تحطم مروحية رئيسي.. ظروف مريبة تطرح سيناريو الاغتيال
تاريخ النشر: 22nd, May 2024 GMT
أثارت ملابسات وفاة الرئيس الإيراني الراحل إبراهيم رئيسي ووزير خارجيته حسين أمير عبد اللهيان والوفد المرافق لهما إثر تحطم مروحية شمال غربي إيران، العديد من التساؤلات حول ما إذا كانت الحادثة عملية اغتيال مخطط لها.
وطرح العديد من الخبراء الأتراك منذ لحظة فقدان مروحية الرئيس الإيراني احتمال أن يكون الحادث مدبرا وليس عرضيا، وذلك بسبب حف به من ظروف استثنائية تصب تعزز ادعاء أن وفاة رئيسي جاءت نتيجة لعملية اغتيال مخطط لها.
وفي لقاء مع قناة "سي إن إن التركية"، شكك الخبير الأمني عبد الله أغار بالرواية التي تعزو سقوط مروحية رئيسي إلى الأحوال الجوية السيئة خلال عودته من مراسم افتتاح سد على الحدود بين إيران وأذربيجان.
وشدد على أن نظرية الاغتيال تأتي كنتيجة لمجموعة من القرارات والممارسات الخاطئة التي تسبب في سقوط الطائرة ومقتل الرئيس الإيراني ومرافقيه.
وقال الخبير التركي إن سقوط المروحية التي كانت تقل الرئيس الإيراني في وقت تمكنت فيه المروحيتان اللتان كانتا في الموكب المرافق لرئيسي من العودة دون التعرض لأي حادث يثير الشبهات، متسائلا "عن أسباب سقوط المروحية التي تقل الشخصيات السياسية رفيعة المستوى ونجاة باقي المروحيات المرافقة، رغم تعرضهم للظروف الجوية ذاتها".
وأضاف أنه في حال كانت المروحيتان اللتان تمكنتا من النجاة من الظروف الجوية السيئة أكثر تطورا من المروحية المحطمة، "ألم يكن من الأولى أن يستقل الرئيس الإيراني إحدى تلك المروحيتين الأكثر تطورا؟".
كما أشار أغار، إلى أن "اتخاذ فريق الرئيس الإيراني قرار الطيران رغم علمهم بالأحوال الجوية السيئة ووعورة المنطقة الجغرافية التي يعبرون من خلالها يفتح الباب أمام الشبهات التي تشير إلى أن الحادثة كانت بفعل فاعل".
وأعرب الخبير التركي عن استغرابه من عدم وجود نظام لاستقبال الإشارة في مروحية رئيسي، رغم أنها تقل رئيس البلاد ووزير خارجيتها وعدد من المسؤولين المحليين رفيعي المستوى.
وقال "إن الطيران في مثل هذه المروحية أمر محير للعقل. فكر في الأمر الآن، ما هي أفضل طريقة لتجنب الدوس على لغم؟ تجنب دخول حقل ألغام".
وكان وزير النقل والبنية التحتية التركي عبد القادر أورال أوغلو، أشار في معرض تعليقه على الحادثة إلى أن نظام الإشارة في مروحية الرئيس الإيراني كان مغلقا أو معدوما خلال تحليقها.
ولفت الوزير التركي إلى أن وزارة النقل "تتابع إشارات جميع المركبات الجوية والبحرية في المنطقة، إلا أنها لم ترصد أي إشارة من مروحية الرئيس الإيراني قبل وقوع الحادثة ما يدل على أن جهاز الإشارة كان مغلقا أو معدوما.
يشار إلى أن الطائرة التي كانت تقل الرئيس الإيراني والفريق المرافق له من طراز "بيل-212" الأمريكية، والتي جرى إنتاجها بواسطة شركة "بيل تكسترون" بولاية تكساس في الولايات المتحدة وحلقت لأول مرة عام 1968.
وتعمل "بيل-212" بمحركين ويمكنها التحليق باستخدام محرك واحد في حال وقوع أي أضرار بالآخر، كما تستطيع نقل 15 شخصا من ضمنهم الطيار في الوقت ذاته، وتصل سرعتها إلى 190 كلم.
"انفجار في الجو!"
في سياق تعليقه على الصور الأولية لحطام مروحية الرئيس الإيراني، رجح أغار احتمال أن تكون المروحية قد تعرضت لانفجار في الجو تسبب في سقوطها في الوقت الذي تمكن في المروحيتان المرافقتان من الوصول إلى وجهتهما دون أي ضرر.
من جهته، رجح الجنرال المتقاعد في القوات الجوية التركية أردوغان كاراكوش في مداخلة عبر برنامج "المنطقة المحايدة" على قناة "سي إن إن التركية"، نظيرة أن تكون المروحية سقطت بعد تعرضها لانفجار خلال تحليقها.
وقال إن اللقطات التي تظهر حطام المروحية تشير إلى أن تحطمها لم يكن ناتجا عن اصطدامها بالأرض بل عن حادث عرض لها في الهواء أثناء تحليقها في المنطقة الوعرة الواقعة بالقرب من الحدود الإيرانية الأذربيجانية.
ولفت إلى احتمال أن يكون الحادث وقع بسبب انفجار قنبلة صغيرة أو خلل في نظام الوقود بسبب مشهد تحطم مقصورة القيادة في حين ظهر الذيل والقسم الخلفي من المروحية سليما، على حد قوله.
