من اليونان إلى روض الفرج.. «إلكترا» تنتصر للعدالة والإنسانية
تاريخ النشر: 22nd, May 2024 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
شهد مسرح قصر ثقافة روض الفرج، العرض المسرحي "إلكترا" للمخرج خالد العيسوي، وسط حضور جماهيري.
المسرحية من إنتاج فرقة قومية القاهرة، التابعة لإقليم القاهرة الكبرى وشمال الصعيد فرع ثقافة القاهرة.
وعن اختيار إلكترا تحديدًا لإعادة تقديمها على خشبة المسرح، قال المخرج خالد العيسوي: "لولا معرفة ما على الضفة الأخرى من النهر ما كانت الرحلة ولا تحقق التكامل بين البشر"، فإلكترا من الأدب اليوناني القديم، والعرض معد من عظماء كتابة المسرح اليوناني اسخليوس، وسوفوكليس، ويوربيديس.
وتابع "العيسوي": مع تلاحق الأحداث والتطور السريع الذي يشهده العالم صارت معركة اليوم هي معركة الوعي في المقام الأول، لذا سعيت إلى تقديم عرض جاد يعزز مفهوم "الثقافة" لدي الجمهور، وهذا الهدف الرئيسي للثقافة الجماهيرية، لتنشئة أجيال واعية ومطلعة على منجزات الثقافات الأخرى والأدب اليوناني نموذجا.
وواصل المخرج خالد العيسوي، أن هذا العرض تحديدا ينتصر للإنسانية والقيم ويزيد من وعي المشاهد بلغة عربية فصحى ورصينة، ليكون ضميرا لأمته بترسيخ المعايير الأخلاقية في وجدانه، ليرقى ويسمو الذوق العام للجمهور فلولا الانفتاح على الآخر ما كانت الحضارات العظيمة للأمم.
وأوضح "العيسوي"، أنه سعى من البداية لتوفيق كل عناصر العرض المسرحي بشكل يحقق التناغم ووصولا بفرجة مسرحية ممتعة وواضحة حتى للمشاهد البسيط.
فعلى مستوى إعداد النص أضاف العيسوي، أن النصوص المسرحية اليونانية كانت تكتب في ثلاثية اي ثلاث مسرحيات تعتمد في بناءها على معرفة المشاهد بالأحداث السابقة، وهنا اعتمد العيسوي في الإعداد على توضيح الأحداث السابقة قبل بداية الحدث الرئيسي لمسرحية إلكترا حتى يتسنى للمشاهد فهم الأحداث الحالية، أما بالنسبة للممثلين فقد تم تنظيم ورشة مسرحية وتدريبهم على الأدوار بشرح كامل لكل شخصية منذ بدايتهم وحتى ظهورها على خشبة المسرح.
وقد أشارت بعض الأشعار إلى الأحداث السابقة لبداية المسرحية في شكل غنائي درامي، والبعض الآخر أشار إلى التركيبية الدرامية لشخصيات هذه الأسطورة.
في حين اتخذ المخرج خالد العيسوي في المسرحية الآلات الموسيقية في هذا الوقت بشكل عصري وبشكل درامي يناسب طبيعة الأحداث، إضافة إلى توظيف الدراما الحركية بشكل يوافق الدراما الموسيقية ويناسب هذا العصر.
أما على مستوى الديكور لتحقيق الانتقال من مكان لآخر، فقد استخدم العيسوي قطع متحركة لتشكل لنا في الفراغ المسرحي أماكن متعددة مثل القبور، والقصور، والشوارع، والأسوار، وقام بها ممثلين الجوقة اليونانية.
وجاءت الإكسسوارات معتمدة على الأقنعة اليونانية القديمة والذي تقوم الفرقة باستخدامها أثناء القيام بدور الجوقة وخلعها أثناء قيام كل منهم بدوره التمثيلي مع استخدام العصي على شكل الشوكة، التي كانت تميز هذا العصر، ففي لحظة تستخدم بتشكيل وتكوين حركي كأغصان يتدلى منها فروع من الشجر، وفي حين آخر تستخدم في القبور بخروج إضاءة منهم ومسلطه على وجوه الأقنعة لتوحي بوحشية هذا المكان وآخر كسيوف رمزية للانتقام من الخائنين.
واتخذ "العيسوي" الإضاءة في المسرحية بشكل يحقق متعة بصرية، بحيث توحي بمكان كل مشهد مع التنوع في الألوان، مما يساعد على استدراج مشاعر المشاهد لإدخاله في بوتقة الحالة الشعورية.
واعتمد الإخراج على الحركة المسرحية من تكوينات وتشكيلات متنوعة وسريعة تعبر عن حالة المشهد بشكل عام وعن تركيبة كل شخصية بشكل خاص.
