أكد الرئيس اليمني الأسبق على ناصر محمد، على الحاجة لمشروع وطني لكل القوى الوطنية والسياسية دون إقصاء يهدف لإستعادة الدولة وإحلال السلام في البلاد الغارقة بالحرب منذ تسع سنوات.

 

وقال الرئيس علي ناصر في كلمة مسجلة بالذكرى الـ 34 لتحقيق الوحدة اليمنية، بأن اليمن اليوم بحاجة إلى "مشروع وطني تشترك في صياغته كل القوى الوطنية والاجتماعية في اليمن دون استثناء دون إقصاء لاحد، يضع بعين الاعتبار الخيارات الكبرى سياسية واقتصادية وأمنية على رأس أولوياته وقف الحرب واستعادة الدولة برئيس واحد وحكومة واحدة وجيش واحد".

 

 

وأشار إلى أن المشروع الوطني يتوجب أن يفضي لتشكيل حكومة انتقالية اتحادية لمدة من خمس الى سبع سنوات يجري خلالها استعادة الدولة ومؤسساتها والتحضير لانتخابات رئاسية وبرلمانية والاتفاق على الدستور بشكله النهائي بما يستجيب لمصالح الشعب اليمني.

 

وشدد على أهمية الوصول للسلام وانهاء الحروب بما يؤدي لاستقرار اليمن واستثمار خيراته وثرواته الهائلة مؤكدا أن "استقرار اليمن استقرار لدول المنطقة بل للعالم كله".

 

وأوضح أن ما يجري في البلاد من حروب ودمار يدفع ثمنه الشعب، مرجعه للموقع الاستراتيجي لليمن في باب المندب والبحر الأحمر والمحيط الهندي والقرن الأفريقي وجزيرة العرب.

 

وناشد الرئيس علي ناصر، الأشقاء والأصدقاء دعم جهود السلام ودعم اليمن سياسياً واقتصادياً لكي يتمكن من استثمار خيراته وثرواته الهائلة، مشيرا إلى أن اليمن الموحد "يشكل العمق الاستراتيجي لدول المنطقة" بحكم وجود باب المندب وقناة السويس.

 

وهنأ الرئيس علي ناصر، بمناسبة حلول الذكرى الرابعة والثلاثين ليوم 22 مايو الشعب اليمني بعيد الوحدة اليمنية التي تحققت في مثل هذا اليوم من عام 1990 مؤكدا أنه "يوما من أيام التاريخ الذي كتبه الشعب اليمني بنضاله وتضحيات مئات الشهداء من أبنائه المناضلين عبر الأجيال على درب ثورتي (سبتمبر وأكتوبر) وعلى طريق "الوحدة التي لطالما كانت هدفاً نبيلاً وعظيماً لشعبنا اليمني في الشمال والجنوب".

 

وتابع: "كانت اللحظة التي أُعلِنت فيها الوحدة من عدن التي كان أبنائها وطلابها يهتفون للوحدة كل صباح، لحظة تاريخية شديدة الأهمية والخطورة بالنسبة لليمن والمنطقة وباقي الأمة العربية".

 

وتطرق لمعاناة، أبناء عدن وبقية المحافظات جراء انهيار الكهرباء التي قال بأنها دخلت عدن قبل 100 عام، مشيرا إلى عدن تختنق بنار الحر والرطوبة بسبب حرب الخدمات الممنهجة والقاتلة، مطالبا بـ "إطفاء الحرائق في عدن وبقية المدن اليمنية وإعادة النور والسرور الى هذا الشعب".

 

ونوه إلى الدمار الذي خلفت الحرب ومعاناة الشعب، مضيفا: "نحن نرى أن الأولى كان أن يتم تركيز الاهتمام على إعادة الإعمار بدلاً من المليارات التي صرفت في هذه الحرب من قبل تجار الموت والحروب والسلاح".

 

وتطرق إلى لحظات ما قبل الوحدة، حيث قال: لقد كاد اليأس ينال من الأمة بسبب الفشل الذي منيت به محاولات التوحيد أو الوحدة خلال فترات سابقة كالوحدة المصرية السورية، والاتحادات العربية في المشرق والمغرب، إلى الحد الذي كادت تفقد الأمل بتحقيق هذا الهدف العظيم، حتى جاءت المفاجأة ـ الوحدة ـ من اليمن الذي لطالما فاجأ الأمة بعنفوانه حتى في أشد حالات الوهن، التي تعيد له ولها الأمل بالمستقبل".

