الجزيرة:
2025-03-16@17:30:41 GMT

اغتيال.. أم قضاء وقدر؟

تاريخ النشر: 22nd, May 2024 GMT

اغتيال.. أم قضاء وقدر؟

أثار مصرع الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي (64 سنة)، ووزير الخارجية حسين أمير عبد اللهيان (60 سنة)، وآخرين، في حادث سقوط المروحية التي تُقلهم، الكثيرَ من التساؤلات حول ما إذا كان الحادث مُدبرًا.. أم أنه قضاء وقدر؟. وما إذا كان اغتيالًا.. أم أن سوء الأحوال الجوية هو السبب؟. وإذا كان الحادث "اغتيالًا"، فمن هي الجهة التي دبّرته، ولماذا؟.

إن كان قضاءً وقدرًا، فماذا جرى بالضبط.. هل هو عطل فني مفاجئ أدى لسقوط الطائرة، وأودى بحياة ركابها؟.. أم إهمال في صيانة الطائرة؟.. أم أن الأحوال الجوية هي الجاني؟

 الجثامين أمام الطب الشرعي

"حتى الآن"، فوَفقًا للمصادر الإيرانية الرسمية، فالحادث، يرجع إلى سوء الأحوال الجوية، ما أدّى إلى هبوط صعب للطائرة بمنطقة جبلية، شديدة الوعورة في محافظة أذربيجان الشرقية، وتحطم الطائرة، وتعقيد عمليات البحث، لساعات طويلة، حتى تمكنت فرق الإنقاذ من انتشال الضحايا. وقد جرى الإعلان عن إحالة جثامين الرئيس، ووزير الخارجية، والمتوفين، إلى الطب الشرعي في مدينة تبريز عاصمة محافظة أذربيجان.

وهو إجراء مُهم، للوقوف على سبب الوفاة قطعيًا، ومن ثم يُسهم في تفسير لغز "الهبوط الصعب" للطائرة، وبالجملة أسباب الحادث، وملابساته، إن كان نتيجة قصف صاروخي أو انفجار داخلي أو ارتطام عنيف. رئيس أركان الجيش الإيراني محمد باقري، قرّر فتح تحقيق في أسباب الحادث، وكلف فريقًا فنيًا وعسكريًا، لتحديد أسباب سقوط المروحية، وأبعاد الحادث.

 اغتيالات سابقة

إسناد الحادث إلى "سوء حالة الطقس"، له ما يبرره، فليس من الصواب، التسرع، واستباق التحقيقات، والقفز إلى نتائج قد تثير مشكلات مع دول أخرى. لكن إن كان الأمر، متعلّقًا بالأحوال الجوية، فلماذا لم يتم إلغاء الرحلة، وتأجيل تدشين السد المشترك بين إيران ودولة أذربيجان.. رغم مخاطر الطقس السيئ على حركة الطّيران؟.. أم يكون ذلك إهمالًا، وسوء تقدير للعواقب؟

لا يمكن استبعاد مؤامرة على حياة الرئيس (إبراهيم رئيسي)، ووزير الخارجية عبد اللهيان، يدعم هذا الاحتمال، وقوع "عمليات استهداف" عديدة، داخل إيران، طالت خبراء نوويين إيرانيين.. أهمها، اغتيال العالم المُلقب بأبي البرنامج النووي الإيراني محسن فخري زاده (2020)، وآخرين، في أوقات سابقة.. مثل هذه العمليات لا يمكن تنفيذها دون تعاون عناصر داخليّة.

فقد يكون الحادث مُدبرًا، ومُنفذًا بتعاون المخابرات الأميركية، والموساد الإسرائيلي، وبأيادي عناصر مُجنّدة في الداخل – ربما – قصفًا بصاروخ، أو زرع عبوة ناسفة داخل "الطائرة"؛ لتنفجر أثناء طيرانها، أو تعطيل شيء ما، يدفع بالطائرة إلى السقوط الحتمي، لاحقًا. المُفترض، خضوع الطائرة لعمليات صيانة دقيقة، وشاملة وإجراءات تأمين صارمة، تسبق إقلاعها حاملة الرئيس ومرافقيه.. هل تمّت هذه الإجراءات للتأمين والصيانة على خير وجه؟.. لا يمكن القطع بإجابة.

 السياسات العليا ومؤسّسات راسخة

احتمال "اغتيال الرئيس ووزير الخارجية عبد اللهيان"، أميركيًّا وإسرائيليًّا، ليس تحيّزًا لنظرية "المؤامرة"، فذلك غير مستبعد لأسباب كثيرة جدًا، يصعُب حصرها هنا. رغم أن السياسات العليا، والخارجية الإيرانية، يتم رسمها بواسطة مؤسّسات راسخة البنيان – وتحت إشراف المرشد الأعلى للثورة الإسلامية الإمام علي خامنئي – فإنّ الثنائي: (الرئيس، وعبد اللهيان)، حقّقا إنجازات كثيرة، ضربت الخطط الأميركية للسيطرة، على المنطقة العربية، وتوظيف إمكاناتها لخدمة الكيان الصهيوني، والتحالف معه، ضد إيران.

هذه الخطط عملت عليها أميركا، لسنوات طويلة؛ ترويجًا لدولة الاحتلال باعتبارها صديقة "للعرب، والمسلمين"، وأن العدوّ الأكبر المشترك لهم، هو إيران (استثمارًا لبعد مذهبي، مُستهجن، لعبًا على وتر السنة، والشيعة)؛ بُغية إشعال حرب مع إيران يدفع العرب تكلفتها الكبرى نيابة عن الاحتلال.

ثنائي "الرئيس، والوزير"، دفع العلاقات الإيرانية مع روسيا، والصين إلى الأمام.. تعاونت إيران مع روسيا في حربها ضد أوكرانيا، وأمدتها بالمسيّرات، وربما أسلحة أخرى.

الثنائي.. وإفشال المخطط الأميركي

نجح الثنائي، في تصفير العديد من المشكلات مع الأنظمة العربية في الإقليم، فقد جرى خفض التصعيد مع المملكة العربية السعودية، بوساطة صينية، وتعديل مسار العداء إلى تعاون، أسفر عن وقف الحرب على اليمن. هذه الخطوة مع المملكة، أحبطت، وأفشلت المخطط الأميركي؛ لتسعير العداء بين العرب وإيران، لصالح إسرائيل. كما شهدت الفترة الأخيرة جهودًا إيرانية لتطبيع العلاقات مع مصر.

إبراهيم رئيسي الذي تولّى الرئاسة في أغسطس/ آب عام 2021.. ينتمي إلى "الجناح الديني المحافظ" في قمة هرم السلطة بإيران، وهو جناح "يُبادل"، الولايات المتحدة الأميركية" العداء. لكنه- ومعه عبد اللهيان-، تعاطى بمرونة معها، أسفرت عن صفقة تبادل رهائن، بين أميركا، و"إيران" بوساطة قطرية (سبتمبر/ أيلول عام 2023)، واستعادة ستة مليارات من الدولارات المجمّدة لدى أميركا.

 عبد اللهيان وطوفان الأقصى

كما انتقلت إيران في ظل رئاسته إلى العتبة النووية.. إن لم تكن تجاوزتها، لتمتلك سلاحًا نوويًا. رئيسي، والنظام السياسي الإيراني، لهما موقف أكثر عداء وتشددًا، تجاه إسرائيل، كما أنهما يدعمان القضية الفلسطينية، ويحتضنان حركات "المقاومة المسلحة" في المنطقة. وشهدت رئاسته أول، وأعنف هجوم ضخم بالصواريخ، والمُسيرات على "إسرائيل"، في الشهر الماضي (أبريل/نيسان).. ردًا على قصف الأخيرة القنصلية الإيرانية في دمشق، ليتهاوى ما بقي من أكذوبة الردع الإسرائيلية، التي أسقطها "طوفان الأقصى".

عبد اللهيان، دبلوماسي بارع، ونشط.. استحوذ بالتزامن مع "الطوفان"، على شعبية جارفة لدى الجماهير العربية والإسلامية على خلفية جولاته في المنطقة، وتصريحاته النارية ضد الكيان الصهيوني؛ رفضًا لعدوانه على غزة، واستنكارًا للتدخل الأميركي في المنطقة.

في ظل ما سبق من ملابسات وظروف، فليس مستبعدًا تورطُ أميركا وإسرائيل في اغتيال الرئيس والوزير.. إلا أن الوصول لحقيقة ما جرى لطائرة الرئيس الإيراني، قد يستغرق وقتًا طويلًا، فمثل هذه العمليات، مخابراتية مُعقدة، و"نظيفة"، بمعنى ألا تترك أثرًا أو دليلًا يشير إلى الفاعل. علينا الانتظار، فقد نعرف لاحقًا، إن كان سقوط الطائرة، ووفاة الرئيس ومرافقيه، حادثًا مُدبرًا، لاغتيالهم.. أم كان قضاءً وقدرًا.

الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب ولا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لقناة الجزيرة.

aj-logo

aj-logo

aj-logoمن نحناعرض المزيدمن نحنالأحكام والشروطسياسة الخصوصيةسياسة ملفات تعريف الارتباطتفضيلات ملفات تعريف الارتباطخريطة الموقعتواصل معنااعرض المزيدتواصل معنااحصل على المساعدةأعلن معنارابط بديلترددات البثبيانات صحفيةشبكتنااعرض المزيدمركز الجزيرة للدراساتمعهد الجزيرة للإعلامتعلم العربيةمركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسانقنواتنااعرض المزيدالجزيرة الإخباريةالجزيرة الإنجليزيالجزيرة مباشرالجزيرة الوثائقيةالجزيرة البلقانعربي AJ+

تابع الجزيرة نت على:

facebooktwitteryoutubeinstagram-colored-outlinersswhatsapptelegramtiktok-colored-outlineجميع الحقوق محفوظة © 2024 شبكة الجزيرة الاعلامية

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات ووزیر الخارجیة عبد اللهیان اغتیال ا إن کان

إقرأ أيضاً:

آخر حلقات مسلسل غرينلاند.. ترامب يقترح ضم الجزيرة إلى حلف الناتو

استقبل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) مارك روته في واشنطن وسط مخاوف بشأن موقفه من روسيا. وناقش الزعيمان مسألة غرينلاند، حيث دعا ترامب مرة أخرى إلى ضم الجزيرة لأسباب أمنية حسب قوله.

اعلان

وقد عُقد الاجتماع في نفس اليوم الذي وافق فيه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين من حيث المبدأ على المقترح الأمريكي بوقف إطلاق النار في حرب موسكو ضد أوكرانيا.

لم يعقد ترامب وروتي مؤتمراً صحفياً ولكنهما تحدثا مع الصحفيين في بداية اجتماعهما في المكتب البيضاوي. وقد سأل أحد المراسلين عن رؤية ترامب للضم المحتمل لغرينلاند.

وقد رد الرئيس الأمريكي بالقول: "أعتقد أن ذلك سيحدث". وأضاف وهو يشير بيده إلى روته: "أنا أجلس مع رجل قد يكون فعالاً للغاية". وأضاف: "كما تعلم يا مارك، إن هذا (ضم غرينلاند) من المهم جداً بالنسبة للأمن الدولي لأن هناك الكثير من اللاعبين المفضلين (ويقصد الخصوم) يتجولون حول الساحل، وعلينا أن نكون حذرين. سوف نتحدث معك عن هذا."

غرينلاند بين تحفظ روته وإصرار ترامب

وتدخّل روته أثناء خطاب ترامب قائلاً: "عندما يتعلق الأمر بغرينلاند، سواء انضمت إلى الولايات المتحدة أم لا، فأنا سأترك ذلك خارج هذا النقاش لأنني لا أريد أن أقحم حلف الناتو في هذه المسألة".

وتابع روته قائلاً إنه يوافق على مدى أهمية المنطقة.

"نحن نعلم أن الصينيين والروس أيضا يستخدمون هذا الطريق. ونحن نعلم أننا نفتقر إلى كاسحات الجليد. هناك سبع دول في القطب الشمالي في المنطقة تعمل بالفعل على هذا الأمر تحت قيادة الولايات المتحدة، وهذا أمر مهم للغاية ويجب أن نكون هناك".

Relatedفي مواجهة "طموحات ترامب".. غرينلاند تحظر التبرعات السياسية الأجنبية غرينلاند تفتح أبوابها للسياحة.. فهل تصبح وجهة المغامرات الجديدة؟استطلاع رأي يدحض مزاعم ترامب: 85% من سكان غرينلاند لا يرغبون في الانضمام إلى الولايات المتحدةالجدل حول شراء غرينلاند لم ينته بعد.. ورئيسة وزراء الدنمارك تؤكد مجددا: "أراضينا ليست للبيع"الذهب الأبيض يشعل الجدل في غرينلاندانتخابات غرينلاند: فوز مفاجئ للمعارضة اليمينية المؤيدة للاستقلال

وذكر ترامب أن الولايات المتحدة قد طلبت بالفعل 48 كاسحة جليد لهذا الغرض.

"لدى روسيا 40 كاسحة جليد. يجب أن يكون لدينا حماية. علينا أن نعقد صفقة بشأن ذلك. والدنمارك غير قادرة على القيام بذلك. الدنمارك بعيدة جداً وليس لديها حقاً ما تفعله.... لقد وصلوا إلى هناك منذ 200 عام أو شيء من هذا القبيل، ويقولون إن لديهم حقوقاً في ذلك. لا أعرف ما إذا كان ذلك صحيحًا؛ في الحقيقة، أنا لا أعتقد ذلك".

وذكّر الرئيس الأمريكي الحضور بأن لدى بلاده بالفعل العديد من القواعد والجنود في غرينلاند.

واختتم حديثه قائلاً: "ربما سترون المزيد والمزيد من الجنود يذهبون إلى هناك، لا أعرف".

ولطالما طالب الرئيس الأمريكي الدول الأوروبية بإنفاق المزيد من الأموال على أمنها الخاص، وعلى كلفة دعم أوكرانيا ضد الغزو الروسي الشامل لأراضيها.

Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية كيف ستؤثر الرسوم الجمركية على حياة مواطني الاتحاد الأوروبي؟ السعودية تشتري "بوكيمون جو": اهتمامٌ متزايد بعالم الترفيه أم "غسيلٌ رياضي"؟ اتفاق بين أرمينيا وأذربيجان على إنهاء النزاع المستمر منذ عقود حول ناغورني قره باغ مارك روتهدونالد ترامبغرينلاندحلف شمال الأطلسي- الناتوالدنمارك اعلاناخترنا لكيعرض الآنNext نعم ولكن.. بوتين يوافق على المقترح الأمريكي لوقف إطلاق النار لكن مع "فروق دقيقة" يعرض الآنNext اتفاق بين أرمينيا وأذربيجان على إنهاء النزاع المستمر منذ عقود حول ناغورني قره باغ يعرض الآنNext كيف ستؤثر الرسوم الجمركية على حياة مواطني الاتحاد الأوروبي؟ يعرض الآنNext الاتحاد الأوروبي يسابق الزمن لإقناع المجر بتجديد العقوبات ضد روسيا قبل انتهاء المهلة يعرض الآنNext عودة الأمل: الأطفال الفلسطينيون يعودون إلى المدارس بعد 15 شهرًا من الحرب اعلانالاكثر قراءة ترامب يثير الجدل بعد استخدامه مصطلح "فلسطيني" كإهانة لشومر الرئيس الألماني يزور أقدم مسجد بالبلاد ويشارك في إفطار رمضاني قصف إسرائيلي يستهدف مبنى سكنيا في مشروع دمر بالعاصمة السورية رغم مذكرة الاعتقال الدولية الصادرة بحقه.. المجر تستعد لاستقبال نتنياهو هل كان دونالد ترامب فعلا عميلا للمخابرات السوفياتية تحت اسم "كراسنوف"؟ اعلان

LoaderSearchابحث مفاتيح اليومدونالد ترامبسوريافلاديمير بوتينروسياإسرائيلالاتحاد الأوروبيالصراع الإسرائيلي الفلسطيني فولوديمير زيلينسكينابوليضحاياكحولالإسلامالموضوعاتأوروباالعالمالأعمالGreenNextالصحةالسفرالثقافةفيديوبرامجخدماتمباشرنشرة الأخبارالطقسآخر الأخبارتابعوناتطبيقاتتطبيقات التواصلWidgets & ServicesAfricanewsعرض المزيدAbout EuronewsCommercial ServicesTerms and ConditionsCookie Policyسياسة الخصوصيةContactWork at Euronewsتعديل خيارات ملفات الارتباطتابعوناالنشرة الإخباريةCopyright © euronews 2025

مقالات مشابهة

  • هل تعرض مظلوم عبدي لمحاولة اغتيال؟
  • عاجل| مراسل الجزيرة: الجيش يسيطر على أحياء الخرطوم 2 ونادي الأسرة
  • اغتيال.. هذا ما قيل في إسرائيل عن غارة ياطر في الجنوب
  • طريق البخور في العُلا .. شريان التجارة والتاريخ في الجزيرة العربية
  • الجزيرة ترافق جنودا نرويجيين خلال مناورات فايكينغ 2025
  • واشنطن تنشر فيديو اغتيال أبو خديجة.. وترامب: لاحقناه بلا هوادة
  • نجاة مظلوم عبدي من محاولة اغتيال في القامشلي
  • أنباء عن تعرض قائد قسد لمحاولة اغتيال فاشلة في القامشلي
  • آخر حلقات مسلسل غرينلاند.. ترامب يقترح ضم الجزيرة إلى حلف الناتو
  • حادثان دمويان في حرف سفيان.. اغتيال شيخ قبلي ومقتل شخصين في خلاف قبلي