الجزيرة:
2025-04-07@16:40:22 GMT

كيف يؤذي مصطلح عمى العقل أطفال التوحد؟

تاريخ النشر: 2nd, August 2023 GMT

كيف يؤذي مصطلح عمى العقل أطفال التوحد؟

لطالما استخدم مصطلح "العمى العقلي" في وصف الأطفال المصابين بطيف التوحد، وتعني نظرية "العمى العقلي" أو "العمى الذهني" أن الأطفال المصابين بالتوحد ومتلازمة إسبرغر تتأخر لديهم بعض مهارات التطور العقلي؛ مما يجعلهم يعانون من درجات من العمى الذهني؛ ونتيجة لذلك يجدون سلوك الآخرين محيرا ولا يمكن التنبؤ به، كما أن قدرتهم على التخيل محدودة.

ولكن في السنوات الأخيرة، أظهرت الدراسات الجديدة أن المصطلح غير دقيق على الأرجح، وقد يحد فعليًا من احتمالات الاتصال العاطفي لدى هؤلاء الأطفال.

ويمكن أن تكون لعواقب التصنيف غير الدقيق لمجموعة من الأشخاص وقدرتهم على الاتصال آثار بعيدة المدى، تتباين من خلال التفاعلات اليومية الصغيرة مع الأطفال المصابين بالتوحد، إلى خلق بيئات غير آمنة لهم، إضافة إلى خطر تعرضهم للتمييز.


ما عمى العقل؟

ظهرت عبارة "عمى العقل" أول مرة عام 1985 في إشارة إلى ما يسمى "العجز العقلي" الذي أظهره الأفراد المصابون بالتوحد. أو ما يعني القدرة على وضع نفسه في مكان شخص آخر، لتخيل أفكاره ومشاعره، وهي نظرية أسس لها البروفيسور سايمون بارون كوهين؛ وهو أستاذ في أقسام علم النفس والطب النفسي بجامعة كامبريدج.

من جانبها، تقول الدكتورة كارين ج. باركر، الأستاذة المشاركة في قسم الطب النفسي والعلوم السلوكية في كلية الطب بجامعة ستانفورد والخبيرة في بيولوجيا الأداء الاجتماعي إنه لفهم مصطلح "العمى العقلي" من المفيد معرفة مدى ارتباطه بمفهوم آخر يُعرف باسم "نظرية العقل".

وتعني "نظرية العقل" القدرة على تمييز أو توقع ما سيفعله الشخص نفسه أو أشخاص آخرون وفهم أن للناس الآخرين معتقدات، ونوايا، ورغبات، وآراء مختلفة. على سبيل المثال أنا أحب شيئا ما، وليس بالضرورة أن يحبه الآخر، أو أنا أرى شيئا لا يراه الآخرون؛ لذا فالآخر لا يعرف ما أفكر فيه، والعكس صحيح، وهو ما كان يرى العلماء أنه لا يتحقق بصورة كبيرة لدى أطفال التوحد، ومن ثم يفتقد هؤلاء القدرة على التعاطف مع الآخرين وتفهم ردود أفعالهم.

تقول الدكتورة باركر "يشير مصطلح العمى العقلي إلى الافتقار التام لنظرية العقل لدى الأشخاص المصابين بالتوحد، وهو ما لم تؤكده معظم الأبحاث. من المهم أن ندرك أن كل شخص مصاب بالتوحد هو فرد له تحدياته ونقاط قوته". لذلك فإن استخدام عبارات مثل أعمى العقل لوصف مصاب التوحد الذي يفتقر إلى التعاطف يؤذي الطفل وأسرته، وينتقص من قدراته الذهنية، ولا يستند إلى حقائق علمية دقيقة.

ويرفض العلماء وصف عمى العقل لأنه يشير إلى أن القدرة العاطفية لا يمكن تحسينها أو تطويرها، بينما ما يحدث لدى أطفال التوحد هو العكس تماما، لأنه يمكن تطوير كفاءة القدرات العاطفية بالتدريب، حتى وإن لم يكن بنفس كفاءة الطفل النموذجي.

