محللون: فرص أكبر لأحزاب «اليمين» في الانتخابات الأوروبية
تاريخ النشر: 22nd, May 2024 GMT
عبدالله أبو ضيف (القاهرة)
أخبار ذات صلةتنطلق الانتخابات الأوروبية يونيو المقبل، وسط تنبؤات متزايدة بارتفاع فرص فوز اليمين بالمقاعد الأكبر في البرلمان، خاصة مع تخوفات الناخبين من زيادة نسب الهجرة غير الشرعية، ورفض تحمل تكاليف مشاركة الدول في الصراعات الخارجية، خاصة في أوكرانيا والشرق الأوسط.
وأوضح حسين خضر، عضو الحزب «الاشتراكي الألماني» والباحث في الشأن الأوروبي، أن اختيارات الناخب الأوروبي تقف على عوامل رئيسة، تشمل السياسة الداخلية للدول الأعضاء والأوضاع الاقتصادية ولتحديات البيئية والسياسات الخارجية، بما في ذلك العلاقات مع الشرق الأوسط وأوكرانيا. وأضاف أن الأحداث في الشرق الأوسط، مثل النزاعات وأزمات اللاجئين تؤثر بشكل مباشر على السياسة الداخلية والخارجية للدول الأوروبية. ومن منظور اشتراكي ديمقراطي، هناك تركيز على ضرورة معالجة جذور هذه المشاكل من خلال الدبلوماسية والمساعدات الإنسانية، بدلاً من الحلول العسكرية.
وأشار إلى أن الأزمة في أوكرانيا والتوترات مع روسيا لها تأثير كبير على الأمن الأوروبي والسياسة الخارجية، ويميل «الاشتراكيون الديمقراطيون» إلى دعم موقف موحد من قبل الاتحاد الأوروبي للدفاع عن السيادة والديمقراطية، مع التأكيد على الحاجة إلى حلول سلمية. وقال إن هناك مخاوف من أن الأحداث العالمية، مثل الأزمة الأوكرانية أو مشاكل الهجرة من الجنوب قد تؤدي إلى زيادة شعبية الأحزاب اليمينية التي تعتمد على رسائل الخوف والانغلاق، ومع ذلك من منظور اشتراكي ديمقراطي، فإن الحل يكمن في تقديم بدائل تعالج القضايا الاجتماعية والاقتصادية بشكل فعّال، وتعزز التضامن الأوروبي.
ويرى أنه من الصعب التنبؤ بنتائج الانتخابات بدقة، لكن «الاشتراكيين الديمقراطيين» يأملون في تحقيق تقدم، من خلال التركيز على قضايا العدالة الاجتماعية والاستدامة والديمقراطية، ويُنظر إلى التعاون الأوروبي كأداة حاسمة لمواجهة التحديات العالمية، بما في ذلك تغير المناخ والأمن الدولي.
وأضاف أن الأحداث الجارية في الشرق الأوسط وأوكرانيا قد تؤدي إلى زيادة التحديات التي تواجهها أوروبا، ويرى «الاشتراكيون الديمقراطيون» أن هذه الأزمات تتطلب استجابة تعتمد على القيم الديمقراطية والتضامن، بالإضافة إلى التركيز على الحلول السلمية والدبلوماسية، وستكون الانتخابات المقبلة ستكون حاسمة في تحديد مسار الاتحاد الأوروبي وقدرته على التعامل مع هذه التحديات بشكل جماعي.
