كبار السن في لبنان ضحايا تدهور الخدمات الصحية
تاريخ النشر: 22nd, May 2024 GMT
أحمد مراد (بيروت، القاهرة)
أخبار ذات صلة 5 قتلى بضربات إسرائيلية على جنوب لبنان تخريج دفعة جديدة من رواد الرعاية الصحية الإماراتيينيشهد لبنان منذ عام 2019 أزمة مالية طاحنة أدت إلى انهيار العملة المحلية (الليرة)، وإلى تضخم أسعار الغذاء والدواء بشكل غير مسبوق، مما تسبب في تفاقم الأوضاع المعيشية لمختلف فئات وشرائح الشعب، وعلى رأسهم كبار السن والمتقاعدون الذين يعدون الأكثر تضرراً جراء الأزمات السياسية والاقتصادية التي تشهدها البلاد، وفي مقدمتها الفراغ الرئاسي القائم منذ نوفمبر 2022.
ووسط تعدد أزمات لبنان، والتي يُعاني تداعياتها ملايين اللبنانيين، يشهد أداء أنظمة الحماية الاجتماعية والرعاية الصحية لكبار السن والمتقاعدين تراجعاً حاداً، وعجزاً عن تأمين احتياجاتهم الحياتية الأساسية، لا سيما من الدواء والغذاء.
وأوضح المحلل والكاتب اللبناني يوسف دياب، أن لبنان يمر بمرحلة حرجة وخطرة في تاريخه، تتعدد أزماتها السياسية والاقتصادية على نحو غير مسبوق، وتُعاني غالبية فئات الشعب تداعياتها، غير أن المعاناة الاجتماعية والصحية أكبر وأخطر وأشرس بالنسبة لمئات الآلاف من كبار السن والمتقاعدين الذين يشكلون نحو 15% من مجموع اللبنانيين.
وبحسب تقديرات مسح القوى العاملة في لبنان، للعام 2022، الذي أجرته إدارة الإحصاء المركزي ومنظمة العمل الدولية، فإن 46.7% من كبار السن محرومون من أي نوع من أنواع الضمان الصحي أو الحماية الاجتماعية.
وقال الكاتب والمحلل اللبناني لـ«الاتحاد»، إن مؤسسات الدولة اللبنانية في ظل ما تُعانيه من أزمات أصبحت عاجزة عن توفير إجراءات الحماية الاجتماعية والرعاية الصحية لنحو 852 ألف مسن تجاوزوا الـ64 من العمر، ما يجعل كبار السن يعيشون أوضاعاً قاسية جداً، لا سيما مع التراجع الحاد في أداء أنظمة الدعم والرعاية.
وحذر دياب من خطورة تفاقم تداعيات الأزمات التي يواجهها كبار السن في ظل ارتفاع معدلات الفقر والبطالة، ما جعل الأبناء غير قادرين على تلبية احتياجات آبائهم وأمهاتهم، إذ إن 80% من كبار السن يعتمدون على أسرهم في توفير متطلبات الحياة، لا سيما الدواء والغذاء.
وكانت المؤسسة الدولية لكبار السن قد أوضحت أن انهيار أنظمة الدعم والرعاية التي اعتمد عليها كبار السن في الماضي، من خلال البرامج الحكومية أو القطاع الخاص أو المنظمات غير الحكومية أو الشبكات الأسرية، جعل العديد منهم من دون أي مصدر للدخل، وما جعل بعضهم مجبرين على العمل بعد سن التقاعد.
ومن جانبها، أوضحت الكاتبة والمحللة اللبنانية، ميساء عبد الخالق، أن الآلاف من كبار السن اللبنانيين باتوا يواجهون صعوبات بالغة من أجل تأمين احتياجاتهم الأساسية في ظل أزمات وتحديات متشابكة.
وقالت عبد الخالق، في تصريح لـ«الاتحاد»، إن ارتفاع معدلات الفقر تجاوز نسبة 82%، وهو ما يضاعف حجمَ الأزمات المتفاقمة التي يواجهها كبار السن، والذين أصبحوا يعانون أوضاعاً حرجة، وربما مرشحة للتفاقم في الفترة المقبلة مع استمرار تداعيات الأزمات السياسية والاقتصادية، وبالأخص أزمة الفراغ الرئاسي، القائمة في لبنان.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: لبنان الليرة اللبنانية الرعاية الصحية منظمة العمل الدولية من کبار السن
إقرأ أيضاً:
للرئيسين عون وسلام.. نداء من المغتربين اللبنانيين في فرنسا
وجه المغتربون اللبنانيون المنتمون إلى جمعية Change Lebanon في فرنسا نداءً إلى رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون والرئيس المكلف نواف سلام، طالبوا فيه "بترجمة وعودهما بالتغيير إلى أفعال، بدءًا بمسار تشكيل الحكومة العتيدة"، مؤكدين ضرورة وضع مصالح البلاد فوق الإعتبارات الحزبية والفئوية، والتوصل إلى تشكيل حكومة قادرة على إنقاذ لبنان واللبنانيين. كما شددوا على أهمية تعيين وزراء يتحلون بالشجاعة والنزاهة والكفاءة، والذين تكون غايتهم الوحيدة خدمة لبنان وشعبه.
وجاء في النداء: "بمجرد سماع الكلمات الأولى التي ألقاها رئيس الجمهورية اللبنانية فور انتخابه، أصبح الأمل ممكناً بنشوء حكومة تتماشى مع رغبة التغيير التي عبّر عنها الشعب في 2019. إلا أن هذا الأمل لا يمكن أن يتحقق إلا من خلال تموضع واضح: وضع مصالح البلاد فوق المصالح الحزبية والفئوية، والتوصل إلى حكومة قادرة على إنقاذ لبنان".
وأكد المغتربون في ندائهم أن الشروط الأساسية لنجاح الحكومة في مهامها هي بسيطة: الكفاءة، الشجاعة، والنزاهة. وطلبوا من الحكومة تنفيذ الإصلاحات الضرورية لإعادة بناء دولة القانون، للنهوض بالوضع المالي، ترسيم الحدود، فرض الأمن، ومكافحة الفساد، مؤكدين أن "التغيير في الحوكمة أصبح حاجة حيوية وملحة، وأن العفو ليس خياراً".
كما أشاروا إلى أن التحدي الحقيقي يكمن في ترجمة الخطاب الرئاسي إلى أفعال عملية، دون العودة إلى الممارسات القديمة التي تضر بمصالح اللبنانيين. واعتبروا أن "التغييرات الجيوسياسية في المنطقة والعالم، خاصة في لبنان، تتطلب من اللبنانيين من مختلف الطوائف أن يجدوا خلاصهم في الجمهورية والجيش فقط".
وأضافوا: "إن ثقة الشعب بمؤسسات الدولة، القضاء، والمصارف يجب أن تُكتسب من خلال الإصلاحات الحقيقية، وإعادة بناء هذه المؤسسات. نحن، المغتربون اللبنانيون، نطالب بأن تحمل الحكومة الجديدة إصلاحات صارمة وواضحة، وأن تكون الفرصة الحالية لطي صفحة الماضي".
وفي ختام النداء، أكد المغتربون "استعدادهم لتقديم كل ما في وسعهم لمساعدة لبنان على التعافي، بشرط أن يكون لبنان بخير، وأن يكون جميع اللبنانيين، في الداخل والخارج، بخير".