الأميرة للا حسناء تدشن المنتزه التاريخي لحبول في مكناس بعد تجديده
تاريخ النشر: 22nd, May 2024 GMT
أشرفت الأميرة للا حسناء، رئيسة مؤسسة محمد السادس لحماية البيئة، الثلاثاء، على تدشين المنتزه التاريخي لحبول بمكناس، بعد خضوعه لأشغال تجديد.
وبهذه المناسبة، أزاحت الأميرة للا حسناء الستار عن اللوحة التذكارية للمنتزه، قبل أن تقدم لسموها شروحات حول تراث المنتزه الرئيسي لمكناس، الذي استعاد رونقه بعد تجديده بشكل كامل، بتنسيق من مؤسسة محمد السادس لحماية البيئة في إطار شراكة مع الجماعة الحضرية لمكناس، والمديرية العامة للجماعات الترابية، وعمالة مكناس، والمجلس الجهوي لفاس – مكناس، والوكالة الوطنية للمياه والغابات.
كما قدمت لسموها شروحات حول النافورة والساقية، وتقنيات النافورات، وهي منظومة ري عريقة بالمدينة، وبركة أوراق زنابق الماء، وأنواع الطيور داخل الأقفاص، والفضاء الرياضي، والفضاء المخصص للعبة الشطرنج، وكذا وحدات “نافورة الماء”، و”تاريخ الأعمدة”، و”لغز النظم الإيكولوجية”، و”نظم النباتات العطرية”، و”التنوع البيولوجي النباتي”، والتطبيق على الهاتف المحمول لمنتزه لحبول، الذي يمكن تصفحه عبر الرابط .https://jardinlahboul.ma/
وقد تأسس المنتزه التاريخي لحبول عام 1906. وسيستعيد فيه سكان مدينة مكناس متعة التنزه والاستجمام، ويمتد على مساحة واسعة تبلغ خمس هكتارات في قلب المدينة، والذي يظلله نخل وأشجار معمرة، مع مدرجات رائعة تم إنشاؤها على منحدرات وادي بوفكران، مما يمنحه طابع منتزه معلق.
ويوفر المدرج الأخير، في أدنى نقطة من المنتزه، على طول 400 متر، إطلالة على الوادي الذي تنهمر المياه عبره.
وقد تمت إعادة تأهيل هذا المنتزه، الذي يشكل فضاء مندمجا، ويوفر أيضا أرضية لأنشطة رياضية، في احترام لأحد المبادئ الأساسية للمؤسسة في عمليات التجديد بما في ذلك احترام تاريخ المكان ومقاصد مؤسسي المنتزه، وكذا احترام وتعزيز الترتيب الدقيق للمدرجات. ويرتفع اصطفافها المتناسق بشكل متواز مع مجرى الوادي، وي ذكر بشكل مدهش بأغراس حديقة مدرج مودون الشهير، على طول مماثل، والذي بناه أندريه لو نوتر، بستاني لويس الرابع عشر، في سنة 1690.
ويسمح هذا التصميم بالاستمتاع بالامتداد الطويل الكامل للوادي مع تقديم منظر قطري للمناظر الطبيعية الكبيرة وسهل سايس.
وبالنسبة لهذه المجموعة الرائعة من المدينة ، التي جعل منها السلطان مولاي إسماعيل عاصمته، شملت أشغال إعادة التهيئة مسارات المنتزه، ووضع النافورات والأحواض، وإعادة تأهيل المدرجات في الهواء الطلق، وتطوير أقفاص الطيور، وإعادة تأهيل الأغراس والجدران والأسوار.
وتظل المتنزهات والحدائق، بالنسبة لرؤية المؤسسة، أماكن للتوعية والتحسيس بحماية البيئة. وقد أنشئ مسار بيداغوجي لهذا الغرض.
ويتألف من محطات لتوفير المعلومات والتحسيس التي كان تصميمها موضوع مسابقة للأفكار، أطلقتها المؤسسة كجزء من رسالتها للتوعية والتحسيس والتربية بشأن التنمية المستدامة، بين طلاب المدرسة الوطنية للهندسة المعمارية بفاس.
وتندرج هذه المبادرة الموح دة للمؤسسة في إطار مسلسل لتجريب وتقييم الإمكانات الإبداعية للطلاب الشباب في المدرسة الوطنية للهندسة المعمارية، وتجسيدا لانخراطهم لصالح البيئة والتنمية المستدامة.
وقد اقترح أكثر من ثلاثين طالبا مهندسا مشاريع وحدات مبتكرة وتفاعلية لإثراء هذا المقاربة التربوية.
