تنسيقية رام الله الأمنيّة!… ضابط مخابراتٍ إسرائيليٍّ رفيعٍ: “حسين الشيخ رجلنا برام الله”.. القيادي بالأمن الوقائي حسن عصفور بجولةٍ تدريبيّةٍ بواشنطن يتفاخر باعتقال المقاومين: “حماس والجهاد تُدمِّران الضفّة”
تاريخ النشر: 2nd, August 2023 GMT
الناصرة-“رأي اليوم”- من زهير أندراوس:
قال الكاتبان الأمريكيان آدم راسغون وآرون بوكسرمان، في مقالٍ مشتركٍ بصحيفة (فورين بوليسي) إن مسيرة صعود حسين الشيخ، من فتى دخل سجون الاحتلال في فترة الانتفاضة الأولى في الثمانينيات، إلى رجل يصفه ضابط مخابرات إسرائيلي كبير بأنّه “رجلنا” في رام الله، تثير الكثير من التساؤلات حول قدرته على قيادة شعب لا يثق بقياداته.
وأشار الكاتبان في مقالهما إلى أنّ هناك العديد من المتنافسين لخلافة عباس البالغ من العمر 87 سنة، لكن لا أحد منهم واثقًا من أنّه سيصل إلى قمة السلطة، بيد أنّ الشيخ لديه حظوظ أوفر ليصبح الزعيم المقبل للسلطة، على الرغم من عدم اكتسابه شعبية واسعة لدى الفلسطينيين، وذلك بسبب العلاقات الوثيقة التي تربطه مع إسرائيل والولايات المتحدة.
ووفقًا لهما، اقتحم حسين الشيخ، السياسي الفلسطيني، غرفة اجتماعات محصنة تقع في المقر الشاهق لوزارة الدفاع الإسرائيلية في تل أبيب في شباط (فبراير) 2022؛ وهي المكتب الخاص بالجيش الإسرائيلي والذي دخله عدد قليل من الفلسطينيين، وبحسب ما ذكر الشيخ فقد “استقبله كبار ضباط الجيش وقيادة جهاز المخابرات السرية الشاباك”.
وتابعا: “يعمل الشيخ كوسيطٍ رئيسيٍّ للسلطة الفلسطينية مع إسرائيل في الضفة الغربية المحتلة؛ حيث يتحدث الشيخ اللغة العبرية بطلاقة، ويرتدي بدلات أنيقة، ويحث على التعاون مع إسرائيل وليس التصادم معها. وأصبح من كان في جيل المراهقة ناشطًا تعرض للاعتقال على يد قوات الاحتلال في السابق، يرتدي ساعات رولكس الفخمة ويجوب العالم، ناهيك عن أنّه يعمل الآن خلف الأبواب المغلقة لمنع انهيار السلطة الفلسطينية، تحت قيادة عباس”.
وأوضح الكاتبان: “يميل أصحاب النفوذ الإسرائيليون إلى الشيخ باعتباره شريكًا براغماتيًّا يتمتع بقدرة خارقة على إيجاد أرضية مشتركة، حيث قال مسؤول أمني إسرائيلي كبير متقاعد طلب عدم ذكر اسمه بسبب دوره المستمر في المخابرات الإسرائيلية كجندي احتياطي: “إنّه رجلنا في رام الله”. ومع ذلك، يرى العديد من الفلسطينيين بأنّ نهجه لم يؤدِّ إلّا إلى تعزيز الوضع الراهن للصراع، الذي يتجلى في احتلال عسكري لا نهاية له وصل على ما يبدو إلى عقده السادس”.
إلى ذلك، تُواجِه السلطة الفلسطينيّة معركةً شاقةً في محاولتها لكبح العنف في الضفة الغربيّة، حيث تقوم حركتا (حماس) و(الجهاد الإسلامي) الفلسطينيتين بتجنيد الشبان الفقراء لتنفيذ هجمات، كما كشف ضابط كبير في جهاز الأمن الوقائي التابع للسلطة الفلسطينية في اجتماع هذا الأسبوع، حسبما قال مصدر مطلع على الأمر لـ(تايمز أوف إسرائيل). وقال العميد حسن عصفور، الذي يشغل منصب مدير العمليات المركزية في جهاز الأمن الوقائي، لأفراد من الجالية الفلسطينية في الولايات المتحدة إنّ السلطة الفلسطينية كثفت اعتقالاتها لمقاتلي حماس والجهاد الإسلامي في الضفة الغربية في الأشهر الأخيرة. وتابع: “خلال التحقيق مع هؤلاء المشتبه بهم، علم جهاز الأمن الوقائي أنّ العديد منهم ينتمون لأفقر شرائح المجتمع حيث “لا يوجد لديهم ما يأكلونه” ولا “يوجد لديهم ما يعيشون من أجله”، كما قال عصفور، بحسب المصدر، الذي طلب عدم الكشف عن الوقت والموقع المحددين للقاء الذي عُقد في الولايات المتحدة لحماية هويته. عقد عصفور عدة اجتماعات أخيرة مع الجاليات الفلسطينية في الشتات في فرجينيا وشيكاغو ونشر صورًا من اللقاء الأخير يوم الأحد الأخير. وقال المصدر إنّ عصفور كشف عن أنّ المشتبه بهم الذين تقوم السلطة الفلسطينية باعتقالهم يحصلون في كثير من الأحيان على أموال لتنفيذ هجمات ضد المستوطنين والقوات الإسرائيلية. وقال عصفور، الذي يتولى جهازه للأمن الوقائي إلى حد كبير العمليات التي تستهدف كلتا الحركتين اللتين تُعتبران خصمي رام الله الرئيسيين في الضفة