من جهته، توقع الباحث السياسي أحمد الياسري، أن يشهد التقدم السياسي المتعدد الأطراف تعزيزاً للأحزاب اليمينية، وهذا يعود إلى عوامل عدة، فهناك قاعدة فكرية تتمثل في استراتيجية الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لتعزيز النفوذ في أوروبا. وأشار إلى تركيز اليمين المتشدد في العالم عموماً على قضايا الهوية والقومية بدلاً من المسائل الاقتصادية أو الاجتماعية، وهو ما يسهم في جذب الجماهير وتعزيز وجودهم السياسي، ومع تراجع اليسار الليبرالي في العديد من الدول، فإن الاتجاه نحو اليمين المتشدد يزداد قوة، مما يعزز نفوذهم، ويعطيهم مساحة أكبر للتأثير على السياسة الدولية.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: الانتخابات الأوروبية البرلمان الأوروبي أوكرانيا الاتحاد الأوروبي لكرة القدم
إقرأ أيضاً:
التناقضات بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي بشأن أوكرانيا تتصاعد قبيل مؤتمر ميونيخ
تصاعدت التناقضات بين فريق الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب والاتحاد الأوروبي بشأن موقفهما من النزاع الأوكراني، وفقًا لما صرح به فلاديمير فاسيلييف، الباحث الرئيسي في معهد الولايات المتحدة وكندا، وأوضح فاسيلييف في حديث لوكالة "نوفوستي" الروسية أن هذه التناقضات قد تشهد محاولات لتخفيف حدتها خلال مؤتمر ميونيخ للأمن، المزمع عقده في الفترة من 14 إلى 16 فبراير الجاري. ورغم ذلك، أشار إلى أن من الصعب تحديد مدى إمكانية نجاح تلك المحاولات في الوقت الراهن.
وأشار فاسيلييف إلى أن الولايات المتحدة لم تتوقع أن تتصرف أوكرانيا بشكل مستقل أثناء وضع خطة السلام، حيث بدا أن موقف كييف نابع من استعداد الاتحاد الأوروبي لتولي الدور الذي كانت تلعبه الولايات المتحدة سابقًا في النزاع، وأضاف أن الأوروبيين يظهرون استعدادًا لدعم السياسات المناهضة لروسيا التي تتبعها أوكرانيا، وهو ما يصعب على ترامب فرض سيطرته الكاملة على الموقف، معتبرًا أن الحلفاء الأوروبيين مستعدون لاستبدال دور الولايات المتحدة.
وفي المقابل، تحاول الولايات المتحدة ممارسة ضغوط على الدول الأوروبية لزيادة الإنفاق العسكري، في محاولة لفرض السيطرة على كييف وتنفيذ أجندتها الخاصة، واعتبر فاسيلييف أن هذا جزء من محاولات واشنطن لتوجيه السياسة الأوروبية بما يتماشى مع مصالحها.
ووفقًا لفاسيلييف، يبقى السؤال الأهم هو ما إذا كان الاتحاد الأوروبي مستعدًا لتحمل التكاليف المرتبطة بالنزاع الأوكراني، والتي كانت تتحملها الولايات المتحدة في السابق، وأشار إلى أن الموقف الأوروبي قد يكون مجرد تكتيك، أو قد يكون الاتحاد الأوروبي جادًا في تحمل تلك النفقات، وأكد أن هذه القضية قد تكون محورًا للنقاش في مؤتمر ميونيخ، لكن من غير الواضح مدى واقعية التوصل إلى حلول واضحة في هذا الشأن.
من المقرر أن يشهد مؤتمر ميونيخ للأمن مشاركة عدد من الشخصيات البارزة، بما في ذلك الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي والمبعوث الخاص للرئيس الأمريكي إلى أوكرانيا، كما من المتوقع أن تجتمع مجموعة السبع (G7) على هامش المؤتمر لمناقشة سبل تسوية النزاع الأوكراني، وفقًا لما ذكره رئيس المنتدى كريستوف هويسغن، ستتناول النقاشات ملامح خطة لتسوية النزاع في أوكرانيا، مع التركيز على تعزيز التعاون الدولي في هذا المجال.
في جانب آخر، أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في تصريحات سابقة أن الهدف من تسوية النزاع في أوكرانيا يجب أن يكون تحقيق "سلام طويل الأمد"، وليس مجرد هدنة مؤقتة، وأشار بوتين إلى أن روسيا ستواصل الدفاع عن مصالح الشعب الروسي، مع التأكيد على أن السلام يجب أن يعتمد على "احترام المصالح المشروعة لجميع الشعوب التي تعيش في المنطقة".
من جانبه، صرح الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب مؤخرًا أن الرئيس الأوكراني زيلينسكي مستعد للتفاوض من أجل إنهاء الحرب في أوكرانيا، وأضاف ترامب أنه كان ينبغي لزيلينسكي ألا يسمح ببدء الصراع في المقام الأول. كما دعا ترامب الدول الأوروبية إلى زيادة دعمها لأوكرانيا، مطالبًا بأن تكون مساهماتها مماثلة لتلك التي تقدمها الولايات المتحدة.