كشف هوية رئيسي وسليماني.. ما سر الخواتم الذي ترتديه القيادات الإيرانية؟
تاريخ النشر: 22nd, May 2024 GMT
إبراهيم رئيسي.. تعرضت مروحية الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي لحادث أودى بحياته، ووسط الفوضى والدمار، كان العثور على خاتم الرئيس، الذي يحمل نقشا مميزا، هو الوسيلة الرئيسية للتعرف على هويته.
أظهر فيديو نشرته وسائل إعلام إيرانية الاثنين لحظة العثور على خاتم الرئيس الإيراني الراحل إبراهيم رئيسي والذي يعتقد أن المرشد الإيراني علي خامنئي قدمه له كهدية وفق مصادر إيرانية.
هذه الحادثة تسلط الضوء على الأهمية المستمرة للخواتم كوسيلة للتعرف على القادة في الأوقات الحرجة، خاصة في دولة حكمها له نزعة دينية مثل إيران.
في إيران، الخواتم لها أهمية كبيرة، خاصة بين القادة الدينيين والسياسيين، وغالباً ما تكون من العقيق أو الفيروز، تعتبر رموزا دينية وروحية، ويُعتقد أن لهذه الأحجار خصائص روحانية، مثل الحماية من الأذى وجلب الحظ.
من الناحية السياسية، ارتداء الخواتم يعكس التمسك بالتقاليد الدينية والقيم الإسلامية، فالقيادة الإيرانية غالبا ما ترتدي هذه الخواتم كرمز للسلطة والتقوى، مما يعزز مصداقيتهم وتأثيرهم في المجتمع، والخاتم في هذا السياق، يصبح جزءاً من الهوية الشخصية والعامة للقائد.
لم تكن هذه الخواتم مجرد قطع جمالية تُظهر المكانة والسلطة، بل كانت تحمل دلالات عميقة وتؤدي وظائف عملية عديدة.
في حالات الحروب أو الكوارث، قد يكون التعرف على جثث القادة صعبا بسبب التشوهات أو الظروف الحرجة، وهنا تأتي أهمية الخواتم، التي تحمل نقوشاً خاصة أو شعارات مميزة تمكن من التعرف السريع والدقيق على هوية الشخص.
وتُظهر العديد من القصص التاريخية الدور الهام للخواتم في التعرف على القادة. في العصور الوسطى، كان لدى الفرسان والنبلاء خواتم خاصة تحمل شعارات عائلاتهم.
في حال وقوعهم في المعارك، كانت هذه الخواتم تساعد في إعادة جثثهم إلى ذويهم بكرامة.
مثال آخر يبرز أهمية الخواتم هو حادثة اغتيال القائد العسكري الإيراني قاسم سليماني في العراق.
فبعد الهجوم الجوي الذي استهدف موكبه في بغداد، كان التعرف على جثته ممكنا بفضل الخاتم الذي كان يرتديه. هذا الخاتم، الذي كان معروفا ومميزً، ساعد في تأكيد هوية سليماني بسرعة وسط الدمار.
اقرأ أيضاًالمرشد الإيراني ينعي وفاة إبراهيم رئيسي ووزير الخارجية جراء حطام المروحية
أبو الغيط يعزى الشعب الإيراني في وفاة إبراهيم رئيسي
وزير الخارجية الإيراني السابق يحمل أمريكا السبب في مقتل إبراهيم رئيسي وعبد اللهيان
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: القيادات الإيرانية الخواتم إبراهیم رئیسی
إقرأ أيضاً:
المواجهة الأميركية – الإيرانية… احتمال جدي!
آخر تحديث: 26 مارس 2025 - 11:40 صبقلم: خيرالله خير الله راعت الإدارات الأميركية المتلاحقة، منذ عهد جيمي كارتر، “الجمهورية الإسلاميّة” الإيرانيّة إلى أبعد حدود. هذه المرة، يبدو احتمال المواجهة الأميركيّة ـ الإيرانية من النوع الجدي للمرة الأولى منذ قيام النظام المبني على نظرية “الوليّ الفقيه”، الذي أراده الخميني على قياسه، في العام 1979. ما يجعل احتمال المواجهة الأميركية – الإيرانية يرتدي طابعا جدّيا، طبيعة المطالب التي قدمها الرئيس دونالد ترامب إلى السلطة العليا في إيران، وهي السلطة المتمثلة في شخص “المرشد الأعلى” علي خامنئي.من بين هذه المطالب تخلي “الجمهورية الإسلاميّة” عن دعم أدواتها في المنطقة، بدءا بـ“حزب الله” في لبنان وانتهاء بالحوثيين في اليمن، مرورا بالميليشيات العراقية المنضوية تحت لافتة “الحشد الشعبي”. تطلب أميركا من النظام الإيراني إنهاء نفسه نظرا إلى أنّ هذه الأدوات كانت، ولا تزال، علّة وجود نظام لم يكن لديه في يوم من الأيام ما يقدمّه للإيرانيين في أي مجال من المجالات وأي قطاع من القطاعات. تبخرت كلّ الوعود التي قطعها الخميني للإيرانيين في مرحلة ما قبل قيام “الجمهوريّة الإسلاميّة”. يشمل ذلك الوعد بالاستغناء عن الدخل الذي مصدره النفط والغاز. زاد اعتماد “الجمهوريّة الإسلاميّة” على هذا الدخل في ضوء التجارب الفاشلة التي قام بها النظام منذ لحظة قيامه. اعتمد النظام الإيراني من أجل حماية نفسه على الميليشيات المذهبية التي أنشأها ومولها ونشرها في دول المنطقة معتمدا أساسا على وضع يده على سوريا والنظام العلوي الذي أقامه حافظ الأسد. لم يستطع النظام الإيراني الخروج من شعار “تصدير الثورة” الذي وجد فيه الطريقة الأفضل لحماية نفسه. لكنّ السلوك الإيراني في الأسابيع القليلة الماضية يعبّر عن مخاوف لدى النظام من انتهاء صلاحيته أميركيا وإسرائيليا بعدما غيّرت حرب غزّة، التي تسببت بها “حماس”، النظرة إلى نظام الملالي.