اتفق محللون سياسيون على أن الخلاف الإسرائيلي الأميركي -الذي يطرأ بين فترة وأخرى- تشويش مقصود بهدف منح تل أبيب مهلة جديدة لتنفيذ خططها بتصفية الوجود الفلسطيني في قطاع غزة والضفة الغربية، مؤكدين أن حل الدولتين ليس واردا.

وحسب الأمين العام للمبادرة الوطنية الفلسطينية الدكتور مصطفى البرغوثي، واشنطن ليست عاجزة، وإنما ليست راغبة في إنهاء الاحتلال وإزالة المستوطنات والاعتراف بدولة فلسطينية، مشيرا إلى أن حديثها عن حل الدولتين نفاق وغطاء لاستمرار إسرائيل في مخططاتها.

ويضيف البرغوثي أن إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن غاضبة من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لـ3 أسباب، الأول فشل نتنياهو في تحقيق أهداف الحرب على غزة، وخشيتها من تلاعبه انتظارا لعودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، إضافة إلى رؤيتهم إسرائيل دولة مشتتة ومفتتة داخليا.

ووصف الخلافات بين الجانبين بالشكلية، مشيرا إلى أن إسرائيل استبقت زيارة مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان بإعلانها استمرار الحرب على غزة، وتصعيدها القصف هناك، بموازاة عملية عسكرية كبيرة في جنين شمالي الضفة الغربية.

ويريد سوليفان من إسرائيل "شيئا شكليا وغطاء كاذبا" حول إمكانية قيام دولة فلسطينية كمبرر للتطبيع مع الدول العربية -وفق البرغوثي- الذي قال أيضا إن إسرائيل لا تقبل بذلك وترفض إبداء أي مرونة في هذا الإطار.

وشدد على أن تل أبيب تعتبر نفسها بمرحلة حسم الصراع، وتصفية القضية الفلسطينية والوجود الفلسطيني بكامله، مؤكدا أن الهجوم ليس على حركة المقاومة الإسلامية (حماس) أو غزة، بل على الكل الفلسطيني مما يستوجب ضرورة توحد الفلسطينيين وتنحية أي انقسامات على نهج الكفاح والمقاومة بعد فشل المراهنة على المفاوضات.

"حل الدولتين ليس واردا"

بدوره، قال الباحث في معهد الشرق الأوسط بواشنطن الدكتور حسن منيمنة إن الخطة الإسرائيلية الحالية تقوم على التدمير الممنهج لغزة ونفي أسباب الحياة فيها، بموازاة القضم التدريجي للضفة الغربية وتقويض أي وجود فلسطيني هناك.

واتفق منيمنة مع البرغوثي بشأن مضي إسرائيل بخططها لتصفية الوجود الفلسطيني، في وقت تتحدث فيه واشنطن عن "هدايا أو تسويات أو تنازلات عربية" لإقناع إسرائيل عن التراجع بعض خططها.

وشدد على أن هناك إدراكا أميركيا بأن حل الدولتين ليس واردا لكون تهجير 700 ألف مستوطن يعتبر أمرا مستحيلا، مضيفا أن الحكومة الإسرائيلية قادرة على التصلب لأن الثمن مزيد من التنازلات التي تدفع باتجاهها واشنطن والدول العربية.

ونبه إلى أن هناك توافقا تاما -باستثناء الشكليات- بين إدارة بايدن وحكومة نتنياهو وتدرك الأولى أن إسرائيل تواجه مأزقا كدولة استعلائية بالمنطقة، لافتا إلى أن واشنطن غير معنية بالمجازر التي ترتكب في غزة إذا كانت تسهم في التهجير، "ولكنها لا تريد رؤية صور شنيعة".

وخلص إلى أن إسرائيل لا تستطيع تجاوز فرصة تصفية الوجود الفلسطيني في غزة ومن ثم الضفة، مع إشارته إلى أن إسرائيل ليست أداة أميركية، بل كلفة وثمنا باهظا تدفعه واشنطن للعالم، مستدلا بفشل تل أبيب في الدفاع عن نفسها أمام "مسيرات إيرانية بدائية".

التزام أميركي

من جانبه، أكد الباحث في الشأن السياسي والإستراتيجي سعيد زياد أن الولايات المتحدة ملتزمة بأمن إسرائيل والقضاء على حماس، وهي تزودها بـ40% من حملتها العسكرية والمالية ضد غزة، وتريدها دوما منتصرة.

