قريبًا - بديل الويب من جوجل.. إجابات بالذكاء الاصطناعي
تاريخ النشر: 22nd, May 2024 GMT
مع التزايد المستمر في استخدام الذكاء الاصطناعي، تستعد شركة جوجل لإحداث تغيير جذري في محركات البحث، وذلك من خلال تقديم إجابات مستندة إلى الذكاء الاصطناعي بدلًا من عرض الروابط التقليدية لمواقع الويب. تُعد هذه الخطوة واحدة من أهم أهداف الشركة منذ تأسيسها في التسعينات، حيث ستُمكّن المستخدمين من الحصول على المعلومات بسرعة فائقة.
الميزة الجديدة التي سيتم إتاحتها قريبًا هي عرض إجابات قصيرة ومختصرة مستندة إلى الذكاء الاصطناعي في الجزء العلوي من صفحة نتائج البحث، بدلًا من الروابط العادية لمواقع الويب المختلفة. هذه الخطوة قد تؤثر سلبًا على المواقع الصحفية التقليدية ووسائل الإعلام، حيث سيتمكن المستخدمون من الحصول على المعلومات المطلوبة دون الحاجة إلى زيارة المواقع. كما تثير هذه الخطوة مخاوف بشأن تأثير الذكاء الاصطناعي على الوظائف وحقوق النشر.
موعد إطلاق الميزة الجديدةتم اختبار هذه الميزة الجديدة في العام الماضي، ومن المقرر أن تتاح للملايين من المستخدمين في الولايات المتحدة خلال هذا الأسبوع، قبل أن يتم تطبيقها على مستوى العالم. تتوقع جوجل أن يستخدم هذه الميزة أكثر من مليار مستخدم قبل نهاية العام. وأوضحت الشركة أن الذكاء الاصطناعي سيُستخدم لتقديم تحليلات وتفسيرات للمواضيع الصعبة، بينما ستظل زيارات مواقع الويب العادية مفضلة للحصول على معلومات مثل التنبؤات الجوية والعمليات البحثية البسيطة.
التأثير الاقتصادي والتحدياتتتوقع الأبحاث التي أجرتها شركة Raptive، التي تساعد نحو 5000 ناشر على تحقيق أرباح من محتواهم على الويب، أن هذه الخطوة قد تؤدي إلى خسارة تصل إلى أكثر من مليار دولار ناتجة عن الإعلانات. يمثل هذا التغيير تحديًا كبيرًا للناشرين التقليديين، الذين قد يجدون أنفسهم في مواجهة صعوبات كبيرة في تحقيق الأرباح إذا اعتمد المستخدمون بشكل متزايد على إجابات الذكاء الاصطناعي بدلًا من زيارة مواقعهم.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: جوجل الويب الذكاء الاصطناعي الذکاء الاصطناعی هذه الخطوة
إقرأ أيضاً:
الذكاء الاصطناعي والدخول إلى خصوصيات البشر
#الذكاء_الاصطناعي والدخول إلى #خصوصيات_البشر
أ.د رشيد عبّاس
منذُ أكثر من عامين كنتُ قد كبتُ أكثر من مقال حول الذكاء الاصطناعي من حيث تقنيته وخوارزمياته, ومن حيث أقسامه وادواته وآليات عمله, وصولاً إلى تطبيقاته المتنامية في جميع جوانب الحياة البشرية, وتوقفتُ عند خطورة الجانب الأخلاقي له ببعديه المادي والمعنوي على حياة البشر.
تبدو خطورة الذكاء الاصطناعي من عدم وجود تشريعات وقوانين ضابطة له, الأمر الذي جعل مبدأ المسائلة معطّل تماماً, وجعل أيضاُ انضباط الجانب الأخلاقي والجانب الإنساني في هذا الذكاء منعدم إلى حد ما, فضلاً عن خصوصية حياة البشر باتت متاحة وتحت رحمة التحول الرقمي لخوارزميات ولوغرتمات الذكاء الاصطناعي وأقتراناته الاسية.
