نشرت صحيفة "هآرتس" العبرية يوم الثلاثاء تقريرا عن عملية أطلقها الجيش الإسرائيلي لابتزاز سكان قطاع غزة، حيث هدد بنشر صور أشخاص زعم أنهم كانوا يتعاونون مع حماس ويبلغون عن جيرانهم.

وفي التقرير الذي نشر تحت عنوان "الجيش الإسرائيلي يطلق عملية لابتزاز سكان غزة: اتصل بنا وإلا سننشر أنك أبلغت حماس عن جيرانك"، تقول الصحيفة إن الجيش الإسرائيلي بدأ في نشر صور ومعلومات تعريفية لسكان قطاع غزة الذين ادعت أنهم عملاء يتجسسون على سكان القطاع الآخرين لصالح جهاز الأمن العام التابع لحركة حماس.

إقرأ المزيد مستشار الأمن القومي الإسرائيلي: لن نوقف الحرب بسبب قرارات الجنائية الدولية باعتقال مسؤولين لدينا

وتضيف الصحيفة العبرية أن الجيش هدد بمواصلة نشر معلومات عن آخرين إذا لم يتصلوا بالقوات الإسرائيلية في غزة.

ووفق "هآرتس" فإن المعلومات التي نشرها الجيش تعد جزءا من المواد الاستخباراتية التي استولى عليها أثناء العملية البرية في قطاع غزة.

وقال مصدر عسكري لصحيفة "هآرتس" إن الجيش الإسرائيلي حصل على إذن قانوني لاستخدام هذه المعلومات لابتزاز سكان غزة، مشيرا إلى أن جوهر العملية يهدف إلى "إثارة الرأي العام في القطاع وإظهار أن حماس تتابعهم وتراقب أدق تفاصيل حياتهم".

وقيل للصحيفة إن جهاز الأمن العام الإسرائيلي ليس منخرطا في هذه العملية.

وبحسب المصدر العسكري الذي تحدث إلى صحيفة "هآرتس" فقد تم تجنيد هؤلاء الرجال في جهاز الأمن العام لحماس للتجسس على سكان غزة، وفي هذا الدور زودوا حماس بمعلومات شخصية عن المواطنين العاديين.

ويوم الجمعة الماضي ألقى الجيش الإسرائيلي منشورات تحم اسم "الكاشف" من الجو فوق مساجد في عدة أماكن في غزة، على ما يبدو أثناء صلاة الظهر، تضمنت صور وأرقام هوية 130 رجلا.

إقرأ المزيد بن غفير عن "اليوم التالي" للحرب: أحب أن أعيش في غزة

وجاء في المنشورات التي ألقاها الجيش "اتصل بنا إذا كنت لا تريد أن تظهر صورتك هنا".

وتوضح المنشورات أنه تم جمع مئات الآلاف من التقارير عن سكان قطاع غزة.

كما وردت في المنشورات أيضا رسالة لسكان غزة تقول: "إذا كنت تريد معرفة أنه قد تم التجسس عليك والإبلاغ عنك اضغط على الموقع وابحث عن هويتك (رقمك) وستعرف من قام بالإبلاغ عنك".

وفي الوثيقة التي نشرها الجيش الإسرائيلي تظهر وجوه وأسماء وأرقام الهوية، حيث ذكر في المنشورات "تعاون مع الأمن العام! هل تأكدت من وجود رقم هويتك على الموقع؟ قريبا سنكشف عن كافة التفاصيل الخاصة بك للجميع.. لايزال بإمكانك إنقاذ نفسك - اتصل بنا".

كما تظهر في الصفحة الأولى من المنشور صورة لوجه رجل واسمه بالإضافة إلى العنوان: "قصة المبلغ اليومي عن المخالفات".

ويزعم في نص المقدمة أنه نقل معلومات عن رجل يسافر كثيرا إلى مصر وله علاقة بامرأة مصرية متزوجة يسافر زوجها غالبا إلى دول الخليج للعمل.

وزعم المنشور أن "الأمن العام هو منظمة سرية تابعة لحماس تستخدم منذ سنوات المبلغين لمتابعتك والتجسس عليك ومن الممكن أن يكون صديقك أو جارك هو من أعطى حماس أكبر أسرارك.. وسنكشف قريبا جميع المبلغين والتقارير التي جمعوها".

