الغضب يزيد من خطر الإصابة بالنوبات القلبية والسكتات الدماغية
تاريخ النشر: 22nd, May 2024 GMT
أظهرت دراسة جديدة أن الغضب - حتى لبضع دقائق فقط - يمكن أن يغير وظيفة الأوعية الدموية، مما قد يزيد من احتمالية الإصابة بالنوبات القلبية والسكتات الدماغية.
وأشارت أبحاث سابقة إلى أن النوبات القلبية يمكن أن تحدث بسبب تجارب عاطفية قوية. على سبيل المثال، وجدت إحدى الدراسات أن الأشخاص، خلال الساعة التي تسبق النوبة القلبية، كانوا أكثر عرضة للضعف أو الغضب العاطفي بمعدل يزيد عن الضعف الذي شعروا به خلال الفترة الزمنية نفسها من اليوم السابق.
وللتحقق من ذلك، قام داييتشي شيمبو في جامعة كولومبيا في نيويورك وزملاؤه مؤخرًا بدراسة تضمنت 280 شابًا بالغًا بدا أنهم بصحة جيدة وقاموا بتقسيمهم عشوائيًا إلى أربع مجموعات. تم تعريض كل مجموعة إلى مشاعر الغضب أو القلق أو الحزن لمدة 8 دقائق، أو طلب منهم العد تصاعديًا حتى ينقضي الوقت.
وطُلب من المتطوعين التفكير في أحداث سابقة جعلتهم يشعرون بالمشاعر المخصصة لهم بينما تم قياس جوانب مختلفة من صحتهم المتعلقة بالدورة الدموية.
وشمل ذلك أخذ عينات دم وقياس ضغط الدم وقدرة أوعيتهم الدموية على التوسع استجابة لإجراء قياسي يتم فيه تقييد تدفق الدم إلى الذراع ثم السماح له بالعودة. ويُعتقد أن قدرة التوسع هذه هي مقياس لصحة الأوعية الدموية، حيث يرتبط انخفاض قدرة التوسع باحتمالية أكبر للإصابة بالنوبات القلبية.
لم يصب أي من المتطوعين بنوبة قلبية أو سكتة دماغية خلال هذه العملية، ولكن لم يكن ذلك مفاجئًا. لكن الأشخاص الذين طُلب منهم التفكير والتحدث عن حدث حديث أثار غضبهم، انخفضت لديهم قدرة توسع الأوعية الدموية واستمر هذا الانخفاض لمدة 40 دقيقة تقريبًا.
ويشير هذا إلى أن المشاعر المكثفة يمكن أن تساهم في الإصابة بأحداث القلب لدى الأشخاص الذين يعانون بالفعل من ضعف في الصحة، كما يقول شيمبو.
وتتوافق تأثيرات الغضب على وظائف الأوعية الدموية مع الملاحظات التي تفيد بأن النوبات القلبية يبدو أنها تنتج أحيانًا عن مشاعر قوية، كما يقول أندرو ستيبتو من جامعة كوليدج لندن. ومع ذلك، فهو يقر بأنه ليس من السهل دائمًا على الناس التوقف عن الغضب. ويضيف: «إذا كان الناس يعانون من مشاكل جدية، فهناك تدخلات لإدارة الغضب، ولكن من الصعب جدًا تعديل بعض هذه المشاعر بشكل كامل».
خدمة تربيون عن مجلة «New Scientist»
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: الأوعیة الدمویة
إقرأ أيضاً:
“الدموية في نظام بشار الأسد: قراءة في ضوء علم النفس السياسي”
“الدموية في #نظام_بشار_الأسد: قراءة في ضوء #علم_النفس_السياسي”
بقلم الكاتبة #هبة_عمران
لطالما كان علم النفس السياسي أداة لفهم السلوكيات القمعية للأنظمة الدكتاتورية، ولا يمكن تجاوز شخصية بشار الأسد دون تحليلها ضمن هذا الإطار. فمنذ وصوله إلى السلطة، طبع الأسد نظامه بالدموية والعنف الممنهج، ما يثير تساؤلات حول العوامل النفسية والسياسية التي تغذي هذا السلوك.
الأسد: الشخصية السلطوية وآليات الدفاع النفسي
مقالات ذات صلةيظهر بشار الأسد كحاكم سلطوي، تتجذر في شخصيته ميول نرجسية واضحة. يحرص دائمًا على تصدير صورة الحاكم القوي الذي لا يتزعزع أمام الضغوط. لكن خلف هذه القشرة، يمكن رصد انعدام أمان داخلي مرتبط بعقدة الخوف من فقدان السيطرة، وهي سمة تتكرر في الشخصيات التي تصل إلى السلطة دون شرعية شعبية حقيقية.
وفقًا لعلم النفس السياسي، يميل القادة الذين يعانون من انعدام الثقة بالنفس إلى التعويض عن ذلك بالعنف المفرط لإخضاع الخصوم وبناء ولاء قائم على الخوف.
الدموية كوسيلة للبقاء في السلطة
يتجلى السلوك الدموي للأسد في السياسات التي تبناها خلال الثورة السورية، حيث اعتمد على القتل والتدمير كوسائل لإسكات المعارضة. هذا السلوك ليس مجرد استراتيجية سياسية باردة؛ بل هو انعكاس لتراكمات نفسية تتسم بالبارانويا والخوف المستمر من المؤامرات.
علم النفس السياسي يفسر هذا السلوك باعتباره وسيلة لحماية الذات من تهديدات حقيقية أو متخيلة، حيث يصبح العنف هو الحل الوحيد للتخلص من أي مقاومة محتملة.
الإرث الأسري وتأثير البيئة المحيطة
لا يمكن فهم شخصية الأسد دون الرجوع إلى إرث والده، حافظ الأسد، الذي أسس نظامًا قائمًا على الرعب والولاء الأعمى. بشار، الذي نشأ في هذا المناخ، تشرب أساليب الحكم القائمة على القوة المطلقة. هذه التنشئة انعكست في سلوكه، حيث يرى في القمع المفرط وسيلة “طبيعية” لضمان الاستقرار.
النتائج النفسية على المجتمع السوري
علم النفس السياسي لا يكتفي بتحليل شخصية الحاكم، بل يمتد إلى دراسة تأثير سلوكياته على شعبه. النظام الدموي للأسد خلق مجتمعًا مثقلًا بآثار الصدمة الجماعية، حيث يعيش السوريون في حالة من القلق المستمر، تفكك النسيج الاجتماعي، وتراكم الكراهية بين الطوائف.
خاتمة
من خلال قراءة دموية بشار الأسد في ضوء علم النفس السياسي، يتضح أن العنف الذي ينتهجه ليس مجرد أداة حكم، بل هو انعكاس لأزمة نفسية عميقة. سلوك الأسد يوضح كيف يمكن للجوانب النفسية لشخصية القائد أن تشكل مصير أمة بأكملها، محولة السلطة إلى مصدر رعب وعنف بدلًا من أن تكون أداة لخدمة الشعب.