صحيفة البلاد:
2025-02-21@12:48:17 GMT

هديتي تفاحة

تاريخ النشر: 22nd, May 2024 GMT

هديتي تفاحة

يقولون لنا إن صحة الطفل هامة جداً وعلينا مسؤولية رعايته عقلياً وجسدياً حتى يكبر ويصبح إنساناً فعالاً في المجتمع ونافعاً للبشرية ، ونقول: حسناً هذا حق وواجب ، فنقوم بدورنا ونقدم له كل ما يحتاجه للشعور بالعطف والحنان ، وكل ما يتطلبه من تغذية سليمة ولياقة بدنية وتوعية فكرية ، ولكن هل يكفي هذا الاهتمام بطفلنا كي ينمو وينهض وتعزز شخصيته من غير أن يكون هناك هيئات تربوية ومؤسسات تعليمية وإجراءات قانونية تدعم الطفل وتصون ما نشأ عليه من أفكار قيمّة وسلوك قويم؟

كيف نستطيع أن نضبط عادات طفلنا اليوم ، وهو يواجه مغريات الطعام الجاهز والحلويات المصنّعة في الشارع والمدرسة ؟ كيف لنا أن نحدّ من رغباته في شراء الأكلات الطيبة ( شيبس ، بسكويت ، سكاكر ملونة ، وعصائر محلاة ، ومعجّنات) ، ونستبدلها بتفاحة طازجة وسندويتشه زيت وزعتر وجبن بلدي؟ كيف لنا أن ننزع من يده ألواح الآيباد وغيرها من الأجهزة الصماء ونستبدلها بقصة ورقية تريح أعصابه وتمتع ناظريه ؟ كيف لنا أن نستدرجه إلى أحضاننا بدل الانزواء في الزوايا المظلمة ؟ كيف لنا أن نشجعه على اللعب في الحدائق العامة واستنشاق الهواء النظيف بدل الأماكن المغلفة والألعاب الكهربائية التي قد تشكِّل خطراً عليه حين الاخلال بقوانين سلامتها ؟ كيف لنا أن نعلِّم طفلنا آداب الحوار والإصغاء وهو محاط بمن يرفعون الصوت ويشتمون الآخر ؟ كيف لنا أن نجنِّب طفلنا مضار الدخان والنرجيلة التي تؤثر سلباً على استيعابه وتفكيره وبعض من أهله لا يحلو لهم التدخين إلا في حضرته ؟ كيف لنا أن نطلب من طفلنا التركيز في الدراسة وقد ورطناه بهاتف ذكي يرن في يده على مدار الثانية ثم أغرقناه بمؤثرات صوتية وأخرى مرئية لا تهدئ ولا تتوقف ؟

لقد أصبح التشوّه البصري والتلوّث السمعي، محاطاً بطفلنا حيث خرج وأنىّ عاد ، وما علينا كآباء ومربين إلا انتشاله من مستنقع الفشل وكآبة المنظر ، راجين من القائمين على التربية والطفولة أن يوجهوا بإعادة النظر في مسألة التغذية غير الصحية للطفل، وأن يضعوها في سلم الأولويات ، فيمنعوا بيع أو تناول أو التهادي بكل ما تم ذكره في الروضات والمدارس ، لما لها من آثار على تسوس الأسنان والتهاب اللثة وتراكم الدهون وفرط الحركة ، وأن يكثفوا من الحملات التوعوية الضرورية التي تسهم في تألق الطفل ولا تعيق تقدمه.


ويا بلادي واصلي بأطفالك جيل المستقبل وبناة الوطن والله يحميك إله العالمين.

bahirahalabi@

المصدر: صحيفة البلاد

إقرأ أيضاً:

أحمد نجم يكتب: الطفل العنيد صناعة أسرية

من الخطأ تجاهل الدور الأسري لصناعة الطفل العنيد، أحيانا بدون قصد يداعب الوالدين أو  أحد أفراد الأسرة الطفل الصغير بأن يمنع عنه شئ يحبه، ويتلذذ البعض بمحاولات الطفل الصراخ للتوصل للشئ الممنوع عنه، وتزداد الضحكات عليه في الوقت الذي يشعر الطفل بالرغبة الشديدة للوصول وتقليد مافعله الٱخر معه.

