صحيفة البلاد:
2025-03-10@11:33:33 GMT

ترجمة الهوية

تاريخ النشر: 22nd, May 2024 GMT

ترجمة الهوية

لعل أول ما يلفت الانتباه في المؤتمر العلمي الذي عقدته الأسبوع الماضي جامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن بالرياض تحت إشراف كلية اللغات عن ترجمة الهوية السعودية عبر اللغات والثقافات الأخرى، هو فلسفة تصميم الشعار الذي كان يحمل عنوان “هويتنا نترجمها”. جاء تصميم الشعار باستخدام عنصرين مهمين يعكسان بدقة الثقافة السعودية ويعتمدان عليها وهما النخيل والإبل.

كما أن الشعار يحمل عنصراً رمزيا مهما وبالذات في السياق الذي تم فيه تنظيم هذا المؤتمر وهو هنا في رحاب جامعة الأميرة نورة المخصصة للطالبات فقط. هذا العنصر الرمزي الذي يضمه هذا التصميم يتمثّل في شخصية راعية الإبل السعودية المعروفة شومة العنزي التي توفيت في عام 2022 بعد أن بلغت أكثر من 90 عاما حيث قضت حياتها تعيش في الصحراء مع الإبل والجمال ضاربة بذلك أروع الأمثلة في الصبر والكفاح، وفي الوقت نفسه تذوّق الجَمال الذي تراه في الجِمال حيث كانت تقول:” من هو المجنون الذي لا يحب الإبل؟”.

كنت أبحث عن هذه الصور المجازية الجميلة وكيف يمكن ترجمتها من خلال حفل الافتتاح وجلسات المؤتمر والتي تراوحت موضوعاتها حول دور الترجمة والنشر في نقل الهوية السعودية، وهوية الأسرة السعودية، وهويتنا والآخر، وترجمة الإرث الوطني، وقضايا التواصل في الهوية الوطنية؛ لكن في الوقت نفسه هناك معضلات معقدة في الترجمة لم يتم الوصول إلى حلول فلسفية حولها ولعل أهمّها قضية الذات والعلاقة مع الآخر.

لا شك أن الثقافة محلية تتشكّل من خلال الأجيال التي تعاقبت في مجتمع ما وأصبحت تميّزه عن الآخر، لكن في الوقت نفسه هذه الخصوصية تصطدم مع واقع جديد يعيشه هذا العالم وهو ما اصطلح على تسميته بالعولمة حيث تذوب الحدود بين المجتمعات ويصبح العالم سوقاً اقتصادية مشتركة يقع تحت سيطرة الأقوياء اقتصادياً ثم يتحوّل هذا الأمر لاحقاً ويمتد إلى الثقافة نفسها فيتقولب العالم بصورة نمطية واحدة ويصبح تحت سيطرة الثقافة القوية التي تسيطر على هذه السوق.

هذا المؤتمر الجميل يقاوم هذه التيارات الجارفة ويعلي من شأن الثقافة المحلية وإبرازها إلى الوجود خاصة وأن الهوية السعودية ذات شأن ثقافي مهم في هذا العالم، ولعل نظرة سريعة إلى خارطة العالم الجغرافية تكشف عن مكانها الاستراتيجي وخصوصية وجمال موقعها الذي يعكس في الوقت نفسه أهمية الدور الثقافي الذي تضطلع به والذي انعكس في كونها قبلة العالم ومهد الحضارات.
من المعضلات الكثيرة في قضايا ترجمة الهوية الثقافية هو الدور الذي يمكن أن تلعبه دور النشر خاصة في ظل اهتمامها في العائد الربحي الذي تنتظره من أي مشروع ثقافي يتعلق بالهوية إذ من المعروف عنها اهتمامها، كما هو الحال مع أي دار نشر عالمية، في الكتب الأكثر مبيعا ورواجا والتي عادة تبتعد عن الثقافات المحلية وترجمتها.

