في ذكراها الـ34: تفاعل شعبي واسع بعيد الوحدة.. والانتقالي يتعهد بفك الارتباط
تاريخ النشر: 21st, May 2024 GMT
تحل الذكرى الرابعة والثلاثين لعيد الوحدة اليمنية (22 مايو 1990م) واليمن يشهد ارهاصات عديدة في شمال البلاد وجنوبه، في ظل تصعيد ما يسمى بالمجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم إماراتيا نحو فك الارتباط.
يحتفل اليمنيون مساء اليوم الثلاثاء، بذكرى إعادة تحقيق الوحدة اليمنية والتي كانت القضية الأولى للحركة الوطنية التحررية في اليمن والتي ناضلت لتحقيقها منذ اندلاع ثورة السادس والعشرين من سبتمبر ضد النظام الامامي الكهنوتي، ومن ثم طرد المستعمر البريطاني من جنوب اليمن.
وتأتي الذكرى والبلد لا يزال يشهد تمزقا وانقلابين على الدولة، الأول في الشمال جماعة الحوثي بدعم إيراني والآخر في عدن المجلس الانتقالي الانفصالي بدعم إماراتي، في ظل صمت المجلس الرئاسي المشكل قبل عامين بدعم سعودي – إماراتي وتماهيه مع إجراءات الانتقالي سواء بتسليم المناطق المحررة في جنوب البلاد أو بالقرارات التي تصب في صالح الأخير وتعزز من فك الارتباط.
وحظيت الذكرى الرابعة والثلاثين لعيد الوحدة بتفاعل شعبي واسع، برزت الكثير من الخطابات التي تؤكد على أهمية بقاء الوحدة اليمنية، وتدعو لمعالجة الأخطاء التي رافقتها خلال الفترة السابقة، وعدم تحميل الوحدة كمنجز تاريخي في حياة اليمنيين، أخطاء الحكومات والأنظمة المتعاقبة، وعلى أثر ذلك دشن ناشطون حملة إلكترونية على منصات التواصل الاجتماعي على الوسم #عيد_الوحده_اليمنيه_34، احتفاءً بعيد الوحدة.
وفي المقابل تعهد رئيس المجلس الانتقالي، عيدروس الزبيدي، بمواصلة الجهود الهادفة لتحقيق الانفصال واستعادة "الدولة الجنوبية"، بالتزامن مع الذكرى الـ 34 لتحقيق الوحدة اليمنية.
وأضاف الزبيدي -خلال زيارته للعديد من مقرات التدريب والتأهيل لعدد من الوحدات والألوية التابعة لما يسمى بـ "القوات الجنوبية": "نجدد التأكيد لكم في هذا اليوم أننا ماضون على درب شهدائنا الأبطال الذين ضحّوا بأرواحهم في ميادين الشرف والبطولة لاستعادة دولتنا الجنوبية المستقلة كاملة السيادة".
كما جدد المجلس الانتقالي -في بيان له- التزامه واستمراره في العمل على تحقيق الانفصال واستعادة ما سمّاه بـ "دولة الجنوب الفيدرالية".
وعلى الجانب الآخر بعث نائب رئيس الجمهورية السابق، علي محسن الأحمر، برقية تهنئة للشعب اليمني بالذكرى الـ 34 للوحدة وقال "أصدق التهاني الأخوية لأبناء شعبنا الأبي في الداخل والخارج، بمناسبة احتفالاته باليوم الوطني في ذكراه الرابعة والثلاثين، اليوم الذي أضاءت فيه شمس الوحدة كل ربوع الوطن واكتمل فيه وهج وجمال الثورة اليمنية 26 سبتمبر و14 أكتوبر المجيدتين، ووُصف هذا الحدث بأنه ثورة الثورات".
وأضاف "رُفع في هذا اليوم الأغر في سماء عدن الحبيبة العاصمة الاقتصادية والتجارية، عَلَمُ اليمن، وتوحّد شعاره ونشيده الوطني، وارتسمت هويته الخالدة ذات التاريخ العريق، وقبل ذلك كانت قلوب اليمنيين واحدة موحّدةً، وتتطلع لمثل هذا الائتلاف الرسمي لوأد أيام التشرذم والانقسام، فالوحدة كانت ولا زالت وستظل أكرم هديّة قدمها أحرار اليمن للحاضر والمستقبل وللأجيال القادمة".
