هل يجوز الترحم على رجل يتبرج مثل النساء ويقدم محتويات فيها بذاءة وسفاهة؟
تاريخ النشر: 22nd, May 2024 GMT
حكم الترحم على من اشتهر بالتشبه بالنساء وجاهر بذلك
السؤال:
هل يجوز الترحم على رجل يتبرج مثل النساء ويقدم محتويات فيها بذاءة وسفاهة
وقد مات فالناس بين مؤيد للتترحم عليه ورافض لذلك
الجواب:
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، وأسأل الله تعالى أن يتوب علينا جميعاً ويعفو عنا؛ فهو سبحانه رحمن رحيم، ورحمته وسعت كل شيء، وهو سبحانه غفار الذنوب؛ كل هذا حق لا ريب فيه، لكنها كلمات حق أريد بها باطل؛ وفيه خلط للصواب بالخطأ؛ حيث قصد هؤلاء إلى التهوين من شأن المعاصي، والتسوية بين المطيع والعاصي، وكأنهم غافلون عن نصوص كثيرة توعد الله فيها العصاة بالعذاب الأليم فقال جل من قائل {وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا (68) يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا (69) إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا (70) وَمَنْ تَابَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَإِنَّهُ يَتُوبُ إِلَى اللَّهِ متابا} وقال سبحانه {وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا} وقال النبي صلى الله عليه وسلم (ملعون من عَمِلَ عَمَلَ قوم لوط) وهؤلاء يريدون تقرير ما أسموه (الإيمان في القلب) وأنه لا عبرة بالعمل؛ والرد عليهم من القرآن أننا لا نجد آية واحدة تتحدث عن الإيمان مجرّداً عن العمل؛ بل دائماً الإيمان مقرون بالعمل الصالح جملة {إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات} أو ببعض أنواعه {الذين آمنوا وتواصوا بالصبر وتواصوا بالمرحمة} والعمل معناه الالتزام بأوامر الله فعلاً ونواهيه تركاً، وهو المظهر الجليُّ للإيمان الذي سكن القلب.
والمؤمنون يتعاملون مع الإنسان حسب ظاهره؛ فمن كان ظاهره إلى الخير أقرب نصلي على جنازته ونجهر بالترحم عليه ونرجو له المغفرة، وننشر مناقبه ونذيع محاسنه وما علمنا عنه من خير؛ وأما من كان مجاهراً بمعصية الله رافعاً عقيرته بالحديث عما يصادم شرع الله فإنه حال موته نكل أمره إلى الله، عملاً بقول ربنا معتقدين أنه تحت مشيئته سبحانه إن شاء عذَّبه وإن شاء غفر له {إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء} وفي الوقت نفسه قد نترك الصلاة عليه؛ اقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم الذي ترك الصلاة على الغالِّ من الغنيمة ومن مات مدينا؛ وبما قاله أهل العلم من ترك الصلاة على قاتل نفسه والمحدود ونحوهم؛ زجراً لغيرهم عن تعاطي مثل فعالهم، وإعلاناً للبراءة ممن حادَ الله ورسوله، والله الموفق والمستعان
الشيخ عبدالحي يوسف
إنضم لقناة النيلين على واتسابالمصدر: موقع النيلين
إقرأ أيضاً:
خالد الجندي: الإيمان وحده لا يكفي دون العمل لحمايته
قال الشيخ خالد الجندي، عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، إن قصة أصحاب الكهف تحمل رسالة عميقة تؤكد أن الإيمان وحده ليس كافيًا، بل يجب العمل لحمايته، موضحا أن أصحاب الكهف كانوا يواجهون بيئتين: واحدة غير مناسبة خارج الكهف، وأخرى مناسبة داخل الكهف، مما دفعهم لاتخاذ قرار بالانتقال لحماية إيمانهم.
وأشار عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، خلال حلقة خاصة بعنوان "حوار الأجيال"، ببرنامج "لعلهم يفقهون"، المذاع على قناة "dmc"، اليوم الأربعاء، إلى أن أصحاب الكهف لم يكتفوا بالإيمان فقط، بل أخذوا بالأسباب لتوفير البيئة المناسبة للحفاظ على عقيدتهم، وبالتالي لو كان الإيمان وحده يكفي، لما احتاجوا للانتقال إلى الكهف، لكنهم خافوا على هديتهم الثمينة، وهي إيمانهم، فاختاروا بيئة تحميهم وتدعمهم.
خالد الجندي: صرف البلاء من نعم الله الخفية التى تحمينا خالد الجندي: لو عاوز ترافق سيدنا النبي في الجنة افعل هذا الأمروأضاف: "أول كهف احتمى فيه أصحاب الكهف كان بعضهم لبعض، حيث اختاروا الصحبة الصالحة التي تعزز الإيمان، لو كان بينهم شخص مستهتر، لكان قد أثر على معنوياتهم وأفسد إيمانهم، ثم جاء قرارهم بالانتقال إلى مكان يحمي بيئتهم الإيمانية".
وأكد الجندي أن الانتقال لحماية الإيمان ليس شرطًا أن يكون انتقالًا مكانيًا، بل قد يكون انتقالًا فكريًا أو تغييرًا في أسلوب الحياة أو الصحبة.
وفي حلقة أمس، قال الشيخ خالد الجندي، إننا جميعًا نعيش في نعمة كبيرة من الله، وإن هذه النعم تتفاوت بين الظاهرة والباطنة.
وأوضح: "نسأل الله عز وجل أن تكونوا على خير ونعمة وطاعة، اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد، نحن نعلم أن نعم الله كثيرة، فقد قال الله سبحانه وتعالى في القرآن الكريم: 'وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعْمَةً ظَاهِرَةً وَبَاطِنَةً.
وأوضح أن نعم الله تتقسم إلى قسمين: نعم ظاهرة واضحة للعين، ونعم خفية قد لا نعلم عنها شيئًا، والنعم الظاهرة هي النعم التي نراها بوضوح في حياتنا، أما النعم الباطنة فهي النعم التي لا نعلم بها، ولكنها تحيط بنا وتلطف بنا في كثير من الأحيان.
وأشار إلى أن النعم الخفية كثيرة جدًا وقد تكون أكبر من النعم الظاهرة، ومن أبسط النعم الخفية التي قد نغفل عنها هي نعمة الصرف، بمعنى أن الله يصرف عنك بلاء قد يواجهك، وأنت لا تدري عنه شيئًا، مثلًا، إذا كان هناك مشكلة صحية كامنة في جسدك، قد يصرفها الله بغير علمك، سواء عن طريق الجهاز المناعي أو بطرق أخرى لا تعلمها.
وأضاف: "قد يحدث لك حادث طريق أو مشكلة كهربائية في منزلك، وتظن أنه سيكون هناك ضرر كبير، لكن الله قد يقيك من ذلك بطرق لا تراها، كم مرة كنت تسير في الطريق وحدث شيء غير متوقع، مثل سيارة طائشة أو عمود نور يتحرك بشكل مفاجئ، وكل شيء يمر بسلام دون أن تشعر."