وتغطي وحدات المسار البيداغوجي العديد من المواضيع، تتمثل في “تاريخ المنتزه”، و”تاريخ الأعمدة الرومانية”، و”نافورة-الماء”، و”لغز النظم الإيكولوجية”، و”النظم الإيكولوجية للنباتات العطرية”، و”التنوع البيولوجي النباتي”، و”المظلة”، و”فندق الحشرات”.
وبغية الحفاظ على هذا الموقع ذي القيمة التراثية والثقافية والتاريخية العالية، شرعت المؤسسة، مع شركائها، في إدراج منتزه لحبول كموقع مصنف ضمن التراث الوطني.
وعلى سبيل التذكير، يعد منتزه لحبول السادس الذي تتم إعادة تأهيله من قبل المؤسسة في إطار برنامجها لإعادة تأهيل المتنزهات والحدائق التاريخية.
وقد بدأت المؤسسة هذا البرنامج بإصلاح حديقة عرصة مولاي عبد السلام في مراكش سنة 2005، وهي حديقة أميرية رائعة تبلغ مساحتها ثمانية هكتارات بالقرب من صومعة الكتبية، ثم، في السنة التالية، حدائق بوقنادل العجيبة (2005) بهكتاراتها الأربعة من الحدائق الرائعة، وجنان السبيل في فاس (2010)، وهي حديقة أنشئت قبل عدة قرون، وحديقة لارميتاج في الدار البيضاء (2011) بهكتاراتها الاثني عشر، وغابة الشباب في مراكش في سنة 2022، التي تصل مساحتها إلى 140 هكتارا في قلب المدينة. ومنذ سنة 2007، تشرف المؤسسة أيضا على برنامج لحماية وتطوير حدائق النخيل بمراكش.
ولدى وصول صاحبة السمو الملكي الأميرة للا حسناء، تقدم للسلام على سموها السيد شكيب بنموسى، وزير التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، والسيدة ليلى بنعلي، وزيرة الانتقال الطاقي والتنمية المستدامة، والسيد محمد مهدي بنسعيد، وزير الشباب والثقافة والتواصل.
المصدر: مملكة بريس
كلمات دلالية: الأمیرة للا حسناء
إقرأ أيضاً:
ليالي مسقط : المخطوطات إرث حضاري وجهود للحفاظ على طابعها التاريخي
تشارك وزارة الثقافة والرياضة والشباب في مهرجان ليالي مسقط بمتنزه النسيم بزاوية بعنوان "المخطوطات العمانية: إرث وحضارة" بهدف تسليط الضوء على أهمية المخطوطات العمانية كجزء من التراث الثقافي والحضاري لسلطنة عمان.
وتتضمن الزاوية عرضا لمجموعة من المخطوطات العمانية القديمة التي توثق جوانب مختلفة من التاريخ العماني، بما في ذلك العلوم والآداب والفنون، كما يقدم المشاركون من الوزارة شرحا تفصيليا لعمليات الترميم التي تخضع لها المخطوطات، بدءا من استقبالها بحالتها الأولية وحتى إصدارها كمنتج نهائي يُحافظ على قيمتها التاريخية والفنية، فقد استعرضت فايزة بنت حمد الهوتية مجموعة مختارة من المخطوطات أبرزها مخطوطة في الحديث "صحيح البخاري"، مشيرة إلى أن هذه المخطوطة تجلى فيه إبداع ودقة الخطاط حيث رسم في هذه المخطوطة عبارة "يَمرون بين يديه" بخط عريض حملت بداخلها المعوذتين واسم الخطاط أحمد بن مبارك الحكيم السنيدي وتاريخ نسخه للمخطوطة في 820 للهجرة، مما يعكس ذلك أن الخط العربي يمزج بين النص والفن.
وأشارت الهوتية إلى أن ديوان المعولي تميز بخط نسخي أنيق وزخرفة بديعة حيث كتبت إحدى قصائده بأسلوب التشجير، حيث يبدأ النص من جذع الشجرة ويتفرع إلى الأطراف، ويأتي البيت الأول على اليمين والبيت الثاني على اليسار وهو من تأليف الشاعر محمد بن عبدالله المعولي.
كما تعرفنا معها على مطوية خطبة العيدين، وهي محفوظة في الوزارة، بطول 6 أمتار، حملت مجموعة من خطب عيد الفطر وعيد الأضحى تعود للقرن الحادي عشر الهجري، ومكتوبة باللونين الأسود والأحمر مع زخارف نباتية وتذهيب في نهايتها.
كما تضمنت المجموعة مصحفا مخطوطا لخميس بن سليمان الحارثي، يضم زخارف هندسية دقيقة على هيئة دوائر وإطارات مستطيلة باللونين الأحمر والأسود، وتميز المصحف بكتابة مطالع السور مع تفاصيل حول عدد الآيات ومكان النزول داخل إطار باللون الأحمر.
