موقع النيلين:
2025-03-10@20:28:52 GMT

قصة مَثَلْ «مَرْمِي اللّه ما بيترفع»

تاريخ النشر: 22nd, May 2024 GMT

كنا صبية نلعب بين يدي جدي محمد الحسن حاجنور رحمه الله أمام منزله الكائن في (البركل تحت)، وإذا بامرأة تشكي له عقوق أحد الأبناء ثم تختم قولها عنه غاضبة: (مرمي أللّه مابيترفع).

غضب جدي وطلب منها عدم وصفه بذلك مرة أخرى، وما أن حل المساء؛ أتيتُه بشاي المغرب وجلست إليه أسأله عن قصة (مرمي أللّه المابترفع)، فقال لي بأنه مَثَلٌ سيئ لكافر حكى القرآن قصته في سورة الأعراف، وإسمه (بلعام ابن باعوراء)، ثم تلى الآيات التالية:
{وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِيَ آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ ، وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا وَلَكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِن تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَث ذَّلِكَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ ، سَاء مَثَلاً الْقَوْمُ الَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا وَأَنفُسَهُمْ كَانُواْ يَظْلِمُونَ} 175-178

فمن هو هذا الرجل، وماهي قصته؟!
إنه من الشخصيات الغريبة التي ذكرها القرآن الكريم، شخصية من بني إسرائيل إسمه بلعام بن باعوراء، عاش في زمن النبيّ موسى عليه السلام، وكان صالحاً أوتي الكثير من آيات الله، ومنها استجابة الدعاء، وقيل بأنه كان يعلم اسم الله الأعظم.

لكن خاتمته كانت سيئة، فقد طلب منه جبّارو الأرض المباركة من قوم جالوت أن يدعو على موسى، فأبى في بادئ الأمر، فقدّموا له الهدايا وأقنعوا امرأته أن تُلِحّ عليه في الطلب، فاستخار الله ورأى في منامه من يأمره ألّا يفعل، لكنهم ظلوا يُلِحُّون عليه حتى وافق، ويُروى أنّه ركب حماره وصعد به جبلاً يُشْرِفُ على المكان الذي يتواجد فيه جيش موسى عليه السلام ليدعو عليه، فمنعت الملائكةُ الحمار من الصعود فبَرَكَ في الطريق، ومع ذلك استمرّ بلعام في غيه وشرع يدعو بكلمات يُريد بها الدعاء على موسى، فإذا بها تتحوّل الى دعاء على الجبّارين من قوم جالوت، ورغم ذلك لم يتُب، فطلب من الجبّارين أن يُزيِّنوا نساءهم لبني إسرائيل ويُمكّنوهم منهن بالزنا ففعلوا، وصارت مفسدة عظيمة في بني إسرائيل، حتّى أنّ أحدهم جلب امرأةً جميلةً لموسى وأعلن كفره أمامه بوصايا التوراة ونهيها عن الزنا، فدعى عليه موسى ومن أفسد منهم فأنزل الله عليهم رجزا من السماء هو الطاعون الذي قتل منهم سبعين ألفاً في يومٍ واحد.

أمّا بلعام فقد اندلع لسانُه على صدره وصار مثل الكلب اللاهث، وهذا في الدنيا، وينتظره عذاب الآخرة،

وهكذا أصبح بلعام (مَرْمِي) بسبب ردته عن دينه وكفره وخروجه على نبي من أنبياء الله، ولو شاء الله تعالى لرفعه، لكنه سبحانه لم يشأ له الرفعة والعلو لأنه باع دينه بدنياه وسعى وراء حطام الدنيا الزائل، فأخلد إلى الارض، فأصبح (مَرمِي الله المابترفع).

كم فينا من مرمي مابيترفع، منهم الذين يرفضون الاعتراف والقبول بدين الله مصدرا للتشريع في مااسموها الوثيقة الدستورية وكذلك في ما أسموه بالاتفاق الاطاري، بدأ سامرهم ينفض وغزلهم ينكث، فخرج منهم الشيوعيون وتبعهم اتباع حزب البعث والحبل على الغارب.
#قحت_مرمي_الله_المابترفع

عادل عسوم

adilassoom@gmail.com

إنضم لقناة النيلين على واتساب

المصدر: موقع النيلين

إقرأ أيضاً:

دروس وعبر من قصة سيدنا موسى.. ما هي معجزة شق البحر؟

أكد الدكتور إسلام النواوي، من علماء وزارة الأوقاف، أن قصة سيدنا موسى عليه السلام تحمل دروسًا عظيمة في ضرورة الأخذ بالأسباب، حتى في أوقات المعجزات الإلهية، مشيرًا إلى أن الله سبحانه وتعالى كان قادرًا على شق البحر دون أن يأمر موسى بضربه بعصاه، لكنه أراد تعليم الناس أهمية بذل الجهد وعدم الاعتماد على المعجزات فقط.

اوعى تخسر أخوك.. نصائح الدكتور إسلام النواوي للحفاظ على صلة الرحماللي بيشتم بالدين ويقول "بهزر".. إسلام النواوي: بذاءة اللسان ليست قوة

وقال الدكتور إسلام النواوي خلال تقديم برنامج «وبشر المؤمنين» المذاع على قناة «صدى البلد»، إن الأخذ بالأسباب سُنّة إلهية حتى في أعظم المواقف، مثل رحلة الإسراء والمعراج، حيث أرسل الله البراق للنبي محمد صلى الله عليه وسلم، رغم أن الرحلة لا تحتاج إلى وسيلة مادية، موضحًا أن ذلك يُعلّمنا أن العمل والوسائل المشروعة لا تتعارض مع التوكل على الله.

وأشار إلى أن سيدنا موسى طلب رؤية الله، مؤكدًا أن طلبه لم يكن تجاوزًا، بل رغبة في نيل متعة النظر إلى الله، مستشهدًا بأن من أعظم نعيم الجنة هو رؤية وجه الله الكريم، موضحا أن أهل الجنة يُهيَّؤون برؤية تتناسب مع هذا النعيم العظيم، حيث تتبدل قدراتهم لتتمكن أعينهم من تحمل رؤية الله.

واختتم  الدكتور إسلام النواوي ، حديثه بالإشارة إلى أن التجلي الإلهي في رحلة المعراج كان تكريمًا للنبي محمد صلى الله عليه وسلم، حيث لم يزغ بصره ولم يطغَ، في إشارة إلى عظمة الاصطفاء الإلهي له.
 

مقالات مشابهة

  • مفتي الجمهورية: الله منح الإنسان العقل وأنزل إليه الرسل حتى تقوم عليه الحجة
  • كتاب الإمام راشد بن سعيد في اجتماع كلمة أهل عُمان
  • «حماس»: إسرائيل لم تلتزم بجدول الانسحاب المتفق عليه من قطاع غزة
  • قرأت عليه سورة “يس”.. شمس البارودي: أصيبت بصدمة لوفاة ابني وزوجي
  • دروس وعبر من قصة سيدنا موسى.. ما هي معجزة شق البحر؟
  • إبراهيم عليه السلام رمزٌ وقدوةٌ في البراءة من أعداء الله، لا التطبيع معهم!
  • بعد الهجوم عليه .. أحمد موسى: أحمل رسالة عظيمة وهي خدمة الوطن
  • دعاء يجلب الرزق ويمنع الفقر .. واظب عليه في قيام الليل
  • شيخ الأزهر: حفظ الله يشمل كل الناس المطيعون منهم والعصاة
  • أنوار الصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم