محمد خليفة المبارك يكتب: المنطقة الثقافية في السعديات.. إرثٌ حيٌ لزايد المؤسس
تاريخ النشر: 22nd, May 2024 GMT
«من لا يعرف ماضيه لا يستطيع أن يعيش حاضره ومستقبله، فمن الماضي نتعلم ونكتسب الخبرة ونستفيد من الدروس والنتائج» – المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، «طيب الله ثراه».
باعتبارها مجتمعاً متعدداً يضم أكثر من 200 جنسية، لا يمكن أن يكون هناك مكان في العالم، أفضل من أبوظبي، يتيح التعرف على الدور المفصلي الذي تلعبه الثقافة، ومعايشة هذا الدور في بناء غد أفضل من خلال إلهام العقول والتشجيع على الإبداع والانفتاح وتوسيع آفاق وجهات النظر.
لقد ساعدت الاكتشافات الأثرية في جميع أنحاء دولة الإمارات العربية المتحدة، على إبراز حقيقة أنّ هذه المنطقة كانت على الدوام بمثابة جسر حيوي وتاريخي بين حضارات المحيط الهندي والبحر الأبيض المتوسط وبلاد الشام منذ آلاف السنين. تاريخياً، كانت منطقتنا مكاناً للتفاهم والتواصل والتعاون بين البشر من مختلف الثقافات والحضارات.
إنّ هذا الطبع من المرونة والقوة معاً، لا يمكن أن يأتي إلا من التعاون والتضامن والوحدة، وهي القيم التي كرّس الوالد المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، حياته لها، وأورثَنا إياها.
علّمنا الشيخ زايد الشغف بالتراث والاعتزاز به، وحمايته وصونه، كما غرس فينا احترام وتقدير كل مكوّنات ومقوّمات هويتنا وثقافتنا. ولتوثيق تاريخنا العريق، افتتح، طيّب الله ثراه، أول متحف لدولة الإمارات في العين عام 1971، وافتتح أول مركز ثقافي وهو المجمّع الثقافي عام 1981. واستمر إرث الشيخ زايد في التطور بتوجيهات من المغفور له الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رحمه الله. واليوم، يواصل صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، وسمو الشيخ خالد بن محمد بن زايد، ولي عهد أبوظبي، البناء على هذا الإرث. وإنّ هذا التفاني الدائم من قيادتنا الرشيدة لصون تراثنا الثقافي وحفظه للأجيال، يتشكّلُ في أحدث صورة له من خلال المنطقة الثقافية في السعديات، أحد أكبر تجمعات المؤسسات الثقافية.
تعد المنطقة الثقافية في السعديات بمثابة منصة عالمية تعكس تراثنا الثقافي الغني، وتحتفي بالثقافات الأخرى في الوقت نفسه، بل وتعزّزها وتحتفل بخصائصها المشتركة، استمراراً لدور أبوظبي التاريخي كملتقى للحضارات. وتستعد المنطقة للإسهام في ترسيخ دور أبوظبي كحلقة وصل للابتكار الثقافي والحوار، مما يترك أثراً وإرثاً ملهمين محلياً وعالمياً. وباعتبارها مركزاً ثقافياً نابضاً بالحياة، تجمع المنطقة بين التراث الغني لماضينا والطموح الحيوي لمستقبلنا، احتفالاً بإرث التنوير والفكر المتجدد الذي تركه لنا المغفور له الوالد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه.
وتضم المنطقة الثقافية في السعديات اليوم متحف اللوفر أبوظبي، وبيركلي أبوظبي، ومنارة السعديات، وسينضم إليها متحف زايد الوطني، ومتحف جوجنهايم أبوظبي ومتحف التاريخ الطبيعي أبوظبي وتيم لاب فينومينا أبوظبي، لتقدم هذه المؤسسات مجتمعةً رحلة آسرة لاستكشاف تاريخنا الإنساني المشترك وثقافاتنا المتنوّعة، من أبوظبي.
وكونها تُعد أحد أكبر تجمعات المؤسسات الثقافية، فإنّ المساحات الديناميكية للمنطقة الثقافية في السعديات لا تكرّم تاريخنا فحسب، بل تعزّز أيضاً التفاعل الثقافي والتبادل المعرفي والحضاري الخلاق، حيث تدعو مؤسساتنا الأفراد من الخلفيات المتنوعة لمشاركة الخبرات والمهارات الثقافية والإبداعية، وبالتالي إثراء فهمهم وتقديرهم لعالمنا.
هذه العلاقات التفاعلية ليست خبرات تعليمية لاكتساب المعارف والمهارات فقط، بل إنها أدوات تمكين لشبابنا، تعزّز لديهم قيم التفاهم والاحترام المتبادل. ومن خلال مهارات التفكير الناقد وتنمية الإبداع، تعمل هذه الصروح الثقافية والمتاحف كمنصات للتعلم مدى الحياة، حيث تقوم بتعليمهم وتوجيههم ودعمهم في إطار مهمتها لتحفيز الإبداع وتعزيز استدامة المنطقة الثقافية في السعديات ونقل إرثها للأجيال القادمة.
كما تستكشف المنطقة الثقافية في السعديات الطرق المبتكرة العديدة التي يمكن للإبداع أن يفيد من خلالها كلّ فردٍ منا، صغاراً وكباراً، كمواطنين في هذا العالم. إن الشعور بالارتباط واضح في جميع أرجاء المؤسسات الثقافية بالمنطقة التي توفر فرصاً متنوعة للترفيه والتعليم وتنمية المعرفة وتطوير الذات، مما يضمن أن كل زيارة للجميع لا تُنسى، بل وتُحدث تحولاً ثقافياً ومعرفياً لدى كلِّ زائر.
تُجسّدُ المنطقة الثقافية في السعديات التزام أبوظبي بالحفاظ على تراثها الخاص وموروث الإنسانية جمعاء معاً، وتعكس تبني الإمارة رؤية تقودنا إلى المستقبل المشرق، حيث سيكون للمنطقة أن تلعب دوراً مؤثراً عبر الأجيال برسالة التنوع الثقافي الذي ستتعاظم قوته مع مرور الوقت، مما يخلق الروابط العالمية، ويلهم التبادل الثقافي، ويعزز طرق تفكير جديدة تغيّر تاريخ المنطقة والجنوب العالمي وتعزز إسهامها في مسيرة الحضارة والإنسانية.
رئيس دائرة الثقافة والسياحة - أبوظبي أخبار ذات صلة الصورة الفوتوغرافية كتابة ضوئيّة للعالم سيف بن زايد يفتتح «آيسنار أبوظبي 2024»
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: محمد خليفة المبارك السعديات الثقافة الإمارات المغفور له الشیخ زاید الله ثراه آل نهیان بن زاید
إقرأ أيضاً:
انطلاق فعاليات الوثبة للزهور في مهرجان الشيخ زايد
أعلنت اللجنة العليا المنظمة لجائزة الشيخ منصور بن زايد للتميز الزراعي، انطلاق فعاليات مهرجان الوثبة للزهور، في دورته الأولى وذلك في جناح الجائزة بمهرجان الشيخ زايد بالوثبة.
ويمثّل مهرجان الوثبة للزهور الذي تستمر أعماله حتى 27 ديسمبر الجاري، ثالث المهرجانات المصاحبة للجائزة، ويسلط الضوء على تنوع الزهور واستخداماتها في دولة الإمارات مع تعزيز الوعي بفوائدها وأثرها الإيجابي على البيئة.
ويسهم المهرجان في نشر ثقافة الاستدامة من خلال عرض أحدث المشاريع والحلول والممارسات في مجال زراعة الزهور، وتعزيز التعاون بين الجهات الحكومية والخاصة والمزارعين وأفراد المجتمع، فضلاً عن توفير منصة لمنتجي الزهور وأصحاب المشاريع والشركات لعرض منتجاتهم وتبادل الخبرات بينهم.
ويشهد المهرجان إقامة 10 مسابقات مصاحبة تقدم جوائز نقدية يصل مجموعها إلى 346 ألف درهم لـ 37 فائزاً، بالإضافة إلى منح شهادات مشاركة لبقية المشاركين.
وتفتح المسابقات باب المشاركة أمام الفئات المختلفة من زوار المهرجان والمزارعين المحليين في الدولة وأصحاب الهمم والأطفال والأُسر المنتجة والشركات الكبرى المتخصصة في تنسيق الحدائق.
أخبار ذات صلة مهرجان الوثبة للزهور يشهد إقبالاً كبيراً من رواد مهرجان الشيخ زايد استدامة وإبداع في «الوثبة للزهور»وتتضمن أبرز المسابقات المصاحبة للمهرجان، مسابقة أجمل باقة زهور، التي تتيح إمكانية المشاركة للزوار من خلال تزويدهم بالأزهار والأدوات الخاصة لتنسيق الباقات، بهدف تشجيع الإبداع والابتكار وتعزيز الاهتمام بالجماليات الخاصة بالزهور.
وتركّز مسابقة أفضل مزرعة زهور في الإمارات على تكريم المزارع المحلية في الدولة، التي تتميز بتصميمها الإبداعي وتنوع الزهور فيها، إضافة إلى استخدام ممارسات وأنظمة ري مستدامة، في حين تستهدف مسابقة أفضل تصميم لحديقة صحراوية، شركات تنسيق الحدائق، وتشجع على استكشاف طرق جديدة ومبتكرة للزراعة التجميلية، وتعزيز الإبداع في استخدام الموارد الطبيعية المحدودة، بينما تهدف مسابقة أفضل منتج مصنوع من الزهور إلى دعم الأُسر المنتجة وتحفيزها على المشاركة بمنتجات تم تصنيعها من الزهور للاستخدامات التجميلية أو العطرية أو الطبية أو غيرها.
وقال أحمد خالد عثمان، نائب رئيس اللجنة العليا لجائزة الشيخ منصور بن زايد للتميز الزراعي، إن المهرجان يقدم تجربة تفاعلية تجمع بين التعليم والترفيه والمشاركة المجتمعية، فضلاً عن استضافة العديد من ورش العمل والحلقات النقاشية التعليمية والمسابقات لفئات المجتمع، مع جوائز قيّمة لكل مسابقة.
ودعا جميع المهتمين من عشاق الزهور والأُسر المنتجة والمزارع والشركات العاملة في هذا المجال، إلى المشاركة في المسابقات المتنوعة واستعراض مهاراتهم وابتكاراتهم للفوز بالعديد من الجوائز القيّمة.
وتتواصل مشاركة الجائزة في مهرجان الشيخ زايد، مع تنظيم 5 مهرجانات رئيسية تتضمن 87 مسابقة مصاحبة و7 مزادات مختلفة للثروة الحيوانية.
المصدر: وام