وتابع الأحمر بالقول "مثلما كانت الوحدة حدثاً وضاءً في مسيرة الأمة اليمنية، فهي أيضاً مسؤولية والتزام ديني وأخلاقي ووطني يتوجب على الجميع الحفاظ عليها دون الاتكال على أحدٍ دون الآخر، والمضيّ فيما أجمع عليه اليمنيون في حوارهم الوطني من بناء دولةٍ اتحادية من ستة أقاليم، تضمن زوال مخلفات الإمامة الكهنوتية ومخلفات الاستعمار البغيض".
رئيس مجلس النواب الشيخ سلطان البركاني، أكد أن الوحدة اليمنية المباركة 22 مايو، ثمرة كبرى من ثمار نضال الحركة الوطنية ومحصلة حوارات ولقاءات بالداخل والخارج استمرت لعدة سنوات.
وقال البركاني -في برقية تهنئة بعثها لرئيس وأعضاء مجلس القيادة الرئاسي- إن الثاني والعشرين من مايو يوم ليس كمثله يوم في تاريخ اليمن حيث كان تتويجًا لأهداف الثورة اليمنية الخالدة سبتمبر وأكتوبر، وثمرة كبرى من ثمار نضال الحركة الوطنية ومحصلة حوارات ولقاءات بالداخل والخارج استمرت لعدة سنوات بداءً من اتفاق القاهرة وانتهاء ً بلقاءات عدن وصنعاء التي توجت بإعلان قيام الوحدة بالـ 22 من مايو 1990م.
وأضاف بأن هذا اليوم الذي رفع فيه علم الجمهورية اليمنية خفاقًا في مدينة عدن، وقضى هذا اليوم الخالد على الفرقة والشتات وأنهى حقبة دامية من الصراعات وأذاب الحواجز المُصطنعة بين أبناء الوطن الواحد.
رئيس مجلس الشورى الدكتور أحمد عبيد بن دغر، أكد أن إعلان الوحدة كان لحظة تحول مفصلية، وأن الشعب اليمني أسس حاضره السياسي الموحد وهو اليوم مؤهل للدفاع عن خياراته التاريخية.
وقال بن دغر -في برقية تهنئة بعثها لرئيس وأعضاء مجلس القيادة الرئاسي- إنها مناسبة عظيمة إذ يحتفل فيها شعبنا اليمني بحدث كبير هو الأكثر أهمية وأثرًا في تاريخه الحديث والمعاصر، كان مايو لحظة تحول مفصلية في مسارنا الوطني.
وأكد أن "مايو يمثل تتويجًا رائعًا لعقود طويلة من النضال الوطني ترسيخًا لقيم الحركة الوطنية الموغلة في التاريخ، وإيمانا بقيم ومبادئ ثورتي سبتمبر وأكتوبر الخالدتين، وتحقيقًا لحلم الملايين من أبناء اليمن، في بناء وطن حر، ومستقبل آمن".
النائب البرلماني علي أحمد العمراني، قال "بمناسبة العيد الوطني الرابع والثلاثين لإعادة تحقيق الوحدة اليمنية وقيام الجمهورية اليمنية؛ كل عام وأنتم بخير والوطن اليمني بكل أهله وبكل ربوعه برّاً وبحراً بخير، ومحرراً مستقلاً من كل أشكال الظلم والتعبية والتدخلات الخارجية".
الناشطة اليمنية الحائزة على جائزة نوبل للسلام، توكل كرمان، انتقدت موقف مجلس القيادة الرئاسي تجاه تجاوزات المجلس الانتقالي وخطواته إزاء فك الارتباط.
وقالت كرمان "فلنحتفي بذكرى الوحدة الماجدة والباقية والتي من أجلها أسقطنا نظام المخلوع علي صالح وفي سبيلها سنسقط الاحتلالين الداخلي والخارجي، ونمضي ببلدنا إلى آفاق لا حدود لها من المجد والفخر".
وأضافت "لا أحد من الدنابيع الثمانية (المجلس الرئاسي) سيحتفي بذكرى الوحدة الخالدة والماجدة والباقية، ذلكم أن هؤلاء الذي وصفتهم بـ "الارجوازات" عينتهم المملكة الشائخة مخبرين بدرجة رئيس، وهي التي تحتفظ بأمنية دائمة، تدمير هذا الشعب ومنجزاته"، مستدركة بالقول "لكن تبا لها ولهم، سيأفلون وتبقى الوحدة شامخة ما بقي الليل والنهار".