الغربية، إنّ “حماس والجهاد يريدان تدمير الضفة الغربية، ولا يريدان أنْ تكون السلطة الفلسطينية في الجوار”. وشدّدّت الصحيفة الإسرائيليّة في تقريرها على أنّ “مثل هذه التعليقات التفصيلية حول جهود السلطة الفلسطينية لمكافحة العنف والوضع المتدهور للفلسطينيين في الضفة الغربية لا يتم مشاركتها علنًا عادة من قبل المسؤولين الحكوميين. والأندر من ذلك هو أنْ يدلي عضو في جهاز المخابرات الداخلية بهذه التصريحات الصريحة للمغتربين الفلسطينيين.” وقال عصفور إنّه بالإضافة إلى كونهم مدفوعين بالأموال التي تدفعها الحركتين، فقد أخبر بعض المشتبه بهم الذين اعتقلتهم السلطة الفلسطينية المحققين أنّ المشاكل العائلية دفعتهم إلى المشاركة في اشتباكات في الضفة الغربية. وقال: “مَنْ يدخل في شجار مع حبيبته أو أخته أو والدته يريد أن يهاجم مستوطنًا”، موضحًا أنّه يزور الولايات المتحدة لحضور اجتماعات وتدريب في وكالة المخابرات المركزية في منطقة واشنطن، وفقًا للمصدر. وحثّ عصفور نظراءه الأمريكيين للضغط على إسرائيل لمحاربة عنف المستوطنين المتفشي والمصادقة على المزيد من التصاريح للفلسطينيين للعمل داخل إسرائيل حتى يكون للجيل الشاب الذي يعاني تحت السيطرة العسكرية الإسرائيلية في الضفة الغربية “ما يعيش من أجله”، وفقا للمصدر. متحدث باسم جهاز الأمن الوقائي قال إنّ عصفور التقى بالفعل مع أعضاء في الجالية الفلسطينية الأمريكية لكنّه نفى التصريحات التي نُسبت إليه في التقرير، في حين رفض متحدث باسم وكالة المخابرات المركزية الأمريكية التعليق.المصدر: رأي اليوم
كلمات دلالية: السلطة الفلسطینیة فی الضفة الغربیة الفلسطینیة فی رام الله
إقرأ أيضاً:
المتحدث باسم قوى الأمن الفلسطينية: خطة إسرائيلية تستهدف إعادة احتلال الضفة الغربية
قال العميد أنور رجب، المتحدث باسم قوى الأمن الفلسطينية، إن الاحتلال الإسرائيلي لا يتوقف عن استهداف الشعب الفلسطيني، سواء في جنين بالضفة الغربية أو بغيرها، إذ أن عدوانه مستمر على كافة أنحاء الأراضي الفلسطينية إلى جانب حرب الإبادة التي يشنها على قطاع غزة.
طائرة مسيرة إسرائيلية تستهدف مواطنين بمخيم الشاطئ غرب غزة (شاهد) الاحتلال الإسرائيلي ينسف عدة مبان سكنية في رفح بجنوب قطاع غزة إعادة احتلال الضفة الغربيةوأضاف «رجب» خلال مداخلة هاتفية بقناة «القاهرة الإخبارية»، أن الاحتلال لديه مساعي محمومة، وبرنامج وخطة تستهدف إعادة احتلال الضفة الغربية، وإعادة صياغة الوضع الديمغرافي والجغرافي فيها، بما يتماشى مع رؤية حكومة نتنياهو اليمينية المتطرفة المعروفة باسم «خطة الحسم».
الخطة الإسرائيليةوأشار المتحدة باسم قوى الأمن الفلسطينية، أنا عماد الخطة الإسرائيلية هي القيام بإجراءات تقود إلى إضعاف السلطة الوطنية الفلسطينية، وتقويضها، من ثم نشر الفوضى في عموم الضفة الغربية كمقدمة وذريعة للاستيلاء عليها وإعادة احتلالها.
جدير بالذكر الدكتور أشرف سنجر، خبير العلاقات الدولية في قطاع أخبار المتحدة، أن الوضع في قطاع غزة لا يزال مأساويًا، إذ أن الاحتلال الإسرائيلي يواصل توسيع أراضيه، موضحًا أن تهجير الفلسطينيين من شمال غزة إلى جنوبها هو جزء من خطة الجنرالات المتقاعدين.
وأضاف «سنجر» في مداخلة هاتفية ببرنامج«هذا الصباح»، المذاع عبر قناة «إكسترا نيوز»، أن مستقبل الاحتلال الإسرائيلي أصبح مهددًا، إذ أنه لا يمكن تصور وجود دولة إسرائيلية داخل دولة فلسطين، مؤكدًا أن الفلسطينيين سيبقون في أراضيهم ولن يغادروها.
وأشار إلى أن تصرفات الاحتلال لا تعكس رغبتها في التعايش السلمي مع الفلسطينيين أو دول الشرق الأوسط، مستشهدًا بارتفاع عدد الضحايا الذي بلغ أكثر من 45 ألف شهيد، معظمهم من الأطفال والنساء.
دعم الولايات المتحدة المستمر للاحتلال الإسرائيليولفت إلى أن المشكلة الأكبر تكمن في دعم الولايات المتحدة المستمر للاحتلال الإسرائيلي، إذ أنه لم تكن هناك أي إدارة أمريكية منذ بداية الأزمة، قدمت دعمًا حقيقيًا للشعب الفلسطيني، وهو ما ساهم في تصاعد الغضب والرفض، وهو ما حذر منه الرئيس عبد الفتاح السيسي.