مع تصاعد الأزمة المناخية عالميا وجفاف بعص من الأنهار في دول العالم بسبب ارتفاع درجة الحرارة، تواجه مصر مشكلة مضاعفة وهي ندرة المياه مع استمرار الزيادة السكانية، بالإضافة إلي أزمة السد الإثيوبي تتأثر حصة مصر التاريخية من مياه النيل، مما يتطلب تعاون الدول المعنية للبحث عن حلول مستدامة لأزمة المياه، وتجنب أي تصعيد عسكري يمكن أن يؤدي إلى تداعيات سلبية على المنطقة.

الأمن المائي

وفي هذا السياق أكدت جامعة الدول العربية في القمة الـ٣٣ التي استضافتها البحرين، أن الأمن المائي لكل من مصر والسودان هو جزء لا يتجزأ من الأمن القومي العربي، ورفض أي عمل أو إجراء يمس بحقوقهما في مياه النيل، كما أعربت عن القلق الشديد إزاء الاستمرار في الإجراءات الأحادية لملء وتشغيل السد الأثيوبي، وهي الإجراءات التي تخالف قواعد القانون الدولي واجبة التطبيق، خاصة اتفاق إعلان المبادئ المبرم بين مصر والسودان وإثيوبيا في الخرطوم بتاريخ 23 مارس 2015.

وطالبت الجامعة بامتناع إثيوبيا عن اتخاذ أية إجراءات أحادية توقع الضرر بالمصالح المائية المصر والسودان، مؤكدة على ضرورة التزام الدول الثلاث بمبادئ القانون الدولي، وفي مقدمتها قاعدة عدم إحداث ضرر ذي شأن بالاستخدامات المائية للدول المشاطئة للأنهار الدولية، ومبدأ الاستخدام المنصف والمعقول للمجاري المائية الدولية، ومبدأ التعاون، ومبدأ الإخطار المسبق والتشاور.

إثيوبيا تعلن عن بيع سندات سد النهضة لاستكمال بنائه

وأعربت الجامعة العربية في قرارتها للختامية عن قلقها البالغ إزاء التعنت الإثيوبي الذي أدى إلى انتهاء كافة المسارات التفاوضية اتصالاً بالسد الإثيوبي دون التوصل لاتفاق عادل ومتوازن وملزم قانوناً حول قواعد ملء وتشغيل السد الأثيوبي يحقق المصالح المشتركة للدول الثلاثة ويحفظ الحقوق المائية لمصر والسودان، نتيجة للمواقف الأثيوبية المتشددة والمتجاهلة للمصالح المائية لدولتي المصب السودان ومصر وقواعد القانون الدولي.

وفي ظل التطورات الاخيرة بوقوع زلزال الاسبوع الماضي في إثيوبيا، اعرب العديد من خبراء الموارد المائية والجيولوجيا عن قلقهم من وقع زلزال بالقرب من إثيوبيا بقوه 4.6 ريختر الاسبوع الماضي ، ووصفوه بشديد الخطورة بسبب وجود سدود ضخمة و خزانات كبيرة بالقرب من منطقة الزلزال ، بالإضافة إلي وجود مخاوف بشأن اتجاه المفيض في سد السرج، خاصة أن الصور الحديثة تظهر وصول اتجاه المفيض إلى أقصى أطراف السد مما يؤثر على البنى التحتية المحيطة به.

وعن محاولات مصر لإيجاد حلول مستدامة ومواجهة مشكلة ندرة المياه ، اتجهت مصر لتقليص كمية المياه المفقودة بعد ضخها في شبكات المياه باستخدام تقنية الذكاء الاصطناعي، بهدف تحسين استدامة استخدام المياه، كما تقترح العديد من الدراسات تحلية مياه البحر كخيارًا استراتيجيًا لتوفير المياه في مصر.