كما زين مخطوطة علم الفلك وجود رسومات فلكية متقنة، توضح حركة القمر ومواقعه واتجاه القبلة، بتصاميم هندسية متعددة الألوان.
واستعرضت الهوتية جزءا من موسوعة "بيان الشرع" التي حوت 72 مجلدا ألفها محمد بن إبراهيم الكندي وتعد أضخم موسوعة فقهية، مشيرة إلى أن الوزارة تمتلك 6000 مخطوطة، كما استعرضت الزاوية وسائل وأدوات كتابة المخطوطات القديمة مثل ريش الطاووس، وكتف الجمل الذي استخدمه الخطاطون لإبراز جماليات الخط.
كما عرّف أحمد بن صالح الكاسبي بطرق الترميم الدقيقة للمخطوطات التي تضمن الحفاظ على هذه الكنوز للأجيال القادمة، مشيرا إلى أنه عادة ما تصل المخطوطات بحالة سيئة، حيث تحتوي على ميكروبات وأوساخ؛ لأنه أحيانا يتم العثور عليها في أماكن غير نظيفة كالمقابر أو المناطق المهملة، فيتم فحصها باستخدام المجهر للتأكد من وجود الميكروبات والفطريات والأوساخ قبل البدء بعمليات التنظيف، موضحا أنه بعد الفحص، يتم نقل المخطوطات إلى مرحلة التعقيم، حيث توضع في هذه المرحلة المخطوطات في أجهزة تعقيم متطورة لمدة يوم إلى يومين، تعمل على تنقية المخطوطات وإزالة الأتربة والأوساخ والميكروبات بشكل كامل، مما يضمن نظافتها قبل الانتقال إلى المراحل التالية، لينتقل المخطوط بعدها إلى مرحلة الترميم، حيث يتم فحص المخطوط على طاولة الترميم، وقد تكون هناك أجزاء مفقودة أو تالفة، ولكن يتم التعامل مع المخطوط بحرص شديد دون إضافة أي كلمات أو حروف مفقودة، موضحًا أن الهدف الأساسي هو إصلاح النسخة الحالية دون المساس بمحتواها الأصلي، مبينًا أنه يتم استخدام ورق خاص يُعرف بـ"السليلوز الإيطالي" في عملية الترميم، حيث يتميز هذا النوع من الورق بألوانه مثل اللون البني والأبيض والحليبي لمطابقته الكاملة للورق الأصلي للمخطوط من حيث النوع والملمس، كما يُستخدم في هذه العملية لاصق خاص يتجانس مع الورق بحيث لا يمكن ملاحظة عملية الترميم، مما يجعل المخطوط يبدو وكأنه لم يتعرض لأي تلف، فإذا كانت هناك ثقوب أو فراغات في الورق، تُملأ هذه الفراغات باستخدام المشرط والورق المطابق بشكل دقيق.
وأوضح الكاسبي أنه بعد الانتهاء من الترميم، يتم تثبيت المخطوط باستخدام خيوط تقليدية يدوية، حيث تُستخدم أساليب قديمة دون الاعتماد على تقنيات حديثة، ويتم الحرص على الحفاظ على الطابع التاريخي للمخطوط بحيث يظهر طبيعيا دون أن يبدو وكأنه خضع لأي عملية طباعة أو تجديد.
وقال الكاسبي: إن المخطوط يصنف مخطوطا إذا تجاوز عمره 50 عاما، وإذا لم يكن هناك تاريخ واضح، يتم تقدير عمر المخطوط بناء على نوع الورق أو النص الموجود فيه، وعند العثور على مخطوطات بدون غلاف أو بأجزاء مفقودة، يتم التعامل مع حالتها بعناية، وفي بعض الأحيان تُحول الأوراق المنفصلة إلى هيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية إذا كانت غير متصلة بنص كامل.
وعن الأدوات المستخدمة في الترميم، فتشمل الممحاة لإزالة الأتربة والطين، والفرشاة الصغيرة والكبيرة لتنظيف المخطوط بدقة، والمشرط لتعبئة الفراغات وإصلاح التلف، بالإضافة إلى الأثقال التي تُستخدم لتثبيت المخطوط أثناء العمل، ويتم تنفيذ جميع هذه المراحل والأدوات بدقة واحترافية لضمان الحفاظ على القيمة التاريخية للمخطوط.
الجدير بالذكر أن هذه المشاركة تأتي ضمن جهود وزارة الثقافة والرياضة والشباب لتعزيز الوعي بأهمية المخطوطات العمانية كجزء من الإرث الوطني وإبرازها على المستويين المحلي والدولي.