وأضاف أن أميركا تشعر بخيبة أمل من نتنياهو، وليس من تدمير غزة وإبادتها وتهجير سكانها، إذ لا يمكن أن تقبل بإسرائيل مهزومة، وخلاف الجانبين "خلاف داخل العائلة الواحدة مهما بلغ صداه".

ونبه زياد إلى أن نتنياهو تجاوز جميع الخطوط الحمراء التي رسمتها واشنطن بالمنطقة، حيث تضغط الأخيرة عليه على غرار مؤتمر عضو مجلس الحرب بيني غانتس ووزير الدفاع يوآف غالانت، فضلا عن تواصلها مع إيران بشأن اتفاق نووي جديد.

وزاد موضحا أن ما يزعج أميركا من إسرائيل "صمود المقاومة الفلسطينية على الأرض، والاستعصاء الميداني لجيش الاحتلال".

وأعرب عن اعتقاده أن حديث واشنطن عن أساليب بديلة للقضاء عن حماس هي قطعا بعيدا عن الحل العسكري، في ظل قناعتها بضرورة احتواء الحروب بشكل دبلوماسي والجلوس على طاولة المفاوضات.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات حل الدولتین أن إسرائیل إلى أن

إقرأ أيضاً:

السفير الفلسطيني: نقدر دور مصر في الإشراف على انسحاب إسرائيل من غزة عام 2005

قال دياب اللوح، سفير دولة فلسطين، إن الدولة الفلسطينية تقدر دور مصر في الإشراف على الانسحاب الكامل للاحتلال الإسرائيلي عام 2005، مؤكدا أنها تتمسك بالدور المصري في رعاية المصالحة الفلسطينية، الذي جاء بقرار عربي، كما تقدر أيضا كل الجهود التي ساعدت مصر في المصالحة.

تحقيق المصالحة الفلسطينية

وأوضح «اللوح»، خلال لقائه مع الإعلامية أمل الحناوي، ببرنامج «عن قرب»، المذاع على قناة «القاهرة الإخبارية»، أنه جرى توقيع اتفاقيات في القاهرة عامي 2011 و2017، ترتب عنها تشكيل لجان وضعت آليات للمصالحة، لكنه جرى تعطيل ما تم الاتفاق عليه، مشددا على أن الفلسطينيين يتطلعون لإنهاء الانقسام وتحقيق المصالحة الوطنية الفلسطينية في المجتمع الفلسطيني.

وعبر السفير الفلسطيني، عن شكره وتقديره للجهود المصرية والرئيس عبد الفتاح السيسي، لفتح باب التبرعات بنصف مليار دولار، لإعمار ما دمره الاستعمار، لافتا إلى أن مصر باشرت بناء 3 مدن في قطاع غزة، تضمنت آلاف الوحدات السكنية لإعادة تسكين المواطنين الذين دمر الاحتلال الإسرائيلي بيوتهم، كما جرى إنشاء بنية تحتية مكتملة لهذه المدن، لكن إسرائيل دمرت هذه المدن والبنى التحتية.

مقالات مشابهة

  • عضو في وفد إسرائيل المفاوض: لن تكون هناك صفقة تبادل قريبا
  • حركة فتح: نتنياهو خطر على العالم كله.. وليس الشعب الفلسطيني فقط
  • فلسطين: الأمن والاستقرار لن يتحققا بسيوف نتنياهو
  • 4 أسباب.. لماذا فشلت المظاهرات في تغيير موقف نتنياهو من الصفقة؟
  • قيادي بـ فتح: حكومة نتنياهو تحاول إدامة الاحتلال في غزة وإجبار الشعب الفلسطيني على التهجير والنزوح
  • الدويري: هدف نتنياهو تصفية القضية الفلسطينية تماما
  • محللون: واشنطن تخدم خطط نتنياهو وتعرف أن المفاوضات لن تفضي لاتفاق
  • عائشة نور.. ناشطة حقوقية غادرت أمريكا لدعم فلسطين فقتلتها إسرائيل
  • السفير الفلسطيني: نقدر دور مصر في الإشراف على انسحاب إسرائيل من غزة عام 2005
  • سفير فلسطين بالقاهرة: مصر تحظى بدور كبير في المصالحة ومنع تصفية القضية