كان يمكن إضافة محور للتجارب الشخصية في الترجمة الثقافية لإلقاء المزيد من الأضواء حول الصعوبات التي يواجهها المترجمون أو دور النشر في قضايا ترجمة الهوية أو الثقافة السعودية سواء من العربية أو إليها.

khaledalawadh @

المصدر: صحيفة البلاد

كلمات دلالية: فی الوقت نفسه

إقرأ أيضاً:

العالم على موعد مع نسخة استثنائية.. السعودية تسلم ملف تسجيل «الرياض إكسبو 2030» للمكتب الدولي

البلاد – متابعات
سلم سفير خادم الحرمين الشريفين لدى فرنسا فهد بن معيوف الرويلي، ملف تسجيل «الرياض إكسبو 2030»رسمياً إلى المكتب الدولي للمعارض، مما يتيح للمملكة الاستعدادات العملية وإرسال الدعوات الرسمية للمشاركة الدولية عبر القنوات الدبلوماسية، حيث تكثف استعداداتها الكاملة لهذا الحدث الأهم على خارطة المعارض الدولية، ليكون العالم على موعده التاريخي في السعودية.

جاء فوز المملكة بتنظيم المعرض نتيجةً مباشرةً لرؤية وتوجيهات صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز ، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، حفظه الله ، وتتويجًا لتحقيق المستهدفات التنموية والاقتصادية والمجتمعية ورؤية المملكة 2030 الملهمة، ويستعرض قصة التحول الوطني نحو مستقبل مزدهر ومستدام.
ويعد إكسبو 2030م انعكاسًا لتوجهات المملكة وقفزاتها التنموية وفق رؤية وطنية طموحة وسعي حثيث للنماء والازدهار الاقتصادي والمجتمعي، وتجسيدًا للدور التكاملي الذي تمارسه الجهات الحكومية وتحقيق المنجزات الوطنية استلهامًا من رؤية المملكة 2030 الطموحة والجهود التنموية العظيمة.
ويعكس الفوز باستضافة المعرض الدولي ، مكانة المملكة بوصفها نقطة التقاء العالم، ومركزًا عالميًا للمعرفة والتطور العلمي والتقني، ومحطة للإبداع والابتكار، وحاضنًا لأكبر وأنجح الأحداث العالمية ، فهو خطوة مهمة تؤكد دورها الحضاري في المشهد الإنساني المتفاعل مع كل ما يرسّخ الحوار والتواصل والاستقرار والنماء، ويرسم حاضر ومستقبل العالم.
فقد أكد سمو ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، أيده الله ، على هذه الأهداف المضيئة ، باعتزام المملكة تقديم نسخة استثنائية وغير مسبوقة في تاريخ إقامة هذا المحفل العالمي بأعلى مراتب الابتكار، والإسهام بأداء دورٍ فاعلٍ وإيجابي لغدٍ مشرق للبشرية؛ من خلال توفير منصة عالمية تسخر أحدث التقنيات وتجمع ألمع العقول، بهدف طرح الحلول للتحديات التي تواجه كوكبنا ، وتعزيز الاستثمار الأمثل للفرص. وفي هذا السياق أشاد الأمين العام للمكتب الدولي للمعارض ديميتري كيركنتزس، بجودة الملف المقدَّم، مشيرًا إلى أنه يقدم رؤية متكاملة وواضحة لتنظيم إكسبو 2030 في الرياض، ويعكس حرص المملكة وجهودها الكبيرة في الاستعداد والتعاون مع المكتب الدولي للمعارض لإنجاح هذا الحدث العالمي.

مقالات مشابهة

  • إليك أغرب أشكال الاحتجاج التي شهدها العالم على مر التاريخ (صور)
  • وزير الخارجية الأمريكي يزور السعودية لتعزيز جهود إنهاء الحرب بين روسيا وأوكرانيا
  • العالم على موعد مع نسخة استثنائية.. السعودية تسلم ملف تسجيل «الرياض إكسبو 2030» للمكتب الدولي
  • بالتفاصيل.. الجامعات السعودية تتصدر قائمة أفضل 100 جامعة في العالم
  • الجامعات السعودية تتصدر قائمة أفضل 100 جامعة في العالم
  • عماد حمدان: المرأة الفلسطينية هي الأساس في تشكيل الهوية الوطنية والثقافية
  • مخاوف حول تنظيم كأس العالم 2026.. ما الصعوبات التي ستواجهها أمريكا؟
  • وول ستريت جورنال: ترامب يقلب النظام العالمي الذي بنته أميركا رأسا على عقب
  • كيف تعمل شبكة الإنترنت؟ رحلة إلى قلب الشبكة التي تربط العالم
  • السعودية.. أمطار غزيرة و«صواعق رعدية» وتنبيهات عاجلة للسكان