يتصور البعض بأن الطفل لا يدرك الأمر لكن في الحقيقة تتولد مظاهر العناد لدي الطفل إبتداء من بلوغه العامين والنصف، فقد قسم علماء الاجتماع العناد عند الأطفال إلى: 
 أولا عناد مرضي: يكون علي صورة مرض عصبي ونفسي يصيب الطفل ويكون علاجه لدي طبيب مختص . 
ثانيا عناد عرضي: هو عناد مؤقت غير دائم يكون رد فعل للطفل بسبب إكراهه علي فعل شى لا يحبه فلا يجب التعامل بحده مع الطفل لتنفيذ الأوامر .
ثالثا عناد متكرر: هو شائع عند الأطفال برفض الأوامر فيغضب الوالدين لأنه يمس حرج إجتماعي وتربوي، فلا يجب أن يتشدد الوالدين في رد الفعل ولكن التعامل يكون بإسلوب الترغيب والمكافأت لتغيير تشبث الطفل برأيه .

الطفل يصبح عنيداً لأنه يطلب منه تنفيذ الأوامر بدعوي التربية الصحيحة ، وكلها أفعال أمر و إذا قام بكسر الأشياء يعاقب و الأفضل للأم إبعاد الأشياء المعرضه للكسر من أمامه لأنه في هذه المرحلة العمرية لا يعرف قيمة الحفاظ علي الأشياء ويجب تدريبه علي ذلك بعد عمر العامين ونصف .

يبدأ العناد عند الأطفال في سن مبكر، يبدو في صورة سلوك سلبي ، برفض ما يطلبه الآخرون. ويكون بين سنة إلى ثلاث سنوات طبيعي جدا ، ويصبح مشكلة سلوكية عند النمو .

حين تنشغل الأسرة عن الطفل يحاول أن يفعل ٱي شى لمحاولة لفت الإنتباه له خاصة عند وجود أطفال ٱخرين هو يحاول أن يكون محور الإهتمام به، وقد يتعرض الطفل للعقاب لشئ فعله، فيحاول غاضبا أن يكرر مافعله إنتقاما ممن عاقبه، مثل أن يلقي أشياء علي الأرض، فيتم ضربه علي يده، وبرغم تألمه من العقوبة إلا إنه يكرر إلقاء الأشياء محاولا أن يثير غضب من عاقبه .

قد تظهر مظاهر عناد الطفل عند عدم إشباع رغباته فيصاب بالتوتر وفعل ٱي شئ لعدم تلبية رغباته، أحيانا مثلا يحاول النوم، فتظل الأم تداعبه لكي يستيقظ لينام ليلا وتأخذ هي راحتها، ومع إصراره ورغبتها في إيقاظه يتولد إصرار الطفل علي موقفه ولا تعلم الأم أنها تصنع أولي مظاهر العناد لدي طفلها .و أحيانا يكون العناد وراثيا  لذلك يجب علينا مراعاة تصرفاتنا أمام الأطفال .

قد يختلف تفسير الأبوين لتصرفات الطفل، ومن الأفضل التأكد من سلوكياته لوضع أسس العلاج، فهناك فرق بين الطفل العنيد وقوي الشخصية حر الإرادة، الطفل العنيد يتمسك برأيه ولا يتقبل آراء الٱخر، ويصر علي تنفيذ ما يفعله بجانب ميله للإستقلالية واعتماده علي نفسه فقط، وأحيانا يصاب بنوبة صراخ لكي يلفت أنظار الٱخرين له .

قد تكون المرونة والدلع الزائد وتلبية رغباته الكثيرة وعدم المنع، مثلا يصرخ فتتم الإستجابة لطلباته فورا لمنع بكائه، من أهم أسباب ظهور ظاهرة العناد لدي الطفل لأنه يعرف كيف يتم تنفيذ طلباته، وقد يكون عناد الوالدين حين يصرا على تنفيذه الأوامر دون إقناعه.

وتبدو رغبة الطفل في تأكيد ذاته خاصة أمام الآخرين برفض الأوامر وتنفيذ مايحلو له نوعا من العناد العمدي، لشعوره بالظلم عندما يتلقي أمر بعمل شئ مع راحة أخيه ، أو محاولة كبت حركته ونشاطه ، وأحيانا شعور الطفل بالضعف يدفعه للعناد لإثبات ذاته أو شعوره بالغيرة بسبب التفرقة في المعاملة بين الأخوات، مما يصببه بالتوتر النفسي فيقوم بعمل كل شئ عكسي

هنا لابد من تدريب الطفل علي تبادل الأشياء، الأخذ والعطاء والتعاون في أعمال البيت الخفيفة لتقليل حدة الأنانية فجميع الأطفال يكتسبون صفات وراثية وجينات تحمل في بعضها سلوك العناد وخاصة في إبداء الرأي لذلك تنتشر مقولة ( الواد طالع لابوه دماغه ناشفة) لذلك يجب أن يتجنب الوالدين معاقبة الطفل أمام الأخرين كي لا يشعر بالحرج ويحاول إثبات ذاته، وهنا لا يجب أن نقول الواد صغير ولا يفهم، فمرحلة الإدراك لدي الطفل تبدأ مبكرا جدا .

