ماذا تعني عودة المعارك الشرسة لشمال القطاع وتأثيرها على اجتياح رفح؟
تاريخ النشر: 22nd, May 2024 GMT
شهدت بعض مناطق شمال غزة وتحديدا حي الزيتون وجباليا المدينة والمخيم معارك شديدة بين المقاومة الفلسطينية وجيش الاحتلال الإسرائيلي، نتج عنها سقوط ما يقرب من 20 ما بين قتيل وجريح من قوات الاحتلال خلال الأسبوع الأخير.
وبلغ عدد قتلى جنود الاحتلال في القطاع منذ بداية شهر أيار/ مايو الجاري 25 قتيلا، على الرغم من بدء عملية رفح في التاسع من الشهر الجاري، مع إطلاق مزاعم السيطرة على الشمال.
قدرة المقاومة على التكيف
وكان الاحتلال كان قد أكد أنه قضى على عدد كبير من كتائب المقاومة في شمال القطاع، إلا أن المعارك العنيفة الأخيرة في حي الزيتون وجباليا أثبت عدم صحة كلامه، ما يدفع للتساؤل عن معنى تجدد المعارك بشدة هناك؟
الخبير العسكري والاستراتيجي نضال أبو زيد قال، إن "عودة القتال الشرس لشمال قطاع غزة، يعني عدة أمور، أولها أنها مؤشر قوي على أن المقاومة لا يزال لديها القدرة على التكيف والتأقلم مع منطقة عمليات قطاع غزة".
وتابع أبو زيد في حديث خاص لـ"عربي21"، "ثانيا هي خطوة تشير إلى أن المقاومة تتبع تكتيكات واضحة وصريحة، بحيث أنه بالتزامن مع قيام الاحتلال بفتح جبهة في الجنوب باتجاه رفح قامت هي بفتح جبهة الشمال، الأمر الذي أُضطر جيش الاحتلال لسحب جزء من وحداته المُجمعة والمُجهزة لعملية رفح، تحديدا فرقة المظليين 98 والزج بها باتجاه جباليا".
وأوضح أن "هذا الأمر أحدث خللا في توازن القوات المُجمعة لعملية رفح، وبالتالي اربكت حسابات قوات الاحتلال الإسرائيلي والذي على ما يبدو أنه اعتقد بأن عملية جباليا قد تكون عملية جراحية لن تطول كثيرا لمعالجة جيوب المقاومة في الشمال، إلا أن المقاومة نجحت في جر الاحتلال إلى عمليات طويلة نوعا ما".
وأكمل: "بالتالي مُجمل شكل العملية سواء في الجنوب أو الشمال يوحي ويؤكد ما كنا نقوله سابقا وما أكده الناطق باسم المقاومة أبو عبيدة في كلمته الأخيرة حينما قال، إن العمليات تتجه باتجاه عمليات استنزاف، علما أن الجيوش النظامية ومنها جيش الاحتلال أكثر ما تخشاه هي عمليات الاستنزاف لأن هذا النوع يُوقع خسائر كبيرة في قواتها".
وأكد أبو زيد أن "الأمر الأهم هو أن المقاومة تنجح في جر الاحتلال إلى داخل مخيم جباليا وتُبادل الجغرافيا بالزمان من أجل إيقاع خسائر بقوات الاحتلال، وفي عمليات جباليا الأخيرة كان هناك أمر ملفت جدا وهو استخدام صاروخ سام 7 ضد مروحية أباتشي حسبما أعلنت المقاومة".
وأوضح أن "هذا الأمر يُفسر أننا منذ بدء العملية العسكرية في تشرين أول/ أكتوبر الماضي لم نشهد وجود الطائرات المروحية بشكل كثيف في العمليات بقطاع غزة، رغم حاجة هذا النوع من العمليات للمروحيات لتقديم ما يُعرف بالإسناد الجوي المباشر".
"إلا أن المقاومة جردت الاحتلال من هذه الميزة، والسبب في ذلك خشيته من وجود صواريخ مضادة للطائرات وهي صواريخ حرارية فتاكة اتجاه الطائرات المروحية وهذا ما حصل باستخدام المقاومة لهذه الصواريخ في جباليا"، وفقا لأبو زيد.
إرباك خطط الاحتلال
وكان الاحتلال قد بدأ عملية رفح عبر اجتياح بعض المناطق شرقا والسيطرة على المعبر بين قطاع غزة ومصر، إلا أن عمليات المقاومة في جباليا وحي الزيتون أربكت الاحتلال ما دفعه لسحب بعض قواته من رفح وتوجيهها للشمال.
الخبير العسكري نضال أبو زيد قال، إن "فتح الجبهة بقوة في شمال قطاع غزة تحديدا في جباليا وحي الزيتون تعني أن الاحتلال سيحدث عنده خلل وارباك في خطة العمليات الخاصة برفح".
