مجد كم ألماز .. طبيب سوري قتل في سجون النظام
تاريخ النشر: 22nd, May 2024 GMT
مجد كم ألماز طبيب نفسي ولد عام 1958، تخرج في جامعات الولايات المتحدة الأميركية، وعمل معالجا نفسيا للمتضررين في الحروب والكوارث الطبيعية، لا سيما اللاجئين في لبنان، وأنشأ عدة مراكز دعم في المناطق المتضررة. دخل سوريا عام 2017، واعتُقل بعد 4 أيام من دخوله، وتوفي بعد 4 أشهر في السجون السورية تحت التعذيب، وأعلن عن وفاته في مايو/أيار 2024.
ولد مجد مروان كم ألماز في العاصمة السورية دمشق في السادس من يناير/كانون الثاني 1958، وقضى فيها طفولته. وحين بلغ 8 سنوات، انتقل مع عائلته إلى كاليفورنيا في الولايات المتحدة الأميركية للالتحاق بوالده الذي كان يكمل دراسته في هندسة الطيران هناك.
عاد في المرحلة الثانوية إلى دمشق، ثم انتقل مرة أخرى إلى الولايات المتحدة عام 1977 ليستقر فيها مع عائلته.
عُرف منذ صغره بحبه للخير ومساعدة الآخرين، وفق ما تقول عنه عائلته.
تزوج مجد عام 1982، ورُزق بولدين وبنتين.
التكوين العلميبدأ مجد دراسته الابتدائية في دمشق، ثم أكمل المرحلة الابتدائية والإعدادية في الولايات المتحدة، وعاد إلى دمشق ليدرس المرحلة الثانوية فيها.
وانتقل إلى الولايات المتحدة الأميركية للدراسة الجامعية، حيث حصل على بكالوريوس في علم النفس ثم التحق بالدراسات العليا.
عمل مجد في بداية حياته المهنية معالجا نفسيا في مركز طبي، وحرص خلال عمله على مساعدة الناس الذين يعانون من آثار الحروب والصدمات النفسية.
وحين ضرب إعصار كاترينا ولاية لويزيانا، أسهم مجد في مساعدة المتضررين من الإعصار وتقديم الدعم النفسي لهم.
سافر إلى البوسنة والهرسك وكوسوفو وأنشأ مركزا للرعاية النفسية، لمساعدة المتضررين من الحروب، لا سيما النساء اللواتي عانين من الاعتداءات الجنسية، كما سافر إلى إندونيسيا حينما ضربها إعصار مدمر.
عمل مستشارا في هيئة التنمية الأسرية في العاصمة الإماراتية أبو ظبي، وبعد بدء الثورة السورية ولجوء السوريين إلى الدول المجاورة، وجد مجد أن لاجئي لبنان أكثر من يحتاج إلى المساعدة، فقرر إنشاء مركز للدعم النفسي والاحتياجات الإنسانية.
أسس عام 2012 مركزي دعم في لبنان، أحدهما في مدينة البقاع، والآخر في مدينة عرسال، وقدم خدمات الدعم النفسي للاجئين، والخارجين من المعتقلات، كما درّب أطباء ومدربين في مجال الدعم النفسي، وكان على تواصل مع أطباء من الداخل وكان يتعاون معهم فيما يخص التدريب والدعم.
الاعتقالدخل مجد إلى سوريا يوم 14 فبراير/شباط 2017 لزيارة أحد أقاربه والدخول إلى الغوطة الشرقية بغرض إنشاء مركز للدعم النفسي هناك، وأمّن منسقا لإدخاله إليها، إلا أن هذا المنسق كان يتعامل بشكل سري مع الأمن السياسي التابع للنظام السوري، فنصب له كمينا في منطقة برزة واعتقل هناك بعد 4 أيام من دخوله الأراضي السورية.
انقطعت أخباره منذ تلك اللحظة، ولم يُعرف عنه سوى أنه نُقل إلى فرع الأمن السياسي، ثم علم المحققون أنه نقل إلى مقر المخابرات الجوية في المزة.
ولم تعرف العائلة أو المحققون الذين عملوا على القضية إذا ما كان مجد قد نقل إلى سجون أخرى، كما أنهم لم يعرفوا طوال السنوات الماضية شيئا عن حالته الصحية أو وضعه داخل السجون.