وأشار إلى أنه في حال كان سقوط المروحية ناتجا عن انفجار مدبر، فسيكون ناتجا عن قنبلة صغيرة جدار من أجل إخفاء أي دليل يشير إلى إمكانية أن يكون الحادث مدبرا.
تذكر الإشارة إلى أن وفاة الرئيس الإيراني جاء في ظل تصاعد التوترات في المنطقة نتيجة العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة، وما تلا ذلك من إقدام "إسرائيل" على قصف مبنى القنصلية الإيرانية في العاصمة السورية دمشق واغتيال قادة إيرانيين، الأمر الذي دفع طهران إلى شن أول هجوم عسكري مباشرة من على الاحتلال في تاريخها.
إلى هذا، أشار الصحفي التركي عبد القادر سيلفي في مقال له على موقع "حرييت" المحلي إلى أن أصابع الاتهام توجهت بعد انتشار نبأ فقدان مروحية رئيسي إلى دولة الاحتلال الإسرائيلي على الفور، مشددا على ضرورة التذكر التصعيد غير المسبوق بين إيران و"إسرائيل" خلال الآونة الأخيرة.
ولفت سيلفي إلى أنه في حال "كانت إسرائيل من القضاء على الرئيس الإيراني، فسيكون ذلك الأول من نوعه في تاريخ الاغتيالات العالمية"، حسب تعبيره.
والاثنين، أعلن التلفزيون الإيراني الرسمي عن وفاة الرئيس إبراهيم رئيسي ووزير الخارجية أمير عبد اللهيان والوفد المرافق لهما بحادث تحطم مروحية في منطقة وعرة من محافظة أذربيجان الشرقية، الأحد.
ولم توجه إيران التي تمكنت من العثور على حطام المروحية المنكوبة بعد ما يقرب من 12 ساعة على فقدانها، أصابع الاتهام إلى الاحتلال الإسرائيلي، لكن وزير الخارجية الإيراني السابق محمد جواد ظريف، اتهم الولايات المتحدة بالتسبب في وفاة رئيسي عبر منعها طهران من استيراد الطائرات وقطع الغيار والصيانة للطائرات، ومن بينها المروحية الأمريكية "بيل-212".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية الإيراني رئيسي الرئيس الإيراني طهران إيران طهران اذربيجان الرئيس الإيراني رئيسي المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة مروحیة الرئیس الإیرانی مروحیة رئیسی إلى أن فی حال
إقرأ أيضاً:
ماذا لو تعادل ترامب وهاريس؟.. سيناريو معقد سياسيا حدث مرة واحدة في التاريخ
تشير استطلاعات الرأي إلى وجود تقارب كبير بين المرشحين الرئيسيين في الانتخابات الأمريكية، دونالد ترامب وكامالا هاريس، حيث يتوقع بعض الخبراء الأمريكيون حدوث تعادل بين هاريس وترامب، ومن السيناريوهات المتوقعة أن يحصل كل منهما على 269 صوتًا في المجمع الانتخابي، وفي حالة حدوث هذا التعادل، يتدخل الكونجرس وفقًا للدستور الأمريكي لتحديد الفائز، بحسب صحيفة «نيويورك تايمز».
سيناريو قد يؤدي إلي تعقيدات سياسيةيمتلك مجلس النواب الأمريكي الحق في اختيار الرئيس، حيث يتم تخصيص صوت واحد لكل ولاية، بينما يختار مجلس الشيوخ نائب الرئيس، إذا لم يتمكن الكونجرس من التوصل إلى توافق حول اختيار الرئيس قبل الموعد المحدد، يتولى رئيس مجلس النواب المنصب بشكل مؤقت، وهذا السيناريو، رغم ندرته، قد يؤدي إلى تعقيدات سياسية في ظل الانقسامات المتصاعدة بين الحزبين.
مفاتيح الفوزتعتمد نتائج الانتخابات الأمريكية بشكل كبير على كيفية توزيع الأصوات في الولايات المتأرجحة، مثل ويسكونسن وميشيغان بالإضافة إلى ولاية أريزونا. قد تشكل هذه الولايات مفاتيح الفوز وحسم السباق الانتخابي، ولكن عندما يتعلق الأمر بأصوات المجمع الانتخابي، قد تكون النتيجة متقاربة للغاية، مما يرفع من احتمال التعادل.
تطبيق الخطة البديلةتعتبر الانتخابات الرئاسية لهذا العام فريدة من نوعها، حيث تظهر بها أهمية المجمع الانتخابي في تحديد الفائز، مما يخلق حالة من الترقب والقلق بين الناخبين والمرشحين، لأن أي تعادل يمكن أن يؤدي إلى تطبيق الخطة البديلة التي وضعها الدستور الأمريكي لحسم ساكن البيت الأبيض.
حدث من قبلحدثت هذه الحالة الفريدة من نوعها من قبل، حيث وقع التعادل في الانتخابات الرئاسية الأمريكية مرة واحدة فقط في تاريخ الولايات المتحدة الأمريكية عام 1800، والتي فاز فيها الرئيس الثالث للبلاد، توماس جيفرسون، على منافسه جون آدامز. وفقًا لاستطلاع أجرته «نيويورك تايمز»، فإن ترامب وهاريس متعادلان بنسبة 48% من التصويت الشعبي حسب نتيجة التصويت المبكر الذي تم قبل أيام من بدء الانتخابات بشكل رسمي.