أكدت صحيفة «الأهرام» أن ما فعلته المحكمة الجنائية الدولية حيال إسرائيل يعد خطوة تاريخية، وستكون له عواقب مهمة للغاية.

وأوضحت الصحيفة في افتتاحية عددها الصادر اليوم /الأربعاء/ تحت عنوان (مذكرة اعتقال)، أن هذه هي المرة الأولى التي تصدر فيها المحكمة أوامر تمس الحليف الوثيق للولايات المتحدة، بعد أن طلب كريم خان المدعي العام للمحكمة إصدار مذكرة اعتقال بحق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه يوآف جالانت بتهمة ارتكاب جرائم حرب.

وأشارت الصحيفة إلى أن المحكمة رأت أن هناك أسبابا وجيهة تدعو للاعتقاد بأن نتنياهو وجالانت يتحملان المسؤولية الجنائية عن جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية ضد الفلسطينيين، بما فيها التسبب في الإبادة، والتسبب في المجاعة، بعد أن تعمدت على مدى الشهور الماضية استخدام القوة المفرطة، للرد على هجمات المقاومة الفلسطينية في 7 أكتوبر 2023، بما في ذلك قتل المدنيين، والقتل العشوائي، وضرب المنشآت المدنية، والحصار والتجويع والتشريد، والتخطيط لتهجير ملايين البشر إلى مناطق أخرى، في انتهاك سافر لكل المواثيق الدولية والأعراف الإنسانية.

وأضافت "الأهرام" أنه بشكل عام فإن صدور مذكرة اعتقال بحق رئيس دولة أو رئيس وزراء أو أي وزير معناه «وصم» هذا الشخص بصفة «مجرم حرب»، ويصبح ملاحقا دوليا، ومعرضا للاعتقال في أي وقت، ليس هذا فحسب، ويصبح بقاؤه في منصبه عبئا على الدولة التي ينتمى إليها، وعلى من يتعامل معه من الدول الأخرى.

وأكدت الصحيفة أن ردود الفعل الغاضبة من جانب القادة الإسرائيليين إزاء هذه الخطوة التاريخية، تؤكد أن إسرائيل تلقت بالفعل ضربة سياسية قوية، إذ أصبحت تتحمل أمام المجتمع الدولي والإنسانية جمعاء مسؤولية جرائم الحرب التي ارتكبتها وما زالت ترتكبها في قطاع غزة، مهما علت أصوات المدافعين عن موقفها، ومهما كان حجم الدعم السياسي والعسكري والإعلامي الغربي لعملياتها في القطاع.

وشددت على أنه لا جدال أيضا في أن الخطوة التي اتخذتها مصر في وقت سابق من الشهر الحالي بإعلان تضامنها مع جنوب إفريقيا في خطوات مساءلة قادة إسرائيل قانونيا، كان لها دور كبير في تضييق الخناق على إسرائيل في المحكمة.

ونبهت الصحيفة إلى أن الخطوة المصرية كانت صادمة للجانب الإسرائيلي إلى درجة محاولة بعض المنصات الإعلامية العبرية الترويج أخيرا عن تراجع مصر عن الدعوى ضد إسرائيل، وهو ما نفته القاهرة بشكل قاطع في حينه، تأكيدا للدور المصري المخلص في الدفاع عن الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني.

وأكدت أنه سيكون من الضروري للغاية خلال الفترة المقبلة مواصلة هذا المشوار، بكل تفاصيله، مهما استغرق من وقت وجهد، لكي تصدر مذكرة الاعتقال ضد مجرم الحرب الإسرائيليين، التي ستكون أقوى من اعتراض أي دولة أو أي طرف، وستعنى بالضرورة انتهاء المستقبل السياسي لهؤلاء، وبالتالي، تجدد الأمل في إيقاف نزيف الدماء الفلسطيني، وإيجاد فرصة لاستئناف مسار السلام.

وقالت "الأهرام" في ختام افتتاحية عددها الصادر اليوم "يكفي ما عانته المنطقة من دمار وخراب".