الوفاةعملت الحكومة الأميركية على ملف القضية بحثا عن معلومات تفيد بحياة مجد أو وفاته، ففي يناير/كانون الثاني 2020، استطاع مكتب التحقيقات الفدرالي الوصول إلى تقرير طبي يفيد بأنه في شهر يونيو/حزيران 2017 نقل مجد كم ألماز من أحد السجون العسكرية إلى مشفى قطنة العسكري نتيجة أزمة قلبية، وعند فحصه تبيّن أنه ميت ولم يتمكن الأطباء من علاجه.
إلا أن الباحث الرئيسي في القضية قتيبة إدلبي، الذي عمل مع العائلة والسلطات الأميركية، بيّن أن "طبيعة التقرير، والمشفى الذي نقل إليه كم ألماز، والمكان الذي كان معتقلا فيه كلها أمور تؤكد أنه مات تحت التعذيب بعد نحو 4 أشهر من اعتقاله".
أبلغت وزارة العدل الأميركية العائلة بهذا التقرير، إلا أن العائلة رفضت التسليم بصحة التقرير في حينه، وطلبت معلومات إضافية، كما طلبت من الحكومة الأميركية الاستمرار بالعمل والسعي للإفراج عن الدكتور مجد.
وأوضح قتيبة إدلبي أن توقعات المحققين الذين عملوا على القضية من داخل وزارة العدل ومن خارجها أشارت إلى صحة التقرير بنسبة عالية، وضآلة احتمالية تزويره.
وخلال السنوات الأربع التي تلت معرفة العائلة بالتقرير، سعت العائلة بكل جهدها للوصول إلى معلومات عن مجد، وحاول كثير من ضباط النظام ابتزاز العائلة لإعطائهم معلومات عنه، وظهر لاحقا أن جميع هذه المعلومات كانت كاذبة ولا صحة لها، وفق ما بيّن إدلبي.
وأوضح أن الحكومة الأميركية أطلعت العائلة على دليل جديد يؤكد صحة التقرير الذي سُجلت فيه الوفاة في يونيو/حزيران 2017، وحينها أقرت العائلة بوفاة الدكتور مجد، وأعلنت ابنته وفاته تحت التعذيب في تغريدة لها على موقع إكس يوم 18 مايو/أيار 2024.
ويعد الدكتور مجد واحدا من 4 سوريين أميركيين اعتقلوا على يد النظام السوري وقتلوا تحت التعذيب، وقانونيا ينظر النظام السوري إلى حملة الجنسيات الأخرى على أنهم مواطنون سوريون بالدرجة الأولى، ولذا أقصى ما يمكن أن تقوم به الحكومات الأخرى للمواطن السوري الذي يحمل جنسيتها، وفقًا للقانون الدولي، هو مطالبة الحكومة السورية بإجراء محاكمة عادلة له.
المطالبة بالعدالةوأفادت عائلة مجد كم ألماز بأنها تنوي رفع قضية في محكمة مدنية أميركية ضد النظام السوري، كما تعمل على فتح تحقيق جنائي ورفع قضية جنائية في الولايات المتحدة الأميركية ضد فرع المخابرات الجوية في المزة والحكومة السورية.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات الولایات المتحدة الأمیرکیة تحت التعذیب
إقرأ أيضاً:
كيف تطورت الضربات الأميركية ضد الحوثيين في اليمن؟
يمن مونيتور/ رويترز/ ترجمة خاصة:
كثفت الولايات المتحدة ضرباتها على الحوثيين المدعومين من إيران في اليمن هذا العام لوقف الهجمات على الشحن في البحر الأحمر لكن نشطاء حقوقيين أثاروا مخاوف بشأن سقوط ضحايا من المدنيين.
وفيما يلي بعض الحقائق عن الحملة الأميركية وقائمة ببعض أكبر الضربات.
ما وراء الضربات الأميركية؟
وبدأ الحوثيون شن هجماتهم على طرق الشحن في نوفمبر/تشرين الثاني 2023 كإظهار دعمهم للفلسطينيين في الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة.