المصدر: "هآرتس"

المصدر: RT Arabic

كلمات دلالية: الجيش الإسرائيلي الحرب على غزة القضية الفلسطينية بنيامين نتنياهو تل أبيب جرائم جرائم حرب جرائم ضد الانسانية حركة حماس طوفان الأقصى قطاع غزة كتائب القسام مساعدات إنسانية وفيات الجیش الإسرائیلی الأمن العام قطاع غزة سکان غزة

إقرأ أيضاً:

صحيفة عبرية: صفقة غزة تشعل الضفة الغربية.. الاحتلال يخشى صحوة فلسطينية من جنين

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

فى تصعيد خطير للأوضاع فى الأراضي الفلسطينية المحتلة، يواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي عملياته العسكرية الواسعة فى الضفة الغربية، والتى تعتبر الأكبر منذ عام ٢٠٠٢، هذه العملية التى أطلق عليها اسم "الجدار الحديدي"، استهدفت مدينة جنين ومخيمها، مما أسفر عن سقوط مئات الضحايا بين شهيد وجريح، وتشريد أعداد كبيرة من السكان الفلسطينيين.

وتأتى هذه الأحداث التى تتزامن مع توترات متزايدة فى المنطقة، وتثير تساؤلات حول مستقبل الصراع الفلسطينى الإسرائيلي، وتزيد من المخاوف بشأن تفاقم الأوضاع الإنسانية فى الأراضى المحتلة. وفى هذا السياق؛ أشارت صحيفة "جيروزاليم بوست" العبرية إلى أن العملية العسكرية التى يشنها جيش الاحتلال فى مدينة جنين، تهدف بالأساس إلى تعطيل قدرات الفصائل الفلسطينية، التى تعتبرها إسرائيل تهديدًا أمنيًا.

وترى الصحيفة العبرية أن هذه العملية تأتى فى أعقاب الإفراج عن أسرى فلسطينيين ضمن صفقة تبادل الأسرى، حيث تخشى إسرائيل أن يؤدى ذلك إلى تصعيد الأوضاع.

وأكد الفلاحى أن مدينة جنين لا تملك أهدافًا عسكرية واضحة تستدعى استهدافها بعملية واسعة النطاق كالتى شنها الاحتلال فى قطاع غزة. وأعرب عن اعتقاده بأن هذا الهجوم له دوافع سياسية، تتمثل فى إرضاء بعض الشخصيات الإسرائيلية التى كانت ترفض صفقة وقف إطلاق النار فى غزة. ويشير هذا التحليل إلى أن العملية فى جنين قد تكون جزءًا من حسابات سياسية داخلية فى إسرائيل أكثر من كونها استجابة لضرورة عسكرية حقيقية.

تخوفات إسرائيل من الإفراج عن الأسرى
وقالت "جيروزاليم بوست" إن توقيت عملية "الجدار الحديدي" فى جنين ليس مصادفة، إذ تتوقع إسرائيل أن يكون للإفراج عن عدد كبير من الأسرى الفلسطينيين تأثير سلبى على الوضع الأمنى فى الضفة الغربية.

وتخشى إسرائيل من أن حركات المقاومة تسعى إلى تحدى الاحتلال من خلال شن هجمات فى الضفة وداخل الأراضى المحتلة.

تضيف أن الإفراج الوشيك عن مئات الأسرى الفلسطينيين، ووقف إطلاق النار فى قطاع غزة، يمثل عاملًا إضافيًا أدى إلى تصعيد الموقف.

وتتوقع قوات الاحتلال أن يشجع هذا الإفراج الفلسطينيين ويزيد من دوافعهم لتنفيذ هجمات، مشيرة إلى أن العديد من المفرج عنهم من المتوقع أن يعودوا إلى الأنشطة المسلحة، سواء بالمشاركة المباشرة أو بالتجنيد والتخطيط لعمليات جديدة.