اقرأ أيضاًمصطفى بكري مستنكرا قرار الجنائية الدولية: أين العدالة يا دعاة العدالة؟!

أستراليا تدعم الجنائية الدولية لإصدار مذكرات اعتقال بحق نتنياهو ووزير دفاعه وقادة حماس

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: القضية الفلسطينية جيش الاحتلال الجنائية الدولية الجيش الإسرائلي الجنائیة الدولیة

إقرأ أيضاً:

باحث بمركز الأهرام للدراسات: إسرائيل دمرت البنية التحتية لغزة بشكل شبه كامل

أكد محمد عزالعرب، الباحث بمركز الأهرام للدراسات، أن هناك مصلحة مشتركة لدى الطرفين، إسرائيل وحماس، لاستكمال اتفاق التهدئة، رغم الشكوك المتزايدة حول مدى التزام الجانب الإسرائيلي، موضحًا أن هذا الاتفاق يتم في سياق توازنات ضعف وليس توازنات قوة، حيث يعاني الطرفان من تداعيات الحرب المستمرة.

التداعيات على إسرائيل وحماس

وأشار خلال مداخلة ببرنامج «ثم ماذا حدث»، ويقدمه الإعلامي جمال عنايت، على قناة «القاهرة الإخبارية» إلى أن إسرائيل دمرت البنية التحتية لقطاع غزة بشكل شبه كامل، وفقًا للتقديرات الدولية، حيث تشير الأرقام إلى تضرر نحو 70 إلى 75% من إجمالي القطاع، كما استهدفت قيادات حماس من الصف الأول إلى الثالث، فيما تتحدث التقديرات الإسرائيلية عن استهداف أكثر من 20 ألف عنصر، بينهم شخصيات بارزة ذات أهمية رمزية.

ورغم ذلك، فإن الحرب لم تحقق أهدافها الأساسية بعد مرور أكثر من عام وثلاثة أشهر، مما يثير القلق داخل الجيش الإسرائيلي بشأن استمرارها دون حلول واضحة، كما أن الاقتصاد الإسرائيلي تأثر بشدة، لولا الدعم الأمريكي والغربي.

حماس والبعد الاستراتيجي في التفاوض

وأضاف عزالعرب أن حماس رغم الخسائر الفادحة، لا تزال الطرف الذي يتفاوض مع إسرائيل بشأن تبادل الأسرى، في مشهد تكتيكي يعكس استمرار الصراع السياسي والميداني، مشيرًا إلى رمزية بيت يحيى السنوار في عمليات التسليم، بالإضافة إلى اختيار توقيت محدد لتسليم الأسرى عبر الهلال الأحمر والصليب الأحمر، ما يعكس استمرارية المشهد التفاوضي.

مقالات مشابهة

  • «تقدم» تطالب بتوسيع ولاية «الجنائية الدولية» في السودان
  • برلمانية إيطالية: حكومة ميلوني أعادت “انجيم” لليبيا رغم مذكرة الجنائية الدولية
  • وكيل «عربية النواب»: البيان العربي المشترك خطوة تاريخية نحو تحقيق السلام الإقليمي
  • باحث بمركز الأهرام للدراسات: إسرائيل دمرت البنية التحتية لغزة بشكل شبه كامل
  • حزب الدعوة: نشيد بالجهود التي أسفرت عن اعتقال قاتل الشهيد محمد باقر الصدر
  • إندبندنت: سمعة الجنائية الدولية تتضرر بسبب الافتقار إلى المحاكمات
  • رويترز: المحكمة الجنائية الدولية تطالب إيطاليا بتفسير إعادة نجيم إلى ليبيا
  • مجموعة حقوقية تطالب بتوسيع اختصاص «الجنائية الدولية» في السودان
  • هدد بمقاضاة ترامب أمام الجنائية الدولية.. «مرتضى منصور» يرسل إنذارًا للسفارة الأمريكية
  • من داخل المحكمة.. كيف تدار المحاكمة الجنائية بمشروع القانون الجديد؟