تعرف على الدليل على رؤية الله في الجنة من القرآن
تاريخ النشر: 22nd, May 2024 GMT
إن نعم الله على عباده لا تحصى، وقد خص سبحانه المؤمنين بمزيد من الإنعام في الدنيا بأن مَنَّ عليهم بالإسلام، واصطفاهم بالقرآن، وسيخصهم في الجنة بأعظم نعمة أنعم عليهم بها؛ ألا وهي تشريفهم وإكرامهم بالنظر إلى وجهه الكريم في جنة عدن، كما قال تعالى: وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ* إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ [القيامة: 22، 23].
أي: أن وجوه المؤمنين تكون حسنة بهية مشرقة مسرورة بسبب نظرها إلى وجه ربها، كما قال الحسن رحمه الله: "نظرت إلى ربها فنضرت بنوره".
وعن ابن عباس رضي الله عنهما: "وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ قال: من النعيم إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ قال: تنظر إلى وجه ربها نظراً". وهذا قول المفسرين من أهل السنة والحديث.
وقال جل شأنه: لَهُمْ مَا يَشَاءُونَ فِيهَا وَلَدَيْنَا مَزِيدٌ [ق: 35].
فالمزيد هنا هو: "النظر إلى وجه الله عز وجل" كما فسره بذلك علي وأنس بن مالك رضي الله عنهما.
وقال سبحانه: لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ [يونس: 26].
فالحسنى الجنة والزيادة هي النظر إلى وجه الله الكريم، كما فسرها بذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم، فيما رواه مسلم في صحيحه (266) عَنْ صُهَيْبٍ رضي الله عنه عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: إِذَا دَخَلَ أَهْلُ الْجَنَّةِ الْجَنَّةَ قَالَ: يَقُولُ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: تُرِيدُونَ شَيْئًا أَزِيدُكُمْ فَيَقُولُونَ أَلَمْ تُبَيِّضْ وُجُوهَنَا أَلَمْ تُدْخِلْنَا الْجَنَّةَ وَتُنَجِّنَا مِنْ النَّارِ قَالَ فَيَكْشِفُ الْحِجَابَ فَمَا أُعْطُوا شَيْئًا أَحَبَّ إِلَيْهِمْ مِنْ النَّظَرِ إِلَى رَبِّهِمْ عَزَّ وَجَلَّ وهي الزيادة ثُمَّ تَلَا هَذِهِ الْآيَةَ {لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ} [يونس: 26].
فإذا علمت أن أهل الجنة لا يعطون شيئاً فيها أحب إليهم من النظر إلى وجه ربهم جل وعلا تبين لك مدى الحرمان، وعظيم الخسران، الذي ينتظر المجرمين الذين توعدهم الله بقوله: كَلَّا إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ [المطففين: 15] نسأل الله السلامة والعافية.
ومن جميل ما يروى عن الشافعي ما ذكره عنه الربيع بن سليمان ـ وهو أحد تلاميذه ـ: قال: حضرت محمد بن إدريس الشافعي وقد جاءته رقعة من الصعيد فيها: ما تقول في قول الله عز وجل: كَلَّا إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ [المطففين: 15]؟ فقال الشافعي: "لما أن حجب هؤلاء في السخط، كان في هذا دليلٌ على أن أولياءه يرونه في الرضى".
فهذه بعض الأدلة من القرآن على ثبوت رؤية المؤمنين لربهم في الجنة.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: رؤية الله القرآن الجنة إلى وجه
إقرأ أيضاً:
الشيخ رمضان عبد المعز: تحويل القبلة كان اختبارًا إلهيًا لتمييز المؤمنين عن المنافقين
أكد الشيخ رمضان عبد المعز، الداعية الإسلامي، أن حادثة تحويل القبلة من بيت المقدس إلى الكعبة كانت اختبارًا إلهيًا لتمييز من يتبع الرسول صلى الله عليه وسلم بإيمان راسخ، ومن ينقلب على عقبيه، موضحا أن المجتمع حينها انقسم إلى أربع شرائح، حيث كان لكل منها موقف مختلف من هذا التحول.
وقال الشيخ رمضان عبد المعز، خلال حلقة برامج "لعلهم يفقهون"، المذاع على فضائية "dmc"، اليوم السبت، إن أهل الكتاب اعترضوا على هذا التغيير، معتبرين أن المسجد الأقصى هو القبلة الأولى، بينما المشركون رأوا أن النبي عاد إلى قبلتهم، مما جعلهم يعتقدون أنه قد يعود إلى ملتهم، أما المنافقون، فحاولوا التشكيك قائلين: "إذا كانت القبلة الأولى حقًا، فهذا يعني أن محمدًا ترك الحق، وإذا كانت القبلة الثانية هي الحق، فعبادتهم السابقة كانت باطلة، وما بني على باطل فهو باطل".
وتابع: "أما المؤمنون، فقد كان لديهم تساؤل مشروع حول مصير صلوات من ماتوا وهم يتوجهون إلى بيت المقدس، فجاء الرد الإلهي في قوله تعالى: (وما كان الله ليضيع إيمانكم)، أي أن صلواتهم لم تذهب سدى".
وأشار الشيخ عبد المعز إلى أن القرآن الكريم قد سبق واعترض على اعتراضات الجاهلين، بقوله: "سيقول السفهاء من الناس ما ولاهم عن قبلتهم التي كانوا عليها"، مؤكدًا أن هذا تحدٍ قرآني، إذ أن الاعتراض وقع تمامًا كما تنبأ به القرآن الكريم.
وأضاف أن الوسطية هي أساس الإسلام، مستشهدًا بالآية "وكذلك جعلناكم أمة وسطًا"، والتي تقع في منتصف عدد آيات سورة البقرة، مما يعكس الإعجاز العددي والبلاغي في القرآن الكريم.
وأوضح أن الله تعالى يعلم كل شيء منذ الأزل، لكنه يجري الاختبارات ليكون هناك دليل واضح على عدله، وحتى لا يكون للناس حجة أمام الله يوم القيامة.