البروفيسور عبد السلام الجوفي، وزير التربية والتعليم الأسبق، كتب "22 مايو حلم كل اليمنيين بكل فئاتهم وتوجهاتهم، ناضل من أجله الأدباء والمفكرين والساسة، بل حلم فيه جل الشعب من فلاحين وموظفين وعمال وطلاب، حلم فيه الرجال والنساء وكل طبقات المجتمع، وفرح لأجله كل العرب وباركه العالم".
وقال "يوم مجيد في تاريخ اليمن استلهم أهداف الثورة الأم 26 سبتمبر وثورة 14 أكتوبر، وكان اُمنية وحلم الجنوب والشمال ولأجلها حلم الفلاح، وكتب الأديب، وخطط قادة الفكر والاقتصاد والسياسة، وتغنى فيها الشعراء وقيلت فيها المهاجل والأهازيج".
وأضاف "مهما قيل عن سلبيات الممارسات إلا أنها لا تنقص من قيمة الإنجاز وتحقيق الحلم، الخطأ في الممارسات لا ينقص من نبل الأهداف والغايات العظام ولا يقلل من قيمة ومكانة الحدث في العقل الجمعي للمجتمع ولا يقلل من حجم المنجزات في المجالات كافة".
وتابع الجوفي "كانت هناك أخطاء إدارية وفنية واقتصادية لكن ذلك ليس مسوغ لإنكار عظمة الحدث ودور صناعة وحجم الانجازات الكبيرة برغم كل الظروف، كل ذلك لا يبرر الدعوة للعودة الى المربع الأول بل يعزز التوجه نحو تصحيح مسار وتصويب اخطاء ممارسات وتجاوزات فردية او غيرها"، مؤكدا أنه لا خيار للجميع إلا شراكة ومشاركة في صناعة مستقبل يمن جمهوري ديمقراطي اتحادي يقبل الجميع بلا طائفية أو فئوية او سلالية او مناطقية.
وأردف "لعل النظر اليوم بعد 34 سنة الى مسار الوحدة أمر غاية في الأهمية، ليس ترفًا الحديث عن الوحدة في ظل الواقع الأليم وفي ظل هذا السواد الذي يغطي البلاد من حروب وازمات وفقر وأمراض وجهل وتعقد الوضع الاجتماعي والاقتصادي للأفراد والمجتمع".
وشدد على أن تغيير صيغة نظام الحكم من الدولة البسيطة الى المركبة سيعمل على إعادة توزيع السلطة والثروة بصورة أكثر عدل (خاصة لمناطق الثقل الاقتصادي ومناطق الصراع العسكري لصالح الاستقرار والسلم المجتمعي شريطة ان تبنى المكونات وفق فلسفة ورؤية واضحة).
وقال الجوفي "بل إن معادلة الصراع على السلطة المركزية ستتغير باعتبار أن الثقل سيصبح بالإقليم، وعلينا الاعتراف أن المرحلة قد خلقت عداوات وانقسامات ورسخت قناعات جديدة في عدد من المناطق في اتجاه مضاد لقيم الوحدة، لكن الحقيقة التي لا مفر منها تقول لا مخرج للجميع إلا بالوحدة والدولة الوطنية (وفق صيغة جديدة)، التجارب العالمية تؤكد نجاح وفعالية الدولة الاتحادية وخاصة في تلك البلدان التي عانت من صراعات ونزعات انفصالية".
وختم البروفيسور مقاله بالقول "سيكون غدًا أفضل إذا رأينا تحول الحديث من السياسة والصراع والحرب إلى حديث عن التعليم والاقتصاد وعن التنمية بمكوناتها، سيكون غدًا أفضل إذا رأينا اليمني يتكلم عن فرص التدريب والخدمات الاجتماعية أكثر من السياسة والكسب السياسي هل ذلك ممكن؟ نعم ممكن وممكن جدا".
في حين علق وزير النقل الأسبق، خالد ابراهيم الوزير، بالقول "العيد الرابع والثلاثين لإعادة لحمة اليمن الواحد الذي سيبقى ويدوم للأبد بإرادة الشعب اليمني العظيم، رغم كيد الكائدين ومحاولات بائعي الأوطان، يمن قوي موحد عزيز في ظل دولة نظام وقانون ومساواة تضمن الرخاء والعزة".
الناشط الجنوبي صالح منصر اليافعي غرد قائلا: "الوحدة اليمنية وجدت لتبقى، قد يكون هناك بعض الأخطاء التي رافقت الوحدة، لكنها ارحم بكثير من الوضع الذي نعيشه اليوم في ظل هذا الاحتراب والتفكك".
