قال وزير الدفاع يس إبراهيم، الاثنين، إن الحركة الشعبية – شمال بقيادة عبد العزيز الحلو أصرت على مشاركة قوات الدعم السريع في المفاوضات التي جرت في عاصمة دولة جنوب السودان جوبا والرامية إلى إيصال المساعدات الإنسانية للمتأثرين من النزاع العسكري بولايتي جنوب وغرب كردفان وإقليم النيل الأزرق.
وقال وزير الدفاع ورئيس الوفد الحكومي المفاوض في تصريحات صحفية عقب عودته إلى بورتسودان، إنّ “الحركة الشعبية أصرت على إقحام مليشيا الدعم السريع المتمردة في عملية التفاوض، مما يبرهن تماهي الحركة الشعبية مع الانتهاكات الجسيمة التي ارتكبتها المليشيا الإرهابية في حق الشعب السوداني”.


وأعرب إبراهيم، عن أسف الحكومة لموقف الحركة الشعبية شمال المتعنت ونكوصها ورفضها التوقيع على وثيقة إيصال المساعدات الإنسانية إلى المواطنين المتأثرين بالحرب في المنطقتين، كما أبدى أسفه كذلك على انهيار جولة التفاوض لعدم التزام وفد الحركة بموجهات لجنة الوساطة.
وأوضح الوزير أن وفد الحركة لم يقدم أي مسودة اتفاق وجاء رده على مسودة الحكومة إنشائياً، ولم يتضمن القضايا الجوهرية المتعلقة بإيصال المساعدات إلى المواطنين في الولايات المعنية.
وقال وزير الدفاع إنّ العمل الإنساني يجب أن يعنى فقط بحياة الإنسان بعيداً عن أي أهداف أخرى سياسية أو أمنية.
وأفاد أنّ الحركة الشعبية أصرت على عدم التوقيع أو النظر في أي وثيقة أو مقترح اتفاق يقدم من وفد الحكومة أو لجنة الوساطة لإيصال المساعدات الإنسانية للولايات المذكورة بحجة أنّ المساعدات يمكن مرورها دون أي التزام مكتوب متجاهلةً أهم موجبات العمل الإنساني بضرورة تأمين مسارات محددة في المناطق التي بها صراعات.
وأشار إلى أن الحركة تقدمت بمقترح يتنافى مع مبادئ ميثاق الأمم المتحدة الخاص باحترام سيادة الدول أشارت فيه إلى إمكانية توقيع كل طرف اتفاق أحادي مع الأمم المتحدة بشهادة الوساطة.

الخرطوم: السوداني  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: المساعدات الإنسانیة الحرکة الشعبیة وزیر الدفاع

إقرأ أيضاً:

الإسلاميون وراء تغذية النزاع بين كيكل والحركات

صلاح شعيب

•بعد ثورة ديسمبر طالب المكون المدني بدمج الدعم السريع والحركات المسلحة في الجيش عبر ترتيبات عسكرية معينة. وكان هدف الثوار الديسمبريين أن تبدأ البلاد عهداً جديداً يعيد الاعتبار للمهنية المنضبطة داخل المؤسسات النظامية، وكذلك مؤسسات الخدمة المدنية، وتحريرها من القبضة الأيديولوجية الإسلاموية التي أضرت بها، وأفقدتها الفاعلية. ولكن كان المكون العسكري يحرص باستمرار على عرقلة هذه الخطوات الضرورية للإصلاح داخل بنية مؤسسات الدولة. بل كان يحاول استخدام الدعم السريع، والحركات المسلحة، لتعويق عمل الحكومة المدنية بقيادة د. عبدالله حمدوك حتى أثمر التآمر عن انقلاب الخامس والعشرين من أكتوبر 2025.
وبعد عامين من الحرب انتهى الجيش الذي يسيطر عليه المؤتمر الوطني إلى تفريخ أكثر من دستة من المليشيات، وضمها إليه لتعمل تحت قيادة البرهان – علي كرتي.
•الآن بدت بوادر حرب كلامية بين قوات درع الوطن التي يقودها أبو عاقلة كيكل وحركة تحرير السودان بقيادة مني أركو مناوي، وتساهم في تأجيج الفتنة بينهما منصات إعلامية منحازة لهذا الطرف، أو ذاك. فضلاً عن ذلك فإن هذا التنازع له منحازون من أطراف أخرى تؤيد استمرار الحرب، ولديها انتماءات إسلاموية، ومناطقية، وعسكرية.
الحقيقة أن المليشيات الداعمة للجيش لم تخض الحرب بدافع القناعة بمصطلح، ومضمون، “حرب الكرامة” وإنما خاضت فيها لتعزز أهدافها المتصلة بالأيديولوجيا، والقبلية، والمناطقية والانتهازية. ولهذا السبب وجد البرهان فرصته كقائد ظاهر للجيش ليراوغ بها من أجل الوصول إلى أهدافه في الحفاظ على حكم البلاد بعون مؤيديه من الإسلاميين.
•ولكن تأسياً بالتاريخ القريب فإن تعدد الأجندات وسط هذه المليشيات سوف يخلق صراعات أعمق مما نشاهد بوادرها الآن كلما غاصت الحرب في التصعيد، أو فقد الدعم السريع مناطق سيطرته نتيجة للدعم اللوجستي الذي يتلقاه الجيش من مصر، وإيران، وتركيا، وقطر، وروسيا.
•محللون سياسيون، وخبراء عسكريون، أشاروا إلى أن تكرار الجيش أخطاء تبني المليشيات الجاهزة في ظل ضعف تجنيده للمقاتلين سوف يعيد في كل مرة التجربة الماثلة أمامنا: حرب الدعم السريع على القوات المسلحة.
•ولكن مخاطر تكثيف الجيش لمليشياته بعد انتهاء شهر العسل بينه وبين الدعم السريع سيولد في المستقبل أكثر من حرب بين الجيش وهذه المليشيات التي يحتضنها بكل ما لديها من أهداف ليس من بينها وضع السلاح أرضاً في حال انتهاء الحرب بأي كيفية. فبعض قادة المليشيات الداعمين للحرب ينتظر أن تكون المكافأة اقتسام السلطة، والثروة، والنفوذ، وبعض منها ينتظر التخلص من البرهان نفسه، وهناك بعض آخر ربما يفكر في التخلص من البرهان، ومليشياته جميعها ليتسنى له حيازة كامل الدولة.
•إذا عدنا إلى رؤية الديسمبريين بقطاعاتهم كافة فهي كانت الأنسب للقوات المسلحة حتى تضطلع بمهام الدفاع من بعد تسريح، ودمج. ولكن البرهان، ومن خلفه المؤتمر الوطني، كانوا يفضلون مصالحهم على مصالح الوطن، ولذلك تآمروا على فكرة دمج الدعم السريع حتى وقعت الطامة الكبرى التي تمثلت في أن الأخير شب عن الطوق، وخرج عن سيطرة الجيش. وهذا ما كان ليحدث لولا أن القائد الأعلى للجيش نفسه سحب المادة “5” التي خلقت من الدعم السريع جهة اعتبارية مستقلة بذاتها.
•باختصار: الحرب أولها كلام. فالنزاع المكبوت حتى الآن بين درع الوطن والحركات المسلحة المساندة للحرب علامة على مستقبل قاتم ينتظر السودانيين بسبب الجهة التي أشعلت الحرب: المؤتمر الوطني المنحل. بل إننا نتوقع أنه إذا سارت الأمور على هذا المنوال فإن الحرب ستتحول إلى حروب فرعية تستقطب المزيد من الداعمين من المكونات العرقية، وعندئذ سيكون أغلب الإسلاميين قد نجحوا تماماً في تفريق دم إجرامهم على قبائل السودان جميعها. أولم يعترف البرهان أنهم صنعوا كيكل قبل الحرب؟!

الوسومصلاح شعيب

مقالات مشابهة

  • نتنياهو يعقد اجتماعا مصغرا لبحث “صفقة صغيرة” مع حركة الفصائل الفلسطينية
  • العدالة والتنمية يطالب بالتحقيق في مشاركة رجال السلطة في توزيع مساعدات "جود"
  • مجموعة السبع: استئناف المساعدات الإنسانية إلى غزة دون معوقات
  • "دون معوقات".. مجموعة السبع تدعو لاستئناف المساعدات الإنسانية إلى غزة
  • جوتيريش: خفض المساعدات الإنسانية من قبل أمريكا ودول أوروبية جريمة
  • مجموعة السبع تدعو لاستئناف المساعدات الإنسانية إلى غزة
  • غوتيريش: قطع أمريكا ودول أوروبية المساعدات الإنسانية "جريمة"
  • وزير الدفاع الإسرائيلي: سنبقى بالمواقع الـ5 جنوبي لبنان بغض النظر عن المفاوضات
  • مشاركة المقاومة الشعبية
  • الإسلاميون وراء تغذية النزاع بين كيكل والحركات