وأطلقت الجماعة، التي تسيطر على معظم شمال اليمن منذ عام 2014، صواريخ وطائرات بدون طيار باتجاه إسرائيل، على الرغم من إسقاط معظمها.
وفي عهد إدارة جو بايدن، ردت الولايات المتحدة وبريطانيا بشن ضربات جوية ضد أهداف الحوثيين في محاولة لإبقاء طريق التجارة الحيوي في البحر الأحمر مفتوحا – وهو الطريق الذي يمر عبره نحو 15% من حركة الشحن العالمية.
بعد تولي دونالد ترامب رئاسة الولايات المتحدة في يناير/كانون الثاني، قرر تكثيف الغارات الجوية ضد الحوثيين بشكل ملحوظ. وجاءت هذه الحملة بعد أن أعلن الحوثيون استئناف هجماتهم على السفن الإسرائيلية المارة عبر البحر الأحمر وبحر العرب ومضيق باب المندب وخليج عدن.
تعهدت واشنطن بمواصلة هجماتها على الحوثيين حتى يكفوا عن اعتداءاتهم على سفن الشحن في البحر الأحمر. وقد أدت تلك الهجمات إلى تعطيل حركة الشحن العالمية، مما أجبر الشركات على تغيير مسارات رحلاتها إلى رحلات أطول وأكثر تكلفة حول جنوب أفريقيا.
وتأتي الحملة الجوية الأميركية في اليمن في أعقاب سنوات من الضربات التي نفذها تحالف عربي بقيادة السعودية، والذي استهدف الحوثيين بمساعدة الولايات المتحدة كجزء من جهوده لدعم القوات الحكومية في الحرب الأهلية في البلاد.
كيف تطورت الضربات؟
15 مارس: مع إصدار ترامب أمرًا ببدء حملة عسكرية، أدت الغارات على صنعاء إلى مقتل 31 شخصًا على الأقل.
16 مارس: تواصل الغارات الجوية على مواقع عسكرية للحوثيين في مدينة تعز جنوب غرب البلاد.
١٧ مارس: ارتفع عدد القتلى إلى ٥٣، وفقًا لوزارة الصحة التابعة للحوثيين، مع اتساع نطاق الهجمات لتشمل مدينة الحديدة الساحلية على البحر الأحمر. وأفاد البنتاغون بأن الموجة الأولى من الضربات استهدفت أكثر من ٣٠ موقعًا، بما في ذلك مواقع تدريب وكبار خبراء الطائرات المسيرة الحوثيين.
19 مارس/آذار: ضربت غارات أهدافا في مختلف أنحاء اليمن بما في ذلك محافظة صعدة الشمالية، المعقل القديم لجماعات الحوثي.
20 مارس/آذار: أفادت قناة المسيرة التابعة للحوثيين بشن أربع غارات أمريكية على الأقل على منطقة ميناء الحديدة.
17 أبريل: ضربة جوية تستهدف محطة وقود رأس عيسى على ساحل البحر الأحمر، مما أسفر عن مقتل 74 شخصًا على الأقل، وهو الهجوم الأكثر دموية منذ أن بدأت الولايات المتحدة حملتها.
28 أبريل: أفادت قناة المسيرة عن مقتل 68 شخصا على الأقل في غارة أمريكية على مركز احتجاز للمهاجرين في سجن الاحتياط في صعدة.
لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *
التعليق *
الاسم *
البريد الإلكتروني *
الموقع الإلكتروني
احفظ اسمي، بريدي الإلكتروني، والموقع الإلكتروني في هذا المتصفح لاستخدامها المرة المقبلة في تعليقي.
Δ
شاهد أيضاً إغلاق أخبار محليةرسالة المعلم أهم شيئ بنسبة لهم ، أما الجانب المادي يزعمون بإ...
يلعن اب#وكم يا ولاد ال&كلب يا مناف&قين...
نقدرعملكم الاعلامي في توخي الصدق والامانه في نقل الكلمه الصا...
نشكركم على اخباركم الطيبه والصحيحه وارجو المصداقيه في مهنتكم...
التغيرات المناخية اصبحت القاتل الخفي ، الذي من المهم جدا وضع...