حكم الترحم على من اشتهر بالتشبه بالنساء وجاهر بذلك
السؤال:
هل يجوز الترحم على رجل يتبرج مثل النساء ويقدم محتويات فيها بذاءة وسفاهة
وقد مات فالناس بين مؤيد للتترحم عليه ورافض لذلك
الجواب:
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، وأسأل الله تعالى أن يتوب علينا جميعاً ويعفو عنا؛ فهو سبحانه رحمن رحيم، ورحمته وسعت كل شيء، وهو سبحانه غفار الذنوب؛ كل هذا حق لا ريب فيه، لكنها كلمات حق أريد بها باطل؛ وفيه خلط للصواب بالخطأ؛ حيث قصد هؤلاء إلى التهوين من شأن المعاصي، والتسوية بين المطيع والعاصي، وكأنهم غافلون عن نصوص كثيرة توعد الله فيها العصاة بالعذاب الأليم فقال جل من قائل {وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا (68) يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا (69) إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا (70) وَمَنْ تَابَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَإِنَّهُ يَتُوبُ إِلَى اللَّهِ متابا} وقال سبحانه {وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا} وقال النبي صلى الله عليه وسلم (ملعون من عَمِلَ عَمَلَ قوم لوط) وهؤلاء يريدون تقرير ما أسموه (الإيمان في القلب) وأنه لا عبرة بالعمل؛ والرد عليهم من القرآن أننا لا نجد آية واحدة تتحدث عن الإيمان مجرّداً عن العمل؛ بل دائماً الإيمان مقرون بالعمل الصالح جملة {إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات} أو ببعض أنواعه {الذين آمنوا وتواصوا بالصبر وتواصوا بالمرحمة} والعمل معناه الالتزام بأوامر الله فعلاً ونواهيه تركاً، وهو المظهر الجليُّ للإيمان الذي سكن القلب.

وإبليس – لعنه الله – كان مؤمناً بوجود الله تعالى بل إيمانه بالملائكة والعالم العلوي كان إيمان مشاهدة لا مجرد اعتقاد فقط، ومع ذلك لم ينفعه إيمانه حين امتنع عن العمل وأبى السجود لأبي البشر عليه السلام؛ فالطاعة هي علامة الإيمان وليس المعصية كما يريد هؤلاء أن يروِّجوا بين الناس.

والمؤمنون يتعاملون مع الإنسان حسب ظاهره؛ فمن كان ظاهره إلى الخير أقرب نصلي على جنازته ونجهر بالترحم عليه ونرجو له المغفرة، وننشر مناقبه ونذيع محاسنه وما علمنا عنه من خير؛ وأما من كان مجاهراً بمعصية الله رافعاً عقيرته بالحديث عما يصادم شرع الله فإنه حال موته نكل أمره إلى الله، عملاً بقول ربنا معتقدين أنه تحت مشيئته سبحانه إن شاء عذَّبه وإن شاء غفر له {إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء} وفي الوقت نفسه قد نترك الصلاة عليه؛ اقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم الذي ترك الصلاة على الغالِّ من الغنيمة ومن مات مدينا؛ وبما قاله أهل العلم من ترك الصلاة على قاتل نفسه والمحدود ونحوهم؛ زجراً لغيرهم عن تعاطي مثل فعالهم، وإعلاناً للبراءة ممن حادَ الله ورسوله، والله الموفق والمستعان

الشيخ عبدالحي يوسف

إنضم لقناة النيلين على واتساب

المصدر: موقع النيلين

إقرأ أيضاً:

بعد حديثه حول «الجنّة والنار».. مفتي مصر السابق يثير جدلاً واسعاً!

أثارت تصريحات مفتي مصر السابق، علي جمعة، ضجة بين نشطاء على مواقع التواصل تحدث فيها حول فناء النار ومصير أهلها إذا ما قرر الله إنهاء النار.

وفي لقاء على قناة العربية السعودية تطرق جمعة إلى عدة قضايا جدلية وفقهية، ومنها قوله في إحدى الحلقات “إنه وارد ربنا يلغي النار بالآخرة”.

وبسؤاله عن دوافعه وأدلته الشرعية حول هذا الرأي، قال جمعة إن ذلك “رأي أهل السنة والجماعة، وليس رأياً جديداً، أن الله سبحانه وتعالى لا يخلف وعده ولكن قد يخفف وعيده.. وقضية أن النار قد تفنى أو قد تلغى أو يفعل الله سبحانه وتعالى ما يشاء بتجلي رحمته”.

وأضاف “لو أن الله سبحانه وتعالى أذن أن تصفق النار بعضها في بعض وأن ينهيها فإن من فيها يكونوا عدما، من قال إنه سيدخل الجنة؟ ومن قال إن فناء النار سيؤدي إلى دخول الجنة؟”.
واستطرد المفتي السابق قائلا: “ثم إنني لا أقول بفناء النار أصلا ولكن أنا افتح باب رحمة للناس وأقول هذا وارد، لماذا؟ لأن الناس شغلت نفسها بالجنة وبالنار وتركت هذه العبادة المحببة والشوق إلى الله سبحانه وتعالى..”.

وتابع: “تركنا أصل المسألة وذهبنا نتكلم في كلام لا طائل من خلفه، من الذي سيدخل الجنة ومن الذي سيدخل النار، النار ستبقى أو لا تبقى؟ طيب ما هو ربنا سبحانه وتعالى، العقيدة تقول أنه لابد أن نؤمن برحمته وبعفوه وبرضاه وبهدايته بأنه سبحانه وتعالى حبيب إلى قلوبنا هذا هو المعنى الذي نريد أن نوصله..”.

كما أشار إلى أن سيدنا عمر رضي الله تعالى عنه ذهب إلى إمكانية فناء النار، وذهب ابن تيمية إلى هذه الإمكانية.وقال إن “رحمة الله واسعة، وهذا هو المعنى الذي نريده من غير تغبيش ولا جدل”.

مفتي مصر السابق علي جمعة: فناء النار لا يعني دخول أهلها الجنة.. ولم أقل إنها ستفنى لكنني فتحت باب الرحمة لاحتمال ذلك لأن الناس انشغلوا بها وتركوا عبادة الله حبا وشوقا إليه#سؤال_مباشر#قناة_العربية pic.twitter.com/PVo1QyDp3r

— العربية برامج (@AlArabiya_shows) February 21, 2025

آخر تحديث: 22 فبراير 2025 - 14:27

مقالات مشابهة

  • هل يجوز صلاة المريض بالنسيان على كرسي؟ .. الافتاء تجيب
  • بعد حديثه حول «الجنّة والنار».. مفتي مصر السابق يثير جدلاً واسعاً!
  • مفتي مصر السابق يشعل ضجة بتصريح حول فناء النار ودخول الجنّة
  • وما ذنب المساجد تحرقونها وتمنعوا الناس الصلاة فيها ؟!!
  • الشيخ كمال الخطيب يكتب .. إلهي، سيدي ومولاي
  • هل يجوز أداء صلاة التراويح في المنزل؟.. شوقي علام يُجيب
  • هل يجوز قضاء الصلاة عن الأم أو الأب المقصرين؟.. الافتاء ترد بمفاجأة
  • هل يجوز أداء الصلاة عن الوالدين المقصرين؟.. أمين الفتوى يجيب
  • هل يجوز قضاء الصلاة عن الأم أو الأب المقصرين؟ أمين الفتوى يوضح
  • كيف نتدرب على رمضان حتى نفوز بالأجر كله.. علي جمعة يوضح