ارتدّت اللعبة التي مارستها إسرائيل منذ سقوط الشاه قبل 46 عاما، في نهاية المطاف، عليها. حصل ذلك بعد شنّ “حماس” هجوم “طوفان الأقصى”، وهو هجوم أدّى، بغض النظر عن النتائج التي أدّى إليها على الصعيدين الفلسطيني والإقليمي، إلى جعل المجتمع الإسرائيلي يهتز من الداخل. لا يؤكد ذلك أكثر من الهجرة المعاكسة من دولة إسرائيل، إلى مختلف أنحاء العالم، بما في ذلك جزيرة قبرص، منطقة بافوس تحديدا. لم يسبق للدولة العبرية أن واجهت مثل هذه الهجرة المضادة منذ قيامها في العام 1948. لكن ما لا مفرّ من ملاحظته في الوقت ذاته، أنّه منذ قيام “الجمهوريّة الإسلاميّة” كان هناك تساهل أميركي مع إيران. يشير إلى ذلك كيفية تعاطي إدارة جيمي كارتر مع أزمة احتجاز موظفي السفارة الأميركية في طهران لمدة 444 يوما ابتداء من تشرين الثاني – نوفمبر 1979. لم يمتلك كارتر الرغبة في وضع حدّ لعملية الابتزاز التي مارستها “الجمهوريّة الإسلاميّة”. ثمة من يبرّر ذلك بأنّه كان يعاني من عقدة فيتنام التي تحكّمت بتصرفات إدارته.يمكن إيراد أمثلة كثيرة على التواطؤ الأميركي مع إيران بغطاء إسرائيلي. بين هذه الأمثلة، تغاضي الولايات المتحدة عن تفجير سفارتها في بيروت في نيسان – أبريل 1983 ونسف مقر المارينز قرب مطار العاصمة اللبنانية الذي قتل فيه 241 عسكريا أميركيا. كذلك، يمكن الذهاب إلى الحرب العراقية – الإيرانية التي استمرت بين 1980 و1988، والتي تخللتها مواقف أميركية تثير كل أنواع الاستغراب، خصوصا فضيحة إيران – غيت التي شهدت، بين ما شهدته، تزويد إيران بأسلحة إسرائيلية كانت في حاجة إليها لمتابعة الحرب.في الإمكان التذكير أيضا بالخدمة الكبيرة التي قدمتها حرب الثماني السنوات التي افتعلتها إيران ووقع صدّام حسين، بغبائه السياسي، في فخها. قضت تلك الحرب على ثروات كبيرة عراقيّة وإيرانيّة. أكثر من ذلك، لم تتوقف “الجمهوريّة الإسلاميّة” عن عمل كل ما تستطيعه من أجل إجهاض أي احتمال لقيام سلام فلسطيني – إسرائيلي منذ توقيع اتفاق أوسلو في أيلول – سبتمبر 1993. لم تكن إيران، عبر أدواتها الإقليميّة، بعيدة يوما عن العمليات الانتحاريّة التي نفذتها “حماس” والتي لعبت دورا كبيرا في جعل المجتمع الإسرائيلي يتحول نحو اليمين بشكل شبه نهائي. كان اليمين الإسرائيلي يرد ّ الجميل في كل وقت لما قامت به “الجمهوريّة الإسلاميّة” طوال عقود. شمل ذلك بقاء جنوب لبنان طوال سنوات في عهدة “حزب الله” بعيدا عن وجود الجيش اللبناني. كان مطلوبا في كلّ وقت بقاء الجنوب صندوق بريد وتبادل رسائل بين إيران وإسرائيل التي وجدت نفسها بعد حرب غزّة مضطرة إلى التعاطي بطريقة مختلفة مع إيران.في أساس هذا التغيير الصواريخ التي مصدرها إيران والتي ضربت الدولة العبرية من غزّة واليمن… وجنوب لبنان! أكثر من أي وقت، توجد معادلة جديدة في المنطقة التي عانت أيضا من تصرفات باراك أوباما الذي عمل كلّ ما يستطيع من أجل تفادي أي إزعاج لإيران بغية التوصل إلى الاتفاق في شأن ملفها النووي في العام 2015. بلغ الأمر بأوباما أنّ غض الطرف عن استخدام بشّار الأسد السلاح الكيمياوي في الحرب التي شنها على شعبه، كي لا تنسحب “الجمهوريّة الإسلاميّة” من المفاوضات المتعلّقة بالملف النووي الإيراني.من يستخدم الصواريخ اليوم يمكن أن يستخدم السلاح النووي غدا. هذا هو الموقف المشترك الأميركي – الإسرائيلي. هل تستطيع إيران القيام بالتغيير الداخلي المطلوب؟ الأهم من ذلك كلّه، هل تدرك أن صلاحيتها لدى الإسرائيليين والأميركيين صارت منتهية؟،لا جواب على مثل هذا النوع من الأسئلة، لكنّ الأكيد أن الأيام التي كانت تراعي فيها أميركا إيران ولّت. كذلك الأيام التي كانت إسرائيل ترى أنّ كل ما تقوم به إيران في المنطقة يصبّ في مصلحتها، بطريقة أو بأخرى…