المسرحية من بطولة فناني الفرقة وفق أدوارهم: مي عبد الرازق في دور "إلكترا"، وليد نبيل في دور "ايجيسوس"، مي زوايد في دور "كليتمنسترا"، طارق سيف الدين في دور "أورستيس"، سيد المصري في دور "الوزير"، بسملة محمد في دور "كروسوتيميس"، أحمد الدسوقي في دور "الكاهن"، محمد أبو المجد في دور "المربي"، آنس عبدالرؤوف في دور "الزوج"،مودي سالم في دور "الأب"، حنين سعيد في دور "الطفلة"، أيمن أشرف في دور "الطفل"، عبدالرحمن أحمد "الطفل"، محمد ممدوح "الشاب"، ملك عز الدين "الفتاة"، شيماء ممدوح، محمد جمال "جوقة".
"إلكترا" من ترجمة طه حسين، أشعار أيمن حافظ، الحان وتوزيع موسيقي عبد الله رجال، إضاءة عمرو بسيوني، صوت حازم بسيوني ورمزي مجدي، مراجعة لغوية أشرف ضمر، ومني عبدالباسط، ديكور وملابس وإكسسوار أحمد فتحي، مخرج مساعد محمد ممدوح، طارق سيف الدين، إعداد وإخراج خالد العيسوي.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: خالد العيسوي المسرح فی دور
إقرأ أيضاً:
محمد عبد الرحيم البيومي: الحضارة الإسلامية ساهمت بشكل كبير في تقدم مهنة الطب
ألقى الدكتور محمد عبد الرحيم البيومي، الأمين العام للمجلس الأعلى للشئون الإسلامية، محاضرة هامة في كلية التمريض في جمهورية داغستان حول موضوع "البناء الحضاري في التراث الإسلامي في مهنة الطب من خلال الرؤية التجديدية لوزارة الأوقاف المصرية".
وتناولت المحاضرة دور الطب في التراث الإسلامي باعتباره أحد أبعاد الحضارة الإسلامية التي تجمع بين العلم الديني والعلمي، كما قدم البيومي رؤية حديثة حول كيفية تطوير مهنة الطب في ضوء المبادئ التجديدية التى تتبناها وزارة الأوقاف المصرية حيث نبعت من الريادة الطبية فى الحضارة الإسلامية،وكذلك الأخلاق المهنية فى الجانب الطبى والتى تناولتها النصوص التراثية التى واكبت النهضة الطبية فى الحضارة الإسلامية.
كذلك عرض البيومي في محاضرته نماذج من لجنة الطب التابعة للمجلس الأعلى للشئون الإسلامية، والتي تعمل على تطوير مفاهيم الطب في ضوء القيم الإسلامية الأصيلة، وأكد أن لجنة الطب لا تقتصر على نشر المعرفة الطبية الحديثة، بل تسعى أيضًا إلى إعادة إحياء التراث الطبي الإسلامي، الذي كان له دور محوري في تطور الطب في العصور الوسطى. وأضاف أن الوزارة تبذل جهودًا حثيثة لتوفير التدريب والتعليم المتخصص في الطب، مما يعزز من تطوير هذا المجال ويعود بالنفع على المجتمع.
ناقش البيومي أهمية الربط بين التراث الطبي الإسلامي والطب الحديث، مشيرًا إلى أن الحضارة الإسلامية ساهمت بشكل كبير في تقدم مهنة الطب من خلال العناية بالصحة العامة، وتطوير الأدوات الطبية، وتقديم أسس علمية مبنية على التوازن بين الجسد والروح، وأوضح أن وزارة الأوقاف المصرية تسعى إلى تجديد هذا التراث من خلال تنظيم برامج تدريبية وورش عمل تهدف إلى تعزيز الوعي لدى الشباب حول أهمية الطب في بناء المجتمع وحفظ الصحة وفقًا للرؤية الإسلامية التي تركز على الحفاظ على كرامة الإنسان.
اختتم البيومي محاضرته بالتأكيد على أن البناء الحضاري في مهنة الطب لا يتوقف عند دراسة العلوم الطبية فقط، بل يشمل أيضًا تعزيز القيم الإنسانية والإسلامية التي تضع الإنسان في قلب الاهتمام، وأوضح أن هذه المحاضرات تأتي في إطار الجهود التي تبذلها وزارة الأوقاف المصرية لتعزيز التكامل بين العلوم الدينية والعلمية في مجالات مختلفة، بما في ذلك الطب، بما يساهم في بناء مجتمع صحي ومتوازن قادر على مواجهة التحديات الحديثة.