توضح الصحيفة العبرية أن من أبرز الشخصيات التى أفرج عنها ضمن الصفقة، هو زكريا الزبيدي، القائد العسكرى الفلسطينى المعروف من مخيم جنين. وأسس الزبيدى خلال الانتفاضة الثانية كتائب التنظيم التابعة لحركة فتح فى المنطقة، ونظم العديد من الهجمات المميتة.

وتضيف أن الزبيدي، الذى يتمتع بشخصية كاريزمية وذكاء إعلامي، كان يمثل تحديًا كبيرًا لجهاز الأمن العام الإسرائيلى "شاباك" وقوات جيش الاحتلال، إذ استخدم نفوذه للحشد نحو العمليات. كما أن مشاركته فى الهروب من سجن جلبوع فى ٢٠٢١ عززت من مكانته بين أنصار حماس والجهاد، على الرغم من كونه عضوًا فى فتح.

وتخشى إسرائيل من أن يؤدى إطلاق سراحه إلى إعادة إشعال التوترات فى جنين والمنطقة المحيطة بها. تؤكد الصحيفة أن "هدف عملية الجدار الحديدى واضح، وهو تعطيل قدرات التنظيمات فى جنين وشمال الضفة الغربية".

وردا على هذا الطرح، يرى الدكتور أيمن الرقب، أستاذ العلوم السياسية، أن الاحتلال الإسرائيلي، بعد انتهاء حربه فى قطاع غزة وسحب جزء كبير من قواته، قرر نقل تركيزه العسكرى إلى الضفة الغربية، مستفيدًا من الخبرة التى اكتسبها فى حرب غزة.

وأوضح الرقب فى تصريحات خاصة لـ "البوابة" أن إسرائيل، على الرغم من امتلاكها قوة عسكرية كبيرة وإمكانات واسعة، خاصة فى ظل الهدوء النسبى على الجبهة اللبنانية والتمدد فى سوريا، إلا أن الضفة الغربية والأراضى الفلسطينية تتميز بخصوصية فى الصدام مع الاحتلال.

ويعتقد الدكتور الرقب أن الاحتلال الإسرائيلى قرر، بشكل أو بآخر، كسر شوكة الضفة الغربية من خلال العملية العسكرية التى يشنها فى مدينة جنين.

ويرى أن هذه العملية تهدف إلى تحقيق هدفين رئيسيين: أولًا، منع خروج أى عمليات عسكرية من الضفة الغربية بشكل عام، وجعل جنين عنوانًا لهذا المنع.

وثانيًا، الاستعداد لسيناريو ضم أجزاء كبيرة من الضفة الغربية، تحسبًا لانفجار الأوضاع هناك، ولذلك، يرى الرقب أن الاحتلال يهدف إلى تضييق نطاق الأحداث وإطلاق عملية "الجدار الحديدي".

ويضيف أن الاحتلال، من خلال هذه العملية، يسعى إلى عزل الضفة الغربية بشكل كامل عن باقى المدن، وعزل مدن الضفة عن بعضها البعض، مما يسهل السيطرة عليها وتنفيذ العمليات داخلها.
 

مقالات مشابهة

  • الجيش الإسرائيلي يحذر سكان جنوب لبنان من العودة إلى منازلهم
  • الجيش الإسرائيلي يوجه اتهامًا لحزب الله ويحذر سكان جنوب لبنان
  • صحيفة عبرية تهاجم مسؤولة أممية على خلفية شتمها نتنياهو
  • مصدر يكشف رسالة من إسرائيل لحماس مع تجمع مقاتلي القسام بساحة فلسطين بغزة لبدء عملية تسليم الرهائن
  • ‏الجيش الإسرائيلي لسكان غزة: الاقتراب من معبر رفح وفيلادلفي محظور
  • الجيش الإسرائيلي يُصدر بيانا مهما لسكان قطاع غزة
  • صحيفة عبرية: النفوذ القطري في الشرق الأوسط يقلق إسرائيل
  • صحيفة عبرية: صفقة غزة تشعل الضفة الغربية.. الاحتلال يخشى صحوة فلسطينية من جنين
  • وسائل إعلام عبرية تكشف تفاصيل حول اللحظات التي سبقت الـ7 من أكتوبر
  • صحيفة عبرية تكشف إخفاقات أمنية واستخباراتية كبيرة قبل ساعات من بدء “طوفان الأقصى”