مقالات ذات صلة نجاح اداره البنك المركزي في حمايه الائتمان المالي ودعم بيئهً الاستثمار في الاردن 2025/03/15لقد تجاوز الذكاء الاصطناعي كونه قادراً على التحكم في جميع شؤون مجالات حياة البشر, وقادراً على احتلال آلاف الوظائف التي كان وما زال يقوم بها البشر والتي تُنذر بالاستغناء عن هؤلاء البشر, لنصل بعد ذلك ومن خلال الجيل الخامس من هذا الذكاء إلى نقطة مُقلقة تتمثل بضرب البشر بعضهم ببعض اجتماعياً, واختراق خصوصياتهم دون أية مراعاة للجانب الأخلاقي والإنساني سواء بسواء.
رواد الذكاء الاصطناعي (إيلون ماسك, سام إلتمان, جفري هينتون,..) وصولوا إلى نقطة خطيرة للغاية تتمثل في إمكانية أن تعطي الروبوتات أوامر معينة لبعضها البعض دون تدخل البشر فيها, وأبعد من ذلك وصولوا إلى مرحلة متقدمة في توجيه طائرات الدراون تعليمات معينة لبعضها البعض في غياب تحكم البشر فيها.. وفي نفس الوقت أبقوا على الجانب الأخلاقي والجانب الإنساني دون تشريعات وقوانين ناظمة تحترم وتراعي خصوصيات البشر, بالذات في الجانب الشعوري للإنسان, الأمر الذي فتح الباب على مصرعيه أمام الكثيرين للدخول إلى خصوصيات البشر وأسرارهم والتلاعب فيها كإضافة أو حذف محتوى معين, أو تشوية الصوت والصورة, وذلك من خلال التلاعب في تركيب الاصوات والصور معاً.
اليوم ومن خلال خوارزميات ولوغرتمات الذكاء الاصطناعي وأقتراناته الأسية قد تشاهد فيديو لزوجتك في سرير رجل غريب, وقد يُنقل عنك عبر فيديو حديث غير لائق لم تقله عن شخص ما, وقد تشاهد فيديو لمشاجرة أب لك مع جار له, وأكثر من ذلك قد تشاهد حادث اصطدام سيارة ابنك في عمود كهرباء, لا بل هناك امكانية خوارزميات ولوغرتمات الذكاء الاصطناعي وأقتراناته الاسية أن تشاهد بنتك تغني بلباس فاضح على مسرح كبير يعج بالحضور من الرجال في احد المناسبات.
الأمر قد يبدو هنا مضحكاً, فقد يأتوا بمذيع اخبار معروف ويجعلوه يعلن خبر مزعج ويترتب عليه مشاكل اجتماعية عديدة, وقد يجعلوك تقود سيارة نفايات في احدى المدن وتتوقف عند الحاويات فيها, ثم هناك امكانية عالية لدى الذكاء الاصطناعي بجعلك جزاراً تقوم بتقطيع اللحوم وبيعها على الزبون, وقد يأتوا بصاحب عمامة كبيرة ليفتي بقضية عليها خلاف ديني معين.. نعم قد يجعلوا منك رجلاً متسولاً في احدى الزقاق.
والحال هكذا سيجد العالم نفسه أمام ذكاء الاصطناعي لديه القدرة على إيقاع الفتن بين أفراد البشر حاكمين ومحكومين وضربهم ببعضهم البعض دون أية ضوابط تُذكر, والعمل على اختراق خصوصياتهم دون أية مراعاة للجانب الأخلاقي والإنساني في ذلك, في الوقت الذي فيه ما هو عيب/ مُحرّم في مكان ما, قد يكون ليس عيباً/ ومُحلّل في مكان ما آخر.
ولعدم وجود تشريعات وقوانين ناظمة للذكاء الاصطناعي ستكون المجتمعات أمام مشكلات وخلافات اجتماعية وأيدولوجية عديدة, يصعب إيجاد حلول لها, وللخروج من هذه التحديات, لا بد من تفعيل مبدأ المساءلة, في ظل وجود تشريعات وقوانين ناظمة, تحترم خصوصيات البشر, وتراعي الجانب الأخلاقي والجانب الإنساني لهم.. كيف لا والذكاء الاصطناعي سيكون عابر لجميع المجتمعات, في الوقت الذي فيه خصوصية اجتماعية وأيدولوجية لكل مجتمع من هذه المجتمعات.