 

وأعتبر قيام الوحدة اليمنية بداية للثورة الحقيقية في اليمن، وبداية صياغة اليمن الجديد وانتصاراً لإرادة شعبنا اليمني الذي بارك قيام الوحدة دون حتى الاستفتاء عليها وفقا للدستور، لأنه رأى فيها تحقيقاً لحلم عظيم وهدف نبيل لطالما عاشه وناضل في سبيله، وكان مستوعباً لدلالته الاستراتيجية".

 

وأكد أن الشعب بشماله والجنوب بارك الوحدة كونه رأى فيها "أنها تمنحه القوة والمنعة في مواجهة المصاعب والتحديات في محيط لا يحتمل الضعف والهوان، وفي نفس الوقت فرصة تاريخية لتوظيف واستثمار عناصر قوته البشرية والمادية والثقافية، فيضع خططه التي تجعل له مكاناً مرموقاً بين الأمم والشعوب".

 

واستدرك بالقول: "لكن مع الأسف، الموقعين على الوحدة هربوا اليها ثم هربوا منها، ولم يحسبوا حسابات المستقبل، فكان الحدث الوحدوي العظيم أكبر من تقديراتهم وحساباتهم الضيقة، المتمثلة في تقاسم السلطة والثروة، ورهانات الربح والخسارة الشخصية، والحزبية فجرى الالتفاف على هذا الهدف الاستراتيجي العظيم ومحاولة حرفه عن مساره والانسياق وراء الخلافات والصراعات بين الموقعين على الوحدة".

 

وأردف: "منذ ذلك الوقت وحتى اليوم ونحن ندفع الثمن لأن بعض السياسيين بكل أسف لم يستشعروا الأهمية الاستراتيجية للوحدة، ولا قدرة شعبهم على مدى تحمل كلفة صراعاتهم وحروبهم العبثية في الوطن وعلى الوطن".

 

وقال بأن رهانات السياسيين وأطماعهم أدت الى النتائج الكارثية التي نراها، وأصبح في اليمن اليوم أكثر من رئيس وأكثر من حكومة وأكثر من برلمان واكثر من جيش، وها هي الحرب تدخل عامها العاشر مع كل ما حملته من خسائر، وبحسب الأمم المتحدة، أودت هذه الحرب في اليمن، حتى 2021، بحياة 377 ألف شخص، كما ألحقت بالاقتصاد اليمني خسائر قدر بـ126 مليار دولار، في حين بات 80% من الشعب اليمني بحاجة إلى مساعدات إنسانية، دون أن نرى أفقاً ملموسا لوقف الحرب ونهر الدماء".

 

وتطرق إلى معاناة المدن الفلسطينية وشعبها من حرب الإبادة والتدمير والتجويع والتهجير منذ أكثر من 7 أشهر حيث راح ضحيتها أكثر من 115000 بين شهيد وجريح في ظل صمت عربي واسلامي ودولي إلا صوت الجماهير في العالم وفي مقدمتهم الطلاب.

 

وأكد الرئيس علي ناصر، وقوفه الى جانب الشعب الفلسطيني الصامد منذ 1948 وحتى اليوم حتى الانتصار وقيام الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس.


المصدر: الموقع بوست

كلمات دلالية: علي ناصر محمد اليمن عدن الوحدة الانفصال الرئیس علی ناصر الشعب الیمنی فی الیمن

إقرأ أيضاً:

قائد الثورة يبارك الشعب اليمني والشعب الفلسطيني بعيد الفطر



فيما يلي نص التهنئة:

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيْمِ

قال اللَّهُ تَعَالَى فِي الْقُرْآنِ الْكَرِيم: {وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ}[البقرة:185]

صدق الله العلي العظيم.

الله أكبر كبيراً، والحمد لله كثيراً، وسبحـان الله بكرةً وأصيلاً.

بمناسبة حـلول عيد الفطر السَّعيد، أعاده الله على أمَّتنا الإسلامية بالخير والنصر والبركات، أتوجَّـه بأطيب التهاني والتبريكات إلى شعبنا اليمني المسلم العزيز، ومجـاهديه الأعزاء المرابطين في الجبهات، وكافة منتسبي القوات المسلَّحـة والأمن، ومختلف المؤسسات الرسمية، وأسر الشهداء والجرحى والأسرى، وإلى أمتنا الإسلامية عموماً، والشعب الفلسطيني ومجـاهديه الأعزاء خصوصاً، ولاسيَّما أهل غزة، الذين نالوا مع فضيلة صيام شهر رمضان، شرف الجهاد، وفضيلة الثبات في وجـه الطغيان الإسرائيلي، والحصار، والإبادة الجماعية، فطوبى لهم على صبرهم وثباتهم.