يمكن تطوير كفاءة القدرات العاطفية لدى طفل التوحد بالتدريب حتى وإن لم يكن بنفس كفاءة الطفل النموذجي (بيكساباي) طفل التوحد والخداع

يميل الطفل البالغ من العمر 3 سنوات إلى فهم أن مجرد لمس الصندوق لا يكفي لمعرفة ما بداخله، بينما يتأخر الأطفال المصابون بالتوحد ومتلازمة أسبرغر في هذا.

كما لا يمكن لطفل التوحد فهم الخداع بسهولة؛ فمثلا لو تظاهرت أنك أكلت لعبته وابتلعتها، سيصدق بالفعل أنك قمت بذلك، حتى لو أعدت إظهارها، سيبحث عنها في فمك، وهو في الوقت نفسه يفترض أن الجميع يقول الحقيقة، ويصاب بالصدمة والانفعال الشديد حينما يكتشف غير ذلك.

يرجع العلماء أن طفل متلازمة إسبرغر قد يتأخر 3 سنوات عن الطفل النموذجي في فهم ما يؤذي مشاعر الآخرين، رغم ارتفاع معدل الذكاء لديه، وتأكيدا على أن مصطلح العمى العقلي غير دقيق، فإن تأخر اكتساب مهارة فهم مشاعر الآخرين لا يعني أنها لا تتحقق تماما لدى أطفال التوحد.

حقائق

لا يوجد علاج طبي معروف للتوحد، ولكن العلاجات السلوكية جيدة التنظيم لها آثار مفيدة، ويمكن أن تحدث مستويات عالية من التعلم التعويضي.

ويقدر معدل انتشار اضطرابات طيف التوحد الآن بين 0.3 و0.7%. ويمكن تفسير الزيادة في الحالات التي تم تشخيصها في السنوات الأخيرة من خلال زيادة الوعي بالاضطراب في جميع متغيراته واستخدام معايير تشخيص أوسع.

وتبلغ نسبة الذكور إلى الإناث نحو 3 إلى 1، ويعاني الأفراد المصابون باضطراب طيف التوحد من قصور في التواصل الاجتماعي والقدرة على التعبير اللفظي وغير اللفظي.

وغالبا ما يكون المصابون منعزلين في مرحلة الطفولة، ويظلون متمركزين حول الذات حتى بعد تعلم القواعد الأساسية للتفاعل الاجتماعي. وقد يعانون من عدم القدرة التامة على النطق، أو يتأخرون في الكلام، وحتى أولئك الذين يتكلمون بطلاقة يعانون من مشاكل في الفهم.

في المقابل، يتمتع الأفراد المصابون بالتوحد بسمات مميزة أخرى، مثل أن تكون لديهم ذاكرة عن ظهر قلب ممتازة، وقد يمتلكون مهارات علمية.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: أطفال التوحد القدرة على

إقرأ أيضاً:

"الشهر الأزرق".. مبادرة توعوية باضطراب طيف التوحد

عرّف أخصائي العلاج الطبيعي في مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث، محمد السبيعي، اضطراب طيف التوحد بأنه مجموعة من الاعتلالات تظهر لدى الأطفال في مرحلة الطفولة المبكرة.
وأشار إلى أعراض الاضطراب وتشمل ضعف التواصل البصري، عدم الرد على المناداة، المشي على أطراف الأصابع، المشي غير المنتظم، اللعب بشكل مستقل، حدوث حساسية عالية من الأضواء والأصوات، عدم الاندماج مع الأطفال الآخرين، العدوانية عند تغير الروتين.
أخبار متعلقة عسير.. إحباط تهريب 540 كيلوجرامًا من القات المخدرمُسيرة اكتشفت موقعهم.. العثور على عائلة مفقودة في صحراء حلبانوأكد السبيعي، على ضرورة الانتقال من التوعية باضطراب طيف التوحد إلى تمكين ذوي اضطراب طيف التوحد ودمجهم في المجتمع، موضحًا أن أساس التمكين والدمج نقطة بدايته هي من المنزل والأسرة، حيث يجب على الأسرة بناء علاقة وأساس قوي بين طفل التوحد وأفراد أسرته، وتقبّل اختلافه في تحقيق مهاراته وطريقة تواصله، مع ضرورة دمج الطفل في الأنشطة الأسرية، حتى يتسنى له الانخراط في هذه الأنشطة ولا يواجه صعوبة عند خروجه من المنزل.
.article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; } اضطراب طيف التوحد- مشاع إبداعياضطراب طيف التوحدوأشار السبيعي، إلى أن تشخيص اضطراب طيف التوحد يتم إثباته من خلال زيارات متعددة للطبيب المختص، ولا يُعتمد على زيارة واحدة فقط.
بدورها، أطلقت جمعية أسر التوحد، بمناسبة اليوم العالمي للتوحد، مبادرة الشهر الأزرق وهي مبادرة توعوية تستمر لمدة شهر كامل.
وسيتم إطلاقها سنويًا في شهر أبريل تزامنًا مع شهر التوعية بالاضطراب، بهدف التركيز على الوعي المجتمعي بذوي التوحد وفهمهم ومساندتهم، والوصول إلى بيئة أكثر تقبلاً ودمجًا للأفراد من ذوي اضطراب طيف التوحد وأسرهم، من خلال نشر الوعي وتعزيز الفهم الصحيح لاحتياجاتهم وتمكينهم من الاندماج بشكل إيجابي وفعال، عبر مسارات مختلفة وبرامج وحملات توعوية شاملة ومؤثرة على مستوى المملكة.برامج الكشف المبكروأوضحت الجمعية، سبب اختيار اللون الأزرق في تسمية المبادرة، حيث يرمز الأزرق إلى ارتفاع نسبة الإصابة باضطراب طيف التوحد لدى الذكور مقارنة بالإناث، وهو رسالة عالمية لنشر الوعي ودعم المُشخَّصين بالاضطراب، مشيرة إلى أن مستوى انتشار اضطراب طيف التوحد عالميًا تصل إلى ما يقارب طفل واحد من كل 36 طفلاً.
كما أكدت وزارة الصحة على ضرورة التدخل المبكر عند ملاحظة وجود أي تأخر في أي مجال من مجالات التطور النمائي لدى الطفل حتى قبل التشخيص النهائي، والتوجه به إلى برامج الكشف المبكر؛ إذ إنه قد يغير الكثير من مجريات الأمور، ويساعد في تطور المهارات وتحسنها.
وأظهرت الأبحاث أن التشخيص والتدخل المبكرَين لاضطراب طيف التوحد من المرجح أن يكون لهما آثار إيجابية كبيرة سواءً في المراحل المبكرة أو على المدى الطويل، وذلك على مختلف المهارات اليومية سواء الحركية أو اللغوية والاجتماعية.

مقالات مشابهة

  • «أعراض وعلاج مرض التوحد».. ندوة تثقيفية في دار الكتب بطنطا
  • أمر مخيف يثير القلق في ليفربول.. صلاح أصيب بـ العمى
  • عبدالقيوم: من عجائب أحوال ليبيا مطالبة مجلس الدولة بتقليص الإنفاق على الآخرين
  • برج العذراء.. حظك اليوم الاثنين 7 أبريل 2025: دعم الآخرين
  • كلمات قالها النبي.. أفضل دعاء لمن يشتكي من عدم القدرة على النوم
  • شهر التوعية العالمي.. تفاصيل دعم المصابين بالتوحد ودمجهم مع المجتمع
  • مركز جديد للتوحد يعني الكثير..
  • "الشهر الأزرق".. مبادرة توعوية باضطراب طيف التوحد
  • تقنية جديدة تحوّل إشارات الدماغ إلى كلام طبيعي في أقل من ثانية
  • احتفاءً باليوم العالمي للتوعية بالتوحد: صبحية ترفيهية للأطفال في وضعية إعاقة بجماعة سعادة