يجب علي الآباء التحلي بالصبر وعدم  الغضب من التصرفات الطبيعية لسن الطفل ولا يجب إخراج شحنة التعب من متطلبات الحياة والعمل في الطفل، والتحدث معه بلغته والنزول لمستوي عقله وتفكيره .

من المهم أن يكون هناك حوار بين الطفل ومعطي الأوامر وإحترام رأي الطفل فحين يصر الطفل علي إرتداء ملابس معينة يجب تلبيه رغبته وإحترام مشاعره، والإستماع جيدا لطلباته ويمكن بعد تلبيه طلبه إقناعه بأن يرتدي الملابس الأخري ونجعله ينظر للمرٱة ونستدرجه للموافقه علي ما نريده .

يجب أيضا عدم الإنفعال علي تصرفاته وإخراج حاله الضيق من إرهاق اليوم عليه، والصبر علي تصرفاته وتوضيح الصواب له بطريقة فكاهية ليتقبلها .

جميل جدا أن يقوم الوالدين بمدح سلوكياته الإيجابية والتقليل من رفض طلباته بلفظ لا، لأنه يرددها دون أن يدرك نتيجتها، ويتم ذلك بألفاظ سهلة مرنة، ويمكن قبل النوم أن يقوم أحد الوالدين بإلقاء حدوتة قبل النوم يطرح فيها تصرف خاطئ قام به الطفل وطرح الصواب وجعل الطفل يردده في دعابة للاستفادة.

أيضا يجب عدم إجبار الطفل علي تنفيذ أمر هو لا يرغبه و يكرهه، مثل تناول طعام معين أو الجلوس في مكان محدد أو عدم الخروج، وأن نحترم في سلوكيات الطفل الإرادة المعاكسة، ونتقن إسلوب التفاوض والحوار مع سنه .

فقد يبدو سبب عناده مضحكا، فإذا رفض مثلا الإستحمام قد يكون بسبب خشيته من المياه أو الغرق في البانيو أو خلع الملابس، لذا يجب إبراز الجوانب الإيجابية في المكان لجذب إنتباهه وحبه في التصرف.

من الخطأ الصراخ في وجهه، فهو يتعلم العصبية وأحيانا يقلد الوالدين مع الأخرين حين يراهما يتشاجران أمامه، يقلد بدون وعي، وأحيانا يقوم بضرب من حوله وإهانتهم وبذلك نكون ساهمنا في صنع طفل عدواني .

من الأفضل عدم عقاب الطفل العنيد بقسوة والتجاوز عن الأخطاء البسيطة التي يفعلها لأنه سوف يكررها بدافع استحباب رد فعلك كأنك تداعبه، ويمكن معاقبته بحرمانه من اللعب بألعابه المفضلة وإخفائها عنه، أو تقليل وقت لعبه لفترة بسيطة، أيضا بث روح الإعتذار عند قيامه بسلوك خاطئ، بإسلوب إيضاحي يناسب عمره .

طفلك بذرة نقية طاهرة، لابد أن توفر لها مناخ تربوي مناسب لتكسب أنت حياتك قبل أن يكسب هو حياته .

مقالات مشابهة

  • طفل ألف مسكن .. كيفية الإبلاغ عن مخطـ.ـوف بالتليفون
  • عمرها ساعتين.. العثور على طفلة حديثة الطفل متوفيه في الشارع بأشمون
  • أحمد نجم يكتب: الطفل العنيد صناعة أسرية
  • مصرع طفل أسفل سيارة ربع نقل بسوهاج
  • تمساح يلتهم طفلا أثناء لهوه مع صديقه في نهر
  • غوريلا تحاول مواساة طفل بعد سقوطه في قفصها .. فيديو
  • سقوط غامض في آبار المغرب.. وفاة طفل وإنقاذ شاب بأعجوبة
  • الجامعة اليابانية تستقبل الأطفال المشاركين في "برنامج الطفل"
  • 5 نصائح مهمة لحماية الأطفال من العدوى في المدارس.. تحذيرات من الصحة
  • مصرع طفل دهســ.ـاً أسفل عجلات سيارة في طما بسوهاج