شيئا فشيئا، بدأت تتضح خلفيات عودة نخبة من القادة المؤسسين لحزب الأصالة والمعاصرة، على نحو مفاجئ، إلى مركز قرار الحزب مع تولي فاطمة المنصوري منصبها منسقة وطنية في فبراير الفائت.

في 11 ماي، وسط اندهاش لأعضاء المجلس الوطني، أعلنت المنصوري عن قائمة أعضاء المكتب السياسي التي طال انتظارها منذ فبراير. كانت الأسماء البارزة تشمل كلا من سمير بلفقيه، مدير المدرسة الوطنية العليا للفنون والمهن بالرباط، وفتيحة العيادي، وقد كانت وصيفة لفؤاد عالي الهمة في لائحته الانتخابية بدائرة الرحامنة عام 2007، ثم علي بلحاج، وهو أيضا من مؤسسي الحزب.

ما كان يجمع بين هؤلاء الثلاثة هو القطيعة التي أحدثوها مع الحزب، بين بلفقيه الذي خرج متذمرا من مؤتمر 2020 في الجديدة، معلنا استقالته منه بشكل نهائي، ثم العيادي التي لم يعد لها دور في الحزب منذ 2011، ثم بلحاج الذي ظل منذ 2017 على الأقل، يكيل الاتهامات إلى قادة الحزب بدءا من إلياس العماري فحكيم بنشماش.

وفقا للتفسيرات الأولية التي قُدمت لهذه التعيينات، فقد كانت الفكرة أن « الحزب بحاجة إلى جيل من الكفاءات الخاصة بالحزب » سعيا إلى تعويض النقص الحاصل بسبب « تدهور صلات قادة الحزب بقيمه ». من ثمة، بُررت هذه العودة إلى شخصيات قديمة. كنا في « اليوم 24 » قد أشرنا إلى أن مشاركة هذه الشخصيات في أشغال المجلس الوطني يوم 11 ماي، كانت بهدف واحد: أن يكتسبوا العضوية في المكتب السياسي. فقد أُخبروا بذلك سلفا، ولم يكن لأعضاء المجلس الوطني أي دور. ولقد حصل ذلك بالفعل.

لكن العضوية في المكتب السياسي ليست سوى مقدمة لهدف أكبر. في أفق التعديل الحكومي الذي طال انتظاره؛ هل يصبح هؤلاء الثلاثة وزراء؟ كتاب دولة؟ بشكل معين، جرى تسريع موعد اجتماع المجلس الوطني، حيث صودق على قائمة المكتب السياسي. في ذلك الوقت، كانت المناقشات حول مُدخلات التعديل الحكومي قد بدأت.

بدلا عن تسلم قائمة جاهزة من أسماء يجري إقحامها قسرا، كما يحدث عادة، فإن الحزب يسعى إلى أن يفرض أسماءه، ولو عن طريق ترقية أشخاص كان يبدو أنهم قد تقاعدوا من العمل في الحزب. إذا ما تحقق هذا الأمر، فإن المنصوري لن تواجه أسئلة إضافية في حزبها في هذه المرحلة.

لنتذكر في 2021، أن حزب الأصالة والمعاصرة كان مضطرا لاستقدام ثلاثة أشخاص لم تكن بينهم وبين الحزب من الوجهة العملية أي صلات واضحة: عبد الطيف ميراوي، وغيثة مزور، وليلى بنعلي. عين الأول وزيراً للتعليم العالي والبحث العلمي والابتكار؛ والثانية وزيرة منتدبة لدى رئيس الحكومة مكلفة بالانتقال الرقمي وإصلاح الإدارة؛ والثالثة وزيرة للتحول الطاقي والتنمية المستدامة.

لا تريد المنصوري أن تكرر هذه التجربة. على ما يبدو، فإن التعديل الحكومي فرصة جديدة بهدف إثبات صلاحية هذه الخطة القائمة على العودة إلى القيم الأصلية للحزب منذ أن تولت القيادة في فبراير. من ثمة، فإن الجلبة التي تدور داخل الحزب في الوقت الحالي حول بلفقيه، بلحاج والعيادي ستجعل التعديل الحكومي مثيرا للجدل أكثر، حيث تبرز مجددا التساؤلات بشأن قدرة الحزب على إفراز الكفاءات.