وفي تدوينة على منصة (إكس) تكشف الموقف الإماراتي من الوحدة اليمنية ودعمها لانفصال جنوب اليمن، يقول عبدالخالق عبدالله المستشار السياسي السابق لمحمد بن زايد "إن 21 مايو ذكرى إعلان فك الارتباط واستعادة دولة الجنوب العربي"، حد زعمه.
المصدر: الموقع بوست
كلمات دلالية: اليمن الوحدة اليمنية الانفصال مليشيا الانتقالي الحكومة المجلس الانتقالی الوحدة الیمنیة فک الارتباط هذا الیوم
إقرأ أيضاً:
معهد أمريكي يسلط الضوء على القاذفة الشبحية B-2 ونوع الذخائر التي استهدفت تحصينات الحوثيين في اليمن (ترجمة خاصة)
سلط معهد أمريكي الضوء على أهمية نشر القاذفة الشبحية B-2في اليمن ونوعية حجم الذخائر التي قصفت أهدافا محصنة لجماعة الحوثي في البلاد وكيف يمكن لها أن تساعد في تعزيز الرسائل الأميركية إلى إيران.
وقال "معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى" في تحليل ترجم أبرز مضمونه "الموقع بوست" إن "الأهمية الاستراتيجية لضربة دقيقة على اليمن باستخدام زوج من الأصول الوطنية الأميركية بقيمة 2.2 مليار دولار أميركي توضح التزام واشنطن القوي بمكافحة التهديدات للأمن الدولي".
وأشار إلى الطائرة B-2 تتمتع بعدد من السمات المحددة التي تؤكد على أهمية نشرها في اليمن. لافتا إلى أن التصميم المتقدم في التخفي والقدرة على البقاء يجعل من الصعب، إن لم يكن من المستحيل، استهداف وتدمير الطائرة B-2، مما يسمح للقاذفة باختراق المجال الجوي المحمي بشدة وتوجيه ضربات دقيقة على أهداف محصنة.
وتطرق التحليل إلى الأسلحة الموجهة بدقة التي يمكن أن تحملها الطائرة B-2 لهذا النوع من المهام وقال: قنبلتان خارقتان للذخائر الضخمة من طراز GBU-57A/B، يبلغ وزن كل منهما 13.6 طن، وقادرة على اختراق 60 قدمًا من الخرسانة المسلحة أو 200 قدم من الأرض؛ وقنبلتان من طراز GBU-28/B أو GBU-37/B بوزن 2.2 طن، قادرتان على اختراق أكثر من 20 قدمًا من الخرسانة المسلحة أو 100 قدم من الأرض؛ أوما يصل إلى ستة عشر قنبلة من طراز GBU-31 بوزن 907 كجم، كل منها قادرة على اختراق أكثر من 6 أقدام من الخرسانة المسلحة.
وتشير التقارير إلى أن القاذفات المستخدمة في مهمة اليمن استخدمت قنابل اختراقية من طراز GBU-31 فقط، وهو ما كان ينبغي أن يكون سلاحاً مناسباً نظراً للطبيعة غير المتينة للكهوف الجيرية والرملية حول صنعاء وصعدة التي يستخدمها الحوثيون لتخزين الأسلحة. كما تفيد التقارير بأن نحو عشرين قنبلة اختراقية فقط في الخدمة، مما يجعلها أصولاً ثمينة للغاية في مخزون B-2.
وأكد التحليل أنه لا يوجد أي دولة أخرى في العالم لديها ما يعادل بشكل مباشر مزيج B-2 من التخفي والمدى والقدرة على الحمولة. بالإضافة إلى ذلك، لا توجد دولة تقترب في دعم مثل هذا الأصل لوجستيًا على مثل هذه المسافات الكبيرة.
وقال "يبدو أن الطائرة المشاركة في الضربة على اليمن انطلقت من قاعدة وايتمان الجوية في ميسوري. يبلغ مدى B-2 غير المزود بالوقود حوالي 11000 كيلومتر، واعتمادًا على الطريق، فإن اليمن ستكون رحلة حوالي 14000 كيلومتر في كل اتجاه.
وتابع المعهد الأمريكي "كانت هناك حاجة إلى عمليات إعادة تزويد بالوقود جواً متعددة حتى تصل الرحلة إلى وجهتها وتعود إلى الوطن. أيضًا، في حين أن المجال الجوي اليمني ليس محميًا بشكل كبير، فإن استخدام B-2 لا يزال يتطلب مستوى معينًا من السرية لحماية الإجراءات التشغيلية".