وعزا أبو زيد سبب هذا الخلل إلى أن "الاحتلال أُضطر لاستخدام جزء من القوات المخصصة لهذه العمليات وهي فرقة المظليين 98 والزج بها في جباليا، وهذا أدى لحدوث خلل في خطة رفح لأنه جمع لها فرقة المدرعات 162 وفرقة المظليين 98 ولواء جفعاتي".
وتابع: "ولكن الان عندما يسحب فرقة كاملة وهي المظليين والزج بها في الشمال هذا يُحدث عنده خلل، فلذلك قام الاحتلال بمحاولة تعويض هذا النقص في القوات عبر الزج بلواء جديد وهو لواء كوماندوز 89، ولكن هناك محاذير لهذا العمل أيضا، لأن هذا اللواء قاتل سابقا في خانيونس وبالتحديد في غربها بمنطقة مجمع حمد، وقائد اللواء وهو عومي كوهين قال حينها إننا دخلنا عش الدبابير".
ولهذا وفقا لأبو زيد، "عندما نقول أن الاحتلال عاد وزج بهذا اللواء في عملية رفح مجددا، فهذا يعني أن الاحتلال بات لا يملك ترف الخيارات العسكرية، لذلك أصبح يستخدم بعض الوحدات التي استنفذت في عمليات سابقة سواء في خانيونس أو شمال قطاع غزة".
ولهذا يعتقد الخبير أن "هذا الأمر قد يؤخر أو يعيق عملية رفح أو يوقع خسائر أكبر في قوات الاحتلال، إذا ما أخذنا بعين الاعتبار أن الاحتلال منذ الإعلان عن موعد عملية رفح كل ما فعله هو تقدمه في مناطق شرق رفح، وهذه المناطق بالعرف العسكري تُعتبر رخوة لا تُعطي أفضلية للمقاومة للدفاع عنها، لذلك بادلت المقاومة الجغرافيا بالزمان وجرت الاحتلال للدخول باتجاه طريق صلاح الدين شرق رفح".
ويرى أبو زيد أن "الاحتلال الآن أمام ثلاث خيارات، إما أن يتابع مسيرته باللواء 401 التابع لفرقة المدرعات 162 عبر طريق طه حسين أو عبر طريق العروبة أو الطريق البري المحاذي لمحور فيلادلفيا باتجاه مخيم رفح".
وتابع: "لكن هل تنجح هذه الخطوة من قبل الاحتلال؟ أنا أعتقد أنه سيدفع ثمنا باهظا إذا ما أخذنا بعين الاعتبار أن الكتيبة التي سوف يواجهها في مخيم رفح هي كتيبة الشابورة، وهي لها تاريخ عريق مع قوات الاحتلال، حيث كانت مسؤولة عن عملية أسر الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط في عام 2006 وبالتحديد في رفح، وبالتالي أعتقد أن الاحتلال يدرك تماما أن فاتورة التكاليف باهظة، وهذا الأمر الذي قد يدفعه للتأخير والتفكير مليا بالتقدم باتجاه مخيم أو عمق رفح".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية غزة الفلسطينية الاحتلال رفح خسائر اجتياح فلسطين غزة خسائر الاحتلال اجتياح المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة قوات الاحتلال أن المقاومة أن الاحتلال هذا الأمر فی جبالیا عملیة رفح قطاع غزة أبو زید إلا أن
إقرأ أيضاً:
المقاومة الفلسطينية تجهز على خمسة جنود صهاينة وتشتبك مع قوات الاحتلال في جباليا
يمانيون../
واصلت المقاومة الفلسطينية، اليوم السبت، تصديها الباسل لقوات الاحتلال الصهيوني في محاور القتال بقطاع غزة، حيث ألحقت خسائر كبيرة بصفوف العدو خلال مواجهات عنيفة في مخيم جباليا شمال القطاع.
وأكدت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، في بيان عسكري مساء السبت، نجاحها في تنفيذ عملية مركبة أجهزت خلالها على خمسة جنود صهاينة. وأوضحت الكتائب أن العملية بدأت بطعن ثلاثة جنود والاستيلاء على أسلحتهم، ثم اقتحام منزل تحصنت فيه قوة راجلة للعدو، حيث تمكن المقاومون من قتل جنديين آخرين عند بوابة المنزل والاشتباك مع بقية القوة من مسافة صفر.
في السياق ذاته، أعلنت سرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، أنها تخوض اشتباكات ضارية مع قوات الاحتلال الصهيوني في مناطق الخلفاء والعلمي وسط مخيم جباليا، باستخدام الأسلحة المناسبة للتصدي للآليات والقوات المهاجمة.
ويأتي هذا التصعيد في ظل استمرار العدوان الصهيوني على قطاع غزة لليوم الـ442 على التوالي، والذي بدأ في السابع من أكتوبر 2023. وقد أسفر العدوان حتى الآن عن استشهاد 45,227 شخصاً وإصابة 107,573 آخرين، وفقاً لبيانات وزارة الصحة في غزة.
تؤكد هذه العمليات أن المقاومة الفلسطينية مستمرة في التصدي للاحتلال بكل الوسائل المتاحة، رغم القصف العنيف والحصار المفروض على القطاع.