إنَّ هذه المناسبة المباركة هي احتفاءٌ وتبجيلٌ لنعمة الله بشهر رمضان، بما فيه من البركات، وبما له من عطاء تربوي يسمو بالإنسان، فهو مدرسة ربَّانية للتَّزود بالتقوى، وهو ربيع القرآن الكريم، الذي ينير لنا درب الهداية والبصيرة، فيجمع لنا بين تزكية النفوس، والرشد الفكري والثقافي، والبصيرة، والوعي، والمعرفة بتعليمات الله المباركة، القيِّمة، الحـكيمة، التي يترتب على اتِّباعها خير الدنيا والآخرة، كما قال الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ}[البقرة:183]، وكما قال تعالى: {شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ}[البقرة:185]، وكما قال تعالى: {وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ}[البقرة:185].

إنَّ مناسبة العيد هي مناسبة للشكر لله، والتكبير له، على نعمته بالهدى، والتوفيق لإحياء الشهر الكريم بصيامه وقيامه، وما جعل الله فيه من مضاعفة الأجر، ونزول البركات، وأتاح فيه من الفرص التي تساعد الإنسان على الارتقاء الإيماني، وما فتح الله فيه من أبواب الخير، والاستجـابة للدعاء، فهي مناسبةٌ للفرح والاستبشار بنعمة الله وفضله؛ ولذلك فينبغي أن يكون إحياؤها سليماً من كل أشكال المعاصي، وأن تكون مناسبة لذكر الله، وفعل الخير، وصلة الأرحـام، وتعزيز أواصر الإخـاء والمحبة بين مجتمعنا المسلم، مع العناية بإخراج زكاة الفطرة، التي هي من الواجبات الإسلامية، ومن مظاهر التكافل الاجتماعي في الإسلام، كما ينبغي للمسلمين جميعاً أن يتذكَّروا في هذه المناسبة ما يعانيه الشعب الفلسطيني في قطاع غزة من: تجويع، وإبادة جماعية، وما يعانيه في الضفة من: تدمير وتهجير، وما يتعرَّض له المسجد الأقصى، مسرى النبي "صلى الله عليه وعلى آله" من: اقتحـامات واستباحـة من قِبَل الصهاينة اليهود المجرمين، وما تتعرض له القضية الفلسطينية عموماً من مؤامرات أمريكية إسرائيلية لتصفيتها، وأن يتذكَّروا مسؤوليتهم الإيمانية والدينية تجـاه ذلك.

فإننا نؤكِّد في هذه المناسبة: ثبات شعبنا على موقفه المبدئي الإيماني، في الإسناد الكامل والمناصرة للشعب الفلسطيني، والتصدي للعدوان الأمريكي الإجرامي على بلدنا، ونؤكِّد على أنَّ العدوان الأمريكي لن يؤثر على القدرات العسكرية، والعمليات الجهادية البطولية للإسناد لغزة، كما أنَّه لن يؤثر على قرار وموقف شعبنا، يمن الإيمان والجهاد، يمن الأنصار، الذي يستند إلى الهوية الإيمانية، والبصيرة القرآنية، ويعتمد على الله تعالى.

{وَكَفَى بِاللَّهِ وَلِيًّا وَكَفَى بِاللَّهِ نَصِيرًا}

وَالسَّـلامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ؛؛؛

عبدالـملك بدرالدين الحوثي

29 / رمضان / 1446هـ

مقالات مشابهة

  • في كلمة الى الشعب بمناسبة عيد الفطر المبارك .. الرئيس اليمني : استعادة صنعاء وباقي مدن الوطن صار أقرب من اي وقت مضى
  • قائد الثورة يبارك الشعب اليمني والشعب الفلسطيني بعيد الفطر
  • الرئيس المشاط يهنئ قائد الثورة والشعب اليمني بعيد الفطر
  • الرئيس المشاط يهنئ قائد الثورة والشعب اليمني والقوات المسلحة والأمن بمناسبة عيد الفطر المبارك (تفاصيل + نص الخطاب)
  • الرئيس المشاط يهنئ قائد الثورة والشعب اليمني والقوات المسلحة والأمن بمناسبة عيد الفطر المبارك
  • اسطنبول.. مئات الآلاف يتحدون القمع الحكومي في مظاهرة حاشدة
  • الرئيس اللبناني: لن نسمح بتكرار الحرب التي دمرت كل شيء في بلادنا
  • (أبو علي) اليمني الذي أدهش العالم بشجاعته وثباته أمام الصواريخ الأمريكية المعتدية على اليمن (كاريكاتير)
  • من هو صاحب البقالة المواطن اليمني الذي أبهر العالم بصموده اثناء الغارات الامريكية وتحول إلى ترند عالمي
  • الباحثة أفراح ناصر تُقيّم التدخل العسكري السعودي في اليمن بعد عقد من الزمن