كلمات دلالية أحزاب الأصالة المعاصرة المغرب تعديل حكومي سياسية

المصدر: اليوم 24

كلمات دلالية: أحزاب الأصالة المعاصرة المغرب تعديل حكومي سياسية التعدیل الحکومی المکتب السیاسی المجلس الوطنی

إقرأ أيضاً:

برلمانية من البام تنتقد بشدة إعفاء وزير التربية للمدير الإقليمي لورزازات

في سياق ردود الفعل على قرار وزير التربية الوطنية إعفاء 16 مديرا إقليميا دفعة واحدة، خرجت برلمانية الأصالة والمعاصرة إيمان لماوي، في تدوينة غاضبة فيسبوك، قالت فيها « لا يمكنني إخفاء استغرابي وأسفي الشديد من قرار إعفاء المدير الإقليمي للتعليم بورزازات وهو قرار اصبح يثير العديد من التساؤلات حول المعايير المعتمدة في مثل هذه التغييرات »
وتساءلت: « كيف يمكن لمسؤول عرف بكفاءته، بحسن تدبيره، وبقربه الدائم من الميدان أن يكون ضحية لقرارات لا تستند إلى أي منطق واضح؟

وأضافت « لقد شهد قطاع التعليم في ورزازات، تحت إدارته، تحولات نوعية في الحكامة والتسيير، وعرف دينامية ميدانية غير مسبوقة. كان الرجل يعمل – بلا حساب – بتفان وإخلاص، واضعا مصلحة أبناء وبنات الإقليم فوق كل اعتبار. فهل أصبح الجد والاجتهاد تهما تستوجب الإقالة بدل التكريم؟
وأضافت أن ما يثير القلق أكثر هو البدئ في نهج القرارات المركزية التي لا تأخذ بعين الاعتبار خصوصيات الجهات ولا بمبدأ الجهوية المتقدمة الذي ننادي به جميعا. كيف يمكن أن نتحدث عن تفويض الصلاحيات وتدعيم الاستقلالية الجهوية، في حين أن القرارات المصيرية تتخد بعيدا عن الواقع المحلي ودون أي مبررات مقنعة.
وقالت النائبة « لا يمكنني الصمت أمام هذا الظلم، ولا أمام قرارات لا تخدم سوى تكريس العشوائية والتراجع، واجندات شخصية للاسف، قرارات تستحق أن تدار بشفافية ونزاهة، وليس بمنطق الإقالات غير المبررة التي تضرب عرض الحائط كل الجهود … ورزازات تستحق الأفضل ».

 

كلمات دلالية إعفاء إيمان لماوي وزارة التربية الوطنية

مقالات مشابهة

  • عاجل . البنك المركزي اليمني يكشف عن نقل مراكز البنوك التي كانت بصنعاء الى إلى عدن. ضربة موجعة للمليشيا الحوثية
  • مكتب الماء بالحسيمة على صفيح ساخن.. إجراءات تعسفية و احتجاجات المستخدمين
  • قرار للزبيدي بتعيين أكثر من الف قيادي من المجلس في مناصب في شبوة
  • قيادة "البام" تنتقد "تكميم الأفواه" داخل الأغلبية الحكومية وخارجها في موقف غير مألوف في مواجهة حليفها أخنوش
  • وزيرة المالية تصدر أمرًا وزاريًا بتكليف مديرين لثلاثة مناصب في الوزارة
  • علي بلحاج: ثروات الجزائر في سوق النخاسة الأمريكية.. صمت مريب من السلطة
  • تعيينات جديدة في مناصب المسؤولية بمصالح الأمن الوطني
  • التحالف التركماني: مناصب التركمان في كركوك لاقيمة لها
  • برلمانية من البام تنتقد بشدة إعفاء وزير التربية للمدير الإقليمي لورزازات
  • البام يدعو إلى إلغاء الإعفاءات الجمركية غير الفعالة على اللحوم