نشأت الديهي: مشروع سد النهضة لم يؤثر على حصة مصر من المياه

مجلس الأمن

فيما اكدت الجامعة العربية على استمرار تكليف العضو العربي في مجلس الأمن واللجنة المشكلة بموجب القرار الصادر عن الدورة غير العادية لمجلس جامعة الدول العربية التي عقدت بتاريخ 23 يونيو٢٠٢٠ لمتابعة تطورات الملف والتنسيق مع مجلس الأمن في هذا الشأن، بتكثيف جهودهم والاستمرار في التنسيق الوثيق مع جمهورية السودان وجمهورية مصر العربية

وعن الخطوات المستقبلية في هذا الملف، ودعوة مجلس الأمن لتحمل مسؤولياته إزاء هذه المسألة التي تهدد الأمن والسلم الإقليمي والدولي، أوضحت الجامعة العربية استمرار إدراج هذا الموضوع كبند دائم على جدول أعمال مجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة وعلى المستوى الوزاري لحين التوصل لتسوية لهذه المسألة على نحو يحفظ الحقوق المائية لمصر والسودان.

 

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الأزمة المناخية ارتفاع درجة الزيادة السكانية أزمة المياه تصعيد عسكري جامعة الدول العربية الأمن المائي مجلس الأمن الجامعة العربیة مصر والسودان مجلس الأمن

إقرأ أيضاً:

بعد سنوات من الجفاف.. تحسن كبير في احتياطات المياه بمجموعة من الأحواض المائية المغربية

أخبارنا المغربية- محمد الميموني

شهدت الأحواض المائية في المغرب، وخاصة في مناطق "غير-زيز-غريس"، "درعة-واد نون"، و"ملوية"، تحسنًا كبيرًا في مستوى احتياطيات المياه بفضل ارتفاع معدلات التساقطات، هذا التطور ينعكس بشكل إيجابي على توفير المياه الصالحة للشرب والري.

وفقًا للتقارير الرسمية، سجلت نسبة امتلاء سدود حوض "غير-زيز-غريس" 39.58% في 25 شتنبر 2024، مقارنةً بـ 27.8% في نفس التاريخ من العام الماضي، حيث شهد سد "حسن الداخل" احتياطيًا بلغ 149.1 مليون متر مكعب، مع نسبة ملء تجاوزت 47.7%.

أما في حوض "درعة-واد نون"، فقد ارتفعت نسبة الملء إلى 28.14% مقارنةً بـ 21% في نهاية شتنبر 2023، إذ استفاد سد "المنصور الذهبي" بورزازات من إمدادات كبيرة من المياه، حيث بلغت احتياطياته 178 مليون متر مكعب، ما يمثل نسبة ملء وصلت إلى 40%، بعد أن كانت فقط 14% العام الماضي.

في حوض "ملوية"، وصلت نسبة الملء إلى 36.34% مقارنةً بـ 33.8% في السنة الماضية، كما سجلت سدود "واد زاع"، "سفيصف"، و"ركيزة" نسبة ملء كاملة بنسبة 100% بفضل استلامها 222 مليون متر مكعب من المياه خلال الأسبوعين الأخيرين.

هذا الارتفاع الملحوظ في مستويات المياه من شأنه دعم الاستقرار المائي في البلاد وتعزيز التنمية الزراعية بشكل ملحوظ.

مقالات مشابهة

  • الجامعة العربية تعقد اجتماعات مكثفة لمكافحة الفساد
  • الجامعة العربية تدعو المجتمع الدولي للوقوف إلى جانب لبنان في مواجهة الاعتداءات الإسرائيلية
  • زلزال قوي يضرب إثيوبيا: تكرار الظاهرة الزلزالية وتأثيرها على سد النهضة
  • الجامعة العربية ترحب بالتفاهمات الأخيرة لحل أزمة المصرف المركزي
  • بعد سنوات من الجفاف.. تحسن كبير في احتياطات المياه بمجموعة من الأحواض المائية المغربية
  • الجامعة العربية تدرس وضع خطة إعلامية موحدة لقضايا البيئة
  • الجامعة العربية تطلق ورشة عمل لمواجهة التصحر وتوفير الأمن الغذائي
  • تعرف إلى موقف الدول العربية من حزب الله.. منظمة إرهابية أم حركة مقاومة؟
  • الجامعة العربية تضغط دبلوماسيا للاعتراف بفلسطين ودعم القضايا العربية
  • بعد زلزال إثيوبيا بقوة 5 درجات.. عباس شراقي يكشف تأثيره على سد النهضة