة في الريف السويسري.
عوامل التميزومن لحظة دخول الردهة الفخمة إلى الأجنحة المجهزة وحتى الوداع الأخير، لا تدخر الفنادق الفاخرة جهدا لضمان تحقيق هدفها الذي يتجاوز حاجز توفير مكان للراحة، ويتمحور أساسا حول الاهتمام بأدق التفاصيل بمساعدة أمهر المصممين الخبراء والمهندسين المعماريين، الذين يرسمون عناصر الأناقة والراحة معا لإنتاج مساحات تغلف الضيوف في شرنقة من الرقي والدهشة.
منتجع بورغنستوك يضم 4 فنادق فاخرة وعددا من المرافق والمباني الأثرية (الجزيرة)كما لا يمكن لهذه المؤسسات السياحية الاستغناء عن الجانب البصري، إذ تساهم الثريات المتلألئة والأعمال الفنية والمفروشات الفخمة في نقل زوارها إلى عالم من الجمال والاكتشاف. كما يلعب الضوء والظل وألوان الديكور المختارة بعناية والسيمفونية الدقيقة للموسيقى في خلق لمسة من الأناقة والانسجام.
وبما أن المأكولات الشهية تعد جزءا لا يتجزأ من أي رحلة عمل أو ترفيه مع العائلة، تعتمد الضيافة الفاخرة على المطاعم الحائزة على نجمة ميشلان (من أشهر دليل لتصنيف المطاعم في العالم)، التي يديرها طهاة مشهورون، يستخدمون المكونات والنكهات المحلية لتقديم تحف فنية في كل طبق يتم إعداده لإغراء أنامل الضيوف، وترك انطباع دائم لديهم.
وفي هذا السياق، يقول فرانزين -في حديثه للجزيرة نت- إن الاستدامة قطعت شوطا طويلا في السنوات الأخيرة، انطلاقا من التخلص من البلاستيك ووصولا إلى الاعتماد على الأطعمة المنتجة محليا من المزارع القريبة، مثل الخبز والزبدة والجبن، بدلا من نقلها جوا من أماكن بعيدة جدا.
سويسرا توفر بيئة طبيعية مناسبة لازدهار السياحة الفاخرة التي تستقطب النخبة والأثرياء في العالم (الجزيرة)وأضاف فرانزين أن التكنولوجيا أثرت بطريقة إيجابية على قطاع الضيافة الفاخرة، لأنها تساعد على التواصل الفوري والمستمر مع الضيوف والحصول على معلومات منهم بشكل مسبق، مشيرا إلى أن جائحة فيروس كورونا مثلت عامل تغيير مهما في قطاع الفنادق الفخمة من حيث تعزيز التحول الرقمي.
إعلان مكانة قويةوعلى الرغم من الصعوبات التي يشهدها العالم بسبب الأزمات الاقتصادية والحروب، فإن الضيافة الفاخرة تمكنت من الحفاظ على مكانتها القوية في العالم.
وتنمو هذه الصناعة بشكل ملحوظ في سويسرا حيث تتنوع خيارات الإقامة، بين الفنادق والمنتجعات والشاليهات الخشبية، التي تلبي احتياجات المسافرين من رجال الأعمال والترفيه، مع التركيز على تقديم وسائل الراحة والخدمات عالية الجودة.
ووصلت إيرادات قطاع الفنادق في سوق السفر والسياحة في سويسرا إلى 3.4 مليارات دولار في 2024، ومن المتوقع أن تستمر في الزيادة بشكل مستمر بين عامي 2024 و2029 بمقدار 0.2 مليار دولار (6.25%)، وفق موقع "ستاتيستا" المتخصص في بيانات السوق والمستهلكين.
جانب من إحدى صالات السينما في المنتجع الذي يصنف ضمن أحسن الفنادق الفاخرة السويسرية (إدارة منتجع بورغنستوك)ويفيد بيان صحفي نشره المكتب الفدرالي السويسري للإحصاء بأن قطاع الفنادق في البلاد حقق رقما غير مسبوق في ليالي مبيت الزوار، إذ بلغ العدد 41 مليون ليلة مبيت خلال 2023، بزيادة قدرها 9.2% مقارنة بعام 2022.
وعالميا، قُدرت إيرادات سوق السفر والسياحة الفاخرة -التي تعتمد على إنفاق السياح المحليين والدوليين- بزهاء 1.4 تريليون دولار في 2023، مع توقعات بزيادة هذا الرقم بنسبة 23.4% في 2024 ليصل إلى نحو 1.7 تريليون دولار، وفق موقع ستاتيستا.
وفي هذا الصدد، يعتقد فرانزين أن هذا القطاع مرن للغاية بفضل الأشخاص الذين يسافرون بشكل مستمر؛ "يريد الناس دائما السفر وتجربة ورؤية أشياء جديدة، وهذا ما يبقي صناعتنا حية إلى الأبد. قد تختلف نسبة المسافرين من سنة إلى أخرى -وهذا أمر طبيعي- لكنني لست قلقا على الإطلاق" يقول فرانزين.
وتابع بالقول "كنت في الهند خلال فترة كورونا، وكان السفر ممنوعا آنذاك بموجب القانون، ولكن الفنادق في سويسرا كانت ممتلئة، لأنه سُمح بالسفر داخل البلاد، بما في ذلك منتجعنا لأنه يقع في قمة الجبل، حيث المناظر الطبيعية والهواء النقي".
إعلان